
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهُمّ لك الحمد كما ينبغيّ لجلال وُجهك وعظيم سلطانكّ, سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ, اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
ان الفكر المادي والالحادي والخواء الروحي كان السمه السائده عند غالبيه العلماء في نهايه القرن التاسع عشر وحتى اواخر القرن العشرين والذي كان حائلا دون الوصول الى الحقيقه الجوهرية في اصل نشؤ الكون... فالدين كان في مفهومهم عاجزا عن مواكبه هذا الكم الهائل من العلوم ويتعارض معها من وجهه نظرهم الماديه, فتفشى الفكر الملحد واستبدل الدين بالأعجاب بالذات.
أن الديانات السماوية (الاسلام, المسيحية واليهودية) في اصولها تنهل من منبع واحد هو الله الواحد الخالق المبدع, وان كانت الكتب السماوية التي سبقت القران الكريم لم تأت بحقائق علميه صريحه ومباشره لتفسير ذلك الكم الهائل من الحقائق او المعطيات العلميه , فان ذلك لا يبرر ذلك الفكر الملحد الكافر بوجود الله الواحد القادر المدبر, لان الآيات والظواهر العلميه التي جرًبها هؤلاء العلماء كانت ستقودهم الى دين الفطرة وبان لهذا الكون خالق مدبر قاهر فوق عباده يجب ان يخشوه: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ " [فاطر- ايه 28]