يدّعي هؤلاء بان جهادهم شرعي لانهم يقاتلون حاكم ظالم وكافر كما يدّعون أو طائفه كافره في نظرهم هو تبرير لا يمت للشرع بصله مصداقا للحديث المنقول عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: " لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ". فهل منع هذا الحاكم الذي تحاربونه وتلعنونه الصلاه في مساجدكم او منعكم من اقامتها, وهل تلك الطائفه المسلمه الاخوه في الاسلام التي كفّرتموها ولعنتموها لا تقيم الصلاه؟ , الم تفعلوا اليوم مثل الذي فعله الذين ضلوا من قبلكم !! ﺃﻥّ الذي ﻗﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ رضي الله عنه, ﻭهو يقرأ القرآن ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺥ " ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ" كما تصرخون، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ انه ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺣﺪﺍ ﺍﻟﻤﺒﺸَّﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ. وﺃﻥّ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ علي ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﻊ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻜﻮﻓﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻃﻌﻨﻪ ﻟﻪ " ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ" كما تقولون عند ذبحكم لمن خالفكم ، ﻭ ﻛﺎنوا ﻳﻘﻮلون ﻋﻦ ﻋﻠﻲ كرم الله وجهه انه ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻢّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺻﻬﺮﻩ ﻭ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺸَّﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ .وﺃﻥّ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺣﻔﻴﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻗﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻛﺎﻓﺮﺍ ؟؟؟ ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﻣﻤّﻦ ﻗﺘﻞ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳُﻜﻔّﺮ ﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﺟﻴﺸﺎ مسلما ﻭآﻣْﻨًﺎ ﻭ يقتل لفتوى ظالمه ضاله ... هداكم الله واصلح حالكم لكي ترجعوا للحق و لا تقعوا بالتهلكه والضلال الذي مصيره النار وقانا الله شرها واياكم.
النوع الاول : الافتاء مداهنه للحكام والى ولاه الامر وهي اشرها لكون المفتي بها قد باع آخرته بدنياه نظير منصب زائل او جاه مفقود , فهو يتبع كلِّ ناعقٍ، ومع كلِّ ريحٍ يميل وهو بفتاويه الباطله هذه قد تسبب بالفتن والقتال بين المسلمين ودمار ديارهم واضعف الاسلام وزرع بذور الطائفيه والحقد بين المسلمين ( انظر حال العراق وسوريا وليبيا ) متناسيا المبدأ الشرعي في الافتاء ما جاء به الحديث النبوي الشريف : " لا ضرر ولا ضرار " اضافه الى ان عليه درء الشبهات وتداركها لا ان يعمل بها (*) عند الافتاء حتى لا يقع المفتي بالمحظور , ومن هذه الفتاوي : التصريح بقتل المسلم المخالف بالرأي كالمسلمين الشيعه مثلا , يقول ابن تيميه رحمه الله في ذلك : " كان أهل العلم والسنَّة لا يكفِّرون مَن خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يكفِّرُهم؛ لأنَّ الكفر حكمٌ شرعيٌّ، فليس للإنسان أن يُعاقب بِمثله , كمَن كذَب عليْك، وزنى بأهلِك، ليس لك أن تكذِب عليه وتزني بأهله؛ لأنَّ الكذِب والزِّنا حرامٌ لحقِّ الله، وكذلِك التَّكفير حقٌّ للهِ، فلا يكفّر إلا مَن كفَّره الله ورسوله " , ومن هذه الفتاوي ايضا سبي اهل الذمه وقتلهم: فكيف تسبي من هو مقيم في ارض الاسلام كاليزيديون والنصارى وغيرهم في العراق وفي بلاد الشام وهم من اهل الذمه أُعطوا الامان في انفسهم واموالهم وعقائدهم منذ ان فتح المسلمون تلك البلاد!!! متناسين ما جاء بالحديث عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا " (صحيح – رواه البخاري) وبما جاء بقوله عليه السلام: " مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِياطٍ مِنْ نَارٍ" . (المعجم الكبير للطبراني) وبما جاء بقوله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه : " ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة " (رواه أبو داود، وصححه الألباني.) , ومن هذه الفتاوي الضاله ايضا قتل الاسرى متعللين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل بعض الاسرى كاسرى بني قريظه وبعض اسرى الاعراب متناسين ان رسول الله ما فعل ذلك الا لسبب قاهر وهو انهم قد نقضوا عهدهم مع رسول الله عندما حاربوه وهم في عهد معه عليه الصلاه والسلام, اما ما دون ذلك فكان عليه الصلاه والسىلام رؤوفا بالاسرى يحتكم لقول الله عز وجل فيهم : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا " [الانسان: آيه 8] وكما جاء في قوله سبحانه: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (اي الاسرى) ", وكما جاء في قوله جلت صفاته: " فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ (1) حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " [محمد: 4] حيث بينت لنا هذه الايه بقوله سبحانه : " فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " ان مصير الأسيرهو المنِّ باطلاق سراحه أو الفداء، وليس القتل بسبب العقيده او المذهب أو الدين أو لانه يحاربهم كما فعلوا بالطيار الاردني الكساسبه الذين قتلوه حرقا , ولا حول ولا قوه الا بالله .
ومن امثله هذه الفتاوي الضاله افتاءهم بشرعيه العدوان والبغي على المسلمين المخالفون لهم بالرأي أو المذهب متعللين بكفرهؤلاء دون اثبات شرعي أو دليل على هذا الادعاء ودون الاحتكام الى كتاب الله وسنه نبيه صلوات الله وسلامه عليه في ذلك الادعاء, متناسين قوله عز وجل : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [الحجرات: آيه 9] فكان اولى بهؤلاء ان يفتوا بالصلح لا بتشريع العدوان وتحليله.
النوع الثاني: الافتاء بتحوير أو تطويع ما جاء به كتاب الله وسنه نبيه عليه افضل الصلاه والسلام بهدف تبرير مواقف سياسيه للحكام أو لغرض في نفس المفتي , ولقد حذرنا عليه الصلاه والسلام من هؤلاء بالحديث المنقول عن أبى هريرة , يقول المصطفى عليه السلام: " من تقول على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن أفتى فتيا بغير ثبت فإثمه على من أفتاه ", ومن امثال هذه الفتاوي فتوى احد الشيوخ الكبار سامحه الله حول " الصلح مع الكيان الصهيوني الغاصب لارض الاسلام ", حيث قامت هذه الفتوى على تطويع وتحوير بعض ما جاء به كتاب الله وسنه رسوله مخالفا للمعنى والهدف المقصود منها لدعم هذه الفتوى : حيث بنى هذا المفتي فتواه هذه استنادا الى مرجعين : الاول قوله سبحانه " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ", والثاني قول المفتي : بأن الهدنة تجوز شرعاً مؤقتة ومطلقة، وكلاهما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين، فقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم مشركي مكة على ترك الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، يكف بعضهم عن بعض، وصالح كثيراً من قبائل العرب صلحاً مطلقاً، فلما فتح مكة نبذ إليهم عهودهم، وأجّل من لاعهد له أربعة أشهر...
ردا على ما جاء بالمرجع الاول لهذه الفتوى (فتوى الصلح مع اسرائيل) " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله " [الانفال: آيه 61], حيث ان المفتي تناسى ما جاء بعد هذه الايه " وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ " [الانفال: آيه 62], حيث اننا نرى ان ما اشارت اليه الآيه الكريمه لا ينطبق على اليهود ولا على كيانهم الصهيوني كون اليهود غاصبين لارض الاسلام اولا , وبانهم مخادعون ولم يجنحوا للسلم يوما منذ ان اعتصبوا ارض فلسطين ولم يقبلوا سلاما الا مكرهين حتى يعودوا مره أخرى لعدوانهم وخداعهم ثانيا, وكيف يعتبر اليهود جانحين للسلم بعد ان اغتصبوا أرضا للاسلام وهي ليست ارضهم، وسفكوا الدماء على مدى تاريخ وجودهم في فلسطين ( ليشمل اضافه الى فلسطين بلاد الاسلام والعرب كان اولها دير ياسين وقبيه ونحالين 1947 في فلسطين وفي مصر 1956 وفي سوريا ومصر والاردن وفلسطين 1967 وفي لبنان سنه 1985, 2000, 2004, 2006 وآخرها مذابح غزه 2014) ، وأخرجوا اهلها من ديارهم وشردوهم في اصقاع الارض بغير حق؟ ولا يزالوا وللان ينكِلوا باهل فلسطين ويقتلوهم في كل يوم...لذا فهذه الايه لا تنطبق عليهم , لقد كان الاولى لمن افتى بهذه الفتوى ان يقرأ قوله تعالى :" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ " [الحج: آيه 40-39] وقوله عز وجل﴾" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" .[محمد: آيه 35] , وما جاء في قوله سبحانه في اليهود: " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين " [التوبه: آيه 14] صدق الله العظيم.
ردا على ما جاء به هذا المفتي بالمرجع الثاني لهذه الفتوى بخصوص " الهدنه " فنقول: ان الهدنه مع مغتصب أرض الاسلام تعني شيء خطير، الا وهو الاعتراف لهذا المغتصب بارض الاسلام التي اغتصبها بالحديد والنار، وشرد أهلها بالملايين، وهذه الهدنه تعني الاعتراف بوجوده والاعتراف بان هذه الارض أصبحت حقا لهذا اليهودي المغتصب ونكون بذلك قد منحنا له بهذه الهدنه شرعية لاغتصابه، وغدت حيفاً ويافا وعكا واللد والرملة وبير السبع، بل القدس نفسها اولى القبلتين وثالث الحرمين اصبحت أرضاً يهوديه وان هذه الارض العربية الإسلامية التي ظلت أكثر من ثلاثة عشر قرناً اسلاميه، صارت جزءاً من دولة يهود قتله الانبياء المغضوب عليهم من الرب الى يوم القيامه, ولم يعد لنا حق فيها، ولا حتى مجرد المطالبة بها طالما كنا بهذا الخنوع وهذا الخذلان وفينا مثل هذا النوع من الافتاء, والمسلمون في ديار الإسلام يعجبون من العرب كيف تغيروا ما بين عشية وضحاها، وجعلوا العدو صديقاً ووضعوا أيديهم في يد من قاتلهم وقتلهم وأخرجهم من ديارهم وابنائهم على يد من غضب الله عليهم، وموقف العرب هذا قد بينه لنا الله عز وجل بقوله في كتابه العزيز: " قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " [البقره: آيه 246] . فاقرأ يا من افتى بهذا ان شأت قوله سبحانه : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ " , فكيف نعاهدهم على هدنه والله يقول فيهم : ﴿ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴾ [الأنفال: 56]. فكم من مره نقضوا الهدنه مع العرب وخدعوهم في العصر الحديث , لقد نقضوا الهدنه مع مصر في 1956, 1967 , ونقضوها مع سوريا ولبنان وفي فلسطين عشرات المرات !!!!
النوع الثالث: الافتاء خلافا واختلاف عن ما هو عليه حال الامر في كتاب الله: عَنْ عَبْدَالله بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ الله يَوْماً، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الغَضَبُ فَقَالَ: « إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلاَفِهِمْ فِي الكِتَابِ ». أخرجه مسلم. والمعنى هنا استغلال باب الاجتهاد كذريعه للافتاء أو للتفسير خلافا للمعنى المقصود الذي جاء به كتاب الله بهدف حب الظهور او مخالفه رأي الاخرين من خلال تحميل النص القرآني غير ما يحمله, ومن امثله ذلك الخلاف في فتاوي شرب الخمر الذي حلله من يدعى بالشيخ مصطفى راشد ، المنتدب من الأزهر في استراليا مفسرا معنى كلمه " الاجتناب " في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائده: آيه 90] اي مجانبه الخمر والبعد عنه وبناء على تفسيره الضيق هذا قال بأن الخمر ليس بحرام, وهذه الفتوى تعكس امرين اما ان يكون هذا الشيخ ضالا مضلا وجاهلا لكتاب الله وسنه رسوله فضل سعيه ومسعاه وصور له شيطانه انه انما يحسن صنعا حيث وصف الله عز وجل امثاله بقوله سبحانه : " الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " [الكهف:104] او ان يكون هذا الشيح محبا للظهور والتباهي على حساب دنياه وآخرته و وهو يعلم كل العلم ان الخمر محرم اكثر من حرمه اكل لحم الخنزير وهو يعلم ان الرسول عليه السلام عندما سأل عن الخمر قال فيه كما جاء بالحديث : " لعن الله الخمر ولعن شاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها ", وهي محرمه شرعا كما جاء في الحديث ايضا: " لا تَشْرَبْ مُسْكِرًا ، فَإِنِّي حَرَّمْتُ كُلَّ مُسْكِرٍ " , وتناسى هذا الشيخ قوله تعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " [المائده: آيه 91] فلو كان شرب الخمر غير محرم كما يدعي هذا الشيخ فإن من شرب الخمر ولو قليل منه يبقي اثر هذا الخمر في دم الشارب لاكثر من عشر ساعات (**) اي ان هذا الشارب سيبقى نجسا وحتى لو تطهر او توضأ وبالتالي اضاع ثلاثه فروض للصلاه على الاقل في يومه الذي شرب فيه قليلا من الخمر ( يبقى اثرالكحول لشفطه صغيره من مشروب البيره في الدم لاكثر من 10 ساعات) وهو ما اشار اليه الله عزوجل بقوله سبحانه : " وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " صدق الله العظيم. فاذا كان الخمر حلالا كما يدّعي هذا الشيخ فكيف يأمرنا عز وجل بالانتهاء عن الخمر والميسر؟!!!!, وهل الانتهاء يعني ان نشربه خفيه لان فتواك يا شيخ تقول لنا انه حلال كما صوره لك شيطانك , فحالك يا شيخ كحال من قال بان الله قد نهانا عن الصلاه وكان دليله " لا تقربوا الصلاه " وأقسم باغلظ الايمان انه صادق وان هذه الجمله " لا تقربوا الصلاه " هي من كتاب الله , لقد صدق بكون هذه الجمله من كتاب الله ولكنه كذب على الله وعلى الناس باخفاء باقي الآيه وهو يعلمها ويعلم ما جاءت به.
ومن هذا النوع من الفتاوي ما افتى به " الشيخ عبدالمحسن العبيكان " صاحب الفتاوي الشاذه , حيث خرج علينا سماحته بفتوى تجيز " إرضاع الكبير" (***), اي ارضاع الرجل الغريب عن المرأه المرضعه مستندا الى حديث منقولا على لسان ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها ومستندا الى رأي " ابن تيميه " في ذلك وكأنما ابن تيميه رحمه الله منزه عن الخطأ وما يقوله من افتاء او قول هو الصحيح حتى لو خالف به الشرع والمنطق, لقد رفع البعض ابن تيميه لمراتب النبوه واقول لهؤلاء أن "لا رهبانيه في الاسلام" فمن اجتهد وأخطأ فله اجره ومن اجتهد واصاب فله أجره مرتان ولقد اخطأ ابن تيميه في كثير من الامور واصاب في البعض الآخر , ورغما عن الاشتراطات التي ساقها سماحته فان هذه الفتوى هي فتوى باطله بكل المقاييس الشرعيه والعقليه وطبقا للقرائن التاليه:
-
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [ سورة النور: 31] , فإذا كان هذا هو حكم الله الخاص بالمحارم , فكيف لاي امرأه بعد حكم الله هذا ان تكشف عن عوره صدرها لرجل حتى تقوم برضاعته؟ لكي يصبح بعد هذه الرضاعه من المحارم, واين هي من حُكْمِه سبحانه وتعالى عندما كشفت عن عورتها لهذا الرجل الغريب وقبل ان يصبح محرما عليها!!
-
أن الحديث المنقول عن ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها قد اسيء فهمه وتفسيره: ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها انها قَالَتْ: " جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ وَهُوَ حَلِيفُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ ( رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ), نرى ان رد رسول الله على "سهله بنت سهيل" على طرحها لموضوع امتعاص زوجها "إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ " بسبب دخول "سالم" عليهم في بيتهم كان من الممكن ان يكون ردا قد يسيء الى "أبي حذيفه " والى " سهله " زوجته اذا ما طلب منها رسول الله ان لا تستقبل "سالم" في بيتها مراعاه لشعور زوجها وكما جاء في الحديث النبوي: " إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ " , لذا كان رد رسول الله عليها ردا مؤدبا تعجيزيا لها عندما قال عليه السلام " أَرْضِعِيهِ " !!! ودلاله على ذالك تَبسّم و ضَحك صلوات الله عليه عندما سارعت " سهله بنت سهيل " بالقول: " وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ " !! قائلا لها عليه الصلاه والسلام: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ " اي انك يا "سهله" لا يمكن لك من ارضاعه, ولم يشر هذا الحديث من قريب او بعيد الى شرعيه رضاعه الكبير من غير المحارم لكي يصبح محرما, وكما افتى به ابن تيميه وغيره.
-
أن الرضاعه لا تكون إلا للوليد حتى تكتمل باقي اعضاءه الرئيسيه كالكبد والكلى والجهاز اللمفاوي والاغشيه الدماغيه وبعض العظام اضافه الى الحبل الشوكي وبطين القلب وهو الامر الذي يحتاج الى عامين كما جاء في قوله سبحانه: " وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ " [لقمان: آيه 14]، فلو شاركت ايه امرأه في ارضاع هذا الوليد لنالها مع امه فضل بناء انسجه جسمه الناقصه , ومن المعجز ان لبن المرضع خلافا للحليب الحيواني يحتوي على بروتين متميز يسمى " ألفا لاكتالبومين " الذي يعزى اليه بناء الجينات في خلايا الانسجه الناميه وهذا ما يعنيه اختصارا ان هذا الرضيع يصبح للمرضع ابنا في الرضاعه بالمشاركه في بناء جيناته وانسجته, فلقد جاء في الاثر عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " لا رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ ، إِنَّمَا الرَّضَاعُ مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ وَأَنْشَزَ الْعَظْمَ " , ورضاعه الكبير المكتمل الاجهزه لن تأثر عليه ولا يمكن ان تؤدي الى ان يكون ابنا بالرضاعه او مَحْرًما لمن ترضعه.
-
أنَّ القول بعدم تأثير رَضَاع الكبير هو قول أكابر الصحابة وفقهائهم كعمر بن الخطاب وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وأبي موسى الأشعري ورُوِيَ بسند جيد عن علي بن أبي طالب وهو قول عامة أمهات المؤمنين، كما حكت أمُّ المؤمنين " أمِّ سلمة " رضي الله عنها انها قد راجعتْ عائشةَ رضي الله عنها في قولها هذا.
فتاوي الضلال والفتن
" وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [النحل: آيه116-117]
" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [الأنعام: 144]
(1) جمله "ضرب الرقاب" في هذه الايه الكريمه قد تعني امرين : الاول ان يكون المعني يفيد بان تشتد حربكم على الكافرين بقطع رؤوسهم كدلاله على تلك الشده في محاربه الكافرين ولا تعني قطع رؤوس من شددتم وثاقهم كاسرى : " فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً " , والمعنى الثاني هو ان يكون معنى "ضرب" " الرقاب" هنا هو "فصل" ( ضرب بينهم سور يعني فصل بينهم بسور) " الاسرى" عن المعركه وليس قطع الرقبه وهو ما بينه سبحانه في قوله : "إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (الاسرى)" . وهذا المعنى قد يتفق مع ماجاء في الآية الكريمه: " فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " فإذا كان ضرب الرقاب معناها فصل الرأس عن الجسد كما يدعي المبطلون لما كان هناك منطق لأمر شد الوثاق. ما هو الداعي لشد وثاق جثة مفصول رأسها؟؟ وزيادة في التأكيد هو قوله سبحانه: " إِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء." فكيف تمن على جسد بدون رأس وتطلق سراحه أو تفديه؟؟
(*) قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه " عظيم النفع مفتاح دار السعادة " في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : عن كُمَيْلِ بنِ زياد النخعي قال: أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالكوفة بيدي، فأخرجني حتى انتهينا إلى ناحية الجبَّانةِ، فلما أصحَرْنا جلَسَ، ثم تنفَّس الصُّعداءَ، ثم قال: " يا كُمَيْلُ بنَ زيادٍ، إن هذه القلوبَ أَوْعيةٌ، فخيرُها أوعاها، فاحفَظْ عني ما أقولُ لك: " الناس ثلاثةٌ: فعالمٌ ربَّانيٌّ، ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ، مع كلِّ ريحٍ يميلون، لم يَسْتَضيئوا بنور العلم، ولم يَلْجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ." .... بان هذا الحديث أنفع وصية في دفع الشبهات عند العلماء حين يفتوم الناس.
(**) لقد قام المعهد الامريكي لعلاج الادمان التابع لجامعه فرجينيا للتقنيه بدراسات وابحاث استغرقت اكثر من سته اشهر لمخططات تراكيز الكحول في الدم لدى عينات عشوائيه من متعاطي الخمور, ومن نتائج تلك الابحاث وجد انه يمكن بقاء اثر الكحول في البول لحد أربعة إلى خمس أيام بعد تناول كميه كبيره منه, كما يمكن الكشف عن وجود كميات صغيرة من الكحول في الدم لحد عشرة الى اثني عشر ساعه في حال تناول كميات قليله جدا من الكحول أو مشروب البيره, وذلك للشخص الغير معتاد على شرب الخمر أما الشخص الذي يشرب الكحول باستمرار فقد يستغرق لتخلص من الكحول في دمه وقتا أطول ,حيث يبقى اثر الكحول في الدم لمدة قد تصل أحيانا إلى اكثر من أسبوع.
(***) قال الشيخ في فتواه : "إذا احتاج أهل بيت (ما) إلى رجل أجنبي يدخل عليهم بشكل متكرر وهو أيضاً ليس له سوى أهل ذلك البيت ودخوله فيه صعوبة عليهم ويسبب لهم إحراجاً وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة، فإن للزوجة حق إرضاعه". واستشهد بحديث سالم مولى حذيفة وأقوال أخرى استشهد بها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية ، مؤكداً أنها ذكرت وموجودة في المؤلفات الخاصة بابن تيمية، مشيراً إلى أن فتوى إرضاع الكبير بحسب ما حددها من ضوابط هي حالة "لا تختص بزمن معين وإنما هو للعامة في جميع الأزمان".
تمهيـــــــــد : نعيش هذه الايام عصر الظلام والفتن والتضليل فاصبح عدو الاسلام صديقا والمسلم عدوا وتحزب كل فريق لقرينه مستندين الى فتاوي اغلبها باطل تستند الى تآويل باطله محرفه المعاني والاهداف لما جاء في كتاب الله عز وجل وسنه نبيه صلوات الله وسلامه عليه, كَفّرتْ فيه تلك الفتاوي وبدون اقامه اي دليل شرعى مُثبت طوائف من المسلمين خلافا لما قال به ابن تيميه رحمه الله بان : " رَأْسُ الإسْلامِ: وهُو شَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ " ومتناسين قول المصطفى عليه الصلاه والسلام بالحديث المنقول عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه : " لا يرْمي رجلٌ رجُلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفْر، إلا ارتدَّت عليْه، إن لَم يكن صاحبُه كذلك " (رواه البخاري) , وكما جاء في الحديث عن معاذ بن جبل: " ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار" فهل في ممن كَفّرتهم هذه الفتاوي من لا يشهد بشَهادةُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وبأن محمد عبده ورسوله ؟ .
فاليوم نرى زهره شباب هذه الامه التي كانت خير امه أخرجت للناس كما جاء في قوله سبحانه : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ " [آل عمران: آيه 110] , يقتتلون فيما بينهم باسم الجهاد والجهاد منهم براء , استبدلوا جهاد عدو الاسلام اليهود ومن والاهم بقتال المسلمين وقتل انفسهم ورموا بها الى التهلكه, الم يقرءوا حديث نبينا المبعوث رحمه للعالمين: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه " (متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه.) ,

يقول عز وجل في كتابه العزيز محذرا من الذين يفترون على الله الكذب : " وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [النحل: آيه116-117].
لقد كانت غالبيه هذه الفتاوي باطله وافتراء على الله كذبا وعَمِل من افتى بها على تحوير ما جاء به كتاب الله وسنه نبيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من معاني خدمه لاهداف ومكاسب دنيويه أو سياسيه ليضلوا بها المسلمين تحقيقا لتلك المكاسب والاهداف, ولقد جاءت تلك الفتاوي الباطله على انواع :

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com