top of page

قد يخطيء البعض عند الاعتقاد بان "الساعه" هي "يوم القيامه", فالساعة ليست هي يوم القيامة بل هي زمن لتلك الاحداث الجسام والاهوال التي تسبق يوم القيامة بمراحل وكما وصفها لنا ربنا عز وجل " يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " [الحج: آيه 2] وما بين الساعه ويوم القيامة فتره لا يعلمها الا عالم الغيب والشهادة تنتهي عندها الحياه التي نعرفها ويتوقف بها الزمن الذي نعرفه.

 

فالساعة هي آخر وقت في عمر الدنيا وأمر قيامها قد يأتي بغته بالنسبة لنا وما بينها وبين يوم القيامة  احداث كونيه خارقه عصيه على فهمنا وفهم عقولنامنها ان تُطوى السماء كطي السجل للكتب كما جاء في قوله عز وجل: " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ " [الانبياء: آيه 104] ومنها ان تبدل الأرض والسماوات بغيرها مصداقا لقوله سبحانه:" يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ". [إبراهيم: آيه 47]

الساعة ويوم القيامة

إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * (التكوير)

إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * (الانفطار)

وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ

أما " يوم القيامة " فهو اول يوم من ايام الآخرة وهو يوم استقرار على أرض جديدة وهو زمنيا ليس كأيامنا كما جاء في قوله عز وجل: " وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " [الحج: آيه 47] والساعة تقوم على أحياء فتُميتهم ويُدفنون تحت ثرى الأرض وتعني زوال الدنيا وفناءها  بينما تكون القيامة على أموات فتحييهم، وتتشقق الأرض عن أجسادهم فيخرجون منها وينبتون كما ينبت البقل، فهو يوم يقوم فيه الناس من مرقدهم لرب العالمين, وبالقيامة هنالك مكونات وعناصر ليست من مكونات وعناصر ما تقوم عليه الساعة، مثل الحساب والجنَّة والنَّار والميزان والكتب وما الى ذلك. 

 

فالساعة تأتي بغتة ولها أشراطها (*) كما جاء في قوله عز وجل: " فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا " [محمد: آيه 18] وتعني قرب انتهاء فرصة الإيمان لمن لم يؤمن، وهي تقوم على أرضنا وسماواتنا وعلى الاكوان التي نعرفها او تلك التي لا نعرفها، بينما القيامة تقوم ولا أشراط لها، لأنها تقوم على الأموات.

 

وقيام الساعة يعني زوال الدنيا وفناءها ومن اهوال الساعه ان تتزلزل الأرض وتُخرج براكينها من جوفها وتُنسف الجبال وتنتمص النجوم وتنكدر " وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ " [التكوير: آية 2], وتسعًر البحار وتنفجر" وَإِذَا الْبِحَارُ فجِّرَتْ " [الانفطار: آية 3] وتكشط السماء وتفتح لتصير أبوابا وتنشق لتكون ورده كالدهان كما جاء في قوله عز وجل : " فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ" [الرحمن: آية 37]، بينما القيامة تقوم على كل الأكوان والخلائق والأرضين بالمساواة ، ففي ذلك يقول تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ (الساعة) ُثمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (القيامة) " [الزمر: آيه 68] ؛ وهو الأمر الذي يؤكد وجود مخلوقات عاقلة بالسماء لورود تعبير (مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ)، فكلمة (من) تقال للعاقل، اضافه الى الخلق العاقل هنالك الخلق الغير العاقل من خلقه سبحانه كما جاء في قول الله تعالى: "وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ" [التكوير: آيه 5] ؛ وقوله سبحانه: " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون" [الأنعام: آيه 38].فكل الخلق سيحشر أمام ربه سبحانه وتعالى بالآخرة في ذلك اليوم .... يوم القيامة.

والساعة تشتت البشر وتفرقهم كما جاء في قوله تعالى: " وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ " [الروم: آيه 14] أما يوم القيامة فهو يوم " الجمع" الذي يجمعون فيه، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التغابن: آيه 9].

 

سميت الساعه بتسميات عديده في القران الكريم فهي "الساعه"، و"القارعة"، و"الصاخة" (صَيْحة شديدة تُصِمّ الأُذُن لشدَّتها) كما جاء بقوله سبحانه وتعالى: " فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ " [عبس: آيه 33]. و"الواقعه" كما وردَ في قوله تعالى: " إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ " [الواقعة: آيه 1] وسميت ب "الآزفة" (كلُّ شيء اقْتَرَبَ ، فقد أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ) كما جاء في قوله عز وجل: "أَزِفَتِ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ"  (**)[النجم:57-58]. وسميت كذلك "بيوم التناد"، أي إنّه يوم إطلاق النداءات وهذا ما يحصل عادةً عند الكوارث الكبرى الفجائيه، قال تعالى:" وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ[غافر:32-33].

وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ

اما يوم القيامة فلقد ورد ايضا بتسميات عديده ومنها " يوم الخروج "، كما جاء في قوله تعالى: " يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ " [ق: آيه42]. وجاء كذلك بلفظه "يوم الفصل" " إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ " [الدخان:آيه 40]. وجاء بلفظه "يوم الدين" حيثُ قال الله تعالى: " وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ " [الانفطار: آيه 14-15]. وجاءت كذلك بلفظه "يوم الحساب" و "يوم الجمع" و "يوم الخلود" أي إنّه اليوم الذي يخلد فيه الناس في النار أو في الجنة، كما جاء في قوله تعالى: " ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ " [ق: آية34]. وهي ايضا "يوم التلاقي" و "يوم الوعيد"، كما قال تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ " [ق: آيه 20]. و سمي كذلك ب " يوم التغابن"، أي إنّه يوم شعور أهل النار بالخسران لما فاتهم، يقول الله عز وجل: " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ" [التغابن: آيه 9].

 

ولقد جمع الله سبحانه وتعالى أحداث الساعة والقيامة في القران الكريم في سورتين، فقد جمعها في سورة التكوير، وجمعها ايضا في سورة الانفطار، لبيان تلاصق العهدين وصيرورة الأمر كله لله سبحانه.

(*)    علامات الساعة أو أشراط الساعة :هي مجموعة من الظواهر والأحداث يدل وقوعها على اقتراب وقوع يوم القيامة، ومعنى الأشراط في اللغة العربية: جمع شَرَط، والشرط العلامة، وأشراط الساعة أي علاماتها وأسبابها، فهي العلامات التي يكون بعدها قيام الساعة  وهو الوقت الذي تقوم فيه احداث جسام ينتج عنها فناء الكون الذي نعرفه ، وسميت الساعة لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة, وتقسم علامات الساعه واشراطها الى ثلاثه اقسام او اشراط وهي: 

1. العلامات الصغرى: وهي العلامات التي ظهرت وانقضت وهي علامات صغرى لبعد زمن وقوعها عن قيام الساعة، مثل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ووفاة النبي، وانشقاق القمر وخروج نار عظيمة بالمدينة تضيئ لها أعناق الأبل ببصرى، وانتهاء عصر الصحابة... وما الى ذلك.

2. العلامات الوسطى : وهي العلامات التي ظهرت أو وقعت و لم تنقض بل تزيد وتكثر وهي كثيرة جداً تزيد عن 90 علامه  وهي علامات صغرى أيضاً كما سيأتي منها: أن تلد الأمة ربتها، وتطاول الحفاة العراة رعاة الابل في البنيان، وخروج ثلاثين دجال يدعون النبوة , كثرة ظهور الفتن بأنواعها. ظهور الكاسيات العاريات, تشبه الرجال بالنساء  مشاركة المرأة زوجها في التجارة, شهاده الزور, تخوين الامين وائتمان الخائن, عدم المبالاة بمصدر المال من حرام أم من حلال. أن يتخذ الفيء دولاً. ان تكون الأمانة مغنمًا. ألا تطيب نفوس الناس بإخراج زكاتهم (والزكاة مغرمًا). تعلم العلم لغير الله. طاعة الزوجة وعقوق الأم. إدناء الأصدقاء وإقصاء الآباء. رفع الأصوات في المساجد. سيادة الفساق على القبائل. ويكون زعيم القوم أرذلهم. ويكون إكرام الرجل اتقاءً لشره. استحلال الحرير للرجال. استحلال الخمر. استحلال المعازف. تمني الناس الموت. مجيء زمان يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا. زخرفة المساجد والتباهي بها, تقارب الزمان تداعي الامم على المسلمين, كثره الكذب, وقوع الفتن ....اضافه الى العلامات التي لم تقع بعد: ومنها ظهور المسيخ, مطر لا تكن منه بيوت المدر, مجيء زمان لا يبقى أحد إلا لحق بالشام, رفع القران, ظهور الجاهجاه, فتح القسنطينه, عوده قبائل من العرب الى عباده الاصنام, هدم الكعبه,  كثره الفتن, رفع القران من المصاحف والصدور وغيرها من العلامات.

3- العلامات الكبرى : وهي التي تعقبها الساعه مباشره : وهي عشره علامات بينات: قال حذيفة رضي الله عنه: "اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ قالوا نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر: 

 

  • الدخان.

  • الدجال.

  • الدابة.

  • طلوع الشمس من مغربها.

  • نزول عيسى بن مريم عليه السلام.

  • يأجوج ومأجوج.

  • خسف بالمشرق.

  • خسف بالمغرب.

  • خسف بجزيرة العرب.

  • نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

 

 

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page