معجزه انشقاق القمر

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُكُرٍ *خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ " [القمر:آيه 1-7] حيث تشير هذه الآيات الكريمه الى حدث عظيم وهو حدث انشقاق القمر بقوله عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ" , ولقد اختلفت الاراء حول هذا الانشقاق , وتتمثل تلك الآراء بروايتين, ولكل منهما حجتها واسانيدها, فالروايه الاولى تفيد ان هذا الانشقاق للقمر قد تم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجره من مكه المكرمه, وتتلخص هذه الروايه بما يلي:

بان من المعجزات التي أيَّد الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، معجزة انشقاق القمر إلى شقين، حتى رأى بعض الصحابة جبل حراء بينهما. وكان وقوع هذه المعجزة قبل الهجرة النبوية عندما طلب منه كفار مكة آية تدل على صدق دعوته ، ففي الحديث : " أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما " متفق عليه، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا " متفق عليه. وعن ابن مسعود (*) رضي الله عنه قال: " لقد رأيت جبل حراء من بين فلقتي القمر".

روي عن عبد الله بن عباس في البداية والنهاية: "اجتمع المشركون إلى رسول الله منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والعاص بن هشام والأسودابن عبد يغوث والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحارث ونظراؤهم فقالوا للنبي إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم النبي إن فعلت تؤمنوا قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسأل الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر وقد سلب نصفا على أبي قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله ينادي " يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن الأرقم اشهدوا."

وفي الحديث عن ابن مسعود " إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ووعدوه بالإيمان إن فعل وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ...فانشق القمر نصف على جبل الصفا ونصف على جبل قيقعان المقابل له حتى رأوا حراء بينهما فقالوا : سحرنا محمد ثم قالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل: اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح وإلا فقد سحر محمد أعيننا, فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر فقال أبو جهل والمشركون :هذا سحر مستمر أي دائم, فانزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات من سوره القمر.

(*) عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل، فقيه الأمة، حليف بني زهرة وأحد أوائل المهاجرين حيث هاجر الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر بقراءة القرآن. تولى قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ ".

(**) القصة التاريخيه فيما يتعلق بأصل الإسلام في مالابار ، تبدأ مع الملك الهندوسي "شيرا مان بيروميل" الذي يقال أنه قد ذهب إلى مكة و اعتنق الإسلام عند قدمي النبي محمد .على الرغم من ان بعض العلماء يشككون في صحة هذا القصه باسانيد غير مقنعه ، حيث تبقى الحقيقه، أن انتشار الاسلام في بلاد المالابار تم بعد تحول الملك "شيرا" للاسلام في بدايات القرن السابع الميلادي (619 م). وكما اقترح M.G.S. نارايانان ، " بأنه ليس هناك من سبب لرفض هذه القصه بأن "شيرا" آخر ملك من ملوك الهندوس في الملبار قد اعتنق الإسلام وذهب إلى مكة ، لان هذه القصه مثبته ، ليس فقط في سجلات المسلمين ، ولكن أيضا في سجلات brahmanical الهندوسية مثل Keralolpatti التي لا يمكن لكاتبها وموثقها الهندوسي البرهمي تلفيق مثل هذه الحكاية رغما عن كونها قد تؤثر على هيبة أو مصالح السكان الهندوس البراهمة " .

هذه القصه التاريخيه تعطي تواريخ مختلفة لتحويل الملك "شيرا" إلى الإسلام. ووفقا لاحدى تلك النسخ (أقرب المخطوطات على نشأة الإسلام في ولاية كيرالا) ،والتي تشير الى أن مجموعة من التجار العرب ، وكعادتهم هبطوا في كودونغالور ( Cranganore ) ، حيث التقى الملك "شيرا" بهم . وأوضح الفريق للملك عن ظهور النبي محمد و رسالته. كما قالوا له عن المعجزات التي أظهرها هذا النبي بما في ذلك حادثه انشقاق القمر في مكه, وعند سماع الملك "شيرا" عن قصه انشقاق القمر والتي كان شاهدا بنفسه عليها هو وقومه في بلاده المالابار. فلقد اجتذبت هذه الروايه الملك إلى الاسلام و طلب من الفريق رغبته في اعتناق الإسلام ولقاء محمد. حيث دعى الملك "شيرا" شنكرا فارمان أو Chenkal بيروميل ( 621-640 ) والذي التقى بالنبي محمد في مكه حول 617 م, وطلب منه مصاحبته للقاء محمد , وكان لقاء الملك بالنبي محمد في جدة يوم الخميس 27 شوال، حوالي ثلاث اعوام قبل الهجرة ( 619 م ) حيث اعتنق الاسلام وسمى نفسه بتاج الدين. وبعد تغيبه عن المملكة لفتره عاد الملك إلى مالابار ، وفي الطريق مات في شاهار Muqalla في اليمن يوم الاثنين من محرم في السنة الأولى من الهجرة ( 622 م ) .(المرجع: http://www.jaihoon.com/456.htm)

كما أن كتاب كيرالولباتي للمؤرخ ألالماني ذكر ان إثنين من الملوك رحلوا إلى مكة في زمانين مختلفين، كما أن المراجع تذكر إسمين مختلفين شكرواتي فرما وشيرا مان بيرومان، وأول مسجد بني بالهند بالقرن السابع يطلق عليه اسم (مسجد شيرا مان-مالك).

(***) أثناء بحث بيتكوك عن لاديان, أهداه صديق له ترجمة لمعاني القرآن بالإنجليزية فتحها فإذا بسورة القمر فقرأ "اقتربت الساعة وانشق القمر", فتسائل هل ينشق القمر؟ ..مما شكل له صدمه منعته من قراءة باقي المصحف ولم يفتحه ثانية . وفي يوم وهو جالس أمام التلفاز البريطاني ليشاهد برنامجا على ال بى بى سى يحاور فيه المذيع ثلاثة من العلماء الأمريكان عاتبا عليهم, كيف أن أمريكا تنفق الملايين بل المليارات من الدولارات في مشاريع غزو الفضاء في الوقت الذي يتضور فيه الملايين من الجوع والفقر, فظل العلماء يبررون أن ذلك قد أفاد كثيرا في جميع المجالات الزراعية والصناعية...وما الى ذلك, ثم جاء ذكر أحد أكبر الرحلات تكلفة الى سطح القمر وكلفت حوالي 100 مليار دولار فسألهم المذيع, لكي تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا المبلغ؟؟ فكان رد العلماء أنهم كانوا يدرسون التركيب الداخلي لهذا التابع لكي يروا مدى تشابهه مع الأرض, ثم قال أحدهم "لقد فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه إلى جوفه إلى سطحه فأعطينا هذه المعلومات إلى الجيولوجيين فتعجبوا وقرروا أنه لا يمكن أن يحدث ذلك إلا أن يكون القمر قد انشق او انقسم في يوم من الأيام ثم التحم بعد ذلك, وأن تكون هذه الصخور المتحولة ناتجة من الاصطدام لحظة الالتحام" .ثم يستطرد داود موسى بيتكوك قائلا " قفزت من على المقعد وهتفت معجزة حدثت لمحمد عليه الصلاة والسلام من أكثر من 1400 سنة في قلب البادية" , يسخر الله الأمريكان لكي ينفقوا عليها مليارات الدولار ات حتى يثبتوها للمسلمين أكيد أن هذا الدين حق ...وكانت سورة القمر سببا لإسلامه بعد أن كانت سببا في إعراضه عن الإسلام. (المرجع: ندوه للدكتور زغلول النجار)

الاسانيد التي تدعم هذه الروايه:

انشقاق القمر حادثة مذكورة في القرآن وفي كتب الحديث يؤمن المسلمون أنها وقعت في عهد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله في مكة، فانشق القمر نصفين بين جبل أبي قبيس, ويعتبرونها إحدى معجزات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الاحاديث المنقوله والمثبته عن الصحابه رضوان الله عليهم, كحديث ابن مسعود الذي شهد الحدث بنفسه " انشق القمر ونحن مع النبي، فصار فرقتين "، فقال لنا: "اشهدوا اشهدوا" اضافه الى حديث ابن عباس المنقول عنه كحديث حسن صحيح.
قصه اسلام ملك بلاد المالابار الهندوسي (**) والمثبته بكتب الهندوس, والتي تمت الاشاره اليها بحديث صحيح منقول عن أبي سعيد الخدري " أهدى ملك الهند إلى رسول الله جرة فيها زنجبيل فأطعم أصحابه قطعة قطعة وأطعمني منها قطعة ".
قصه اسلام داود موسى بيتكوك رئيس الحزب الإسلامي البريطاني نتيجه روايه رواد الفضاء الامريكان عن الشقوق الموجوده على سطح القمر (***).

الروايه الثانيه:

تشير هذه الروايه ان حدث الانقسام والانشقاق للقمر لم يحدث بعد وان هذا الانشقاق سيحدث عند قيام الساعه وبنوا على ان قوله سبحانه " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " لا يفيد بان انشقاق القمر قد تم حدوثه كافاده صريحه, اذ ان من الممكن ولاقتران الانشقاق باقتراب الساعه بان حدث الانشقاق هو اشاره قرآنيه لاحد الاحداث الكونيه التي تترتب عليها اهوال الساعه كما جاء في قوله سبحانه وتعالى " فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ* يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ" [القيامه:آيه 7-9] , وهذه الروايه تبناها المعتزله, وبعض علماء السنه في زمن الدوله العباسيه اضافه الى ان بعضا من العلماء المحدثين قد انكر حصول هذا الانشقاق لعدم تطابقه مع الحقائق العلميه في نظرهم ولعدم اشاره النص القرآني الى ذلك بوضوح.

الاسانيد التي بنت عليها هذه الروايه:

لم يُذكر انشقاق القمر في أي مرجع تاريخي سوى الإسلامي منها, فمما لا شك فيه أن ظاهرة على هذا المستوى الكوني كانت ستلاحظ من كل الشعوب المتحضرة في ذلك الزمن. وعلى سبيل المثال، فإن ظاهرة ارتطام النيازك بالأرض في منطقة معينة، تعيش ذكراها في الكتب الرسمية والحكايات الشعبية لشعوب تلك المنطقة. ومن الأمثلة على ذلك كسوف الشمس الذي وقع في حياة نبي الإسلام محمد بن عبد الله. فالبرغم من ضآلة هذا الحدث مقارنة بحادث انشقاق القمر، فإنه مذكور بشكل تفصيلي في الكثير من الأحاديث. ويعد أول من وجه هذا النوع من الانتقادات المعتزلة.
الشقوق الموجودة في القمر لا تدور حول القمر كله كما من المفروض ان يحدث عند انشقاق اي جسم كروي, بل انها تغطي فقط جزء من محيط القمر.
من أجل ظهور شق في القمر على الأرض يجب أن يبتعد جزءا القمر مسافة كبيرة جداً, ومن ثم الالتحام. لا توجد اي ادلة على القوة العملاقة التي قامت بذلك (جبال, وديان, أماكن غير متناسقة) لتدل على مكان الانشقاق أو الالتحام.
لم يذكر القرآن معجزة انشقاق القمر بشكل واضح وصريح كما ذكر معجزات أخرى أقل شأناً منها مثل الاسراء والمعراج أو انشقاق البحر لبني إسرائيل أو انزال المائدة من السماء على النبي عيسى وقومه ولم يندد بالكفار الذين كذبوا بهذه المعجزة ولم يتوعدهم بالعذاب الأليم بل إن الآية المذكورة لا تشير إلى حدوث أية معجزة "اقتربت الساعة وانشق القمر".
ان التركيب الداخلي للقمر يشابه التركيب الداخلى للكره الارضيه, اي ان للقمر قلب من الصهاره ولب من الدثار وقشره خارجيه بما فيها من جبال ووديان واخاديد اضافه الى حفر النيازك, والتي بمجملها قد لا تجعل مثل هذا الانشقاق ان يحدث طبيعياً من دون ان يفقد القمر صهارته واجزاء داخليه منه , مما يجعل عملية الانشقاق مستحيلة.
الأحاديث المروية لا تبلغ حد التواتر ويبدو أن الصحابي الوحيد الذي روى الحادثة هو عبد الله بن مسعود أما أنس بن مالك وعبد الله بن عباس (ولد في السنه الثالثه قبل الهجره) فلم يكونا قد ولدا بعد (*) عند حدوث انشقاق القمر.
من غير المعروف إن كان أحد من الصحابة قد رأى معجزة انشقاق القمر والروايات لاتشير إلى ذلك.

الخلاصـــــــه: الامر في نظري ان حادثه انشقاق القمر قد حدثت في زمن الرسول عليه الصلاه والسلام وفي مكه المكرمه وطبقا لما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود والذي يتصف بالامانه والنزاهه كونه خادم ووزير رسول الله المقرب منه, وهو الاقرب الى رسول الله, فكان كما قال عنه أبو موسى الأشعري لقد رأيت رسول الله وما أرى ابن مسعود إلا من أهله, وحديث ابن مسعود حديث صحيح عند المذاهب الاسلاميه من السنه والشيعه ولا خلاف عليه بالمطلق.

اضافه الى ان الايات الكريمه التي جاءت عن حادثه الانشقاق في قوله عز وجل " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ* فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُكُرٍ" توضح الامر بصوره جليه وليس كما يدعي اصحاب الروايه الثانيه بان هذه الايات لم تشر الى ذلك بوضوح , فقوله تعالى " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " هو اشاره الى اقتران حدث الانشقاق بحدث اقتراب الساعه اي ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يخبرنا بان معجزه انشقاق القمر هذه هي تنبيه باقتراب الساعه, كما ان بعث النبي محمد كخاتم للانبياء كان تنبيها لاقتراب الساعه مصداقا لقوله عليه الصلاه والسلام " بعثت أنا والساعة هكذا ويشير بإصبعيه فيمد بهما " اي ان حدث انشقاق القمر قد اوجب اقتراب الساعه.

أضافه الى ذلك فان الايه الكريمه التي تلت آيه الانشقاق في قوله تعالى " وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ " اكدت ما جاء بحديث عبد الله بن مسعود عن حادثه الانشقاق عندما قال " إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ووعدوه بالإيمان إن فعل وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ...فانشق القمر نصف على جبل الصفا ونصف على جبل قيقعان المقابل له حتى رأوا حراء بينهما فقالوا : سحرنا محمد ثم قالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل:اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح وإلا فقد سحر محمد أعيننا, فجاءوا فأخبروا بانشقاق القمر فقال أبو جهل والمشركون :هذا سحر مستمر أي دائم" فانزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات من سوره القمر.

أن ما جاء به منكروا معجزه انشقاق القمر في زمن الرسول الاكرم من اسانيد وحجج هي في رايي اسانيد ضعيفه وغير مقنعه ومردود عليها دون ان نحتكم الى ان الامر برمته يؤول الى الايمان بقدره الخالق عز وجل وسيكون ردنا طبقا لما هي عليه عقليه هؤلاء المشككين الماديه التفكير و طبقا لما يلي:

(*) تعليق على ما جاء باسانيد اصحاب هذا الرأي فان الصحابي الجليل أنس بن مالك قد وُلد قبل الهجرة بعشر سنوات, اي انه قد يكون شاهد الانشقاق وهو بسن السابعه أو السادسه من عمره, اما الصحابي الجليل عبد الله بن عباس فلقد ولد في السنه الثالثه قبل الهجره, اي بعد حدوث ظاهره انشقاق القمر.

(**) سكنت حضارة المايا في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليا بغواتيمالا، بليز، هندوراس، السلفادور وفي نطاق خمسة ولايات جنوبية في المكسيك مثل : كامبيتشي، تشياباس، كينتانا رو، تاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية (حوالي 2000 ق.م إلى 250 م)، وفقا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل عديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية (تقريبا من 250 م حتي 900 م)، واستمرت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الإسبان.

1. جاء في قولهم "انه لم تذكر معجزه انشقاق القمر في أي مرجع تاريخي سوى الإسلامي منها" , وهذا الامر غير صحيح لما ثبت في المراجع الهندوسيه المسماه ( Keralolpatti) سرد لروايه رؤيه انشقاق القمر في بلاد المالابار بالهند وفي نفس زمن حدوثه بمكه المكرمه ومن قبل ملك وشعب تلك البلاد.

2. كما جاء في قولهم "أن ظاهرة على هذا المستوى الكوني كانت ستلاحظ من كل الشعوب المتحضرة في ذلك الزمن", وهذا الامر قد يكون صحيحا, ولكي نحصر تلك الشعوب المتحضره التي قد تكون شاهدا على هذه الظاهره والمتمثله بمعجزه انشقاق القمر فلا بد من تفهم الحقائق التاليه:

في اصح الروايات فان حدث الانشقاق قد تم في الرابع عشر او الخامس عشر لربيع الثانيه (شهر يناير او فبراير) والقمر بدرا في السنه الرابعه قبل الهجره وكان الوقت بعد غروب الشمس ليلا.
أن مكه المكرمه في فصل الشتاء لا تغطيها الغيوم الا نادرا ويأتيها المطر على فترات متباعده .
أن الدول او الشعوب المتحضره الاساسيه والتي من الممكن لها توثيق هذا الحدث المعجز والتي كانت مسيطره في تلك الفتره هم فارس والروم والصين والاجزاء الشماليه لحضاره المايا شمال مكه, وبعض اجزاء الهند وحضاره الانكا والمايا جنوبا (**) , اضافه الى بعض الحضارات التابعه المتفرقه هنا وهنالك.

خريطه تبين الحضارات الاساسيه في اوائل القرن السابع الميلادي والتي حدث في زمنها معجزه انشقاق القمر

لذا وبناء على المعطيات السابقه وبما ان حدث الانشقاق قد تم في بدايه الثلث الثاني لفصل الشتاء والذي تكون فيه سماء مكه على الاغلب غير مغطاه بالسحاب نتيجه لمناخ مكه الصحراوي المداري (*) , وبالحساب الفلكي عند هذا التاريخ يكون القمر بدرا حوالي الساعه 07:05 ص ، وعمره 14 يوما و 18 ساعه و 32 دقيقه وبرجه التوأمين ( الجوزاء ) ومنزلته الذراع, ولهذا سيكون الحجم الظاهري للقمر أصغر من المعتاد بنسبة 4٪ تقريبا من البدر الكامل لو وقع قريبا من الأرض ، وهذا ماسيلاحظه من لا يزال الليل باقيا لديهم والقمر فوق الأفق وكما لوحظ في مكه وجنوب الهند وبلاد فارس.

في نفس الوقت الذي تكون فيه الدول شمال مكه بدأ من خط عرض 30 (مدار السرطان) تخضع لشتاء بارد تكتنفه الغيوم في اغلب ايام فصل الشتاء, اي ان مجمل الشعوب والحضارات التي تقع شمال مكه ما بعد خط عرض 30 كبعض اجزاء من شمال بلاد فارس, والروم وشعوب اوروبا وامريكا الشماليه والصين وشمال الهند تكون نسبه رؤيتهم لمعجزه انشقاق القمر صغيره جدا أو وتقارب العدم (**) , ناهيك ان فتره الانشقاق انحصرت في وقت رؤيا حدث المعجزه ولم تتعداه والذي استغرق على الاغلب بعضا من ساعه.

(*) يسود مكة المناخ الصحراوى مثل أغلب مدن شبه الجزيرة العربية، ونظراً لوجود مكة بالمنطقة المدارية، وبُعدها النسبي عن ساحل البحر الأحمر فهي تتميز بمناخ جاف نسبياً، وترتفع درجة حرارتها كثيراً في فصل الصيف فتصل في شهر يونيو إلى ما يقارب 47° مئوية، أما في فصل الشتاء فتختلف مكة عن باقي مدن الجزيرة العربية، فهي تتميز بمناخ دافئ وتترواح درجة الحرارة بين 25° مئوية نهاراً و 17° مئوية ليلاً، أما الأمطار القليله فيكون هطولها متقطعا في شهور نوفمبر،ديسمبر، و يناير ويبلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في مكة ما بين 25 و 80 مليمترا.

(**) يختلف أعلى ارتفاع للقمر في السماء، فيتغير تبعاً لطور القمر والتغيرات الفصلية السنوية, ويكون أكثر ارتفاع للقمر خلال الشتاء كما أن النقطة القمرية ذات الدور 18.6 سنة لها تأثير أيضاً، عندما تكون نقطة الاعتدال في الاعتدالان فإن الانحراف يمكن أن يصل إلى 28 درجة كل شهر, ويعني هذا أن القمر يظهر على ارتفاع 28 درجة فوق خط الاستواء عوضاً عن 18 درجة في الأحوال العادية, كما يعتمد اتجاه شكل القمر على خط العرض الذي يتم رصد القمر منه.[ Spekkens، K. (18 October 2002). "Is the Moon seen as a crescent (and not a "boat") all over the world?”Curious About Astronomy" اطلع عليه بتاريخ 16 March 2010

(***) في مقابلة تمت مع أمير هندي من كيرالا (Kerala لولايه في وسط Valiyathampuram من سلاله الملكُ Cheraman Perumal وباعتراف ( أي يو Asif ) صاحب المقابلة :أن هذا الأمير كان وأنت تحدثه كأنك تتحدث مع التاريخ , وفي سؤال وجهه المقابل للأمير حيث سأله هل صحيح أن الإسلام دخل إلى الهند عن طريق معجزة قام بها محمد وشق القمر وأن الإسلام لم يدخل الهند بالسيف ؟ أجاب الأمير شارحا كيف دخل الإسلام إلى الهند "أن الإسلام دخل في بادئ الأمر إلى الهند عن طريق معجزة انشقاق القمر التي شاهدها ملك البلاد آنذاك ليلاً وهو يقف هو وزوجته على سقف قصره حيث رأى القمر قد انشق فجأة إلى نصفين وعلم من المسافرين أن هذه معجزة تمت على يد نبي يدعى محمد في شبه الجزيرة العربية فسافر الملك إلى النبي محمد بعد أن قسم مملكته وعين ابنه حاكماً عليها ووزع الأراضي على الحكام المحليين لضمان العيش الناعم لمملكته, واعتنق الإسلام على يد النبي صلى الله عليه وسلم في حضور أبي بكر الصديق صاحب محمد وأن الأمير اتخذ إسماً إسلامياً وسمي "بتاج الدين " ومات الملك على طريق العودة إلى الهند ودُفِن في الطريق على شاطئ بحر العرب, كما قال أن هذا الملك المسلم قد أرسل رسائل إلى وزرائه المحليين مع مالك بن دينار صاحب النبي في ذلك الوقت وأوصاهم في الرسائل أن يهتموا بحاملي الرسالة أكبر اهتمام ويضيفوهم ويعالجوهم ويكرموهم ويسمحون لهم بإنشاء مسجدين في الهند في ذلك الوقت حيث أشرف الحكام Kerala بهذه الرسالة وأقاموا مسجداً : المسجد بنى في أوائِل القرن السابعِ في Kodungallur، المعروف بمسجدِ Cheraman مالك. (المصدر: http://www.iosworld.org/interview_cheramul.htm)

(****) تشتمل مكتبه لايبزيغ على اعمال المستشرق هاينريش فلايشر في 1831 لفهرس المخطوطات الشرقية في Königliche Bibliothek ومنها مخطوطات " Falnameh "، وهو عمل اثري فارسي " لا يعرف كيفيه حصول المكتبة على هذه المخطوطة النفيسه، ولكن سجلات المكتبه تشير إلى أن هذه المخطوطات جيء بها إلى فيينا حوالي سنه 1700، خلال الحروب العثمانيه. ألانماط المختلفة في اللوحة والمخطوطه، اضافه الى الشكل، والنصوص تشير إلى أن الأوراق والخلفيات المرسومه عليها هذه المخطوطه هي من اصل واحد، وغالبا ما يكون فارسي وليس تركيا. ويمكن ان يعود تاريخها الى القرن السابع .

مكتبة الكونجريس الحكومية Artist and scribe unknown Falnameh Persia, late sixteenth century, pp.73, 74 Watercolor and script. http://www.loc.gov/exhibits/dres/dres13.html

أما فيما يختص الشعوب والحضارات التي تقع جنوب مكه, ما بين خط عرض 23 درجه وخط الاستواء كجنوب الهند ووسط وجنوب افريقيا ووسط وجنوب امريكا (امريكا الجنوبيه) فهي الدول والشعوب الاكثر حظا لرؤيه هذه المعجزه لانشقاق القمر, حيث اشرنا سابقا الى ان مملكه المالابار بجنوب الهند قد رصدت تلك المعجزه وتم توثيقها باحد الكتب الهندوسيه المشهوره المسمى "كيرالولباتي" ( Keralolpatti) ومطابقه في زمنها لزمن حدوث الانشقاق في مكه المكرمه (***) .

كما ثبت ايضا رصد معجزه انشقاق القمر في عهد الامبراطوريه الساسانيه الفارسيه طبقا للمخطوطات المحفوظه في مكتبه ليبزيغ بالمانيا , والتي كان فى أحدى موضوعاتها أشارات إلى وجود مخطوطة فارسية تتضمن صورة بها رجال يشيرون إلى وجه القمر وهو منقسم في السماء وأن نفس الحدث مسجل في مخطوطة مدريد صفحات 91-92 و93.

وطبقا لما جاء بالمخطوطه الفارسيه فان حدث انشقاق القمر قد لوحظ ليلا وفي نفس الوقت الذي حدث فيه بمكه المكرمه وهو سنه 619 ميلاديه في شهر فبرايرعلى اغلب تقدير, وخاصه ان المخطوطه تبين وجود الثلوج على قمه الجبل حيث تم رصد تلك الحادثه من قبل مجموعه من الرجال يبدوا ان احدهم ذو شأن وجاه لما يرتديه من ملابس نفيسه .

اللوحه على الشمال تتحدث عن انشقاق القمر, وهي مأخوذة من مخطوطات فارسيه تسمى "فالنامه" "Falnameh" (****) والتي اكتشفت في القرن السادس عشر, الفنان الذي قام برسم هذه المخطوطه غير معروف؛ والرسم تم بالألوان المائية الطبيعيه ذات الاصل المعدني كعاده الفرس في تركيب الالوان ،تحفظ المخطوطه حاليا في مكتبة ليبزيغ - ولاية سكسونية، دريسدن، ألمانيا، وكانت جزءا من المعرض التي تم عرضه في مكتبة الكونغرس في عام 1996.

حاول بعض المستشرقين تفسير رسم المخطوطه بغير ما تشير اليه بهدف طمس الحقيقه وقاموا بتفسيرها تفسيرا ساذجا كقولهم: " في رموز ريوس (منحوتات فارسيه)، هناك اشاره الى أربع مخطوطات من عصور مختلفة عن القمر و الشمس. تتحدث عن مشاهدة حجارة تتساقط من السماء, تظهر مخطوطه جبل الزهور والفواكه (اللوحه على الشمال) ما يفيد تساقط الحجاره من الجو، وقد لا تكون هذه المخطوطه الفارسية تشير إلى انشقاق القمر، والتي يظهر فيها جبل ابيض (في الخلفية باللون الزهري ) وسفوح مغطاة ببعض الزهور والفواكه (كما الخضار)، ويبدو أن الفرس يفلسفون رؤيا بصرية خاصة بهم حول الجبل زهرة/الفاكهة حيث انهم صوروا سقطوط نيزك (الوجه المنقسم) إلى الأرض وفصلها عن الجبل الأبيض مع الزخم الكبير لسقوطه."

تعقيب: الملاحظ في الصوره ان ما فسره بعض المستشرقين لهذه المخطوطه, بانها تبين تساقط الحجاره من السماء هو غير صحيح, ومغرض على عاده بعضهم, فكيف يتواجد الناس على جبل الزهور اثناء تساقط تلك الاحجار أو النيزك الضخم عليهم!...

اول مسجد بني في الهند في بدايه القرن السابع والذي يسمى "شيرمان – مالك" نسبه الى الملك شيرمان والى الصحابي الجليل مالك بن دينار محفوظا في متحف خاص

صوره من كتاب متخصص بالمخطوطات القديمه يبين رصد

الفرس لظاهره انشقاق القمر على جبل الزهور

فالرسم واضح التعبير وخاصه على وجوه الرجال في اللوحه, كذلك فاننا نرى ان هنالك نجوم وهنالك قمر منشق, لان هيئه الاحجار التي يديعيها هؤلاء المستشرقون رسمت على شكل النجوم كنجوم وعلى شكل دوائر متساويه الشكل للكواكب المنتشره في السماء الصافيه, فتساقط الحجاره كما يدعون يعني عبورها الغلاف الجوي للارض على شكل ملتهب كالنيازك وهو ما لم تبينه هذه الرسمه ويعني فرار الرجال من تساقطها وليس المكوث لمراقبتها, كما اننا نلاحظ في الرسم ظهور شكل القمر بدرا كاملا على صوره بشريه منقسمه الوجه للتأكيد على دلاله انشقاق القمر الى نصفين, كما بينت الصوره ان الشتاء كان لا يزال مؤثرا لتواجد الثلوج, اي ان فصل الربيع لم يبدأ بعد, اما صوره الرجل المغطى الوجه وهاله من النار تحيط حول رأسه وتميز ملابسه عن غيره من الرجال في الرسم, يشير وكعاده الفرس في رسم الشخصيات المقدسه كالكهنه المجوس الى شخصيه دينيه هامه تراقب وتفسر هذا الحدث المحير والمقلق.

وبالنسبه للشعوب والحضارات التي تقع في امريكا الجنوبيه كشعوب المايا والانكا حيث يحل فصل الصيف الجنوبي عند تعامد الشمس على مدار الجدي وقت زوال 22 ديسمبر، وفي نفس الوقت الذي يحل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي, حيث تكون زوايا سقوط أشعة الشمس على دوائر العرض الرئيسية على سطح الأرض، كما يوضح الدائرة العظمى، التي تقسم الأرض إلى نصف مضيء وآخر مظلم والمعروفة بدائرة الإضاءة، ويلاحظ أن دائرة الإضاءة هذه تقسم دوائر العرض إلى قسمين غير متساويين ما عدا خط الاستواء، كما يلاحظ أنها تمس الدائرة القطبية الشمالية والجنوبية (30 - 66 ْ شمالاً وجنوباً), اي ان فصل الصيف سيكون هو الفصل السائد عند شعوب المايا في الفتره التي حدث عندها انشقاق القمر في مكه.

كانت شعوب المايا شغوفه بالفلك و كانت من أكثر حضارات تلك الفتره (القرن السابع الميلادي) تقدماً فى هذا المجال, حيث انهم قد قاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادھم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل (*) و للمايا تصور ديني خاص بالالهه عندهم مرتبط بالفلك, وكانوا يعبدون من دون الله سبحانه اكثر من مائه إله, وكان من اهم هذه الآلهه عندهم, هو الاله "هوناب كو" خالق كل شيء, والأله "إتزامنا" ابن "هوناب كو" وهو إله السماء والليل والنهار وكانت له زوجه تدعى "إكسشيل" إلآهة القمر، والفيضان، والحمل، والحياكة والغزل وكانوا يعتقدون ان الارنب حيوان مقدس كطوطم (رمز مقدس) للآهه القمر"إكسشيل", وكما جاء في كتاباتهم وآثارهم من نقوش وتماثيل, فالارنب كرمز مقدس لديهم يعتبر الروح المحركه للقمر والذي يجعل القمر يأخذ اشكاله المختلفه من محاق ومرورا بالهلال وانتهاء بالبدر, وكما تبينه مخطوطاتهم ونقوشهم المختلفه.

(*) قام شعب المايا بوضع تقويمين؛ واحد للإستخدام العلماني والآخر للإستخدام الديني. وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادھم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل, فبينما تعاملت اغلب الحضارات مع الزمن باعتباره تطورا خطيا مستمرا, فإن تقويم المايا المعقد إعتمد على فكرة أن الزمن عبارة عن دوائر؛ وهو مايعنى باختصار أن الزمن يعيد نفسه، لذا وبمفهوم هذا التقويم, فمن خلال أحداث الماضى التي وقعت بالفعل، من الممكن التنبؤ باحداث المستقبل؛ ومع الفهم الكامل لهذه الحقائق الغريبة والمتطورة في زمانها ودعمها بالكثير من العلوم الاخرى إعتقدت حضارة المايا أن بمقدورها التنبؤ بالأحدات التي ستأتي مستقبلاً. تستند أساسيات تقويم المايا على نظام شاع استخدامه في الاقليم، ويرجع على أقل تقدير إلى القرن الخامس قبل الميلاد. ويتشارك في الكثير من الجوانب مع حضارات أمريكا الوسطى المبكرة، مثل الحضارة الزابوتية والأولمية، وتقاويم أخرى معاصرة أو تالية مثل التقويم الميكستيكي وتقويم الأزتيك.

اهميه الارنب عند شعوب المايا كطوطم لألهه القمر

مخطوطه للمايا تتحدث بأن هناك زلزالاً حدث فى القمر أدى الى شقه نصفين وعبروا عنه بانشقاق وجه الارنب المقدس

الارنب في الثقافه الدينيه عند المايا يلعب دورا في حساب دورات القمر الفلكيه وتوالدها

ايقونات حديثه تخلد حادثه انشقاق القمر والمتمثله بانقسام وجه ملكه القمر "إكسشيل" الى وجهين طبقا للاساطير المثبته لشعوب المايا

وطبقا لاحدى المخطوطات المكتشفه والاساطير المنقوشه على جدران احد معابد المايا (معبد الألف عمود) في مدينه "تشيشن ايتزا" الاثريه المقدسه التي يعود تاريخها من القرن الخامس الى القرن السادس عشرالميلادي ، حيث أظهرت تلك المخطوطات والنقوش الى ان شعوب المايا تعتقد " بأن هناك زلزالاً حدث على القمر أدى الى شقه الى نصفين وكما شاهده عامه الشعب " , وهذا الحدث تم توثيقه في احدى مخطوطاتهم والموجوده في متحف مدينه مكسيكو – عاصمه المكسيك تحت رقم K1208 , والذي يظهر فيه طوطم الارنب منقسم الرأس اشاره الى حدث انشقاق القمر, اضافه الى ان هذه الاسطوره اثرت على الاعمال الفنيه والثقافيه لشعب المايا وانعكست بالتالي على الاعمال الفنيه في وقتنا الحاضر كامتداد لتلك الاسطوره حيث قام الفنانون المحدثون بتصوير ألهه القمر عند شعب المايا والمسماه "إكسشيل" على انها منقسمه الوجه وذلك في اعمالهم الفنيه وفي صياغه المجوهرات والايقونات وما الى ذلك تأثرا بتلك الاسطوره.

الخلاصه: ان قول المشككين بمعجزه انشقاق القمر "بانه لم تذكر معجزه انشقاق القمر في أي مرجع تاريخي سوى الإسلامي منها" هو قول غير صحيح وكما بينا سابقا ان اكثر من حضاره مختلفه وشعوب مختلفه وفي بقاع مختلفه تبعد عن مكه المكرمه الآف الاميال وليس بينها اي اتصال فكري او ثقافي , قد شاهدت ظاهره انشقاق القمر كما شاهده كفار مكه وفي زمن انشقاقه, كما انها قد وثقت ذلك الحدث.

" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ "

" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ " [القمر:آيه 1-5]

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللهم لا تذرني فردا وانت خير الوارثين

واجعل عملي خالصا لوجهك الكريم

معجزه انشقاق القمر

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده