top of page

(*)          تسمى هذه الخلايا بالبدائية النوى لأنها تحوي، إضافة إلى الهيولى (بلازما الخليه)، منطقة كثيفة ذات شكل غير منتظم، تسمى المنطقة النووية (نواه بدائيه)، إذ تفتقد هذه الخلايا لغشاء فاصل بين الهيولى والمنطقة النووية التي تحوي "الدنا" (أي المادة الوراثية)، وهو الفرق الرئيسي بين الخلايا البدائية النوى والخلايا الحقيقية النوى

(**)        لقد أجريت تجارب عديده لمحاكاه تخليق تلك الاشكال العضويه مختبريا, وكان أهمها ما قام به العالم الاحيائي ميلر, عندما قام بتجربة تخليق تلك العضويات مع أخذه في الحسبان الأوضاع والظروف الطبيعة والمناخية السائدة وقتها, حيث أدت هذه التجربة الى إنتاج مركبات عضوية وأحماض أمينية ولكنه فشل في إنتاج خلايا أو أي نشاط  بيولوجي لتلك المركبات  (أي ان ميلر قد انتج ماده ميته بلا حياه),  وللان لم يتم التعرف على  مصدر أول خلية من بدائيات النوى على الارض.

(***)    يعتبر هيدروكسي كرباميد (Hydroxycarbamide) الحمض الأميني الأبسط من حيث التركيب فهو متكون من جذر أميني متصل مباشرة بكربون جذر الهيدروكسيل. وهذا المركب غير أحيائي (بلا حياه) أما في بقية الأحماض الأمينية فتدخل ذرة أو أكثر من الكربون بين هذين الجذرين. ويحدد موقع الأمين في السلسلة الكربونية الفئة التي قد ينتمي إليها الحمض الأميني تبعا لذلك,  كاحماض ألفا-ألامينية التي تلعب الدور الأساسي في بناء مختلف البروتينات, و احماض بيتا- ألامينية، التي تلعب دور ناقل عصبي مثبط للغليسين, واحماض جاما- ألامينية، التي تلعب ايضا كناقل عصبي مثبط.

(****)      عند فحص بعض مخلفات النيازك التي هبطت الى الارض مخترقه الغلاف الجوي ، وبعد دراستها من قبل العلماء تبين أنها محملة بجزيئات عضوية ميته, وهذه المواد قد تشير الى وجود نوع من الحياة أيضاً خارج الأرض في المجرات البعيدة، وهذا ما قد أشار إليه القرآن بقوله تعالى: )وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ( [الشورى: آيه 29].

(5)            حقيقيات النوى (Eukaryote) هي مجموعة من الكائنات الحية ذات بنية خلوية معقدة، تتميز بأن المادة الجينية (Genetic material) فيها تكون محصورة ضمن النواة المغلفة بغشاء بعكس "بدائيات النوى" التي ليس لنواتها غشاء ,  تضم حقيقيات النوى : النباتات والحيوانات والفطريات - وهي بشكل عام متعددة الخلايا - إضافة إلى بعض الأنواع المصنفة كالأوليات (Protista) والتي يكون العديد منها وحيد الخلية. 

(*)         في مطلع القرن العشرين، تم دمج علم الوراثة مع نظرية داروين للتطور بالاصطفاء الطبيعي في الوراثيات السكانية. وقُبلت أهمية الاصطفاء الطبيعي في توليد التطور في فروع علم الأحياء الأخرى. فضلا عن أن تصورات سابقة حول التطور، مثل نظرية استقامة التطور و"التقدم"، أصبحت مبطلة,  ويواصل العلماء دراسة جوانب عدة من التطور عن طريق وضع فرضيات واختبارها، بناء نظريات علمية، استخدام معطيات ملاحظة، واجراء تجارب مخبرية وميدانية. يُجمع علماء الأحياء على أن التحدر مع تغييرات (أي التطور) هو من أكثر الحقائق المؤكدة على نحو موثوق في العلوم.

(**)       الباحث "دينيس ألكساندر" من معهد فراداي، كامبردج، بريطانيا، والذي يشير الى أن التطور يجب ان لا يتناقض مع وجود خالق للكون  بل يجب ان يؤكده, يقول هذا الباحث:"إن الله اختار بإرادته المطلقة أن ينفذ مشيئته والغاية التي وضعها للوجود عبر استحضار كل الأشياء الحية في سياق عملية تطورية طويلة، وإذا كان الله شاء لكل الأشياء الحية – بمن فيها نحن - أن توجد بهذه الطريقة، فمن نكون نحن لنعارض مشيئته؟ إن هذه الطبيعة المنظمة والمنضبطة للعملية التطورية تتفق مع وجود الخالق الذي أنشأ هذا الكون وما عليه لحكمة في نفسه وذلك عبر المزايا الرئيسية لعملية التطور وهي: اتجاه التاريخ التطوري، وصولا إلى زيادة التعقيد الذي توّج بالبشرية، ومن ثم الالتقاء الذي يثبت الانضباط عالي التنظيم لطبيعة العملية التطورية، وثالثا التصميم والتركيب الرائع لبنية المادة الحية".

(***)      حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ : حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : حدثنا شُعْبَة , قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْد المكتب , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا يُحَدِّث عَنْ اِبْن عُمَر , قَالَ : خَلَقَ اللَّه أَرْبَعَة بِيَدِهِ : الْعَرْش , وَعَدْن , وَالْقَلَم , وَآدَم , ثُمَّ قَالَ لِكُلِّ شَيْء كُنْ فَكَانَ.

 

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "  [العنكبوت: آيه 20],  تبين لنا هذه الآيه الكريمه ملخص معجز لتطور الخلق طبقا للرؤيا الاسلاميه, وهذه الرؤيا قد لا تختلف مع كل ما جاء به دارون في نظريته المسماه " نظرية النشوء والارتقاء " (*) , ولكنها تختلف معه كليا في نظرته للتطور على انه " انتقاء طبيعي " كما تختلف معه ايضا في الاساس الذي بنى عليه دارون  نظريتة, الا وهو كينونه هذا الانتقاء وكيف تم بهذه الصوره دون غيرها,  ومن ذا الذي جعل هذه الكائنات تعلم ان تطورها بهذه الكيقيه او تلك هو الاصلح لها وليس شيء آخر, فاختارت هذه الصوره لتطورها وارتقائها خلافا لصور أخرى محتمله, فهل عقل تلك الكائنات هو من قام بدراسه الظروف البيئيه والمعيشيه حولها وقرر ان هذه الكيفيه من التطور أو الارتقاء هي الافضل لها ولبقاءها وتطورها في هذه البيئه دون غيرها؟, وهل عقل تلك الكائنات من الهمها الى ان نتاج تطورها وبكيفيه ما, سينتهي الى "سمكه" أو "تمساح" أو حتى "طحالب" مثلا...؟, وهل عقل تلك الكائنات من الهمها بان هذه الصوره التي ارتضاها لها عقلها كنموذج لتطورها وارتقائها ستكون مناسبه لها مستقبلا لكي تتطور الى نماذج اخرى تحت ظروف بيئيه  مجهوله وغيبيه؟,... انها تساءلات لا حصر لها, لن تستطيع نظريه دارون الاجابه عليها طالما هي متنمذجه في قالبها الالحادي.

نظريه التطور في السياق القرآني
نظريه التطور الاسلامية
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ

فالقران الكريم ومنذ نزوله على سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ومنذ اكثر من اربعه عشر قرنا وهو يدعونا الى ان نتفكر ونبحث في كيفيه بدأ الله سبحانه وتعالى الخلق " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ " , وكما قلنا سابقا ان المشيئه الالهيه عندما اقتضت خلق السماوات والارض ابتدأ هذا الخلق واسباغا لهذه المشيئه بكلمه " كن " فكان كل شيء تدرجا خلقا من بعد خلق طبقا لما استنه الله في خلقه, فخلقت السماوات والارض تدرجا وطبقا لما اوحاه وقدره الله سبحانه وتعالى لها " وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ", وقدّرت اقوات الارض عليها كذلك تدرجا, بدأ من ما قبل  " بدائيات النوى " وانتهاء بجميع المخلوقات (الاقوات) على الارض خلقا من بعد خلق.

 

أن النظره الاسلاميه لكينونه التطور في الخلق لا تنحصر في نظري في المفهوم الضيق لنظريه التطور عند دارون, بل تتخطاها الى مجمل ما في الكون من خلق بدأ من خلق السماوات والارض ومرورا بخلق الكائنات بمجملها وانتهاء بخلق الانسان خلافا لخلق سيدنا آدم, فكما قلنا سابقا ان تطور خلق الكون كان نتيجه " لمخطط البناء" الموحى من الله عز وجل للباديء " والذي حمل رموز وآليات الخلق هذه واورثها الى مجمل نتاج هذا الخلق من ماده وطاقه بجميع صورها في هذا الكون المخلوق,  فالله سبحانه وتعالى هو 

من الهم وهدى هذا "الباديء" ليفعل كذا او لا يفعل كذا وليس للانتقاء أو للصدفه دورا في اختيار الكيفيه المناسبه لتطور هذا " الباديء " من خلال عمليتيالرتق " و" الفتق "  بنوعيه الى الماده الاوليه التي بدأ عندها الانفجار العظيم, كما انه ليس للانتقاء او الصدفه دورا في ان تكون الماده الاوليه هذه  والتي بدأ عندها الانفجار العظيم بهذا الكم وبهذه الكيفيه وبهذه الحاله الفيزيائيه والكموميه التي كانت عليها من تراكم للماده, انها مشيئه الخالق المبدع الذي قدّر الامر وهدى اليه, مصداقا لقوله تعالى " الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ*وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ " [الاعلى: آيه 2-3], وكقوله سبحانه " قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى"  [طه: آيه 50], فالله سبحانه وتعالى قد قدّر واوجد اللبنات والقوانين وآليات التطور لكل شيء خلقه ثم هدى هذا الشيء الى تلك ألآليات وتلك القوانين ليكون بعدها كما اراد الله عز وجل له ان يكون خلقا متقنا بديعا " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ".

أن الاسلام لا ينكر التطور بمفهومه الصحيح بل يؤكد أن التطور لا يتناقض مع وجود خالق للكون كما تشير اليه نظريه دارون, بل يؤيد هذا الوجود (**) , والشواهد القرآنيه الكثيره تقبل مفهوم هذا التطور وتحض على التفكر فيه, فنظره الاسلام للتطور تاتي على شقين, الشق الاول: يختص بجميع الخلق باستثناء خلق سيدنا آدم, حيث ان التطور عند الكائنات الحيه قد بدأ خلقا من بعد خلق, بدأ من ما قبل ما يسميه العلماء " ببدائيات النوى" وانتهاء بمجمل الخلق ما دون سيدنا آدم, والشق الثاني يختص بتطور خلق سيدنا آدم نفسه كحاله متفرده اختصها الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق تمييزا له عن باقي خلقه سبحانه.

وهذا التطورفي خلق سيدنا آدم قد بينه لنا الله سبحانه من خلال السياق القرآني,  ففي قوله سبحانه وتعالى " مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا* وقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا[نوح: آيه 13-14], أذ تبين لنا هذه الايه الكريمه معنيين, المعنى الاول: اشاره الى خلق نسل الانسان (آدم) والذي يتم على مراحل في رحم امه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث " ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ" , والمعنى

 الثاني: فهو اشاره الى خلق الانسان نفسه ممثلا بسيدنا آدم عليه السلام كخلق متفرد عن باقي خلق الله سبحانه وتعالى كقوله عز وجل " وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ", وهذا الخلق قد تم على مراحل تبعا لسنه الله في خلقه, خلقا من بعد خلق, ففي قوله سبحانه وتعالى  " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ "  [هود: آيه 61], لهو دليل على ان خلق الانسان (آدم)  كان قد بدأ من ماده الارض, وكانت نشأته وخلقه من هذه الارض كقوله عز وجل " وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلأرْضِ نَبَاتاً*ثمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا " [نوح: آيه 17-18], وكانت ماده الارض التي بدأ منها خلق سيدنا آدم اطوارا, هي الصلصال (التراب الخفيف الممزوج بالماء) كقوله سبحانه وتعالى" خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ" [الرحمن: آيه 14], وكقوله جلت قدرته  " ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ " [الحجر: آيه 26], وهذا الخلق المتميز ليس امتداد كليا لاي شيء قبله مصداقا لقوله عز وجل " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ "  [ص: آيه 75], فهذه الايه الكريمه تعطينا الدليل على ان خلق الانسان كان خلقا متميزا عن باقي خلقه سبحانه وتعالى بقوله عز وجل " لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " وهو تشريف لهذا المخلوق بان الله جلت قدرته قد خلقه بيده دون سائر خلقه (***).

 

تتنبأ نظريه  " الكينونه " للمؤلف (د.مأمون شاهين) ان التطور في الخلق قد حدث عند سائر الكائنات خلافا لخلق سيدنا آدم عليه السلام, وكان ذلك خلال مرحلتين زمنيتين اساسيتين وهما: مرحله تقدير الاقوات ((4 ايام عند الله) تقدر بحوالي 800 مليون سنه طبقا لحسابات نظريه الكينونه ) والتي تم عندها خلق سائر الكائنات خلافا لخلق سيدنا آدم عليه السلام, والمرحله الثانيه وهي مرحله خلق سيدنا آدم عليه السلام وهبوطه الى الارض كخليفه فيها وعليها, وكما لخصها لنا القرآن الكريم بكلمات رائعة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى عن نفسه:" ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون " [السجدة: آيه 6-9],  حيث تمتد المرحله الاولى لتطور الخلق تبعا لنظريه  " الكينونه " 800 مليون سنه مضت قبل خلق آدم عليه السلام, وهي مده تقدير اقوات الارض (4 ايام عند الله) تبعا للمشيئه الالهيه كما جاء في قوله  تعالى " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " [فصلت: آيه 10], وهذه المرحله قسمتها " الكينونه " الى فترتين, هما الفتره التمهيديه أو" فتره الانبات " كما تسميها الكينونه, والتي استغرقت 200 مليون سنه (يوم عند الله), والفتره الثانيه  هي فتره التطور الرئيسيه والتي تسميها " الكينونه " بفتره " الخلائق " والتي امتدت الى 600 مليون سنه (3 ايام عند الله) بعد " فتره ألانبات ", ويمكن تلخيص الاحداث عند كل فتره بما  هو مبين فيما يلي:     

نظريه التطور الاسلاميه
  • الفتره الاولى لنظريه التطور تبعا لما تنبأت به نظريه " الكينونه " : هي " فتره الانبات ",والتي امتدت على مدى 200 مليون سنه بدأ من اواسط الحقبه الثانيه طبقا لتقسيمات الكينونه (قبل حوالي 750 مليون سنه مضت) , حيث ابتدأت المياه على الارض بالتبرد مما جعلها صالحه لاحتضان وانبات اول بذره من اشكال الحياه العضوية المخلوقه على الارض والمُكَوَنه من تركيبات بروتينية أساسية وبدائية (احماض امينيه بسيطه) والتي تطورت وعلى مدى ملايين السنين لتأخذ شكل خليه بدائيه سميت ب " بدائيات النوى ", ورغم بساطه تركيب هذه الخلايا  (*) الى انها تمتلك شبه نواه معقده تحمل الحمض النووي الذي يحتوي على التعليمات الجينية التي تُقدِّر لهذه الخلايا تطورها البيولوجي ونوع هذا التطور وكيفيته, كما أنه يحتوي على التعليمات الوراثية اللازمة لأداء الوظائف الحيوية  وتطورّها عند هذه الكائنات الحية والتي ستساعدها على البقاء والتطورالى اصناف من الكائنات الاخرى تبعا للمشيئه الالهيه وتبعا لما الهمها به الله سبحانه وتعالى عند نفخ الروح فيها.

 

تتنبأ " الكينونه " ان هذه الخلايا قد خلقت على مراحل واطوار في الارض (**)  ومن ماده وماء الارض " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " الذي يؤلف اضافه الى العناصر المذابه فيه المصدر الاساسي لهذا الخلق والمتمثله اضافه الى عنصري الهيدرجين والاكسجين المكونان للماء, الكربون (ثاني واول اكسيد الكربون), وعنصر النيتروجين اضافه الى عناصر ثانويه ومعادن أخرى مذابه بهذا الماء, والتي أدت بمجموعها الى نشوء ابسط انواع الاحماض الامينيه (***)   قبل ان تنفخ الروح فيها وقبل ان تقدّر لها وظيفتها (التعليمات الجينيه) طبقا لمشيئه الله سبحانه وتعالى وتقديره, وخلافا لما جاءت به بعض النظريات التي قالت باحتمال انتقال هذه الاشكال الحياتيه الى الارض عن طريق النيازك او عن طريق الشهب, فالمعلوم ان درجات الحراره لهذه النيازك سواء كانت منخفضه او مرتفعه اضافه الى قوه اصطدامها التدميريه بالارض او بالمياه والذي من المؤكد سيؤدي ال فناء تلك الخلايا الضعيفه الغلاف (****) ,  مما قد يجعل هذا القول ضعيف التحقيق ان لم يكن غير ممكن بالمطلق, ناهيك على ان المصدر الذي قد تكون هذه النيازك أوهذه الكائنات قد اتت منه, قد لا يكون مشابها لماده الارض كيمائيا مما قد يترتب عليه نشوء كائنات قد لا تتوافق مع طبيعه العيش في الارض, وهذا الامر قد حسمه القران الكريم بقوله سبحانه وتعالى" وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [النور: آيه 45], حيث تبين لنا هذه الايه الكريمه اضافه الى حقيقه التطور في الخلق, بان اساس هذا الخلق قبل ان يتطور الى " كُلَّ دَابَّةٍ " هو الماء وفي الماء وعلى الارض التي ستستعمرها هذه المخلوقات.

 

تنفيذا لما اوحي لهذه الخلايا والمسماه " ببدائيات النوى " عند نفخ الروح فيها  (التعليمات الجينيه), تطورت هذه الخلايا  وعلى مدى ملايين السنين الى كائنات ذات خلايا " حقيقه النواه " (5) والتي تفرع منها الخلق بمجمله من نباتات وحيوانات وادنى من ذلك كالفطريات والفيروسات والحشرات وما الى ذلك من خلقه سبحانه وتعالى,  وهذا التطور في الخلق قد عبر عنه القرآن الكريم بقوله عز وجل " ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ ", فهي نشأه اخرى تلي كل تطور الى ان أخذ الخلق الصوره التي قدرها وارادها الله سبحانه وتعالى له قبل الخلق في كتاب الله.

" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [العنكبوت: آيه 20],

" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "  [العنكبوت: آيه 20]

مواضيع ذات صله

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page