
ابدأ هذا البحث بقوله سبحانه وتعالى: " فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ* وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ* وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ* إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ " [ التكوير: آيه 15-20] , وهي آيات بينات من سوره " التكوير" والتي ابتدئها سبحانه وتعالى بسرد مشاهد وآيات كونيه معجزه تصف احداث غيبيه لحاله الكون عند ما يأتي امر الله بفناء هذا الكون وكما جاء بقوله عز وجل: " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ " تمهيدا لاعاده عمارته قبل يوم " البعث " و "النشور" و "القيامه" وطبقا لمشيئته سبحانه, إذ تبين لنا هذه الآيات الكريمه ايضا ان المعنى المقصود لا ينحصر فقط بصور الاحداث لما قبل يوم القيامه, بل يريد الله عز وجل ان يرشدنا بها الى دلالات أخرى لاحداث كونيه مشابهه تحدث يوميا في ارجاء هذا الكون المعجز في اتساعه وفي بناءه, وذلك بان اتبعها سبحانه وتعالى بالقسم بالخنس الجواري الكنس .
إن من المتعارف عليه عند غالبيه العلماء ان ما يسمى "بالثقوب السوداء" انها تنشأ عندما ينتهي عمر أحد النجوم عند استنفاذه لوقوده (1)، فينفجر ويتناثر (ينكدر: بمعنى يتناثر) (*) ويتكور منهار على نفسه متحولا إلى جرم صغير متراكم وكثيف الماده, ويعمل على جذب كل ما حوله من اجسام بقوه جاذبيته الخارقه (يكنس شفطا) حتى ان جسيمات فوتونات الضوء لا تستطيع الافلات من جاذبيته، اي ان الثقب الأسود لا ينبعث منه اي ضوء, فهو معتم ولا يرى بالعين (منكدر: بمعنى مستتر) وسط هذا الاظلام الكوني.

" فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ " [التكوير: آيه 15-20]
" فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ "
كان من المعتقد أن الثقب الأسود لا يتكون إلا عند انسحاق جسم كروي تماما, فنتيجة لدراسات الفيزيائي " إزرائيل " والتي تبناها كلا من عالمي الفلك "روجر بنروز" و"جون ويلر " فقد أبديا أن الحركات السريعة في انسحاق النجم يعني أن موجات الجاذبية المنبعثة منه تجعله أكثر كروية إلى أن يستقر في وضع ثابت ويصبح كروياً بشكل دقيق " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " . ووفقا لهذه النظرية فأن أي نجم دوار يصبح كرويا مهما كان شكله وبنيته الداخلية معقدتين، وسوف ينتهي بعد انسحاقه بالجاذبية إلى ثقب أسود كروي تماما يتوقف حجمه على كتلته فقط.
حتى عام 1963 لم يكن هنالك اي دليل على وجود الثقوب السوداء سوى الحسابات المبنية على النسبية " لاينيشتاين ", لذلك كان هنالك من العلماء من لم يؤمن بوجودها. وفي عام 1963 م، رصد عالم الفلك الامريكي "مارتن سميدت " الانزياح نحو الأحمر في طيف جسم باهت يشبه النجم في اتجاه مصدر موجات الراديو فوجد أنة أكبر من كونه ناتج عن حقل جاذبية فلو كان انزياحه بالجاذبية نحو الأحمر لكان الجسم كبير الكتلة وقريبا منا بحيث تنزاح مدارات الكواكب في النظام الشمسي. وهذا الانزياح نحو الأحمر ناتج عن توسع الكون وهذا يعني بدوره أن الجسم بعيداً جدا عنا ولكي يرى على هذه المسافة الكبيرة كان لابد له من ان يبث مقدار هائلاً من الطاقة للدلاله على وجوده والتفسير الوحيد لهذه الظاهره هو الانسحاق نتيجه الجاذبية الشديده ليس لنجم واحد فقط بل لمنطقة مركزية من إحدى المجرات بكاملها وتسمى الكوازار وتعني شبيه النجوم. (**)
ومع هذه الجاذبية العالية والطاقة الهائلة التي يبثها الثقب الأسود مما يؤدي الى تولد جسيمات ذات طاقة عالية جداً حول الثقب الأسود (تسمى منطقه افق الحدث) ويكون الحقل المغناطيسي شديداً بحيث تتجمع الجسيمات في نفاثتين متضادتين تنطلقا خارجاً على طول محور الدوران، ونشاهد مثل هذه الجسيمات في عدد من الكوازارات (***). أي أن الثقب الأسود يفصح عن نفسه بواسطة شهيته وجشعه لالتقاط كل مادة حوله.
يحيط بالثقب الأسود منطقه نشطه تدعى "أفق الحدث"، وهو الحاجز بين الكون المعروف والكون اللامعروف خلف الثقب, وهذا الافق يحيط بالثقب الأسود ويعتمد قطره على كتلة الثقب، وهو المكان الذي تبعث منه المادة الساقطة الى داخل الثقب الأسود آخر نداءات الاستغاثة، والتي تبعثها على شكل أشعة سينية لكنها ما أن تصلنا حتى تكون تلك المادة قد أصبحت جزءاً من الثقب الأسود. ويملك الثقب الأسود نفس الكتلة ونفس الجاذبية التي كانت لديه قبل انهياره. وهذا يعني بأن شمسنا لو تحولت إلى ثقب أسود فلن يغير ذلك من انتظام دوره نظامنا الشمسي شيئاً لأن الكواكب ستستمر بالدوران حول الشمس كما لو كانت موجودة، لكنها ستكون بلا نور مع اظلام دامس, يترتب عليه فناء الحياه على الارض.
(1) الثقب الأسود هو المرحلة الأخيرة من عمر نجم عظيم الكتلة. وفي الواقع فهو ليس نجما حيث أنه لا يولّد طاقة عن طريق الاندماج النووي حيث يتوقف الاندماج النووي في النجم كبير الكتلة بعد استهلاكه لوقوده من الهيدروجين والهيليوم ويصبح ثقبا أسودا لا يشع ضوءا.
(2) ياتي معنى كلمه "خُنّس" على عده اوجه في القاموس الجامع: خَنَسَ الرَّجُلُ : اي تَوَارَى ، غَابَ, وياتي ايضا بمعنى تَأَخَّرَ أو اِسْتَخْفَى , ويأتي ايضا بمعنى : الكواكب السَّيَّارة ؛ لأنّها تستتر وترجع
(3) يأتي معنى كلمه "كُنّس" على عده اوجه في القاموس الجامع: كَنَّسَ البَيْتَ : كَسَحَ ، كَنَسَ أَوْسَاخَهُ وَتُرَابَهُ بِالمِكْنَسَةِ ويأتي ايضا بمعنى كنَس الظّبْيُ : دخل في مأواه في الشجر ليستتر, ويأتي ايضا بمعنى كنس النجم: اي استمرَّ في مجراه ثمّ انصرف راجعًا .ويقال : مرُّوا بهم فَكَنَسُوهم : استأْصَلوهم .
(*) جاء في معجم المعاني الجامع ان معنى كلمه "اِنْكَدَرَتِ" النُّجومُ : اي تَناثَرَتْ أو بمعنى "انكدرتِ" النُّجومُ : أظْلَمتْ وذهب نُورُها
(**) في عام 1967م اكتشفت "جوسلين بل" أجسام في الفضاء تبث نبضات منتظمة من موجات الراديو وكانت يعتقد بأنها أتصالات من حضارات غريبة في المجرة , ولكنها توصلت إلى أن هذه النبضات ناتجة عن نجم نباض هو في الواقع نجوم نيترونية دوارة تبث هذه النبضات نتيجه لتداخل معقد بين حقولها الجاذبة وبين المادة المحيطة بها وهذه النبضات هي الدليل الأول على وجود الثقوب السوداء ولكن كيف يمكن لنا اكتشاف أو استشعار الثقب الأسود مع أنه لا يبعث الضوء؟ , فلقد تم ذلك عن طريق دراسة القوة التي يمارسها الثقب الأسود على الأجسام المجاورة فقد شاهدوا نجما يدور حول آخر غير مرئي ولكن هذا ليس شرطًا لأن يكون هذا النجم الغير مرئي ثقباً أسود فقد يكون نجماً باهتاً أو قد يكون بعيدا عن امكانيات الرصد.
وفي نهايه القرن العشرين قامت بضعة معاهد علمية في ألمانيا بتقديم أقوى دليل على احتواء منطقة الرامي (في مجرتنا) على ثقب أسود فائق الضخامة، بناء على بيانات وعلى معلومات من المرصد الأوروبي الجنوبي (ايسو) الموجود في شيلي، ومرصد "كيك" الموجود في جزر هاواي، حيث بينت تلك البيانات ان كتله الثقب الأسود فائق الضخامة في مركز مجرتنا هي 4.1 مليون كتلة شمسية.
(***) الكوارز هو ما يسمى بالنجم الزائف أو شبيه النجم (الكويزر Quasar) , وهو مصدر طاقة كهرومغناطيسية فلكي، بما فيها الضوء، هذه الطاقة تخفف من الطاقة الناتجة عن أكثر النجوم لمعانا. يمكن للكويزر أن ينتج الطاقة بمستويات مساوية لناتج مئات من المجرات المتوسطة مجتمعة. يبدو الكويزر في المقاريب البصرية (التلسكوبات البصرية) كنجم باهت (أي أنه يشكل مصدرا نقطيا للطاقة) ويكون ذا انزياح أحمر عال جدا (مما يعني أن سرعة ابتعاده عن الأرض مرتفعة). من المجمع عليه في الأوساط العلمية أن هذا الانزياح الأحمر العالي هو نتيجة قانون هابل وهو يعني ان الكويزر يجب أن يكون بعيدا جدا عن الأرض ولماع جدا. حجم الكويزرات يعتقد بأنه صغير نسبيا، وذو كثافة عالية جدا، يبلغ قطره ما بين 10 - 10,000 مرة من نصف قطر شوارتزشيد الحدي (والذي يتحول كل ما هو أصغر منه لثقب أسود) وتبعث بكمية ضخمة من الطاقة كأشعة سينية وأشعة فوق البنفسجية وموجات راديو وأشكال أخرى من الإشعاع الكهرومغناطيسي.
الخُنّس الجواري الكُنّس
ومما سبق فاننا نرى ان الله سبحانه وتعالى قد لخص لنا باعجاز مبهر ظاهره " الثقوب السوداء " هذه في كتابه العزيز واصفا تلك الثقوب ب "الخنس الجواري الكنس" وهو وصف معجز شمل كل المفردات العلميه التي استخدمها العلماء أو لم يستخدموها لوصف تلك الثقوب ووصف طبيعتها ووظيفتها وحركتها , بحيث ان الله عز وجل ولعظيم شأن هذه الآيه من آياته المعجزه فلقد اقسم بها جلت قدرته وكما جاء بقوله سبحانه: " فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " وكما أنزلت على نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله قبل 1400 سنه مضت وقبل ان يعلم بها احد من خلقه حتى عهد قريب.
فالثقوب السوداء هذه هي "خُنّس" (2) اي متواريه ومستتره وليست خفيه كما فسر ذلك البعض بل هي "خانسه" متواريه ومستتره عن الانظار نتيجه لاظلام جسمها ويمكن الاستدلال عليها نتيجه اثر فعلها وتفاعلها , وهي "جواري" "كُنّس" (3) اي تجري في افلاكها تكنس وتبتلع في طريقها المخلفات والغبار الكوني الناتج عن انفجار النجوم والكواكب المنكدره السابحه في الكون والتي قد تقع تحت تأثير هذه الثقوب الثقالي وتعتبر تلك النفايات الكونيه كوقود تستخدمه تلك الثقوب لنموها, وهي متنقله وجاريه سواء كانت تلك الثقوب ثقوبا مفرده ناتجه عن انهيار نجم ضخم أو كانت ثقوبا عملاقه كالتي تقبع في مراكز المجرات كالثقب الاسود الموجود في حوصله مجرتنا مجره درب اللبانه.
تأتي الثقوب السوداء على ثلاثة أنواع منها العملاق فائق الضخامه كما الثقوب التي في مراكز المجرات والتي قد تبلغ كتلته عدة ملايين أو عدة بلايين كتلة شمسية ، ومنها الثقوب النجميه الاصل وهي أجرام تبلغ كتلتها بين 4 - 15 كتلة شمسية ، ومنها الثقوب ألاقزام التي نشأت مع نشأة الكون, ولكل من هذه الانواع اضافه الى عمله في كنس المخلفات الكونيه, وظائف أخرى هامه تبعا لنوع تلك الثقوب وكما سنبينها فيما يلي :
اولا: الثقوب العملاقه فائقه الضخامه: هي ثقوب ذات كتلة تقدر بين مئات آلاف وعشرات البلايين من الكتلة الشمسية، وهي في الغالب تكون في مراكز المجرات وفي مراكز عناقيد المجرات وتتحرك جريا من ضمن حركه المجره ككل في اعماق الكون, حيث تنحصر وظيفتها الاساسيه في تنظيف المجره من كل ما هو شاذ داخل تلك المجره أو من قد يقترب من تلك المجره كالنجوم أو الكواكب المنكدره التي تهوي نتيجه فقدانها لاتزانها الثقالي مصداقا لقوله سبحانه: " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ" , اضافه الى تنظيف و "كنس" المخلفات الكونيه الاخرى وذلك حتى لا تصطدم تلك المخلفات أو النجوم بالنظم النجميه المستقره في تلك المجره مما قد يؤدي الى عدم استقرار المجره أو انهيارها , وتُستخدم تلك المخلفات كوقود للثقوب السوداء يساعدها على النمو وزياده تأثيرها الثقالي , وهذا التأثير الثقالي ضروري للتوازن الكوني بمجمله, كما ان هذه الثقوب تلعب دوراً هاماً في تنظيم نمو المجرة عن طريق ضبط كمية المادة الجديدة التي تدخل الى تلك المجرة.






وهنا قد نتسائل : بما ان تلك الثقوب الفائقه الضخامه تقبع في حوصله مجرتنا فهل من الممكن لهذه الثقوب ان تلتهم مجرتنا هذه؟, ألاجابه على هذا التسائل كان قد حير كثير من علماء الفيزياء وعلماء الفلك, ولكي نجيب على هذا التسائل لا بد ان نعلم ان وظيفه هذه الثقوب الاساسيه هو حفظ التوازن الثقالي (الرواسي) لملايين النجوم والكواكب التابعه لاي من تلك المجرات في الكون , وتتبادل مع الماده السوداء التأثير والتآثر ثقاليا على تلك النجوم ومجموعاتها الشمسيه وهذا الامر ادى الى استقرار المجرات بمختلف انواعها, فطالما كان النجم يجري في مساره المكتسب والمسخر نتيجه التوازن الثقالي للمجره ولم يتخطى موقعه نسبه الى احداثيات المجره ككل مصداقا لما جاء في قوله سبحانه: " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وانه لقسم لو تعلمون عظيم " [الواقعه: آيه 75-76] فعندها لن يقع تحت تأثير الثقب الاسود ما لم يصبح هذا النجم شاذا وخارج المنظومه الثقاليه المتوازنه للمجره وهذا الاستقرار المسخر قد بينه لنا سبحانه و :" وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ", لذلك فهذا التوازن يستمر الى ما شاء الله ففي كل مره يولد فيها نجوم جديده في المجرات النشطه كمجرتنا "مجره درب اللبانه" ، يقابل ذلك زياده في كثافه الثقوب السوداء في قلب المجره مساوية لكتله هذا النجم لكي يستمرالتوازن الثقالي في تلك المجره، ويتم ذلك " بكنس" تلك الثقوب للمزيد من المخلفات الكونيه والتهامها والتي تتواجد بكميات هائلة في سدم المجره.
ثانيا: الثقوب السوداء النائمه: لاحظ بعض علماء الفيزياء الفلكيه ان بعض الثقوب السوداء تصبح ثقوب نائمه ولا تلتهم او " تكنس" المخلفات الكونيه لاسباب لم يستطع العلماء تفسيرها للان ففي عام 2003 لاحظ تلسكوب الفضاء "شاندرا" سحابات من الغاز تنجذب نحو الثقب الاسود النائم في "مجرة النحات" ، حيث ان من المفترض ونتيجة لاقتراب المادة من ذلك الثقب الاسود ان تنضغط بتأثير جاذبيه الثقب مولدة حرارة كبيرة تصل الى عشرات ملايين الدرجات المئوية، مطلقة سيلا من اشعة اكس (الاشعة السينية) القوية، وفي شهر سبمتبر من عام 2012 الماضي رصد التلسكوبان "شاندرا" و "نيو ستار" نفس الثقب الاسود من جديد وتبين ان هذا الثقب نائم ولا يلتهم المادة بالشكل المطلوب دون ان تعرف اسباب ذلك وفي تقديري ان هذا النوع من الثقوب السوداء هو من النجوم المطموسه كما جاء في قوله عز وجل:"فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ " [المرسلات: آيه 8] والتي محي نورها نتيجه لاستهلاك وانصهار جميع عناصر الوقود لديها وما تبقى من هذا النجم تحول إلى كرة كثيفة من مادة ذات إلكترونات منحلة والتي بردت ببطأ عن طريق الإشعاع الحراري لتنتهي إلى ما يعرف بالقزم الأسود أو القزم المعتِم, وتكون جاذبيته الذاتيه اضعف بكثير من جاذبيه الثقوب السوداء.
ثالثا: الثقوب السوداء النجميه: وهي نوع من الثقوب التي قد تنشأ في الغالب نتيجه انهيار نجم ضخم مستعر متكورا على نفسه كما جاء في قوله عز وجل " إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ", والذي قد تبلغ كتلته ما بين 4 - 15 كتلة شمسية, و لقد اثبتت الدراسات أن هذا النوع من الثقوب السوداء النشطة تكون أكثر شيوعا في الفراغ الكوني وخاصه بين المجرات الصغيرة حديثه النشأه والمولد، بينما هي أقل شيوعا بين المجرات الهائلة، ويكون نمو هذا الثقب الاسود في الفراغ أبطأ مقارنة مع نمو ذلك الثقب المتواجد في المناطق الكثيفة الماده (نتيجه لتوفر الوقود المترتب عن كنس المخلفات الكونيه في تلك المناطق), ويلعب هذا النوع من الثقوب السوداء دور هاما في تنظيف و "كنس" الكم الهائل من المخلفات الكونيه الناتجه عن التصادمات بين نجوم تلك المجرات الناشئه لعدم استقرارها في بدايه نشوءها.
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com