" وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا " (الاسراء: آيه 4-7)
تمهيـــد: يعتبر سيدنا ابراهيم عليه السلام الجد الاكبر لانبياء الديانات الثلاث, الاسلام امتدادا لدين سيدنا ابراهيم ممثلا بسيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله , واليهوديه ممثله بسيدنا موس والانبياء من بعده عليه وعليهم السلام والديانه النصرانيه ممثله بسيدنا عيسى عليه السلام.
لقد ولد إبراهيم في أور الكلدانية حوالي 1800 ق.م. وعاش فيها مع والده وإخوته وتزوج فيها من سارة، وعندما توفي أخيه هاران وهو أبو النبي لوط، أخذ إبراهيم أسرته وهو في عمر 75 سنه ومعهم لوط وهاجروا إلى بلاد كنعان، ومروا شمالاً بمجن بابل ومن ثم إلى حاران، ومن ثم اتجهو جنوباً إلى دمشق.، ومنها الى شكيم (نابلس) حيث أقام فيها لفترة قصيرة وبنى فيها مذبحاً للرب كما تذكر التوراة ثم اتجه جنوباً إلى بيت ايل (بيت الله الكنعاني) ثم أنتقل جنوباً إلى النقب في طريقه إلى مصر بعد حدوث المجاعة في ارض كنعان وبعد ذلك عاد إلى جنوب فلسطين، وفي بيت إيل انفصل إبراهيم ولوط بسبب قلة المراعي، وقد سكن إبراهيم في حبرون، وتنقل منها متاجرا في مناطق كنعان القريبة من حبرون مثل مدينة جرار جنوب شرقي غزة وكذلك مريا القريبة من القدس في الشمال.
يدّعي اليهود ان دخول ابراهيم الى ارض الكنعانيين زمن اليبوسيين كان اول تواجد لهم في هذه الارض, وهذا ادعاء كاذب لان ابراهيم عليه السلام ما كان يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما موحد بالله, وهو عليه السلام ليس حكرا على اليهود.
في زمن يوسف ابن يعقوب (اسرائيل) حفيد سيدنا ابراهيم هاجر الى مصر ابناء سيدنا يعقوب مع عائلاتهم وكثير من قومهم وكانوا على دين ابيهم يعقوب وجدهم اسحق, دين ابراهيم حنيفا , وجاء من نسل بنيامين اخو يوسف سيدنا موسى عليه السلام الذي بعثه الله الى بني اسرائيل حيث
نهايه دوله اسرائيل
ارسله سبحانه وتعالى الى فرعون مصر لاخراج بني اسرائيل منها وتخليصهم من ظلم فرعون, فخرج موسى بقومه بعد سنين من المعاناه والمعجزات قاصدا ارض كنعان, فطلب موسى من قومه ان يدخلوا الارض المقدسه : « يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ » (المائده: آيه 21) فرفضوا دخولها قائلين لموسى : « قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ » وهذا الامر ادى الى غضب الله عز وجل عليهم لفسوقهم وحرم عليهم هذه الارض لاربعين سنه مصداقا لقوله عز وجل: « قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ » , ونتيجه لهذا الحرمان عاقبهم الله عز وجل بالتيه (1) في شبه جزيره سيناء لحكمه ارادها الله سبحانه.
بعد انتهاء التيه, اخذ «يوشع» قومه عبر شرقي الاردن الى شمال البحر المالح (البحر الميت) ورفض قومه عبور النهر لقتال ملك «اريحا» مما جعل «يوشع» يستخدم المكر والخداع في دخول مدينه اريحا سنه 1197 ق. م وذبح اهلها وكما وصفتها لنا توراه اليهود, بعد سنين من الخداع استطاع بني اسرائيل الاستيلاء على اجزاء من ارض كنعان واقامه دوله لهم في زمن النبي داوود الذي استولى على "أور سلام" عاصمه الكنعانيين (اليبوسيين) حوالي سنة 1000 ق.م وجعلها عاصمه لدولته الذي اسماها ب «دوله اسرائيل» والتي لم تزد حدودها التاريخيه عن وسط ارض كنعان (فلسطين) .
وفي سنه 970 ق.م. ورث سليمان (2) المملكه عن ابيه داوود وبنى الهيكل الذي اسس له داوود في المدينه الكنعانيه «اورسلام» (اورشليم) , انقسمت الدوله بعد موت سليمان الى دولتين احداهما مملكة إسرائيل الشمالية والثانيه مملكه يهوذا في الجنوب واللتان ناصبتا العداء كل منهما الاخرى, وشهدت ارض كنعان فساد منهما طوال فتره وجودهما على ارض كنعان (فلسطين)
(1): التيه يرجع هذا المسمى بسبب التيه الذي كتبه الله على بنى إسرائيل بعد رفضهم لقتال القبائل الكنعانية التي كانت تسكن الارض المقدسة في فلسطين وكانت مدة هذا التيه 40 عاما مات خلالها نبى الله موسى وورثه يوشع بن نون , وكانت الحكمه من هذا التيه ان يُخلق جيل جديد يستطيع القتال ومقارعه اهل تلك البلاد المقدسه من الكنعانيين.
(2): الملك سليمان من الناحية التاريخية وبالصورة التي صورها كتبة التناخ والكتب الدينية اليهوديه الأخرى محل خلاف شديد بين علماء الآثار والأنثروبولجيا فلا يوجد له ولا لهيكله أي أثر في فلسطين كما لا يأتي أي ذكر لانجازاته الخارقه التي ادعاها اليهود في حوليات الحضارات المفترض أنها جاورته في مصر القديمة وآشور وفينيقيا أو تلك التي يعتقد أنها اتصلت به في اليمن القديم. فمنهم من يرى أنها شخصية مختلقة عن سليمان الحقيقي وهي من اختراع كتبه التوراه خلال فترة السبي البابلي, ويرى آخرين أنها شخصية تاريخية تعرض تاريخها للمبالغات والتحريف.
(3): مؤتمر كامبل بنرمان، هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. دعا المؤتمر إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهي دولة إسرائيل واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة. كما دعا إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف.
(4): يتفق اغلب العلماء ونتيجه للحفريات التي تمت في اريحا أن الخروج بشعب اسرائيل من مصر قد حدث في عصر منفتاح حوالي عام 1235-1230 ق.م. وبتنزيل مده التيه 40 سنه ومده حصار اريحا قبل دخول الارض المقدسه يكون من المرجح ان سنه دخول بني اسرائيل لارض فلسطين (كنعان) هي 1197 او 1998 ق.م. على ابعد تقدير. وفي تقديري ان دخول بني اسرائيل الى ارض كنعان (فلسطين) كان حوالي 1197 ق.م. لان الفتره ما بين دخول سيدنا ابراهيم الى ارض كنعان سنه 1800 ق.م. وموت موس عليه السلام كانت كما يلي: 100 سنه قضاها ابراهيم في ارض كنعان قبل ان يموت, عاش اسحق بعد ابيه 103 سنين, وعاش يعقوب بعد موت ابيه اسحق 147 سنه والفتره ما بين يوسف الى موت موسى كانت حوالي 250-256 سنه وبالتالي فان الاقرب للصحه ان دخول يوشع كان حوالي 1197 ق.م تبعا للحفريات التي تمت جنوب مدينه اريحا.


نهايه دوله اسرائيل
دمار دوله اسرائيل الاولى على يد نبوخذنصّر
« فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا »
فرض «نبوخذ نصّر» الكلداني الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم "يهوياقيم" في سنة 597 ق م , إلا أن نبوخذ نصر لم يسقط مملكة يهوذا في حينه وأقام صدقيا ابن الملك يهوياقيم مكانه ملك على يهوذا، إلا أن اليهود قرروا العصيان مرة أخرى وبقيادة صدقيا وبدعم من المصريين، فقام البابليون في البداية بهزيمة المصريين ألذين جاؤوا لمساعدة يهوذا، وبعدها إتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا، فقام البابليون بحصارها لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذ نصّر من إختراق مدينة أورشليم ومن ثم دخلوا إلى أورشليم وسبوا معظم سكانها ومنهم ملكهم صدقيا (ألذي نصبه نبوخذ نصر ملكاً) وأحرقوا هيكل سليمان، وبهذا أنهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا وذلك في عام587 ق م. وكانت هذه نهايه دوله اسرائيل الاولى كما بينها لنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: « فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا » حيث لم تقم لبني اسرائيل قائمه بعد ذلك وان تمكنوا باعاده بناء الهيكل في زمن الفرس, الا انهم لم يستطيعوا حكم البلاد وكانوا كغيرهم من سكان ارض كنعان يدينون بالتبعيه والولاء للامبراطوريات الغازيه كالفرس والاغريق ومن ثم الرومان الذين دمروا لهم الهيكل سنه 70 م. ونفوهم في اسقاع الامبراطوريه الرومانيه.

نهايه دوله اسرائيل
نهايه دوله اسرائيل الثانيه (الحاليه)
« فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا »
مقدمه: لقد قضى الله سبحانه وتعالى الى بني اسرائيل الفساد في الارض مرتين كما جاء في قوله عز وجل في سوره الاسراء: «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا » وهذا القضاء من الله عز وجل كان عقابا لبني اسرائيل على نقضهم العهد مع الله واتخاذهم العجل إله وقتلهم الانبياء ولفسادهم وافسادهم في الارض.
لقد كان القضاء الاول قضاء قد تم تنفيذه بهم على يدي « نبوخذ نصّر » كما بينا سابقا وكما جاء في قوله عز وجل: « فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا » وهو ما تنبأ به سيدنا موسى عليهم قائلا في سفر التثنيه بالتوراه : « أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. لاَ تُطِيلُونَ الأَيَّامَ عَلَيْهَا، بَلْ تَهْلِكُونَ لاَ مَحَالَةَ.» وكما جاء في قوله عليه السلام: « وَيُبَدِّدُكُمُ الرَّبُّ فِي الشُّعُوبِ، فَتَبْقَوْنَ عَدَدًا قَلِيلاً بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِي يَسُوقُكُمُ الرَّبُّ إِلَيْهَا.» (تثنيه: 26-27\4)
اما القضاء الثاني والاخير « فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ » فهو موضوع بحثنا هذا والذي تم بفضل الله عز وجل من واقع تحليل ما جاء في سوره «الاسراء» التي تضمنها قضاء الله عز وجل الى بني اسرائيل.
ولكي نفهم الاشاره القرانيه التي جاءت بهذه السوره المباركه بخصوص «وعد الاخره» هذا, فيجب علينا فهم الاسلوب الذي تم به بناء هذه السوره الكريمه, حيث اننا نلاحظ ان بناء هذه السوره يتألف من ثلاث اجزاء, الجزأ الاول : هو المقدمه والتي تبدأ من بدايه السوره وتنتهي عند قول الله سبحانه عند بدايه الايه الرابعه: « وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ.....», اما الجزء الثاني : فهو الجزء الاساس الذي يبدأ من بدايه الايه الرابعه وينتهي عند نهايه الآيه 104 كما في قوله سبحانه وتعالى : « وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا», اما الجزأ الثالث: (خاتمه السوره) فيبدأ من نهايه الآيه 104 الى نهايه سوره الاسراء, كما اننا نلاحظ ان مجموع عدد ايات هذه السوره هو 111 آيه تتوزع الى عدد 3 آيات للمقدمه, وعدد 101 آيه للجزأ الثاني وعدد 7 آيات للجزأ الثالث (خاتمه السوره).أ الثالث (خاتمه السو
تحليل الجزأ الاول من سوره «الاسراء» : والذي يبدأ من قوله عز وجل: « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى...» وينتهي بقوله سبحانه: « ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا », ولو جمعنا عدد كلمات الجزأ الاول لوجدناها 42 كلمه تعبر كل كلمه منها عن « سنه زمنيه » اي 42 سنه.
ولما كان الجزأ الاول من هذه السوره هو جزأ تمهيدي يبين الاحداث التي سبقت بدايه حدث القضاء الثاني كما جاء في قوله عز وجل « ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا », وكما اننا نعلم ان بدايه حدث القضاء الثاني كان بقيام دوله اسرائيل سنه 1947 (اعلان قيام الدوله كان عام 1947 بواسطه "بن غوريون" اما عام 1948 فهو عام الاعتراف بالدوله من قبل امريكا والامم المتحده) , إذن تكون الاشاره هنا في هذا الجزأ التمهيدي الى حدث هام كان السبب في قيام دوله اسرائيل كبدايه للقضاء الثاني, وبالرجوع 42 سنه الى ما قبل بدايه القضاء الثاني (قيام دوله اسرائيل) اي سنه 1905 والتي كانت السنه المفصليه التي قرر بها «مؤتمر كامبل بنرمان» (3) انشاء دوله لليهود في فلسطين, وكانت قرارات هذا المؤتمر السبب في قيام دوله اسرائيل بدأً بتهيئه المنطقه وذلك بانشاء كيانات عميله وبتعيين حكام لها يدعمون قرارات مؤتمر كامبل ويؤيدون قيام دوله اسرائيل, مرورا بوعد بلفور وانتهاء بأعلان قيام دوله اسرائيل عام 1947 .
تحليل الجزأ الثاني من سوره «الاسراء» : والذي يبدأ من قوله عز وجل بدايه الآيه 4 : « وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا...» وينتهي بقوله سبحانه في نهايه الايه 104 : « وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا », ولو جمعنا عدد كلمات الجزأ الثاني لوجدناها 1337 كلمه تعبر كل كلمه منها عن « سنه زمنيه » اي 1337 سنه.
ولما كان الجزأ الثاني من هذه السوره هو جزأ اساسي يبين احداث القضائين, القضاء الاول والذي ابتدأت احداثه بدخول يوشع ببني اسرائيل الى الارض المقدسه سنه 1197 ق. م (4) وانتهاء بدمار دوله اسرائيل الاولى على يدي «نبوخذ نصّر» عام587 ق.م. اي ان فتره بقاء هذه الدوله كان حوالي 610 سنين, حيث اننا نلاحظ من سياق تحليل سوره «الاسراء» مجموعه من الاشارات المعجزه والتي تبين بدايه حدث القضاء الثاني وهو الاعلان عن قيام دوله اسرائيل, حيث اننا نجد ان بدايه وعد الاخره هو : مده حكم بني اسرائيل في الوعد الاول + عدد السنين بين الوعدين (كما بينته آيات هذه السوره الكريمه) اي = 610 + 1337 = 1947 وهو تاريخ الاعلان عن انشاء دوله اسرائيل الثانيه وبدايه وعد الاخره

بدايه النهايه لدوله اسرائيل
سنه 2039
تحليل الجزأ الثالث من سوره «الاسراء» : والذي يبدأ من قوله عز وجل بدايه الآيه 105 : « وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا...» وينتهي بقوله سبحانه في نهايه الايه 111 : « وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا », ولو جمعنا عدد كلمات الجزأ الثالث والاخير لوجدناها 92 كلمه تعبر كل كلمه منها عن « سنه زمنيه » اي 92 سنه.
ان هذا الجزأ الثالث من هذه السوره الكريمه هو الجزأ الذي يبين لنا تاريخ انتهاء القضاء الثاني على بني اسرائيل بانتهاء دولتهم الحاليه, حيث اننا نرى ان نهايه وعد الاخره وبدايه نهايه دوله اسرائيل يكون من بدايه قيام دوله اسرائيل 1947 اضافه الى 92 (كلمه) = 2039 اي ان بدايه نهايه اسرائيل ستكون حوالي سنه 2039 للميلاد, والدلاله على اتمام هذا الوعد من خلال الجزء الثالث , الاشاره القرانيه في الآيه رقم 108 بقوله عز وجل: « وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً » التي جاءت من ضمن مكونات الجزأ الثالث والاخير من سوره «الاسراء»..... اي ان المؤمنين يومئذ سيقولون عندها سبحان ربنا الذي انجز وعده بفناء دوله اليهود هذه....والله اعلم واهدى.
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظ ر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com