top of page

طبقا لنظريه النسبيه لأينيشتين والتي تقوم على فرضيتين تقول أولاهما: إن القوانين الفيزيائية للجسم المتحرك او الساكن تبقى كما هي في أي مرجع قصوري " جسم متحرك بسرعة ثابتة ". بينما تقول الفرضية الأخرى: إن سرعة الضوء في الفراغ تبقى دومًا ثابتة بغض النظر عن سرعة المصدر الذي انطلق منه هذا الضوء, وتم تقدير سرعه الضوء في الفراغ (بدون احتكاك او عوائق) بما يساوي 300000 كم\ث تقريبا, مثال ذلك عمليه رصد الضوء الخارج من احد النجوم باتجاهنا فان سرعه حركه هذا الضوء لا تتأثر بحركه تمدد الفضاء حول المجره التي يوجد فيها هذا النجم. وتهدف هاتان الفرضيتان بالاشتراك مع النظريه العامه لأينشتين إلى جعل القانون الفيزيائي ثابتًا سواءً كان المرجع الذي يقاس فيه هذا القانون ساكنًا أو متحركًا بسرعة ثابتة؛ ويستوي في ذلك القوانين الكموميه والقوانين الكهرمغناطيسية.

 

فبحسب النسبية فثبات سرعة الضوء مهما اختلفت سرعة المصدر لهذا الضوء وسرعة الراصد يترتب عليه إلغاء مفهوم الزمن المطلق وهو ما يتعارض مع النسبيه, اي انه لا يوجد حدثان متزامنان ما دام يفصل بينهما مسافة ("منازل امكنه" كما تعرفها "الكينونه" للمؤلف). فما يحدث " الآن " بالنسبة لك يحدث بنفس الزمن أو" بعد حين " أو " قبل حين " بالنسبة لراصد آخر, اي بمعنى آخر عند حصول حدث ما في زمن ما  في مكان ما من مدينه دبي (زمكان), يقابله حدث او احداث أخرى " قبل هذا الزمن " او " بعده " في مكان آخر لمدينه أخرى أو اماكن أخرى (دون احتساب فارق التوقيت), وكل حدث يكون نسبيا طبقا لزمن ومكان حدوثه (زمكان الحدث).

 

تتنبأ نظريه "للكينونه" للمؤلف ان مفهوم الزمن المطلق والمكان المطلق (*) الذي دعت اليه النسبيه ودعا اليه نيوتن قبلها, يفرغ هذا الكون من أي مرجعية ذاتية فيه, ويجعل قياسنا للأحداث التي تقع في هذا الكون دائماً نسبية, فإذا قلت إن سرعة السيارة هي 60كم/ساعة فإنك تعني سرعتها بالنسبة للمراقب على الأرض في مكان الحدث وإذا قلت إن سرعة دوران الأرض حول الشمس هي 29كم/ثانية , فإنك بذلك تعني سرعتها منسوبه للشمس.... وهكذا بالنسبة لحركه الشمس والمجرات ولأي حدث آخر في هذا الكون، مما يعني أنه إذا كان هناك مرجع مطلق فلا بد أن نبحث عنه خارج الكون الفيزيائي وخارج قوانين هذا الكون وليس داخله لان ذلك يتعارض مع مفهوم النسبيه, فالمرجعية المطلقة للكون بمجمله عند "الكينونه" , هي في العلاقات التي تحكم هذا الكون بانصياع مخلوقاته بمجملها للقانون الفيزيائي التي خلقت عليه وانضباطها وفق نسقه, بتفاعلها مع السنن الكونية المختلفة التي خلقها الله سبحانه وتعالى له, ومثال ذلك فان المرجعية المطلقة للإنسان  كأحد مكونات الكون المخلوقه تكون خارج ذاته وخارج الكون الذي يعيش فيه، وتلك هي مرجعية الوحي والرسالة تبعا لمشيئه الخالق سبحانه وتعالى.

 

 

وطبقا "للكينونه" فليس هنالك كينونه مطلقه أو ثابته لاي شيء في هذا الكون سوى كينونه خالقه عز وجل,  فلا يوجد زمن مطلق ولا مكان مطلق او سرعه مطلقه, حيث ثبت علميا ان هنلك سرعات اكبر من سرعه الضوء (**) التي اعتبرت عند اينيشتاين كسرعه كبرى مطلقه , فكل ما في الكون متغير طبقا للتطبيقات العلميه ومن ضمنها تطبيقات النظريه النسبيه لاينيشتين, فالكون دائم الحركه والتوسع والتغيّر ويسبح خالقه بحركه جميع مكوناته, بدأ باصغر جسيم فيه ومرورا بالمجرات وعناقيد المجرات وانتهاء بالكون المتمدد والمتوسع, فلا مكان ثابت ولا زمن ثابت, ولم يثبت ان سرعه الضوء هي السرعه القصوى في الكون, بل  قد يكون هنالك سرعه تفوق سرعه الضوء وهي أحد سرعات حركه عروج الملائكه والتي  تعادل حوالي 5,5 مليون مليون كم في الثانيه الارضيه اي اكثر من 18 مليون مره اسرع من سرعه الضوء كحد ادنى حيث ان هذه السرعه قد تتزايد تزايد طردي مع نسبه الزمن تبعا لمكان الحدث, لثبات قيمه اليوم عند الله سبحانه وتعالى, وهذا الامر قد بينته تفصيلا في كتاب " كينونه الخلق" وهو ما سأوضحه حسابيا كما يلي:

 

اولا: ان مقدار اليوم عند الله سبحانه وتعالى كما جاء في الايه الكريمه " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " [ المعارج: آيه 4], هو خمسون الف سنه, وبما ان الايه الكريمه لم تحدد نوع تلك السنه, فلقد اعتبرتها نظريه "الكينونه" انها سنين سماويه تختلف قيمتها عن السنين الاخرى التي جاء ذكرها في سياق آيات القرآن الكريم والتي ترتبط بقيمتها بسنين الارض, وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى:  " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " [ السجده: آيه 5], حيث ان هذه الايه الكريمه حددت نوع السنه بالسنين الارضيه " مِمَّا تَعُدُّونَخلافا لما جاء بالايه الاولى والتي لم يشر الله سبحانه وتعالى فيها الى نوع السنه, وبناء على ما اشارت اليه الايات الكريمه السابقه:

 

  1. تتنبأ " الكينونه " بان معدل المسافه ما بين سقف السماء الدنيا , وموقع الارض عند زمكان ما هو:  ≤  18,400,000,000 سنه ضوئيه تقريبا (***)

  2. وبان معدل المسافه ما بين سقف السماء الدنيا , وسقف السماء التي تليها  ≤  18,400,000,000 سنه ضوئيه تقريبا , وهو الامر الذي يؤكده ما جاء بالحديث النبوي المعجزبقوله عليه الصلاه والسلام: " لو أن رضاضة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل " وكقوله عليه افضل الصلاه والتسليم في حديث آخر " هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم, قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة ". 

 

حساب سرعه عروج الملائكه:

 

  • ان ما يقطعه الضوء في سنه ارضيه = 300000(كم\ث)* 3600 (ث\س)*24 (س)*365.25 (يوم)= 9467280000000 كم

  • عليه, يكون معدل المسافه ما بين سقف السماء الدنيا والسماء التي تليها بالكيلومتر = 174197952000000000000000 كم

 

  • قيمه يوم العروج للملائكه  (طبقا للآيه) = 50000 سنه سماويه

  • وبذلك تكون قيمه ثانيه عروج الملائكه = 50000 (س س)\24 (ساعه ليوم العروج) \3600 (ث س) =0.5787 سنه سماويه

  • ما يقطعه الضوء في ثانيه العروج =300000 (س ض) * 3600 (ث س) * 24 (س)  * 365.25 (يوم) * 0.5787 = 5,478,714,936,000  كم وهي سرعه حركه عروج الملائكه لهذه الحاله بالثانيه اي ما يعادل  حوالي 18.2 مليون مره سرعه الضوء

 

حساب المسافه ما بين كل سماء:

 

  • ما يقطعه مسارالضوء في اليوم السماوي =5,478,714,936,000 * 3600 (ث س) * 24 (س)  = 473,360,970,470,400,000 كم

  • ما يقطعه مسار الضوء في سنه سماويه = 473,360,970,470,400,000*365.25 (يوم) =  172895094464313600000 كم

  • اليوم عند الله "منسوبا الى بما تعدون"  = (معدل المسافه ما بين سقف السماء الدنيا والسماء التي تليها) / (ما يقطعه مسار الضوء في سنه سماويه)

  • = 174197952000000000000000 كم / 172895094464313600000 كم = 1007 سنه (مما تعدون بالحساب الشمسي)

والذي يساوي عند حسابه بالسنين الفلكيه حوالي 999.76 سنه أي الف سنه مما نعد تقريبا.

 

  • الثابت الفلكي (**) = (ما يقطعه الضوء في سنه ارضيه ) / (المسافه التي يقطعها الضوء في سنه سماويه)*(ما تقطعه الارض حول الشمس)) /100 = ((9467280000000/172895094464313600000)*(942000000)) /100 = 0.5 وهي قيمه الثابت الفلكي (ثف) تقريبا = 345790188928627200000 كم

  • عدد السنين السماويه التي يحتاجها مسار الضوء لقطع المسافه ما بين سماء وأخرى (كثف كل سماء) = (معدل المسافه ما بين سقف السماء الدنيا والسماء التي تليها / طول مسافه السنه السماويه)

  • طول مسافه السنه السماويه (المسار المنحني) = ((ما يقطعه مسار الضوء في سنه سماويه) / (ما يقطعه الضوء في سنه ارضيه * الثابت الفلكي)) = 172895094464313600000/ (9467280000000  * 0.5) = 36,524,766 سنه ضوئيه

 = (174197952000000000000000 كم / 345790188928627200000 كم ) = 503 سنه سماويه تقريبا (5)

 

 

 

 

 

 

(*)         لقد عرف نيوتن ما أسماه بالمكان المطلق بالعبارة الآتية: " المكان المطلق يبقى، بطبيعته، مستقلاً عن أي ارتباط بالأشياء الخارجية، ويظل، سرمدياً، لا حراك به، مشابهاً، دوماً، لذاته" إن المكان يعبر عن وجود المادة، والمادة لا ثبات لها (فكل جسيم فيها يتحرك) ، فهي في حركة دؤوب, حركة مستمره بتغير احداثيات مكان الماده في الكون,  فإن الحركة هي المادة، وبنفس هذا القدر، فليس هناك "زمان مطلق" كما زعم نيوتن، لأن الزمن إنما هو وليد المادة، هو نتاج حركة الماده في مجمل حركه الكون المدرك.

(**)       لأجيال خلت أعتقد الفيزيائيون أنه لا توجد سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ، حيث يسير بسرعة 300 ألف كم/ثانية. ولكن تجربة أجريت في برنستون نيوجيرسي أرسل الفيزيائيون نبضة لحظيه من ضوء الليزر عبر حجرة فيها بخار السيزيوم فكانت سريعة بحيث خرجت كلها من الحجرة قبل أن ينتهي دخولها إليها!!. فلقد تحركت النبضة مسافة تقدر بحوالي 310 أضعاف تلك التي كانت ستتحركها عبر الحجرة لو كانت تحوي فراغا بدل السيزيوم, كاهواء مثلا,  ويقول الباحثون أن هذا هو أكثر العروض إقناعا بأن سرعة الضوء التي كانت تعتبر أحد الثوابت المتينة في الطبيعة، يمكن دفعها إلى ما بعد الحدود المعروفة، على الأقل تحت ظروف مخبرية خاصة.

(***)     لقد حددت آخر القياسات الفلكيه المسافة بين الأرض وأبعد مجرة على اطراف الكون بحوالي عشرين ألف مليون سنة ضوئية (± 10%)، أي أن الضوء يستغرق 20 ألف مليون سنة تقريبا حتى يقطع المسافة بين الأرض

ومنتهى السماء الدنيا.

(****)       طبقا "للكينونه" فالثابت الفلكي (معامل التمدد الكوني) هو قيمه تفاضليه تحدد العلاقه مابين زمن الحدث ومساره في مكانين مختلفين وتخضع تلك القيمه الى قيمه ما يقطعه الضوء في مسافه سنه ارضيه (منسوب لطول مسافه دوران الارض حول الشمس مده سنه ارضيه) منسوبا الى طول مسافه السنه السماويه (المسافه التي تقطعها الملائكه في سنه سماويه بمسار منحني)  تبعا لمكان الحدث حيث ان طول مسار زمن هذه السنه قد يختلف من كون الى آخر أو من مكان الى آخر في نفس الكون.

(5)          تم حساب قيمه السنه الارضيه بالسنين الشمسيه وليس بالسنين القمريه وذلك لان اليوم عند الله في الايه الكريمه " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" لم ينسب لسنين الارض (مما تعدون) والا لاقتضى الامر حساب سرعه الضوء طبقا للسنه القمريه الاقترانيه كما تم في الفصول السابقه, وعموما فليس هنالك فرق يذكر عند الحساب بالطريقتين كما تاكدنا منه.

 

 

 

" سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* لّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ* مّنَ اللّهِ ذِي الْمَعَارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ* فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً* إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَنَرَاهُ قَرِيباً* يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ* وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ* وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيما " [ المعارج : آيه 1-10]

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page