top of page

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " [الواقعة الآية: 75-76], ابتدأت هذه الايات الكريمه بقوله سبحانه وتعالى " فَلَا أُقْسِمُ " وهي جمله تنبيهيه تعني القسم بحدث عظيم ياتي بعدها, وهي تفيد ان ربنا تبارك وتعالى غني عن القسم  بهذا الحدث الذي يريدنا سبحانه ان ينبهنا اليه كدلالات  لآيات معجزه استتبعت هذا القسم, حيث ان هذه الايه الكريمه ترشد الى مجموعه من الحقائق العلميه المعجزه, والتي ما كان لاحد قبل مئه عام ان يعلم بها او ان يستشف حقائقها. وهذه الدلالات والآيات التي اقسم الله سبحانه وتعالى بها واكد اعجازها بقوله عز وجل " وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " تتمثل في ظواهر كونيه تخص مواقع النجوم في الكون المدرك والتي من الممكن تلخيصها بما يلي:

 

  • أثر حركه النجوم على مواقعها:

 

كما بينا في الفصول السابقه فالنجوم كمخلوقات تمر بمراحل الولاده والشباب والكهوله ومن ثم الفناء, وكل مرحله من مراحل عمر هذه النجوم تتميز بنشاط ذري واشعاعي, وكتله وحجم تختلف عند كل مرحله عمريه ومرحله عمريه أخرى, ويكون اقصى نشاط واقصى كتله (*) لهذه النجوم في فتره الشباب, حيث تكون تلك النجوم اكثر استقرارا في مداراتها نسبه الى محصله قوى الجاذبيه المؤثره عليها لثبات كتلتها وكثافتها, وهذه النجوم غالبا ما تكون جزأ من بناء المجرات كتوابع لها.

" فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " [الرعد:آيه 3], 

(*)            يتخلق النجم عندما تأخذ كمية من الغازات غالباً تكون من الهيدروجين وغبار مخلفات النجوم الميته, بالتجمع والتهافت والانخساف على بعضها البعض ومع هذا التقلص يزداد تصادم الغازات فيما بينها بسر عات كبيره، ويسخن الغاز حتى يصبح حار جداً إلى درجة أن تندمج ذرات الهيدروجين عند تصادمها لتكونّ الهليوم ،بشكل تفاعل اندماجي يشابه تفاعلات القنبلة الهيدروجينية وهي التي تجعل النجم يبدأ بالاشعاع , ونتيجه لهذه الحرارة  يتزايد ضغط الغازات إلى أن يصبح كافياً ليتوازن مع التجاذب التثاقلي فيتوقف الغاز عن التقلص وتبقى النجوم مستقرة فترة طويلة حيث تتعادل حرارة التفاعلات النووية مع قوة التجاذب التثاقلي (أي انه يكون في حالة توازن توقفه عن الانخساف مثل التوازن بين الجاذبية والقوه الطاردة المركزية).

(**)          إدوين بويل هابل (Edwin Powell Hubble) (1889-1953). فلكي أمريكي أثبت وجود مجرات أخرى عدا المجرة اللبنية. ولد في مارشفيلد بولاية ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية، اشتغل ما بين عامي 1914-1917 في مرصد يوركس بجامعة شيكاغو ثم بمرصد جبل ويلسون سنة 1919 وأخيراً بمرصد جبل بالومَرْ (Mart-Paloner) سنة 1948 وفيه قام بتوجيه الأبحاث الجارية بواسطة التلسكوب. في عام 1924 اثبت هابل أن هناك المزيد من المجرات (فهناك في الحقيقة المليارات من المجرات), ومن اهم اكتشافاته أثبات أن الكون يتمدد مع الوقت بقيمة ثابتة.

مواقع النجوم

تختلف مواقع هذه النجوم وبعدها عن عين الراصد على الارض تبعا لبعد هذه النجوم وموقعها الزمكاني (الموقع الزماني المكاني للنجم) في فضاء الكون المدرك, وكما قلنا في الفصول السابقه فان كل ما في الكون يتحرك, اي انه لا سكون أو ثبات في الكون وبالتالي ليس هنالك موقع زمكاني ثابت ومحدد لهذه النجوم, ونتيجه لذلك ونتيجه للابعاد الشاسعه ما بين هذه النجوم وعين الراصد على الارض والتي قد تصل الى ملايين السنين الضوئيه فان ما يراه الراصد هو الاثر الاشعاعي المتخلف عن نجم ما, اي انه يرصد في الواقع احداثيات لزمكان سابق لموقع هذا النجم, اي ان هذا النجم وخلال الفتره التي سافر فيها اشعاعه بسرعه الضوء من موقعه الذي كان عليه قبل رصده والتي استغرقت 10 سنين ضوئيه مثلا, يكون عندها هذا النجم قد تحرك من موقعه المرصود الى مواقع زمكانيه مختلفه جديده طيله الفتره التي استغرقها سفر اشعاعه الاول (قبل 10 سنوات ضوئيه) حتى وصل لعين الراصد على الارض.

اي ان لهذا النجم محطات زمكانيه في مواقع عديده قد انتقل اليها غير تلك التي نراه عليها على الارض في زمن رؤيته وهذا بعض مما اشارت اليه الآيه الكريمه " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " .

  • أثر حركه المجرات على مواقع النجوم:

كما بينا سابقا فان كل ما في الكون يتحرك وبما فيها المجرات والتي لها ثلاثه احداثيات للحركه, كما هو عليه الحال عند باقي الاجرام في الكون المدرك, الاولى حركه حول نفسها, والثانيه حركه حول مركز المجموعه المجريه التي تتبعها هذه المجره والثالثه الحركه الناتجه عن التوسع الكوني للمجرات, وتخضع جميع التوابع التي تتُكوّن منها هذه المجره الى حركه هذه المجره, اي ان اي نجم من نجوم هذه المجره له احداثيات زمكانيه متعدده ناتجه عن حركه النجم حول مركز المجره, ومواقع زمكانيه أخرى ناتجه عن دوران المجره حول نفسها ومواقع زمكانيه ثالثه ناتجه عن دوران المجره وبما فيها من نجوم حول مركز المجموعه المجريه, فسبحان الله الخالق المبدع الذي ارشدنا الى كل ذلك وقبل مايزيد عن الف واربعمائه سنه بقوله عز وجل   : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " .

  • اثر التوسع الكوني على مواقع النجوم

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " [الذاريات:آيه 47], وهو اشاره قرآنيه معجزه تعبر عن ظاهره التوسع في الكون المدرك كاحدى الظواهر الكونيه المثبته نتيجه لسرعة تباعد المجرات عن بعضها البعض والتي قد تصل في سرعه تباعدها الى سرعه تقارب سرعه الضوء, حيث تأكدت هذه الظاهرة في عام 1998 م من قبل مجموعتي بحث دوليتين, وهي امتداد لما اكتشفه "إدوين هابل" (**) في عام 1929م ، بأن الكون يتمدد ويتسع بمقاربه نتائجه مع ازاحه طيف المجرات الى اللون الاحمر, اي ان مواقع النجوم التوابع للمجرات المتباعده تتغير تبعا لتغير مواقع تلك المجرات نتيجه لهذا التوسع الكوني. 

 

ونتيجه لهذا التوسع الكوني والذي ينعكس على الاحداثيات الزمكانيه للمجرات والتي بدورها تتباعد بعضها عن بعض بسرعات عظيمه قد تصل في بعض الاحيان الى سرعه قريبه من سرعه الضوء مما يؤدي الى استحاله رصد الموقع الحقيقي لهذه المجرات وبما فيها من نجوم من قبل الراصد على الارض في وقت الرصد لان تلك المجرات بنجومها تكون قد انتقلت ملايين الفراسخ الفلكيه عن موقعها الاصلي الذي تم رصده من قبل الراصد على الارض, , فسبحان الله الخالق المبدع الذي ارشدنا الى كل ذلك وقبل مايزيد عن الف واربعمائه سنه بقوله عز وجل : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ "  .

 

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 

" فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ " [الواقعة الآية: 75-76]

" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " [الرعد: 2]

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page