top of page

معجزه الاسراء والمعراج

 

تمهيد: تتنبأ نظريه  " الكينونه " للمؤلف بان لكل ماده (كتله) في الكون المادي (الكون المدرك)  صورتان متماثلتان ومتفاعلتان معا, وهما كتله الجسم ذات الكثافه العاليه (يمكن رؤيتها بالعين) وذات الذبذبه المنخفضه التردد, وطيف الكتله الاثيري ذو الكثافه المنخفضه (لا يمكن رؤيته بالعين) وذات الذبذبات العاليه التردد, كما ان لكل جسم مادي قيمه فعل ماديه مرتبطه بقيمه فعل صورته الموجيه,  والذان من الممكن قياسهما معا او منفصلين,  كقياس قيمه فعل كتله الجسم (التفاعل المادي) او قياس قيمه فعل طيف الكتله الاثيري للجسم (التفاعل الموجي). 

 

ولما كانت الماده تتكون من كتله وطاقه موجيه (طيف) تعبرعن قيمه تلك الكتله, ولتمايز الخصائص الفيزيائيه للجسم الطيفي  عن الخصائص الفيزيائيه للجسم المادي, فمن الممكن التأثير على اي منهما بعامل خارجي تبعا للقوانين الفيزيائيه الخاصه بكل منهما, ومثال ذلك التأثير على طاقه الجسيمات في المسرعات بزياد سرعه تلك الجسيمات كالاليكترون لتصل الى سرعه مقاربه لسرعه الضوء.

(*)           الروح المتصله بالبدن يقظة لامناماً, تختلف عن الروح المتصله بالبدن مناما, فالثانيه تحدث عند النوم وما يترتب عليها من احلام او رؤى, حيث يكون عندها العقل غائبا عن الفعل والتفاعل, اما في حاله الروح المتصله بالبدن يقظة لامناماً,  فالروح النورانيه هنا تسافر بعيدا عن الجسد دون ان تفقد اتصالها به حيث يكون العقل عندها موجودا فعلا وتفاعلا مع جسده, وهذه الحاله تختلف عن حاله الموت, حيث ان الروح في حاله الموت تفارق الجسد . 

(**)       ان لكل جسم قيمه فعل ماديه مرتبطه بقيمه فعله الموجيه,  والذان من الممكن قياسهما معا او منفصلين,  حيث انه من الممكن قياس قيمه فعل كتله الجسم (التفاعل المادي) او قياس قيمه فعل الموجه الطاقيه للجسم (التفاعل الموجي). ولما كان الجسم المادي يتكون من كتله وطاقه موجيه تعبرعن قيمه تلك الكتله, ولتمايز الخصائص الفيزيائيه للطاقه عن الخصائص الفيزيائيه للماده, فمن الممكن التأثير على اي منهما بعامل خارجي تبعا للقوانين الفيزيائيه الخاصه بكل منهما, اي من الممكن التأثير على الموجه الطاقيه للجسم لتتحرك بسرعات اعلى من ماده الجسم دون ان تنفصل عنه تفاعليا.  

(***)        طبقا  "للكينونه" فعند الموت وكسنه استنها الله سبحانه في خلقه,  ترحل الروح النورانيه والنفس الطاقيه الخلق عن الجسد المادي الخلق والذي ما هو الا وعاء ووسيله تستخدمها النفس كوسيط بين الروح وماده الجسد لكي يستطيع الحياه, فالجسد المادي لا يستطيع فيزيائيا الاتصال بالروح النورانيه مباشره دون وسيط وهو النفس والتي تشبهها "الكينونه" بمسطح, احد وجهيه له خواص موجيه تستطيع النفس من خلاله الاتصال بالروح النورانيه, والسطح الاخر ذو خواص ماديه  تستطيع النفس من خلاله الاتصال بالجسد المادي. 

(****)      سُئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ؟ قالت فقد قف شعري مما قلت ، ثم قرأت : (لا تدركه الأبصار) الآية . وروى عطاء أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك ، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين ، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية : (ما كذب الفؤاد ما رأى) ، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : هل رأيت ربك ؟ قال : رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.

ان حدث الاسراء والمعراج معجزة خارقة لنواميس هذا الكون والمخلوقه من الله سبحانه، وخاصه انها حدثت قبل 1400 سنه تقريبا في ظروف لا تتوفر فيها اي امكانات علميه او تقنيه كما هو الحال عليه الان او كما سيكون عليه الحال في المستقبل, وهذه المعجزه في مجملها كانت ولا تزال فتنه للناس الذين لا يؤمنون بان هذا الأمر كله خاضعا لقدره الله سبحانه " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ "  [الاسراء: آيه 60] , فالإسراء هو رحلة أرضية تمت بقدرة الله عز وجل بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس, أما المعراج فهو رحلة سماوية تمت بقدرة الله عز وجل برسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى عند جنه المأوى ثم الحضور عند ملك السماوات والأرض سبحانه وتعالى وجلت قدرته,  وهذا الحدث ينقسم الى مرحلتين :

 

  • المرحله الاولى : وهي حدث الاسراء : وهو حدث ارضي تم ما بين المسجد الحرام  في مكه المكرمه إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف, كقوله سبحانه وتعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "  [الاسراء: آيه1] , وبما ان هذا الحدث قد تم في حيز زمكاني (زماني مكاني) في  السماء الدنيا, فالسرعه القصوى في هذا الزمكان وطبقا للقوانين الفيزيائيه الخاضع لها قد تكون هي سرعه الضوء والبالغه (300000 كم/الثانيه), وبهذا  يكون الزمن الذي قد يستغرقه هذا الحدث بسرعه الضوء يقدر باقل من ثانيه ( 0.00006 جزء من الثانية) لكون المسافه مابين مكه المكرمه (بدايه حدث الاسراء)  والقدس الشريف (نهايه حدث الاسراء) لا تزيد عن 1200 كم, غير ان هذا الامر بالمفهوم المادي الملحد لا يمكن ان يتحقق للرسول الاعظم عليه الصلاه والسلام باستخدام هذه السرعه (سرعه الضوء), ولو سايرنا هذا الفكر المادي الملحد بتطبيق متوسط اعلى السرعات المتوفره في ايامنا هذه على حدث الاسراء والتي قد تكون مقبوله عند هؤلاء الملحدون, وهي سرعه المحطات الفضائيه حول الارض والتي يقطنها بشر والمقدره بحوالي 28 الف كم/ساعه,  فعليه يكون عندها الزمن اللازم لقطع المسافه مابين مكه المكرمه (بدايه حدث الاسراء)  والقدس الشريف (نهايه حدث الاسراء) طبقا لهذه السرعه المقبوله عقليا عند هؤلاء الملحدون, هي اقل من 3 دقائق ((1200/28000 )* 60 دقيقه), اي ان رحله الذهاب والاياب قد استغرقت بمجملها اقل من 6 دقائق لحدث الاسراء.

 

أن تقديري ان حدث الاسراء قد تم ببدن (كتله الجسم مع طيف الكتله) سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام مع روحه, يقظة لامناماً (*), وباستخدام البراق جوا وليس برا, والدلائل على ان الاسراء قد تم ببدنه الشريف وروحه معا تتمثل بالبراهين التاليه:

 

 

الاسراء والمعراج

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

  1. لو تمعنا قوله تعالى" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الاسراء: آيه1] , فان هذه الايه الكريمه تختص بحدث الاسراء فقط دون حدث العروج, حيث تبين هذه الايه الكريمه حدث انتقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلا من مكه الى بيت المقدس ببدنه وروحه كقوله سبحانه " الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ" اي ان حدث الاسراء كان بالبدن والروح.

  2. ركوبه صلى الله عليه وسلم للبراق كوسيله انتقال، ولو كان الإسراء بروحه او بطيف جسده  صلى الله عليه وسلم فقط  لما كان هنالك حاجه لركوب وسيله لينتقل بواسطتها من مكه الى بيت المقدس.

  3. ثبَت في صحيح مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى ليلة الإسراء ببيت المقدس ركعتين، كما ثبت أنه صلى بالأنبياء إمامًا، بعد صلاة ركعتي تحيه المسجد .

 

تعقيب: هنالك من يقول بان حدث الاسراء قد كان الى المدينه وليس الى بيت المقدس, متعللين بان المسجد الاقصى قد بني بزمن الخليفه "عبد الملك ابن مروان" وهذا الامر يخالف روايه الرسول عليه الصلاه والسلام في وصفه بيت المقدس لقريش, ناهيك على ان بناء عبد الملك لهذا المسجد وفي مكانه وتسميته بالمسجد الاقصى كان تكريما لحدث الاسراء الى هذا المكان ولحدث المعراج منه.   

 

4.    طبقا لما حدّثه صلى الله عليه وسلم لاهل مكه عن حدث اسرائه ومعراجه في ليله الاسراء,  فلقد ذكر ابن إسحاق فيما بلغه عن أم هانئ , أنها قالت: ما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من بيتي, نام عندي تلك الليلة بعد ما صلى العشاء الآخرة، فلما كان قبيل الفجر أهبنا فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانئ: « لقد صليت معكم العشاء الآخرة في هذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم قد صليت الغداة معكم الآن كما ترين»..ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فقلت: يا نبي الله لا تحدث بهذا الحديث الناس فيكذبونك ويؤذونك قال: «والله لأحدثنهموه» فأخبرهم عليه الصلاه والسلام فكذبوه ....حتى ان طلبت قريش وصفا لبيت المقدس فوصفها لهم وهم يعلمون انه عليه الصلاه والسلام لم يزرها من قبل " فجعل النبى يصف بيت المقدس مكانا مكانا وموضعا موضعا حتى أطرقوا جميعا إلى الأرض وأبو بكر الصديق يقول صدقت يا حبيب الله, ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم " لما كنت أنا وأخى جبريل فى الهواء رأيت من بنى مخزوم فلانا وفلانا هم وركب عند جبل الأراك وقد ضل منهم جمل أورق فناديتهم من الهواء (اي من الجو) إن جملكم فى واد النخل وهم عند طلوع الشمس من الغد يغدون عليكم فإذا جاءوكم فاسألوهم", فلما أصبح ذلك اليوم وطلعت شمسه دخل الركب مكة وأخبروا بأنهم ضل منهم بعير, قالوا وكنا نبحث عنه فنادانا صوت من الهواء إن البعير فى واد النخل فأتينا الوادى فوجدناه كما ذكر لنا...."

 

 

اما حدث المعراج فقد تم بطيف الجسد (طيف النفس) وبالروح المتصله بالبدن يقظة لامناماً (*)  , اي انه قد عُرج "بطيف جسده" (**)  المتصل "بروحه" صلوات الله وسلامه عليه وبقي جسده الشريف متصلا بهما دون غياب العقل عن الفعل والتفاعل معهما.

 

وكان حدث العروج من بيت المقدس الى السماوات يتطلب بقاء البدن المادي في حيزه الكومي (***) لان ماده الجسد وطبقا لسنه الله في خلقه تخضع لقوانينها الفيزيائيه الخاصه بها والتي تنظم علاقه تفاعل الماده مع محيطها الزمكاني في السماء الدنيا (الماديه الخلق)  وهي تخالف في طبيعتها الفيزيائيه القوانين التي عليها السماوات الاخرى وكما اشرنا اليه سابقا بقوله سبحانه وتعالى" وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا " , اي ان طبيعة الجسم البشرى قد لا تتفق مع ملكوت السماوات, وقد يكون الدليل على ان حدث العروج قد تم  بطيف الجسد وبالروح المتصله بالبدن يقظة لا مناماً يتمثل بما يلي:

(*)      الطيف (spectrum): مصطلح يطلق على أي فئة من الكيانات المتشابهة أو الخصائص المرتبة حصرًا وفق زيادة أو نقصان الكمية. وعمومًا، فإن الطيف يمثل عرض أو مخطط لكثافة الإشعاع (إشعاع جسيمات، أو فوتونات، أو امواج صوتيه) كتابع للكتلة، أو كمية الحركة، أو طول الموجة، أو التردد. فالحرارة كنوع من الطيف ماهي إلى ذرات وجزيئات مثارة يتم قياس اثرها كطول موجي له سرعه واتجاه قيمه, ويخطع كجميع انواع الطيف الى قوانين فيزيائيه وكموميه والتي تتنبأ بانه إذا تم تغيير مواصفات جزيء معيّن ، والذي تم فصله سابقاً عن جزيء آخر ، فإن التغييرات قد تؤثّر على هذا الجزيء الآخر ، مهما بعدت المسافة !

(**)     " نظرية "الكم"  تتكلّم عن ما يحدث على المستوى الجزيئي حيث " تقول النظرية : " إذا قمت بتغيير مواصفات جزيء معيّن بالتأثير عليه ، و الذي قمت بعزله سابقاً عن جزيء آخر ، فإن ذلك قد يؤثّر وبصور مختلفه على هذا الجزيء الآخر ، مهما بعدت المسافة! وهذا ما دعى البروفيسور "ستيوارت هامروف" ، اختصاصي في "الوعي الكمّي" (Quantum Consciousnes ) ، في جامعة أريزونا الى القول بأن هذه النظرية قد اثبتت حقيقة ظاهرة التأثير عن بعد ولو كان هذا البعد ملايين الاميال.

(***)        لأجيال خلت أعتقد الفيزيائيون أنه لا توجد سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ، حيث يسير بسرعة 300 ألف كم/ثانية. ولكن تجربة أجريت في برنستون نيوجيرسي أرسل الفيزيائيون نبضة من ضوء الليزر عبر حجرة فيها بخار السيزيوم فكانت سريعة بحيث خرجت كلها من الحجرة قبل أن ينتهي دخولها إليها!!. فلقد تحركت النبضة مسافة تقدر ب 310  أضعاف تلك التي كانت ستتحركها عبر الحجرة لو كانت تحوي فراغا بدل السيزيوم. ويقول الباحثون أن هذا هو أكثر العروض إقناعا بأن سرعة الضوء التي كانت تعتبر أحد الثوابت المتينة في الطبيعة، يمكن دفعها إلى ما بعد الحدودلمعروفة، على الأقل تحت ظروف مخبرية خاصة.

(****)        لأجيال خلت أعتقد الفيزيائيون أنه لا توجد سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ، حيث يسير بسرعة 300 ألف كم/ثانية. ولكن تجربة أجريت في برنستون نيوجيرسي أرسل الفيزيائيون نبضة من ضوء الليزر عبر حجرة فيها بخار السيزيوم فكانت سريعة بحيث خرجت كلها من الحجرة قبل أن ينتهي دخولها إليها!!. فلقد تحركت النبضة مسافة تقدر ب 310  أضعاف تلك التي كانت ستتحركها عبر الحجرة لو كانت تحوي فراغا بدل السيزيوم. ويقول الباحثون أن هذا هو أكثر العروض إقناعا بأن سرعة الضوء التي كانت تعتبر أحد الثوابت المتينة في الطبيعة، يمكن دفعها إلى ما بعد الحدود المعروفة، على الأقل تحت ظروف مخبرية خاصة.

  1. اشار القرآن الكريم الى رحله المعراج في عده مواقع منها قوله سبحانه وتعالى " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى "  [النجم: آية 1-32] , نلاحظ في سياق هذه الايات الكريمه ان الله عز وجل قد بدأ هذه الآيات الكريمات بالقسم بحدث كوني نادر وعظيم, وهو ظاهره سقوط النجوم واختفاءها عن الانظار ((" هَوَى النَّجْمُ " : سَقَطَ ، اِخْتَفَى عَنِ الأَنْظَارِ . "(قاموس المعاني)), وهي اشاره الى قوه جذب الثقوب السوداء لهذه النجوم والواقعه تحت تأثيرها, ونتيجه لاختلال في مسار احد هذه النجوم خارج مداره الاصلي ووقوعه تحت تأثير جاذبيه احد تلك الثقوب السوداء, مما سيؤدى الى سقوطه وتفتته وابتلاع الثقب الاسود له نتيجه لهذا الجذب, وهي ظاهره نادره الحدوث في الكون , وبهذا القسم يريدنا الله سبحانه وتعالى الاستدلال الى حقيقه هذا الحدث الكوني المعجز.

  2. ما أقَسَمُه سبحانه وتعالى بهذا الحدث الكوني المعجز الا ترسيخا لمصداقيه الاحداث التي تلت هذا القسَم كجواب عليه, كقوله سبحانه " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى" أي ان ما جائكم به محمد عليه الصلاه والسلام وككل ما جائكم به هو الحق البعيد عن الضلاله أو الغوايه أو لنتيجه هوى النفس , بل هو من وحي السماء " إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " والآيه الكريمه هنا قد تفسر مدلولاتها بمعنيين, المعنى الاول: ان كل شيء قد جاء به سابقا وما قد يأتي به محمد عليه الصلاه والسلام مستقبلا يكون من نتاج الوحي من الله عز وجل وبدون أي تخصيص, والمعنى الثاني: ان ما جاء به محمد عليه الصلاه والسلام  من خبر الاسراء والمعراج هو نتاج الوحي من الله عز وجل, وفي رايي ان المعنى الاول هو الصحيح لانه قُرِنَ بالايه الكريمه السابقه "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى" حيث نلاحظ ان هذه الايه الكريمه " إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " قد سبقت سرد احداث المعراج المتتاليه والتي جاءت على جزئين, الجزأ الاول في ما جاء بقوله تعالى" عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى* وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى* ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى " والجزأ الثاني في سياق قوله سبحانه وتعالى" مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى* أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى" (****).

 

  • فالجزأ الاول, هو جزأ تمهيدي لمشاهد المعراج والذي يبين لنا ربنا سبحانه وتعالى فيه مشاهد من احداث الوحي والتي تصف جبريل عليه السلام بالقوي الامين على هذا الوحي ، وهو أفضل الملائكة المقربين وأقواهم وأقدرهم على تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بما  ينزل عليه من وحي, كما بينت هذه الايات حقيقه رؤيه الرسول الكريم لجبريل عليه السلام وعلى صورته التي خلقه الله عليها تملأ افق السماء الدنيا.

  • وفي الجزأ الثاني  تبين لنا الآيات الكريمات صور ومشاهد ترتبت على العروج الى السماء والتي ابتدأها سبحانه وتعالى بتقريع الكافرين من قريش على تكذيبهم لسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام, وذلك بنفي الكذب عنه, ونلاحظ ان هذا النفي كان منسوبا لفؤاد (قلب) سيدنا محمد ولم ينسب لشخصه عليه الصلاه والسلام بقوله سبحانه " مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى "  أي ان جميع الاحداث التي تمت خلال فتره العروج الى السماء كانت رؤيا تفاعل فيها القلب والعقل مع احداث العروج, وهذه الرؤيا كما قلنا سابقا  هي رؤيا الطيف الاثيري للجسد مع الروح المتصله بالبدن (النفس) يقظة لا مناماً, والناتجه عن عروج طيف الجسد وروحه والمتصلان بالبدن اتصال يقظة ووعي لا اتصال نوم او غفوه.

والدلائل القرآنيه التي تشير الى تلك الرؤيا كثيره منها قوله سبحانه وتعالى في ما يختص حدث المعراج " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ "  [الاسراء: آيه 60] ,  فالرؤيا في هذه الآيه الكريمه يقصد بها عند اغلب المفسرين بانها رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس, وهي رؤيا قلب أُريها عليه السلام عند عروج طيف جسده الشريف وروحه من بيت المقدس الى السماء .

حدث العروج

طبقا "للنسبيه" لآينيشتين فان الزمن ينكمش مع ازدياد السرعة، وتزداد السرعة مع ازدياد القوه المؤثره,  واذا تسببت تلك القوه بجعل الجسم يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء، فإن المسافات تنطوي أمام الجسم وينعدم (يتوقف) الزمن تبعا لذلك, والمشكل هنا, لكي نجعل أي جسم يتحرك بسرعة تصل إلى سرعة الضوء او اكثر  فإننا نحتاج إلى طاقة لا نهائيه اولا, وأن يكون الجسم ذو كتله صغيره جدا تقترب من الصفر ثانيا, لانه كلما ازدادت السرعة النسبية تزداد معها الكتله النسبية وبذلك يزداد القصور الذاتي حتى إذا بلغ الجسم سرعة الضوء تصبح كتلتة لا نهائية, وبالتالي ولهذا السبب فان عروج  سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ببدنه الشريف قد يخالف القوانين الفيزيائيه المخلوقه والسنن التي استنها الله سبحانه لهذا الكون قبل خلقه في كتاب الله.

وقد يقول قائل اليس الله بقادر على كل شيء؟ وانه سبحانه وتعالى وبقدرته يستطيع تحقيق ذلك العروج بسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ببدنه وروحه؟, نعم ! ان الله سبحانه وتعالى جلت قدرته قادرعلى كل شيء, وهو سبحانه يعلم بان العروج بهذا الجسد المادي مرورا بالسموات السبع ووصولا الى ما فوق السماء السابعه عند شجره المنتهى يخالف النواميس المخلوقه وقوانينها التي خلقها الله عليها كقوله سبحانه " وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا " .

 

 فالعروج بالجسد والروح يقتضي تكيف هذا الجسد المادي مع قوانين كل سماء يمر بها, وهذا الامر يخالف سنن الله في خلقه الا اذا شاءت القدره اللآهيه تطويع تلك القوانين في كل سماء لهذا الجسد المادي مما قد يؤثر على توازن الخلق عند كل سماء لاختلال قوانينها نتيجه لهذا التطويع , ناهيك ان الامر لو تم بهذه الصوره فان المحطات التي توقف فيها الرسول الكريم في كل سماء ستكون مختلفه كموميا عن ما هي عليه في حال العروج بطيف وروح سيدنا محمد صلوات الله عليه, ولذا ولكون عروج الطيف الاثيري للجسد مع الروح المتصله بالنفس يعطي نفس الاثر الكمومي لعروج الجسد مع الروح ودون اختلال في نواميس الكون وقوانينه المخلوقه, فالاقرب الى العقل ان حدث العروج قد تم بالطيف الاثيري للجسد مع الروح المتصله بالنفس لتوافق ذلك مع قوانين كل سماء.  

طبقا لنظريه  "للكينونه" للمؤلف فان السموات التي تلي السماء الدنيا هي صوره كموميه من السماء الدنيا ترتبت على حدث "الاستواء" على السماء وهي دخان, وتختلف عن السماء الدنيا (ذات الطبيعه الماديه بمجمل خلقها) بالطبيعه الفيزيائيه التي تحكم العلاقه ما بين مكونات كل سماء وتبعا لنوع الخلق فيها, فالسماء الثانيه مثلا في تقدير "الكينونه" تتسيدها المخلوقات الطيفيه (*) كالجن والشياطين المخلوقه من طاقه النار كقوله سبحانه " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "  [ص- ايه 76] وما لانعلمه من خلقه سبحانه,  ولان نوع هذا الخلق هو خلق طيفي اثيري فان القوانين الفيزيائيه التي يخضع لها تختلف عن تلك القوانين التي يخضع لها الخلق المادي للبشر.

 

 كما تتنبأ "الكينونه" ان لكل جسم مادي صوره طيفيه اثيريه كموميه متفاعله معه وبه وهي تسبق الماده في تفاعلها الكمومي مع زمكان الحدث, وطبقا لنظرية "الكم" والتي تقول "إذا قمنا بالتأثير على جزيء معيّن، والذي قمنا بعزله سابقاً عن جزيء آخر، فإن ذلك قد يؤثّر وبصور مختلفه على هذا الجزيء الآخر، مهما بعدت المسافة ! " (**)

 

اذن من الممكن العروج بالطيف الاثيري لجسده صلى الله عليه وسلم المتمثل بطيف نفسه وذلك بالتأثير على هذا الطيف وزياده سرعته (***)  لتتماشى مع سرعه عروج الملائكه المخلوقه من احد انواع الطيف وهو النور, وهذا الامر يحقق الرؤى المختلفه لاحداث المعراج كحضور الجسد نفسه, لان طيف النفس سيبقى متفاعلا يقظة لا مناماً مع ذلك الجسد عن طريق الروح مهما بعدت المسافه وبقدرته سبحانه وتعالى.

طيف الهالة الاثيري كما تم تصويره بجهاز"كيرليان” 

(*)       الفوتون (Photon) ، هو جسيم أولي، يمثل في الفيزياء ككم للضوء ولجميع الأشكال الأخرى للإشعاع الكهرومغناطيسي، حيث يعتبر الحامل للقوة الكهرومغناطيسية وقوى الطاقه.

(**)      سرعة الضوء في الفراغ هي نفس سرعة كل أشكال الطيف كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وموجات الراديو والتلفزيون وغيرها, ومن الجائز أيضا موجات الجاذبية, وينسب فيزيائيا سرعة القوى الفيزيائية بسرعة الضوء باعتباره الجزء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي ويستوي في ذلك ضوء شمعة أو ومضات نجم, وسرعة الضوء في جو الأرض دون الحد الأعلى قليلا أما سرعته في الفراغ فلا تتجاوزها قوة ولا تبلغها مادة, والفرضيات النظرية باختلاف سرعة الضوء عند نشأة الكون أو عند نهايته لا تنقض القياسات العملية حاليا ولا تنقضها فرضية الجسيمات الأسرع من الضوء "التاكيونات" Tachyons أو الأجسام سالبة الكتلة (الماده السالبه)

(***)       نلاحظ هنا ان هذه الصلاه قد تمت على الارض ذات الطبيعه الماديه في بيت المقدس , وبما ان الانبياء عليهم السلام باستثناء سيدنا عيسى الذي رفعه الله سبحانه وتعالى اليه,  قد ماتوا فلا بد ان تكون الصلاه قد تمت بهم على صورتهم الطيفيه واثبات ذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتعرف عليهم تفصيلا في بيت المقدس كما حدث عند التقائه بهم في السماوات بطيفه الكريم .

اذن من الممكن العروج بالطيف الاثيري لجسده عليه الصلاه والسلام والمتمثل بطيف النفس بالتأثير على هذا الطيف وزياده سرعته (****)  لتتماشى مع سرعه عروج الملائكه المخلوقه من احد انواع الطيف وهو النور, وهذا الامر يحقق الرؤى المختلفه لاحداث المعراج كحضور الجسد نفسه, لان طيف النفس لهذا الجسد سيبقى متفاعلا يقظة لا مناماً مع ذلك الجسد عن طريق الروح مهما بعدت المسافه وبقدرته سبحانه وتعالى.

 

 أن العروج بطيف الجسد سيسمح لهذا الطيف التكيف مع قوانين الفيزياء الخاصه بكل سماء, وسيسمح للرسول الكريم تحقيق حدث الالتقاء بالانبياء عليهم السلام والمتواجدون على هيئه طيفيه أثيريه في محطات سماويه مختلفه تلي السماء الدنيا وليس على هيئه ماديه, لان اجسادهم  الماديه قد فنيت عندما توفاهم الله سبحانه وتعالى, وما ينطبق على حدث الالتقاء بالانبياء عليهم السلام سينطبق على باقي احداث المعراج والتي تحتاج لاتمامها الصوره الطيفيه الكموميه للجسد وليس الصوره الماديه له.

أذن ما هي السرعه التي عرج بها جبريل عليه السلام بطيف سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام ؟ وكم استغرقت تلك الرحله ذهابا وإيابا؟ ... الاجابه على هذه الاسأله يكون على شقين:

 

 

 

  • الشق الاول: هو شق ايماني بوجود الخالق القادر والذي اذا شاء سبحانه لجعل سرعه ومده العروج بطيف سيدنا محمد عليه افضل السلام والتسليم شامله لجميع الرؤى والاحداث التي ترتبت على هذا العروج, بان يجعلها بلا زمن منسوبا لزمن المراقب على الارض, وهذا الامر لن يعجب الكفار والملحدين كجواب على تلك التساؤلات.

  • الشق الثاني: وهو شق قد يقنع هؤلاء الملحدون والماديون في عصرنا هذا الذي يعبد فيه العلم دون الله سبحانه وتعالى, فكما اثبتنا في الفصول السابقه ان احد سرعات عروج الملائكه عند حدث كوني معين كان يزيد عن 18 مليون مره سرعه الضوء في السماء الدنيا, ولو افترضنا ان هذا الامر قد لا يعجب هؤلاء الملحدون لكون تلك السرعه قد تم حسابها اعتمادا على نصوص قرآنيه لا يؤمنون بها, لذا سنجاري هؤلاء تبعا لعقولهم القاصرة ونحسب مده حدث العروج تبعا لما يؤمنوا به من علم وضعي ومادي.

فالمعروف ان الفوتون (*) هو جسيم الطاقه الضوئيه بمفهومهم وان هذا الجسيم يستطيع ان يسير بسرعه الضوء (**) , فلو افترضنا ان هنالك جسيم آخر أسميناه بالطيف او بالملاك (والذي لن تتأثر كتلته كالفوتون نتيجه للسرعه) فمن الممكن لهذا الجسيم ان يسير بسرعه الضوء كالفوتون وهذا الامر لا يتعارض مع ادراك هؤلاء الملحدون لكون الفوتون جسيم طاقه مثل الملاك او طيف الكتله الاثيري, وبما ان نظريه "النسبيه" لاينيشتين والتي يعبدونها من دول الله كاحد فروع العلم تقول " اذا كان الجسم يسير بسرعة الضوء او أكبر قليلا من سرعة الضوء، فإن المسافات تنطوي أمام الجسم وينعدم (يتوقف) الزمن تبعا لذلك", اي ان زمن العروج ينحصر فقط ما بين السرعه "صفر" (بدايه حدث العروج) ومسافه زمن تدرج تلك السرعه لكي تصل الى "سرعه الضوء" او اكثر قليلا والتي عندها سيتوقف الزمن , ومسافه هذه المده لا تزيد عن دقائق معدوده مقارنه بتدرج سرعه سياره رياضيه كي تصل الى سرعتها القصوى.

 

سرعه الضوء

فوتونات ضوء الشمس تصل الى الارض باقل من 8 دقائق

بالتالي فليس هنالك زمن لرحله العروج نفسها نسبه الى المراقب على الارض, وينحصر زمن رحله العروج فقط  في زمن التسارع من السرعه صفر الى سرعه قد تزيد قليلا عن سرعه الضوء والتي عندها سيتوقف الزمن, يضاف الى ذلك  زمن التوقف عند كل محطه في كل سماء, وبمعدل 10 دقائق مثلا بحساب زمن الارض وهي الفتره التي تحدث فيها سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام بواسطه طيفه المتفاعل مع فؤاده وعقله عن طريق روحه مع طيف  كل نبي من الانبياء عليهم السلام واضفنا الى كل ذلك فتره ساعه أو ساعتان ارضيه قد يكون سيدنا محمد قد قضاها بطيفه عند سدره المنتهى وجنه المأوى.

 

 ولو حسبنا اجمالي زمن رحله العروج لن تزيد باي حال عن 2-3 ساعه بحساب توقيت زمن الارض وهذه المده لم تكن كزمن انتقال بل هي زمن التفاعل مع احداث المعراج من توقف وحديث وزياره ومشاهدات ورؤى, اما زمن العروج فكان بلا زمن لتوقف الزمن نسبه الى زمن الارض عند سرعه الضوء.

 

 وبهذا وطبقا للمفهوم الالحادي وتبعا لحساب زمن رحله الاسراء والمعراج بقوانين هذا الفكر الملحد, فان رحله الاسراء والمعراج لم تتجاوز ذهابا وايابا 6 ساعات كحد اقصى ان لم يكن اقل من ذلك بكثيرا, ورغما عن ذلك فان هذا الزمن يتطابق مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم لام هانيء, قال يا أم هانئ: « لقد صليت معكم العشاء الآخرة في هذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم قد صليت الغداة معكم الآن كما ترين ».. أي انه عليه الصلاه والسلام صلى العشاء في مكه ثم اسري به وببدنه الشريف الى بيت المقدس فصلى بها مع الانبياء (***) سلام الله عليه وعليهم ثم عُرج بطيفه المتفاعل مع فؤاده وعقله بواسطه روحه الى السماء وعاد منها الى بيت المقدس ومنها الى مكه المكرمه ووصل قبل صلاه الفجر حيث صلاها لوقتها عليه الصلاه والسلام بالمسلمين كما حدّث بذلك ام هانيء رضي الله عنها.

" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "

" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "  [الاسراء: آيه1]

مواضيع ذات صله

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page