خلق أدم عليه السلام
استهل هذا الفصل بقوله سبحانه وتعالى " ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ* ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون " [السجدة: آيه 6-9], تبين لنا هذه الآيات الكريمه حقيقه خلق آدم عليه السلام خلافا لخلق البشر من قبله (الانسان الاول), وبان هذا الخلق لسيدنا آدم قد تم على مراحل , اولها, بدأ خلق آدم عليه السلام من الطين كما في كقوله عز وجل " وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ", وثاني هذه المراحل, تهيئه هذا المخلوق خلقا من بعد خلق ليتقبل ويستوعب نتاج هذا الخلق كقوله سبحانه وتعالى " ثُمَّ سَوَّاهُ " وآخر هذه المراحل, هو نفخ الروح في هذا المخلوق كقوله جلت قدرته " وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ", وهذه المراحل الثلاث تلخص باعجاز مبهر قصه خلق سيدنا آدم عليه السلام والتي قد تمت على مراحل خلقا من بعد خلق خلقا منفصلا عن باقي الخلق وليس انتقاء او ارتقاء كما تدعيه نظريه التطور لدارون.
بدأت قصه خلق ادم عليه السلام عند المشيئه الالهيه بجعل خليفه في الارض كقوله عز وجل " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون" [ البقره: آيه 30], وكانت هذه المشيئه بعد ان اسبغ الله سبحانه وتعالى نعمه على الارض المخلوقه, بانتهاء مراحل تقدير الاقوات فيها بعد خلقها واتيانها طائعه لامره سبحانه وتعالى" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم" [ فصلت: آيه 11-12] , والتسائل هنا كيف بدأ خلق الانسان من طين كمرحله اولى لعمليه التطور في خلق الانسان الخليفه؟ وهل هنالك تعارض في السياق القراني بقوله عز وجل " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا " وقوله سبحانه " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الۡمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " [الانعام: آيه 2] مع ما جاء في قوله عز وجل " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ " ؟
(*) الإسرائيليات هو اسم يطلق على الأحاديث الموضوعة المنقولة من كتب التوراة والإنجيل. في علم الحديث تستخدم أيضًا كلمة إسرائيليات لوصف حديث ضعيف أو غير موثوق به، أصل الكلمة يعود إلى أعراف وتقاليد يهودية ومسيحية. الإسرائيليات غالبًا ليس لها مراجع أو قصص مفسّرة في الكتاب المقدس, وهذا القصص قد تعطي معلومات أو تفسيرات مطاطه او خياليه حول الأحداث الماضيه وأغلبها تكون محرفة وغير صحيحة وناتجه عن اجتهادات رجال الدين دون اي دليل قطعي.
(**) نلاحظ في السياق القرآني ان هنالك نوعان من الخلق العاقل تبعا لطريقه الخلق, احدهما يسمى "بالبشر" كقوله سبحانه وتعالى ) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الۡمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا( [الانعام: آيه 2], والنوع الثاني يسمى "بالانسان" (بني آدم) وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى " وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ" وكقوله جلت صفاته "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ " والنوعان مختلفان في طريقه الخلق , غير انهما امتداد لبعضهما البعض.
(***) لم تُعرَف البصمة الوراثية حتى كان عام 1984 حينما نشر د. "آليك جيفريز" عالم الوراثة بجامعة ليستر بإنجلترا بحثًا أوضح فيه أن المادة الوراثية قد تتكرر عدة مرات، وتعيد نفسها في تتابعات عشوائية غير مفهومة. وواصل أبحاثه حتى توصل بعد عام واحد إلى أن هذه التتابعات مميِّزة لكل فرد، ولا يمكن أن تتشابه بين اثنين إلا في حالات التوائم المتماثلة فقط؛ بل إن احتمال تشابه بصمتين وراثيتين بين شخص وآخر هو واحد في الترليون، مما يجعل التشابه مستحيلاً؛ لأن سكان الأرض لا يتعدون المليارات الستة، وسجل الدكتور «آليك» براءة اكتشافه عام 1985، وأطلق على هذه التتابعات اسم «البصمة الوراثية للإنسان» (أو بصمة الدنا للإنسان) (The DNA Fingerprint)، وتُسمَّى في بعض الأحيان الطبعة الوراثية (DNA typing أو DNA profiling).
الحمض الريبوزي النووي المنزوع الأوكسجين أو حمض الديوكسي ريبونيوكليك, أو الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين أو كما يسمى دنا (DNA) والدِنا هو الحمض النووي الذي يحتوي على التعليمات الجينية التي تصف التطور البيولوجي للكائنات الحية ومعظم الفيروسات كما أنه يحوي التعليمات الوراثية اللازمة لأداء الوظائف الحيوية لكل الكائنات الحية.
يعتبر وسيلة التخزين الطويله الأجل للمعلومات الوراثية وهي الوظيفة الأساسية لجزيئات الدنا بالإضافة إلى أنه يمكن من خلال هذه الجزيئات الحصول على المعلومات اللازمة لبناء البروتينات والحمض الريبي النووي (RNA). تسمى قطع الدنا (DNA) التي تحمل معلومات وراثية يمكن ترجمتها لبروتينات بالمورثات.
(****) الاستنساخ من (نسخ) وهو الحصول على صورة طبق الأصل عن النسخة الأصلية، عن طريق زرع خلية عادية في بويضة افرغت من الكروموزوم، أي من الإرث الجيني، بحيث تصبح خلية قابلة للتكاثر عن طريق الانقسام الخليوي المعتاد، ثم ملؤها بخلية أخرى من كائن مكتمل النمو، تحمل صفاته الوراثية وزرعها في رحم أنثى بالغة.. لتأتي النتيجة جنيناً أو مولوداً مستنسخاً عن صاحب الخلية المزروعة .
وللاجابه على هذا التسائل وبعيدا عن " الاسرائيليات " (*), فكما بينا سابقا ان تطور الخلق بمجمله على الارض في خلال حقب " تقدير الاقوات " وعلى مدى 800 مليون سنة, بدأ في الماء تطورا خلقا من بعد خلق, حيث ترتب على هذا التطور وطبقا للمشيئه الالهيه عشرات الاقسام الرئيسيه لانواع عديده من الكائنات الحيه من جراثيم و نبات وحيوان وزواحف...الخ , ومنها ما قد سمي بالانسان العاقل أو انسان نيندرتال (البشر) (**) كفصائل اقرب فسيولوجيا وعضويا " للانسان الخليفه " الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بيده لاحقا من الطين كقوله عز وجل: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ" [ص: آيه 75]
أذن كان بدايه خلق البشر خلافا لخلق آدم من ماء الارض كقوله سبحانه وتعالى" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الۡمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " [الانعام: آيه 2], وهي اشاره الى خلق مجمل الكائنات الحيه بما فيها البشر قبل خلق آدم عليه السلام من خلال تطور اللبنه الاولى التي ابتدأ عندها هذا الخلق والمتمثله بشكل من اشكال الحياه العضوية الناشئ في الماء والتي تطورت على مدى ملايين السنين الى خليه بدائيه تسمى " ببدائيات النوى " والتي منها تسلسل الخلق وتنوع بعد ذلك ليصل الى الانسان الاول العاقل (البشر) كفرع على رأس الثديات في المملكه الحيوانيه, والذي استأثر خلقه تبعا للمشيئه الالهيه بجينات بشريه ميزته عن باقي المخلوقات الاخرى التي تدرجت بالخلق معه في سلم التطورعلى مدى ملايين السنين, ومن خلال هذه الجينات استطاع هذا البشر بما تعلمه عن طريقها, ان يمارس فعاليات حياتيه مختلفه كآليات المشي على القدمين وصناعه الادوات والصيد واكتشاف النار ... وما الى ذلك من النشاطات الاخرى , غير ان هذا المخلوق من البشر كان محدود القدره الفكريه والقدره الابداعيه نتيجه لمحدوديه ما عند هذه الجينات من مورثات, ولذلك لن يكون صالحا بكيفيته الحاليه على ان يتسيد الارض ويحمل امانه التكليف, ولذا اقتضت المشيئه الالهيه تطوير خلق هذا الانسان بأعاده خلقه مره أخرى بدأ من النقطه التي وصل اليها في تطوره وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى للملائكه " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ", حيث اننا نلاحظ في سياق هذه الايه الكريمه ان الملائكه كانت تعلم بان هنالك خلقا يسمى بالبشر على الارض لان خطاب الله سبحانه لها بقوله عز وجل " إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ " يفيد معرفتها المسبقه باسم هذا المخلوق المسمى عند الله بالبشر, والجديد الذي لم تكن الملائكه على علم به هو خلق هذا البشر من طين, خلافا لما كان عليه خلقه السابق من الماء كقوله تعالى " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا ".

كما نلاحظ انه وطبقا لتدرج الخلق عند مجمل الكائنات الحيه بما فيها البشر (خلافا لسيدنا آدم ), ان اساس خلقها كان في الماء ومن الماء, ولم يكن للطين او للتراب دورا في هذا الخلق او في تطور هذا الخلق, وطبقا لما جاءت به مجمل الابحاث المثبته والدراسات والنظريات المختلفه, فكل دابه قد خلقت من ماء كقوله سبحانه "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ" ,وأن خلق البشر خلافا لسيدنا آدم كان من الماء كما في قوله سبحانه وتعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا" .
كما اننا نلاحظ في السياق القرآني ايضا ان الله سبحانه وتعالى لم يشر الى ان الدواب (اشاره الى جميع انواع خلقه سبحانه خلافا لآدم ) قد خلقت من طين او تراب, وكل الايات التي جاء فيها ذكر خلق الدابه أو الدواب كانت مقرونه بالماء كماده للخلق وليس التراب أو الطين, كقوله عز وجل " وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ " , حيث جاء اقتران الطين او التراب في السياق القرآني بخلق سيدنا آدم فقط , كقوله سبحانه " وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا الۡإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ " وقوله عز وجل " وَمِنۡ آيَاتِهِ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ " وكما جاء في قوله جلت صفاته " الَّذِي أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلۡقَ الۡإِنسَانِ مِن طِينٍ" .
إذن لا بد ان يكون هذا المخلوق من البشر قد خلق على نوعين من الخلق, النوع الاول, هو الانسان البشر (انسان نيندرتال) المخلوق كباقي الخلق تسلسلا من الماء حتى اصبح بشرا كما اراد له الله سبحانه ان يكون نسبا وصهرا, ويمكن ان نسميه عند هذه الحاله "بالبشر" أو الانسان الاول, أما النوع الثاني فهو "الانسان الخليفه" (آدم عليه السلام) والذي خلقه الله سبحانه وتعالى بيده من تراب الارض, وفي اعتقادي ان هذا التراب كان يحتوي على البصمات الوراثيه (***) (DNA) " للانسان البشر", ليخلق سبحانه وتعالى من طينها "الانسان الخليفه" (سيدنا آدم), إبتداء مما انتهى اليه خلق وتطور هذا الانسان " البشر" (****) , وهذا ماقد يفسره لنا الحديث النبوي المعجز بقوله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع تراب الأرض حيث ارسل الله سبحانه و تعالى جبريل عليه السلام ليقبض قبضه من كل تراب الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب ", حيث يبين لنا هذا الحديث الشريف ان الله جلت صفاته امر سيدنا جبريل بجمع قبضه من تراب منتقاه من مواقع مختلفه على الارض " من جميع تراب الأرض", والتي أُسّس عليها وبها خلق سيدنا آدم تدرجا خلقا من بعد خلق " الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ .... ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ", ليخرج من نسله الاحمر والابيض والاسود وما بين ذلك, ولكي يكون نسبا وصهرا وامتدادا جينيا للمخلوق من البشر الذي خلق تطورا قبله من الماء.
وبذلك تحقق كلا من مدلولي الخلق كما جاءا في السياق القرآني, وهما, خلق البشر من الماء اولا كباقي الخلق دون تمييز, ومن ثم خلق آدم الخليفه من تراب الارض امتدادا لما انتهى اليه الخلق الاول المخلوق من الماء (البشر), وكان ذلك تشريفا وتكريما لسيدنا آدم على باقي الخلق من جهه, وبتهيئه وتسويه سيدنا آدم خلقا من بعد خلق بتعديل مورثاته, لكي يكون متطورا وقادرا جينيا وعقليا على تعلم الاسماء كلها "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا " (*) لاحقا وبعد نفخ الروح فيه, تمييزا وتفضيلا له على باقي خلقه سبحانه من جهه أخرى, لان السلالات البشريه الاولى التي خلقت من الماء ونتيجه لطبيعه تطورها كجزأ من منظومه التطور الشامله للخلق بمجمله من نبات وحيوان وقشريات وزواحف ... وما الى ذلك, كانت غير مؤهله جينيا لان تكون قادره فكريا او عقليا على ان تحمل مسئوليه وتبعات الخلافه في الارض وعليها, واغلب مثال على ذلك وكما بينا سابقا حدث انقراض هؤلاء البشر (**) لأفساح المجال لبني آدم عليه السلام بتسيد الارض كخلفاء عليها وفيها امتدادا لهذا المخلوق من البشر.
(*) جاء في التفسير عن ابن عباس "وعلم آدم الأسماء كلها" قال (هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان، ودواب، وسماء، وأرض وسهل، وبحر، وخيل، وطيور، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها.) في اجتهادي ان هذا التفسير لا ينطبق على مفهوم الآية الكريمه لان الله عز وجل عندما اخبر الملائكة بمشيئته بجعل خليفه في الارض " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" فالملائكة تعلم وقبل خلق ادم من كتاب الله بما في الارض وبما سيكون فيها من خلق من نبات وحيوان وسفك للدماء ولكنها لا تعلم ما قدره الله من علم لادم والذي سيكون في حدود ما سخره الله تعالى له, فما الاختراعات كالطائرات واسلحه الدمار والطب والهندسة وما الى ذلك من المكتشفات والعلوم ما هي الا جزء يسير مما علمه الله لادم وما الجينات الا ذاكره مبرمجة بكل العلم الذي علم به ادم عند خلقه (انظر كتاب المؤلف "كيف بدأ الخلق : الجزأ الثاني: خلق الانسان" ).
(**) رغما عن ان بعض النظريات لم تستطع الربط ما بين إنسان "نياندرتال" (البشر) و الانسان المعاصر (بني آدم) , فان الشواهد والدراسات تشير الى انه عندما كان إنسان النيندرتال منتشر في عموم أوروبا وفي اقسام من آسيا الداخلية، وقبل حوالي 35 الف سنه مضت, نشأ جنس الإنسان المعاصر (بني آدم) لاول مرة تطورا من الجد الأقدم لإنسان النيندرتال, وبوصول الإنسان الجديد إلى أوروبا نافس النيندرتال وعلى مدى 15 الف سنه على غذائه, وتمتع الانسان الجديد بمهارات وقدرات على الصيد والقتال والابداع فاقت قدره النيندرتال المسالم على ذلك, وهذا الامر ادى الى انحصار اعداد النيندرتال وفناءه تبعا لذلك مخلفا ارثه للانسان المعاصر, الذي استطاع بناء حضارات وتدرج فيها خلال اقل من 20 الف سنه لتصل الى ماهي عليه اليوم.
الدلائل والشواهد القرآنيه على صحه خلق آدم عليه السلام خارج اطار التطور وامتداد له:
كما قلنا سابقا ان التطور بالمفهوم الاسلامي عند "الكينونه" لا يقف عند المفهوم الضيق لنظريه دارون للتطور , بل يتعداه الى مجمل الخلق في الكون بأسره, بما فيه من ماده وطاقه أو بما قد يشتمل عليه من خلق نعلمه أو لا نعلمه من خلقه سبحانه وتعالى, فاينما وجهنا انظارنا نجد ان آليه الخلق في الكون وبمن فيه, آليه واحده, تشهد على وحدانيه الخالق عز وجل وتشهد على بديع صنعه, فآليه تطور خلق الكون هذه, هي نفسها آليه تطور الخلق عند الكائنات الحيه, وهما معا مشتركان في تلك الآليه وفي اساس ماده الخلق وفي اساس قوانين هذا الخلق و " مخطط بناءه " , فالكون ابتدأ " بمخطط بناء " مخلوق نتج عنه خلقا من بعد خلق مليارات المجرات والنجوم والطاقه والاشعاع والضوء والنور....وما الى ذلك من خلق وطبقا لآليات الخلق وقوانين تلك الآليات التي استنها وقدرها الله سبحانه وتعالى لهذا الخلق قبل خلقه, ولولا ظهور العناصر المخلوقه نتيجه لخلق هذا الكون الضروريه لبدأ خلق البشر والاحياء مـــن

الكائنات والدواب والنبات على الارض (عند مرحله خلق الاقوات) كالهيدرجين والاوكسجين والنيتروجين والكربون والمعادن وما الى ذلك وما تحمله تلك العناصر من قوانين موروثه تنظم آليات عملها, لما اتحد الاوكسجين مع الهيدرجين لتشكيل الماء كمهد إبتدأ عنده وفيه ومنه تخليق ابسط المركبات العضويه الناتجه عن ارتباط مجموعه من تلك العناصر المخلوقه بعضها ببعض بوحي من ذاكرتها الموروثه عن " مخطط البناء " هذا والمخلوق بقدرته سبحانه وتعالى, وليس ناتجا عن الارتقاء والترقي كما تدعي نظريه التطور لدارون في مفهومها الالحادي الضيق.
وكما قلنا سابقا, فلقد جاء خلق بني آدم على مرحلتين, المرحله الاولى تمثلت بخلق البشر تطورا من الماء خلقا من بعد خلق كباقي خلقه سبحانه خلال مرحله تقدير الاقوات, والمرحله الثانيه هي خلق سيدنا آدم عليه السلام خارج منظومه هذا التطور, من ماده الطين او التراب خلقا من بعد خلق كامتداد لهذا المخلوق البشري الذي خلق من الماء, وهذه المراحل نبينها تفصيلا بما يلي:
-
المرحله الاولى خلق البشر : كما بينا سابقا فاننا نلاحظ من خلال السياق القرآني ان هنالك صنفان من الخلق العاقل تبعا لطريقه خلقهما, احدهما يسمى " بالبشر" كقوله سبحانه وتعالى" وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الۡمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهۡرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " [الانعام: آيه 2], والنوع الثاني يسمى "بالانسان الخليفه" (بني آدم) وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى " وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ" وكما جاء في قوله جلت صفاته "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ " وهذان الصنفان مختلفان في طريقه خلقهما , غير انهما فد يكونا امتداد لبعضهما البعض وان اختلفا في قدراتهما الفكريه والابداعيه وفي تفاصيل بعض جيناتهما الوراثيه فهما انسان وبشر متداخلا الخلق.
خلق الانسان الخليفه
(*) نياندرتال (neanderthalensis) أو Neandertal أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى, أول آثار نياندرتال البئية ظهرت في أوروبا تعود لحوالي 350,000 سنة مضت, انقرض إنسان نياندرتال في أوروبا قبل حوالي 24,000 سنة مضت, عاش إنسان نيندرتال في أوروبا وآسيا الغربية (المساحة الممتدة من أسبانيا وحتى أوزبكستان في فترة تزامنت مع العصر الجليدي الذي شاب معظم ارجاء أوروبا وآسيا قبل مائتان وثلاثون الف سنة, عرفوا بأنهم صيادون ماهرون ويتغذون على طاردتهم. ويسجل العلماء بأنهم كانوا يصطادون في جماعات وفرق مما أدى إلى مواجهة مصاعب الصيد والحيوانات المفترسة الأخرى. يسجل لهذا الإنسان مقدرته على الكلام ولكن يلاحظ عليه افتقاره لتركيب الكلمات المعقدة أو تكوين مفاهيم أكثر تعقيدا كالفن وغيره فقد ظلوا بدائيين جدا.
(**) يظهر تحليل مورثات الإنسان الحالي ان جميع البشر خارج أفريقيا ينتمون إلى المجموعة نفسها التي تعيش في شرق أفريقيا, وهذا الامر يقدم لنا صورة عن حدوث تغيير نوعي عند الأجداد الأوائل (بني آدم) جعلهم أكثر قدرة على الإبداع مما مهد الطريق لانتشارهم بفترة قصيرة والتضييق على الأنواع الأخرى كانسان نياندرتال وإخراجها من حلبة المنافسة خاسرة مما ادى الى انقراضه تدريجيا, هذا التغيير النوعي هو الأساس الذي جعل نوعنا متفوقا على بقية الأنواع الإنسانية الاخرى وهو الذي ميز بني آدم و خلق القدرة لدينا للابداع في الصيد والزراعة والثقافة...وما الى ذلك, والفرق الجيني بيننا وبين النيندرتال يمكنه ان يهدينا إلى اسباب هذا التفوق, واعتمادا على تقنيه جديده لتحديد المورثات جرى تطويرها بشكل كبير في السنوات الأخيرة, أشارت نتائج التحاليل الأولية إلى اننا نتشارك مع النينيدرتال فيما بين 99,5 - 99,9% في العناوين الرئيسيه للحوض الجيني ونختلف بنسب متفاوته في التفاصيل الجينيه لبعض تلك العناوين, وهذا الامر يعزى اليه هذا التفوق للانسان الحالي على انسان النينيدرتال.
(***) ان الله سبحانه وتعالى جلت قدرته قادرعلى كل شيء, وهو سبحانه يعلم بان تعديل آليات الخلق لينتج عنها سيدنا آدم مباشره دون المرور بخلق وسيط (انسان النينيدرتال) يخالف النواميس المخلوقه لهذا الخلق وقوانينها التي خلقها الله عليها , فخلق سيدنا آدم دون المرور بخلق وسيط يقتضي عدم تكيف هذا المخلوق (سيدنا آدم) مع قوانين وآليات الخلق للماده التي بدأ عندها هذا الخلق, بسبب تعارض هذه القوانين مع النتائج والمواصفات المطلوبه لآدم عليه السلام وهذا الامر يخالف سنن الله في خلقه الا اذا شاءت القدره اللآهيه تطويع تلك القوانين لتتماشى مع النتائج المطلوبه مما قد يؤثر على توازن الخلق عند كل الكائنات الاخرى المخلوقه مع سيدنا آدم كالنباتات والحيوانات والحشرات والاحياء المائيه والزواحف ...وما الى ذلك, لاختلال قوانين خلقها نتيجه لهذا التطويع .
(****) طبقا لنظريه "الكينونه" للمؤلفو ف "الباديء" جسيم اولي مخلوق يحمل "مخطط بناء" الكون بما فيه من خلق والذي يتمثل برموز وآليات الخلق هذه واورثها الى مجمل نتاج هذا الخلق من ماده وطاقه بجميع صورها في هذا الكون المخلوق, فالله سبحانه وتعالى هو من الهم وهدى هذا "الباديء" ليفعل كذا او لا يفعل كذا وليس للانتقاء أو للصدفه دورا في اختيار الكيفيه المناسبه لتطور هذا "الباديء" من خلال عمليتي "الرتق" و"الفتق" الى الماده الاوليه التي بدأ عندها الانفجار العظيم, كما انه ليس للانتقاء او الصدفه دورا في ان تكون الماده الاوليه هذه والتي بدأ عندها الانفجار العظيم بهذا الكم وبهذه الكيفيه وبهذه الحاله الفيزيائيه والكموميه التي كانت عليها من تراكم للماده, انها مشيئه الخالق المبدع الذي قدّر الامر وهدى اليه.
-
المرحله الثانيه خلق البشر الانسان (سيدنا آدم): قد يتسائل البعض, بما ان الله جلت قدرته قد خلق من الماء بشرا عاقلا ممثلا بانسان " نيندرتال" فلماذا لم يمنح الله تعالى هذا المخلوق قدرات آدم العقليه والجينيه خلال تطوره خلقا من بعد خلق , وبذلك لن تكون هنلك حاجه لخلق آدم امتدادا لهذا المخلوق؟ , للاجابه على هذا التسائل, فلقد خُلق البشر (الانسان العاقل) كفرع من افرع منظومه الخلق بمجمله التي ابتدأت من الماء والتي تطور منها كافه الخلق من نباتات وحيوانات وحشرات وثديات ...وما الى ذلك, وطبقا لسنه الله سبحانه وتعالى التي استنها في خلقه, خلقا من بعد خلق , وفي حدود ما اوحى الله سبحانه وتعالى به لتلك الماده التي ابتدأ عندها الخلق في الماء خلال فتره خلق اقوات الارض من آليات للخلق ومنها توريث كل مخلوق جيناته التي تعطيه خصوصيته وتميزه عن باقي المخلوقات عند كل تطور, لينتقل هذا المخلوق من صوره الى صوره أخرى " ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ " من صور الخلق, ولكون ان اصل هذه المورثات اصل مشترك لجميع انواع المخلوقات والكائنات الحيه بما فيها البشر ,ولمحدوديه فعل نتاج هذه المورثات. ((الحمض النووي (دنا) ) عند الاصل (بدائيات النوى) لتنحصر في ما اوحى الله اليها وحدده لها من قوانين واسس , فمن المنطق والعقل ان تكون نتاج الجينات عند البشر المخلوق امتداد لهذا الاصل, تعكس محدوديه الفعل عند هذا المخلوق والناتج عن عن محدوديه الفعل لدى الاصل الذي ورث عنه البشر تلك الجينات منه, ورغما عن ان هذا البشر (نياندرتال) قد اكتسب فسيولوجيا جسما واعضاء تشابه الى حد كبير (99.5%) "الانسان البشر" (**) (بني آدم) تبعا لهذه الجينات الموروثه عن الاصل, الا ان هذا المخلوق لم تؤهله تلك الجينات الى ان يكون مبدعا او قادرا على تطوير ملكته الفكريه او العقليه لانتفاء هذا الامر عند جيناته, وهذا الامر ينطبق على مجمل الكائنات التي تطورت خلقا من بعد خلق مواكبه لتطور الخلق عند البشر, فالحصان مثلا اكتسب عن الاصل وعند مرحله ما من مراحل تطور خلقه, جيناته الخاصه به, والتي ميزته عن طبيعه باقي الخلق في شكله ووظيفته وحدوده العقليه رغما عن تشابهه مع اغلب فصيل الخيليات من الحيوانات كالخيول والحمير وحمير الزرد...وما الى ذلك من حيوانات رتبة "وتريات الأصابع", في آليه عمل اعضاءه وتركيبه الفسيولوجي وهو ما يشهد بوحدانيه الخالق عز وجل.

فالله سبحانه وتعالى وقبل تقدير مقدارات هذا الخلق, وطبقا لسنه الله سبحانه وتعالى التي استنها لهذا الخلق, يعلم النتائج التي ستترتب على هذا التقدير ويعلم سبحانه وتعالى كذلك متى ستتدخل مشيئته سبحانه لتعديل مسار هذا الخلق أو ذاك, دون ان يكون هنالك تأثير على تسلسل آليه تطورهذا الخلق أو التأثيرعلى نوعه وخصائصه وصفاته التي شاءها الله سبحانه لهذا الخلق ان تكون, فالايمان يقتضي قبول المشيئه الالهيه كما هي لان الله عز وجل هو أعلم بخلقه " فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ", ولذا كان تدخّل العنايه الالهيه عند مرحله اكتمال تطور البشر المخلوق ليعيد خلقه من الطين ممثلا بخلق سيدنا آدم عليه السلام و من النقطه التي تطور اليها هذا المخلوق من البشر تبعا لمشيئته وتقديره سبحانه وتعالى وخلقا من بعد خلق وليس بتعديل نواميس الخلق نفسها (***) التي استنها سبحانه "للباديء" (****) الذي بدأ عنده الخلق بمجمله والذي نتج عنه خلق السموات والارض بما فيها من خلق نعلمه او لا نعلمه, ومن الادله على خلق سيدنا آدم عليه السلام امتدادا للانسان العاقل هو الحديث النبوي الشريف المعجز بقوله عليه الصلاه والسلام " كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب " (أبو داود، النسائي، أحمد، ابن ماجه، ابن حبان ، مالك)، وفي رواية لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، قيل: وما عجب ذنبه يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل منه نشأ " كما يشير هذا الحديث الشريف الى بقاء الاثر الجيني للانسان في تراب الارض, فمن هذا التراب خلق آدم " منه خلق " ومن هذا التراب سوف يعاد خلقه يوم القيامه " وفيه يركب " .
اما الدلالة الحاسمه في ان بني آدم قد خلقوا امتدادا لخلق سابق فلقد بينه لنا سبحانه وتعالى بقوله: " وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ" (الانعام: ايه 133), فقوله سبحانه وتعالى " كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"، يبين لنا ان انشاء (بمعنى: أوجد, اسس, خلق, بنا...معجم المعاني) بني آدم كان من ذريه قوم آخرين ليسو من بني آدم اي انه سبحانه أحدثكم وابتدعكم من بعد خلق آخرين كانوا قبلكم وهو ما بينه الحديث الشريف: " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع تراب الأرض ... " والله سبحانه وتعالى اعلم واهدى.
" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ البقره: آيه 30]
" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون " [ البقره: آيه 30]
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com