
I'm a title. Click here to edit me
I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It’s easy. Just click “Edit Text” or double click me to add your own content and make changes to the font. Feel free to drag and drop me anywhere you like on your page. I’m a great place for you to tell a story and let your users know a little more about you.
This is a great space to write long text about your company and your services. You can use this space to go into a little more detail about your company. Talk about your team and what services you provide. Tell your visitors the story of how you came up with the idea for your business and what makes you different from your competitors. Make your company stand out and show your visitors who you are.
At Wix we’re passionate about making templates that allow you to build fabulous websites and it’s all thanks to the support and feedback from users like you! Keep up to date with New Releases and what’s Coming Soon in Wixellaneous in Support. Feel free to tell us what you think and give us feedback in the Wix Forum. If you’d like to benefit from a professional designer’s touch, head to the Wix Arena and connect with one of our Wix Pro designers. Or if you need more help you can simply type your questions into the Support Forum and get instant answers. To keep up to date with everything Wix, including tips and things we think are cool, just head to the Wix Blog!
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * (الحجر: آيه 26-43)
الشيطان ( ابليس )
مقدمه: أن حياه الانسان من بني آدم ليست إلا صراعا بينه وبين الشيطان, فالشيطان هدفه القضاء على بني آدم واهلاكهم بان يوبقهم ويقودهم الى التهلكه, والانسان الذي امده الله بنوره ورحمته يجاهد كي يستقيم على صرات خالقه سبحانه حتى يستطيع صراع هذا الشيطان اللعين ورد كيده والانتصار عليه لان كيد الشيطان امام المؤمن الصادق يكون ضعيفا وكما اخبرنا بذلك الله عز زجل في محكم آياته:" الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" (النساء: آيه 76) .
من هو الشيطان
الشيطان أو ابليس من المنظور الاسلامي مخلوق من صنف الجان خلقه الله سبحانه وتعالى من مارج من نار (اثر النار) كسائر فصيله من الجن, ولقد كرمه الله سبحانه وتعالى على كثير من قبيله من الجان وقبل خلق آدم عليه السلام بملايين السنين , ونتيجه لطاعته وحسن عبادته رفعه الله سبحانه وتعالى الى مصاف ملائكه الملأ الاعلى (*) وسمي عندها ب "عزازيل" (**) , فجنس الشيطان هو من فصيل الجان و لم يكن من الملائكه وكما بينه لنا سبحانه وتعالى بقوله عز وجل: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " [الكهف:ايه 50], وهو من الجن الذين كانوا يعيشون في الارض قبل خلق ادم عليه السلام , حاربتهم الملائكه لفسادهم فيها , فكان الشيطان احد من اسرتهم الملائكه من الجن وصعدوا به الى السماء , وصار يتعبد معهم ويطيع طاعتهم حتى غدا واحدا من حزب اشراف الملائكه ومن اكثرهم علما وعباده حيث اكرمه ربه ولحكمه يعلمها سبحانه وتعالى حتى اضحى عزازيل خازن على الجنه له سلطان في السماء الدنيا وسلطان على الارض .
زاد فساد الجن في الارض وسفكهم للدماء وقتل بعضهم بعضا فبعث الله عليهم عزازيل ومن معه من جنود السماء فاستأصل فسادهم في حينه والحقهم بجزائر البحور واطراف الجبال , عاد منتصرا , فخورا في اعماق نفسه .. معتزا بذاته .. معتقدا انه ما كان لاحد ان يستطيع فعل ما فعل ولا الوصول الى ما وصل اليه من الشرف والعلم والمكانه عند ربه كما يعتقد ناسيا ان هذا الامر هو بفضل من الله ربه وخالقه , واصابه الغرور وكان يُخفي نزعته إلى التمرد والعصيان و لم يطّلع على مكنون ما في نفس عزازيل من الخيلاء والتباهي والكبر والنزعه الى التمرد الا الله سبحانه وتعالى "عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ" ولم تكن الملائكه تعلم ما في نفس عزازيل من ذلك , ومن هنا بدأ سقوط "عزازيل" لان الله عز وجل لا يحب الناكر لفضل الله ولا يحب سبحانه كل مختال فخور: " وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" [لقمان:ايه 18] , عندها كان عزازيل يجد في كل موضع يسجد فيه مكتوبا : "طرد ابليس , لعن ابليس , خزي ابليس" , احتار عزازيل في تفسير هذا الامر رغم كل علمه وتسائل من يكون ابليس المطرود هذا ؟ وهو لا يعلم انه "هُوْ" وكما هو عليه اسمه في الكتاب المحفوظ, فتوجه الى الله تعالى قائلا : "يارب ائذن لي ان العنه" , فاذن له, فلعنه الف سنه اي لعن نفسه الف سنه , ثم رات الملائكه وعزازيل على حلقة باب الجنه مكتوبا : " ان لي عبدا مقربا مني سوف آمره ولن يمتثل لامري بل يعصي ويعصي فاطرده من بابي ومن رحمتي والعنه واجعل طاعته وعمله هباء منثورا" , لم يكترث "عزازيل" غرورا لما هو مكتوب لاعتقاده بانه لن يكون هو الشخص المقصود, وحين نظر "اسرافيل" عليه السلام لما هو مكتوب بكى حتى رحمته الملائكه ... فاجتمعوا وسالوه عن بكائه : قال : اطلعت على سر من اسرار ربي , وقص عليهم القصه فبكت الملائكه جميعا وذهب بعضهم الى عزازيل لانه كان مجاب الدعاء ومن جملة المقربيين فسألوه ان يدعوا لهم الله تعالى ... فرفع يديه وقال : يارب آمنهم من القطيعه واللعنه .. فدعا لهم ونسي نفسه, فلقد اصابه الغرور والكبر لدرجة انه لم يتصور في لحظه من اللحظات انه من الممكن ان يكون هو "ابليس" المطرود هذا .. وهكذا استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائه في حق الملائكه ورُقِّم هو بِرِقْمة الشقاء لغروره واستكباره الذي هو بمثابه الكفر " اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" .
سقوط "ابليس" في المعصيه وطرده من رحمه ربه
بدأ هذا السقوط عند المشيئه اللآهيه بجعل خليفه في الارض وكما جاء في قوله سبحانه : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" [البقره:ايه 30] حيث امر الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام ليقبض قبضه من كل تراب الأرض وكما جاء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع تراب الأرض حيث ارسل الله سبحانه و تعالى جبريل عليه السلام ليقبض قبضه من كل تراب الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب ", حيث يبين لنا هذا الحديث الشريف ان الله جلت صفاته امر سيدنا جبريل بجمع قبضه من تراب منتقاه من مواقع مختلفه على الارض " من جميع تراب الأرض", والتي أُسّس عليها وبها خلق سيدنا آدم بيدي ربه تدرجا خلقا من بعد خلق " الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ .... ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ", عندها امر الله الملائكه ومن ضمنهم "عزازيل" بالسجود لسيدنا آدم اعترافا منهم بتفضيل الله له على كثير من خلقه وكما جاء في قوله سبحانه: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" [البقره:ايه 34] , فلقد نظر اللعين الى اصل خلق ادم قائلا: " أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا " ولم ينظر الى الحكمه من التشريف والتكريم الذي منحه الله لآدم على كثير من المخلوقات حين خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سجدت له الملائكه وكلمه ربه وعلمه جميع الاسماء ( جميع العلوم) ورغم هذا التكريم لآدم إلا ان "عزازيل" قد فسق عن امر ربه ولم يسجد تكريما لعظمة هذا الخلق واطاعه لامر الله بل حسد ادم عليه السلام على ما اعطاه الله عز وجل من التكريم والتفضيل على كثير من خلقه سبحانه: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" [الاسراء:ايه 70] , ومن ضمنهم "ابليس" نفسه كما جاء في قوله سبحانه: " قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ" [الاسراء:ايه 74] , وهكذا كفر "عزازيل" واستحق الغوايه من الله عز وجل, ولانه يأس من رحمه الله سمي من حينها ب "ابليس" (***) الذي أمتلأ غلا وحقدا على سيدنا ادم وذريته وكما جاء في قوله سبحانه: " قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" [الاسراء:ايه 62], ومن حينها ابعد "ابليس" عن رحمة الله وطرد من الجنه: " قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ " [الاعراف:ايه 13].
الشيطان عند اهل الكتاب
لم تشر الاناجيل عند اتباع بولس شيئا عن تاريخ و خلقه الشيطان وتعتمد الروايه المسيحيه في ذلك على ما جاء في العهد القديم عند اليهود, ففي سفر حزقيال النبي , يقول حزقيال عن الشيطان على لسان الرب: "هكذا قال السيد الرب: أنت خاتم الكمال وملآن حكمة وكامل الجمال، كنت في عدن جنة الله * كل حجر كريم ستارتك.... أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك *علي جبل الله المقدس كنت، بين حجارة النار تمشيت* أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إلاثم *بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت، فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار * قد ارتفع قلبك لبهجتك، أفسدت حكمتك لأجل بهائك..."(حز 28: 12-17). فسقط الشيطان وأغوي معه بعض الملائكة من الرتب السمائية المختلفة والتي سقطت معه. ومنذ هذه اللحظة سمي المعاند أو المقاوم لله، لأنه لم يرجع عن سقطته ولم يشعر بخطئه ولم يطلب التوبة إلي الله إلي وقتنا هذا.
الحكمه من تأخير قضاء الله على "ابليس"
(*) معنى ألملأ في اللغه: هم الجماعه من الأشراف الذين يملئون المجالس والصدور عظمة وإجلالا (القاموس المحيط), والملأ الأعلى : عالم الأرواح المجرَّدة ، وهم الملائكة المقرّبون ، أو عامّة الملائكة ووصفوا بالأعلى إما لعلو مكانهم أو موضعهم وإما لعلو مكانتهم عند الله تعالى .
(**) "عزازل" أو "عزازيل" كلمه عبريه تعني العزيز بالله , قال كعب الاحبار : كان اسمه في السماء الدنيا "العابد" . وفي الثانيه "الزاهد" , وفي الثالثه " العارف" , وفي الرابعه " الولي ", وفي الخامسه "التقي" , وفي السادسه "الخازن" , وفي السابعه "عزازيل", وفي اللوح المحفوظ كان اسمه "ابليس"
(***) يعتقد أن أصل كلمة إبليس في اللغة العربية هو من الفعل بَلَسَ (بمعنى خَدَعَ)، عندها يكون معني إبليس هو : الذي يبلس (يخدع) الآخرين. وإبليس اسم للشيطان وكان اسمه عزازيل حتى معصيته لله. وقيل أن الشيطان إما من شطَن (ابتعد عن الحق) وإما من شيَط (احترق غضبا). يرى بعض من اللغويين أن لفظة ( ابليس ) هي لفظة أعجمية معربة عن اللغة الإغريقية لكلمة "Diabolos" التي تعني شيطان . ويقولون أن كلمة Diable الفرنسية الأصل وكلمة devil الإنكليزية الأصل مأخوذتان من الجذر اليوناني . كما أن بعض مؤلفي معاجم اللغة العربية وعدداً من المفسرين يرجحون اعجميتها، أو انها من الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية.
(****) موسى بن ميمون اليهودي الأندلسي؛ كان قد إنكر الميعاد، واختلف كلامه في ذلك، فتارة يثبته، وتارة ينفيه، وبعد ذلك لم ينكر مطلق المعاد، إنما أنكر بعد تسليمه للميعاد أن يكون فيه لذات حسية جسمانية، بل لذات عقلية روحانية، ثم تلقّى عنه من هو شبيه به من أهل الإسلام كابن سينا فقلّده، ونقل عنه ما يفيد أنه لم يأت في الشرائع السابقة على الشريعة الإسلامية إثبات ذلك الميعاد, اولم يقرؤا قول الله سبحانه وتعالى ﴿ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ [النساء:آيه 86]
ان الشيطان قد عصى امر ربه وتملكه الكبر والخيلاء لكي لا يسجد لآدم وبان لا يقر بافضليه آدم عليه عند الله, وهذا الامر تم بمشيئه الله سبحانه وتعالى وبعلمه سبحانه كما في كتابه وقبل ان يخلق ابليس, لان الله سبحانه عندما خلق ابليس وقومه خلقهم مخيرون ومكلفون بعبادته وطاعته كقوله سبحانه ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ والله جلت صفاته كان قد كرّم ابليس وقرّبه اليه قبل ان يخلق سبحانه آدم, حيث كان كِبر ابليس وخيلاءه هما سبب فسوقه عن امر ربه مما استوجب غضب الله عليه ولعنته له, كقوله سبحانه ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * ﴾ [الحجر:آيه 34-38] , وعند ذلك منعت الشياطين من العروج الى الملأ الاعلى وقيدت حركتهم ما دون السماء الثالثه ليفعلوا ما قدر الله لهم من فعل الغوايه لباقي خلقه من الانس والجن كقوله سبحانه وتعالى ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ [الحجر:آيه 39-40] , وهذا ما آل اليه حالهم بما عصوا الله سبحانه وتعالى ما امرهم.
قد يقول قائل, لماذا لم يُنزل الله سبحانه وتعالى اشد العقاب بابليس لتجرؤه على الله سبحانه وتعالى بعصيان امره سبحانه؟. هنالك شقان قد يجيبان على هذا التسائل, الاول, لا بد ان نعلم بان الله سبحانه وتعالى قد استوجب الثواب والعقاب على افعال خلقه وتبعا للسنن التي استنها لهم, فالحكمه من الخلق هو عماره هذه الكون المخلوق والعباده الخالصه لله الواحد الاحد دون احد من خلقه, ومحصله تلك الاعمال سيحاسب عليها الخلق في يوم الوقت المعلوم يوم بعثهم (يوم القيامه) كقوله سبحانه ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾ ولا يكون الحساب عن تلك الاعمال في الحياه الدنيا كما يدعي اليهود الذين انكروا يوم الحساب (****) , حيث تشير هذه الايه الكريمه الى ان ابليس قد التمس من الله سبحانه ان يؤجل له العقاب على معصيته الى يوم القيامه فاجلها له للوقت المعلوم تماشيا مع سننه التي استنها سبحانه .
والشق الثاني هو ان الله سبحانه وتعالى اراد واسباغا لمشيئته ان يُبقي على ابليس وعشيره كابتلاء لخلقه من الانس والجن لما سيمارسه ابليس عليهم من غوايه بتزيين اعمالهم وبالوسوسه لهم, ولكونهم مخلوقات مخيره منوطون بالتكليف فاما ان يتبعوا خطوات الشيطان واما ان يكونوا من عباد الله المخلصين كقوله سبحانه وتعالى ﴿ إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ ولهذا كانت مشيئته سبحانه بالابقاء على ابليس وعشيره وبتأجيل ايقاع اشد العقاب بهم الى يوم الحساب كقوله سبحانه وتعالى ﴿ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾. والله اعلم واهدى.
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com