top of page

يقول الله سبحانه وجلت قدرته في كتابه العزيز: " إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [الاعراف: ايه 54] حيث يبين لنا الله عز وجل في هذه الآيه الكريمه اشارات داله على بديع صنعه وقدرته على خلقه بان خلق السماوات بما فيها من خلق كالنجوم والكواكب والاجرام والتوابع والمجرات والطاقه وما لا نعلمه من خلقه سبحانه إضافه الى خلق الارض بما فيها وما عليها كجزأ من هذه السماوات في سته ايام من الايام عند الله سبحانه يومان منها لخلق السموات والارض كما جاء في قوله عز وجل: " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ العالمين " [فصلت: آيه 9]  واربعه ايام منها لخلق اقوات الارض (جميع الخلق فيها خلافا لسيدنا آدم) كما جاء في قوله عز وجل: " وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ [فصلت: آيه 10]  ومن ثم كان استواءه جلت قدرته على العرش اقرارا من خلقه بربوبيته ووحدانيته وتنزهه فوق خلقه وفي قبول هذا الخلق طوعا لربوبيه خالقه وبعبوديته له, والاقرار بتفرده سبحانه بمقدرات هذا الخلق وتبعا لمشيئته.

 

يرشدنا الله عز وجل في هذه الآيه الكريمه من سوره الاعراف الى حقائق علميه معجزه ما كان لاحد حتى عهد قريب (اقل من مائه عام) ان يعرفها, حيث انه من الثابت ان الاظلام الكوني هو الظاهره الاساس في مجمل هذا الكون المخلوق , أما الضوء فما هو الا حاله فريده من الطاقه والناتجه عن نشاط الاندماج النووي لعنصري الهيدرجين والهليوم في قلب النجوم والمستعرات وما شابهها, فنرى في قوله سبحانه " يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ" أن الليل الناتج عن الظلمه الكونيه هو الاساس وأما النهار فما هو الا ظاهره فريده تخص اي كوكب شبيه بالارض له غلاف جوي متأين يستطيع ان يعكس موجات الضوء القادمه من النجم القريب لهذا الكوكب كشمس الارض .

" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ "  [الرعد:آيه 2]

 

" يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ"  [فاطر:آيه 13]

 

تسخير الشمس والقمر 

ومن صور تسخير الشمس ايضا خلقها بان تكون بهذا الحجم وهذه الكتله وبهذا الموقع الزمكاني دون اي اختلال, فلو زاد حجم الشمس او تغير موقع الكواكب حولها بعدا او قربا منها, لما كان هنالك ارض صالحه للحياه وكما هو عليه الحال في كثير من كواكب المجموعه الشمسيه, ودوران الشمس بما يتبعها من مجموعه شمسيه (**) حول مركز المجره ( مجره درب اللبانه ) ومن ضمنها القمر كتابع لكوكب الارض في فلك ثابت المسار نسبه للاحداثيات الكونيه, هو احد اوجه ذلك التسخير للشمس والقمر دائبي الحركه " وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ "  [إبراهيم: آيه 33] ,  والملاحظ  ان هذا التسخير كما جاء في قوله عز وجل في الايه الكريمه من سوره الاعراف لم يشتمل على الارض والتي هي مخلوق اهم من القمر لما تشتمل عليه من خلق فضله الله سبحانه على كثير من خلقه الا وهو بني آدم, لكون ان هذا التسخير كان يخص من في الارض من بني آدم .

 

ولقد اشار الله عز وجل في مواقع أخرى من القرآن الكريم الى تسخير ما في الارض اضافه الى تسخير ما في السموات جميعا لبني آدم  كما جاء في قوله عز وجل : " وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"  [الجاثيه:آيه 13], الا ان هذه الايه تفردت بتسخير الشمس والقمر ليرشدنا الله سبحانه وتعالى الى دلالات معجزه ناتجه عن هذا التسخير.

 

كما ان اقتران تسخير الشمس والقمر بحدث الجريان والحركه كقوله تعالى " وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى" يشير الى مجموعه من الحقائق العلميه, فدوران القمر حول الارض كتابع لها ودورته حول الشمس , ترتب عليه المنازل المعروفه للقمر والتي اعطت للبشر القدره على تقدير السنين والقدره على تعلم الحساب بمجمله كعلم مسخر, كما جاء في قوله سبحانه " وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ‏ " , فانتظام هذه الحركه وانتظام مسار فلكها هو تسخير لهذه الحركه كنتاج لتسخير القمر في مواقعه الزمكانيه (الزمانيه\ المكانيه) .

 

وتسخير الشمس يتمثل في خلقها بان تكون بهذا الحجم وهذه الكتله وبهذا الموقع الزمكاني بالنسبه الى مجره درب اللبانه كجزأ من السماء الدنيا وبالنسبه الى الارض كتابع للشمس دون اي اختلال, فظاهره دوران الشمس جريا بما يتبعها من مجموعتها شمسيه حول مركز المجره ( مجره درب اللبانه )  ومن ضمنها القمر كتابع لكوكب الارض في فلك ثابت المسار نسبه للاحداثيات الكونيه, هو احد اوجه ذلك التسخير¸حيث يترتب على هذا الجريان  ثبات واستقرار كواكب المجموعه الشمسيه كرواسي فيما بينها نتيجه للتفاعل الثقالي الناتج عن هذا الجريان اضافه الى ما يترتب عنه من ظواهر فلكيه تسبب ثبات المشهد الكوني لعين الراصد على الارض نتيجه لهذا الجريان ونتيجه لجريان باقي الاجرام السماويه في الكون المدرك في افلاكها بنفس الوقت مع جريان الشمس كجزأ من مجره درب اللبانه, وهذا الجريان سيستمر متتابعا حتى يأتي امره عز وجل  بفناء هذا الكون واعاده خلقه وهو ما اشارت اليه الآيه الكريمه بقوله سبحانه وتعالى " كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى"  وكما جاء في قوله عز وجل: " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "[الانبياء: آيه 104] وفي قوله تعالى: " يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " [ابراهيم: آيه 48]

(*)          يؤدي تقلب الليل والنهار بين الطول والقصر إلى نشأة الفصول المناخية، والتي تختلف فيما بينها من العوامل المناخية مثل: درجات الحرارة والإضاءة كما ونوعا ، والرطوبة الجوية ، وعوامل مناخية أخرى ، وجب التفكر فيها حيث قال تعالى{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44. و لتعاقب الليل و النهار على سطح الأرض  أهمية بالغة في سريان الطاقة في النظام الحيوي و خاصة الكائنات النباتية التي تقوم بالعمليات الضوء حيوية مثل التمثيل الضوئي والانتحاء الضوئي والانبساط الورقي و التزهير وإنبات البذور وتساقط الأوراق وغير ذلك من عمليات التحكم الضوئي والتي تنظم الشكل التركيبي والفسيولوجي للنبات.

(**)          تقع المجموعة الشمسية في مجرة درب التبانة (اللبانه) وهي مجرة حلزونية ضلعية يبلغ قطرها حوالي 100000 سنة ضوئية محتوية على حوالي 200 مليار نجم, تتموضع المجموعة الشمسية في ذراع حلزوني خارجي يدعى ذراع الجبار, تبعد الشمس ما بين 25000 إلى 28000 سنة ضوئية عن مركز المجرة، وتصل سرعتها ضمن المجرة إلى 220 كيلومتر في الثانية، وبذلك تكمل دورة واحدة في فترة تتراوح ما بين 225 إلى 250 مليون سنة. ساهم التموضع المجري للنظام الشمسي على وجود والمحافظة على الحياة في كوكب الأرض. فمدار المجموعة تقريبا دائري، ويدور تقريبا بنفس سرعة دوران الذراع الحلزوني (ذراع الجبار). مما يعني أنها من النادر أن تمر خلاله. وبما أن الذراع لا تحوي على أخطار كبيرة مثل مستعرات عظيمة فهذا يعطي الأرض فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة واستقرار لمدة طويلة بين النجوم.

(***)        يتعرض ضوء الشمس للعديد من عمليات التشتت والانعكاس عندما يسقط على سطح القمر المكسو بالعديد من الطبقات الزجاجية الرقيقة والناتجة عن ارتطام النيازك بهذا السطح، والانصهار الجزئي للصخور على سطح القمر بفعل ذلك الارتطام. فالقمر -وغيره من أجرام مجموعتنا الشمسية- هي أجسام معتمة باردة لا ضوء لها ولكنها يمكن أن تُرى لقدرتها على عكس أشعة الشمس فيبدو منيرا، وهذا هو الفرق بين ضوء الشمس ونور القمر.  (****)      الضوء (الضياء): هو الجزء المرئي من الطاقة الكهرومغناطيسية (الكهربية/المغناطيسية) والتي تتكون من سلسلة متصلة من موجات الفوتونات التي لا تختلف عن بعضها البعض إلا في طول موجة كل منها، وفي معدل ترددها. (الفوتون: هو الجسيم الأولي المسؤول عن الظواهر الكهرومغناطيسية). وتتفاوت موجات الطيف الكهرومغناطيسي في أطوالها بين جزء من مليون مليون جزء من المتر بالنسبة إلى أقصرها وهي أشعة "جاما"، وبين عدة كيلومترات بالنسبة إلى أطولها وهي موجات الراديو (المذياع أو الموجات اللاسلكية)، ويأتي بين هذين الحدين عدد من الموجات التي تترتب حسب تزايد طول الموجة من أقصرها إلى أطولها: الأشعةُ السينية، والأشعة فوق البنفسجية، والضوء المرئي، والأشعة تحت الحمراء.

وعين الإنسان لا تستطيع أن تلتقط من هذه الموجات سوي الضوء المرئي -أطوال تتراوح بين7000,4000 أنجستروم-(والأنجستروم يساوي جزءا من عشرة بلايين جزء من المتر) وطول الموجة يتناسب تناسبا عكسيا مع ترددها (أي عدد مرات ارتفاع الموجة وانخفاضها في الثانية الواحدة)، وحاصل ضرب هاتين الكميتين يساوي سرعة الضوء (حوالي300,000 كيلومتر في الثانية) وموجات الضوء المرئي أسرع من موجات الراديو بحوالي بليون مرة، وبالتالي فإن أطوال موجاتها أقصر ببليون مرة من أطوال موجات الراديو.

 

وسخر لكم الشمس والقمر كل يجري الى اجل مسمى

ومن اوجه التسخير الاخرى تداخل الليل والنهار نتيجه لهذا الجريان كقوله عز وجل " يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ " فبانتظام حركه الشمس وجريانها متبوعا بحركه الارض ضمن الاطار الزمكاني لحركه المجموعه الشمسيه والمجره كجزأ من حركه الاجرام السماويه في السماء الدنيا (السماء المنظوره ) يؤدي الى ثبات واستقرار احداثيات حركه مكونات هذه السماء اضافه الى استقرار الاحداث الفلكيه الناتجه عن هذه الحركه او الجريان . أن تسخير القمر ليكون بهذا الحجم وهذا البعد الفلكي عن الارض ساعد على ثبات ظاهره المد والجزر في المحيطات وعلى حركه الامواج السطحيه والداخليه في المحيطات والبحار والتي تلعب دورا هاما في ظاهره التقلب الحراري للمياه والهامه للحياه المائيه ولدوره المياه في الارض. 

تعقيب: نلاحظ في هذه الايه الكريمه " وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى", بان الله عز وجل قد وصف حركه الشمس والقمر "بالجريان" ولم يصفها سبحانه بالسير او بالحركه,  فالجري باللغه الاندفاع في السير, حيث انه من المثبت علميا ان سرعه جريان الشمس ضمن المجموعه الشمسيه حول مركز المجره يصل الى حوالي 220 كيلومتر في الثانيه وبذلك تكمل دورة واحدة حول مركز المجره في فترة تتراوح ما بين 225 إلى 250 مليون سنة, فسبحان الله احسن الخالقين. 

" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ " [العنكبوت: ايه61]

 

" إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الاعراف: آيه 54] 

 فلولا هذا التسخير والمتمثل بوجود هذه الشمس كنجم له هذا الحجم والكتله والموقع ووجود القمر بهذا الحجم والكتله والموقع لما كان هنالك نور او ضياء على الارض وبهذه الكيفيه التي هو عليها منذ ان خلق الله عز وجل هذه الارض كفرد من عائله المجموعه الشمسيه, فلو كان القمراكثر بعدا عن موقعه الحالي عن الارض لما وصل ضوءه الى الارض بهذه الشده , ولو كان القمر قريبا من الارض لترتب على ذلك ضوء اشد قوه مما هو عليه وقد تصل تلك الشده الى ان يضاء ليل الارض ليصبح قريبا من ضوء النهار وبذلك قد ينعدم الليل على الارض مصداقا لقوله سبحانه: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " [القصص: آيه 71-72] , ناهيك ان اقتراب القمر من الارض او ابتعاده عنها سيؤثر على الحياه بمجملها على الارض, فكما هو معروف ان الغالبية العظمى من تأثيرات المد والجزر هي بفعل تدرج شدة جاذبية القمر من أحد جانبي الأرض نحو الجانب الآخر وبأن المغناطيسية الأرضية وتأيُّن ionization الفضاء يختلفان ويتبدلان بحسب أطوار القمر وتأثير جاذبيته على الارض, اضافه الى ذلك فلقد ثبت علميا بدراسه صور وبيانات الأقمار الصناعية أن القمر يستطيع في بعض مواضعه بالنسبة للشمس أن يحوِّل اتجاه الرياح الشمسية المتمثله بسيل من القسيمات الأولية الذي ينبثق باستمرار من الشمس والذي تخضع الأرض لتأثيراته. ناهيك انه لو كان حجم القمر اكبر او اصغر مما هو عليه لتغيرت دوره الايام القمريه بالزياده او النقصان بتغير منازل القمر مما يؤدي الى اختلال في حساب الاشهر القمريه.   

 

وموقع الشمس المسخر هذا اعطى للارض انتظام سلوكها الفلكي بانتظام دورانها حول هذه الشمس المسخره لتتعاقب الفصول على الارض من  ربيع وصيف وخريف وشتاء  وتتعاقب الشهور والايام والسنين, ولولا هذا لما كانت هنالك دوره احيائيه للنبات (*) ولما كان هنالك دوره جيولوجيه على الارض (تفتت الصخور واحياء التربه...وما الى ذلك) اضافه الى ان الشمس بحجمها وموقعها هذا من الارض تلعب دورا في عمليه المد واجزر كالقمر ولكن بنسبه اقل (حوالي 30% من تأثير القمر).

يغشي الليل النهار: أن الليل الناتج عن الظلمه الكونيه هو الاساس وأما النهار فما هو الا ظاهره فريده تخص اي كوكب شبيه بالارض له غلاف جوي متأين يستطيع ان يعكس موجات الضوء القادمه من النجم القريب لهذا الكوكب كشمس الارض.

فالضوء هو احد نتائج تسخير الله سبحانه للشمس بتطويعها لان تكون مصدر لهذا الضوء الضروري لحياه الخلق على الارض ومن خلال هذا الضوء يمحو الله عز وجل ايه الليل المهيمنه جاعلا آيه النهار مبصره كقوله سبحانه: " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " [الكهف: آيه 12] , مما يترتب عليه تعاقب الليل والنهار, فالنهار دائما ما يلحق بالليل المهيمن متسارعا " يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ", ومن خلال هذا التسخير يمنح ضوء الشمس للارض الطاقه اللازمه للحياه عند النبات والحيوان والخلق عموما , ومن اوجه التسخير الاخرى للشمس بان يكون موقعها من الارض هو الذي هي عليه , فلو بعدت الشمس عن الارض لاصبحت الارض جليدا ولو اقتربت الشمس من الارض لاصبحت جحيما غير قابل للحياه .

 

فالقمر والشمس نسبه للراصد على الارض هما النور (***) للاول والضياء (****) للثانيه كقوله سبحانه " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ‏ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [يونس:آيه 5] , فنور القمر ناتج عن تشتيت ضوء الشمس على سطحه بواسطة القوى التي يبذلها الحقل الكهرومغناطيسي على الشحنات الكهربية التي تحتويها كل صور المادة. اما ضياء الشمس فهو عباره عن  الطيف المرئي من مجموعة أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية المنطلقة من الشمس، وعلى ذلك يعرف الضوء بانه عبارة عن تيار من الفوتونات المنطلقة من جسم مشتعل، ملتهب، متوقد بذاته كالشمس, فعند مروره ضوء الشمس هذا في الطبقات العليا من الغلاف الغازي للأرض يتعرض للعديد من عمليات الامتصاص والتشتت والانعكاس على كل من هباءات الغبار، وقطيرات الماء وبخاره، وجزيئات الهواء الموجودة بتركيز عال نسبيا في هذا الجزء من الغلاف الغازي للأرض فيظهر لنا بهذا اللون الأبيض المبهج الذي يميز فترة النهار عند الجزء المواجه للشمس من الارض.

يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً

لاحظ كيف يطلب النهار الليل حثيثا (اللون الابيض) كما صورته محطه الفضاء الدوليه

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page