top of page

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ

" وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ "  [ الحجر: ايه 15- 14 ]

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " [الرحمن: ايه 33 ]

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ فَظَلّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنّمَا سُكّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مّسْحُورُونَ "  [ الحجر: ايه 15- 14 ] , لقد  قرأت كثيرا من التفسيرات على الشبكه العنكبوتيه لمفهوم " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مّنَ السّمَاءِ " ولمفهوم ابواب السماء التي جاء ذكرها في القرآن الكريم , ووجدت ان الاخوه الذين بحثوا في هذا الموضوع قد جانبهم التوفيق في تفسيراتهم وبانهم قد حمّلوا المعنى غير ما هو المقصود منه .... وسوف أبين انشاء الله مفهوم " ابواب السماء " التي جاء ذكرها في مواقع عديده بالقرآن الكريم مستعينا بعد الله بالدلائل العلميه من كتاب الله وسنه رسوله عليه الصلاه والسلام اضافه الى ما توصل اليه العلم من ابحاث في هذا المجال, وسأبدأ بالرد على بعض الاخوه الذين جانبهم التوفيق في تفسير معنى " ابواب السماء " قبل ان أصل الى المعنى المقصود طبقا لاجتهادي المتواضع:

 

 اولا: ان قول احد الاخوه بان ابواب السماء موجوده في نطاق الطبقات النهائيه التابعه لكرتنا الارضيه وبانها تستخدم للعبور الى القمر والى الكواكب وما الى ذلك من اقوال مدعيا الى ان محطات الفضاء التي تطلق منها المركبات الفضائيه لامريكا وروسيا وفرنسا قد تم اختياراماكنها لكي تكون في

نطاق ابواب السماء التي فوقها ولا يمكن لاي مركبه فضائيه الخروج من جو الارض الى الفضاء الخارجي سوى عن طريق هذه الابواب, وهذا الامر لا يقبله عقل ولا منطق للاسباب التاليه:

 

  1. لو صح القول بان تلك المحطات قد تم اختيار اماكنها من قبل امريكيا وروسيا واوروبا لتكون في نطاق ابواب السماء التي فوقها , فهذا يعني ان هذه الدول كانت تعلم ان هنالك ابواب في السماء عند آخر غلاف جوي للارض , وان هذه الدول قد حددت بعض مواقع تلك الابواب بالعلم او بالتكهن ( لم تنشر ايه ابحاث او نظريات تفيد بذلك ) ومن اجل ذلك قامت ببناء تلك المحطات في تلك المواقع تبعا لذلك, وهنا نتسائل ان عشرات الغواصات الذريه والغير ذريه تحمل صواريخ بلاستيه حيث تعتبر تلك الغواصات والتي تجوب المحيطات كمحطات اطلاق لهذه الصواريخ , حيث من المعلوم ايضا ان هذا النوع من الصواريخ يحتاج الى الخروج من الغلاف الجوي للارض والدوران حولها لكي يصل الى هدفه اي انه سيحتاج الى بوابه للخروج  وبمعنى آخر ان الغواصه لا تستطيع اطلاق هذا الصاروخ دون ان تكون في موقع محدد فوقه بوابه كما يدعي ذلك الاخ , وهذا الامر غير صحيح بالمطلق ولا يقبله عقل.

  2. إن سبب اختيار تلك المواقع كان لاسباب اساسيه ولا تمت بصله الى ادعاءات ذلك الاخ بان فوقها ابواب في السماء, يقول جون دريك عالم الفضاء في " ناسا " : " يتوجبُ على المهندسينَ الفلكيينَ أخذَ العديدِ من الأمورِ في الحسبانِ لتحديدِ التوقيتِ المناسبِ للإقلاع. أحد أهمّ هذه الأمورِ، الحصولُ على أكبرِ قوةِ دفعٍ للإقلاعِ من منصّةِ الإقلاعِ الكبيرةِ الّتي تدعى كوكب الأرض!, أما بالنّسبةِ لتحديدِ انسب مكانِ للإقلاعِ على سطحِ الأرض , فهو اي مكان يكون قريبا من خط الاستواء، فنحنُ نعلم أنّ الكرة الأرضيّة تدورُ حولَ محورها باتّجاهِ الشرقِ دورّةً كاملةً كلّ يوم, حيث تدورُ الأرضُ بأقصى سرعةٍ لها عند خطّ الاستواء، وتبلغ سرعه دورانها عند هذا الخط حوالي 1675 كيلومترٍ في الساعة !, فعليه إن استطعنا إطلاقَ مركبةٍ فضائيّةٍ باتّجاهِ الشّرقِ من هذه المنطقةِ تحديداً (خطّ الاستواء) فستحصل المركبةُ على قوةِ دفعٍ تمكّنها من الانفلاتِ من حقلِ الجاذبيّةِ الأرضيةِ بفاعليةٍ أكبرَ ووقتِ أقل بكثير, ووفر في الوقودِ للوصولِ إلى الوجهةِ المطلوبة. وهذا لا يعني انه من غير الممكن اطلاق المركبات من اي مكان آخر على سطح الارض (*)  كما هو عليه الحال لدى روسيا والصين واليابان وكوريا الشماليه والهند (جميعهم قد اطلقوا اقمار صنعيه ومركبات فضاء مأهوله او غير مأهوله) حيث تتواجد قواعد اطلاق المركبات الفضائيه عندهم بعيدا جدا عن خط الاستواء" , اضافه الى اوروبا (فرنسا) التي تتواجد قاعده اطلاق صواريخها قريبا من خط الاستواء.  

 

ثانيا: لقد صدمنا ذلك الاخ (**)  بقوله : " ان أبواب السماء هذه  ذات حراسة مشددة لا يستطيع مردة الجن والشياطين المرور من خلالها، بينما يستطيع رواد الفضاء الولوج من خلالها تسهيلا من الحق سبحانه لعالم الأنس ..." , نحن لا ننكر لهذا الاخ قوله ان أبواب السماء ذات حراسة مشددة ولكننا ننكر قوله بان رواد الفضاء يستطيعون الولوج من خلالها كيفما يشاؤون ولقد تناسى سيادته ان ابواب كل سماء لم تفتح لنبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله دون إذن و توصيه جبريل لحرس تلك البوابات وكما جاء بالحديث الشريف في وصف المعراج : "  ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدنيا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا ", فكيف تفتح لبشر دون اذن ؟ !!, كما اننا ننكر قوله بان مكان هذه الابواب هو الحدود الخارجيه للغلاف الجوي للارض عندما ادّعى سيادته وبدون اي دليل بان مركبات رواد الفضاء تعبر من تلك الابواب!!!!

 

الواقع ان ما جاء به هذا الاخ هو اجتهاد ليس في محله وبعيد عن الحقيقه كل البعد واساء به الى نفسه والى الاسلام قبل ان يسيء به للغير في تفسيراته الخياليه هذه, الم يقرأ سيادته قول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ "  [40الأعراف] . فاذا كان ما يدّعيه سيادته ان مكان هذه الابواب هي ما يشير اليه  , فكيف عبرها من كذّب بآيات الله وكذّب بالاسلام ولم يؤمن به ان كانوا من الانس أوالجن؟ والله عز وجل قال فيهم: " وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ "  [الحج: ايه 31] , وهذا الامر ينفي ما ادّعاه استاذنا الفاضل لانه قد حمّل المعنى على غير حقيقته.

 

فأبواب السماء لا يمكن ان تكون موجوده من ضمن الغلاف الخارجي للارض ولا من ضمن مجموعتنا الشمسيه, وقد يكون بعض من تلك الابواب المسخره لخلقه سبحانه من الانس والجن وبلا حراسه والتي تقع ضمن مجرتنا مجره درب اللبانه لتسهيل الانتقال ما بين اطرافها الشاسعه (100 الف سنه ضوئيه) ومن هذه الابواب الثقب الدودي المتمركز في حوصله الثقب الاسود في قلب مجرتنا , فالسماء الدنيا تشتمل على ملايين المجرات وعناقيد المجرات اضافه الى مليارات النجوم والكواكب كقوله عز وجل: " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ[الصافات: ايه 6-8] وكما هو مثبت نظريا وعلميا ان الكون المرئي (السماء الدنيا) يشتمل اضافه الى المجرات والنجوم والكواكب على الماده والطاقه المظلمه التي تملأ فضاء السماء الدنيا ما بين تلك المجرات وعناقيد المجرات اضافه الى ابواب تفتح على مسارات تيكونيه (***)  (كالثقوب السوداء) نستطيع من خلالها العروج من مكان ما في الكون الى مكان آخر بلا زمن تقريبا , فابواب السماء المذكوره في القرآن الكريم ليست هي ما يدعيه استاذنا الفاضل وهو ما سوف ابينه ان شاء الله بما يلي:

 

  1.  كما قال استاذنا فان الله سبحانه وتعالى قد اوكل بابواب السماء هذه ملائكه شداد لحفظها من مرده الجن والشياطين , فاذا كانت هذه الابواب في نهايه الغلاف الجوي للارض كما يدّعي سيادته , اي على ارتفاع 100 كيلو متر عن سطح الارض كما جاء في تحديد بدايه الفضاء الخارجي حسب مقياس خط "كارمن" (****)  فان حرس تلك البوابات سيرجمون الشياطين ومرده الجن بالشهب والنحاس الذائب من هذا الارتفاع اي انهم سيقصفون الارض تبعا لذلك ايضا فهل هذا كلام عاقل يا استاذنا الفاضل.

  2. اذا كانت هذه البوابات في موقعها الذي حدده الاستاذ فهذا يعني ان بعض الشياطين والجان المتواجدون في الارض كما بينه سبحانه بقوله عنهم:" إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ",  لا يستطيعون الخروج من الارض بسبب الملائكه الحرس الموجودون عند تلك البوابات عند حدود تاغلاف الجوي للارض وهذا الامر يخالف ما جاء في قوله تعالى : " وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا "  [الجن: ايه 8-9],  حيث تفيد هذه الآيه الكريمه ان الجن قد ذهبوا الى السماء كعادتهم ليسترقوا السمع (لم تمنعهم بوابات الارض عن ذلك) فوجدوها مملوءه حرسا شديدا وشهبا تصليهم نارا اذا ما حاولوا استراق السمع , فاين بواباتك تلك من هذه الاحداث يا استاذنا الفاضل .!!!!  

  3. كما قلنا سابقا فانه من المثبت علميا وجود مسارات (معارج) تيكونيه (***)  تتواجد ما بين الخيوط المجريّه التي تربط عناقيد المجرات بعضها بالبعض وقد يصل طول بعض منها الى اكثر من 1000 مليون سنه ضوئيه وقد تم اكتشافها عام 1989 من مارجريت جيلير وجون هوخارا عن طريق قياس الانزياح الأحمر لأطياف عدد كبير من المجرات الواقعه فيها, وتتحكم في هذه المسارات الطاقه السوداء والماده السوداء التي تحيط بتلك المسارات (المعارج) ومن المعتقد نتيجه الابحاث في مسرعات " شتيرن" في سويسرا ان الاجسام الواقعه تحت تأثير هذه المسارات سيتوقف زمنها نسبه الى موقعها الكوني نتيجه السرعات الهائله المكتسبه عند عروجها بهذه المسارات والمشكله هنا ان هذه المسارات قد تكون ذات اتجاه واحد سالب (عكسي)  او ذات اتجاه واحد موجب ولذا يحتاج الامر الى دراسات اكثر لرسم خريطه كونيه تبين هذه المسارات ومنافذها (ابوابها) والى اين تؤدي تلك المسارات. و في رأي والله اعلم ان تكون هذه المنافذ هي واحده من احد انواع " ابواب السماء " العديده الموجوده في السماء الدنيا والتي جاء ذكرها في الآيه الكريمه. 

  4. في نظري ان ابواب السماء التي جاء ذكرها في القران الكريم قد جاءت على انواع وبصور مختلفه كما جاء في الحديث الشريف: " حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج من قبلهم، فإذا أخذها (يعني ملك الموت) لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط،, " فالنوع الاول كما يتبين من هذا الحديث الشريف هي الابواب التي تفتح ما بين سماء وسماء , والنوع الآخر من تلك الابواب هو ما جاء وصفه في الايه الكريمه: " إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً * وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ: ايه 17] حيث تشير هذه الايه الكريمه ان السماء هي التي سوف تفتح وتصبح ابوابا عديده نتيجه للنفخ بالصور تمهيدا لفناء الكون عند يوم الفصل هذا, والنوع الثالث من انواع الابواب الذي جاء ذكره في القرآن يقصد به التعبير المجازي كقوله سبحانه وتعالى :  فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ"  [القمر: ايه 11] للدلاله على انزال المطر بغزاره. 

  5. ان من المرجح ان "أبواب السماء" كابواب نفاذ من مكان الى مكان آخر في الكون هي على نوعين : النوع الاول: الابواب المسخره من الله عز وجل لخلقه ومنها الثقوب الدوديه ( الثقوب السوداء ), والمنافذ التيكونيه والتي تنتشر في فضاء السماء الدنيا مسخره من الله عز وجل للانتقال عروجا ما بين زمكان (موقع زماني مكاني) ما في السماء الدنيا الى موقع زمكاني آخر في هذه السماء , وهذا النوع في اعتقادي لا يوجد به حرس من الملائكه,  لكونه مسخر من الله عز وجل لخلقه.

 

اما النوع الثاني : فهي ألابواب التي تفتح على الطرائق التي تربط ما بين سماء وسماء أخرى وكما بينه لنا سبحانه : " وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ " [المؤمنون: آيه 17]  والتي قد تستخدم للنفاذ عروجا فيما بين السماء والسماء التي تليها وهي ذات حرس شديد من الملائكه وكما جاء بالحديث الشريف السابق, او كما جاء في قوله عز وجل: " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ " [الرحمن: آيه 33-35] , نرى ان هذه الآيه الكريمه تشير الى حدثين, الحدث الاول: ان النفاذ من اقطار السماوات والارض (عند كل سماء وعند كل ارض في تلك السماء)  يكون بسلطان وقدره على ذلك النفاذ, اما الحدث الثاني الذي اشارت اليه هذه الآيه الكريمه فهو تقريع الله عز وجل لخلقه من الجن والانس بانهم لن يستطيعوا النفاذ من تلك الاقطار " فَلَا تَنتَصِرَانِ "  حتى ولو امتلكوا القدره على ذلك خلافا لمشيئته سبحانه لانهم سيواجهون من حرس تلك البوابات بالنار والنحاس الذائب " يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ " , وبذلك فان "ابواب السماء" خلقت اما لهدف مسخر لخلقه سبحانه, او بهدف التحكم بالمرور من خلالها بدون تصريح بذلك (ان صح التعبير) , والله سبحانه اعلم واهدى.

(*)    خلالِ مقابلةٍ أجرتها مجلةُ Scientific American عام 2009 مع كبيرِ المشرفينَ على المتحفِ الوطنيّ الفضائي الجوي ، المؤرّخُ الفلكيُّ روجر لونيَس,  اجاب لونيس على تسائلات المحرر الصحفي للمجله بخصوص سبب اختيار الولايات المتحدة مكاناً مثل مركز كينيدي للفضاء ( جزيرة ميريت في ولاية فلوريدا) حيث تشكّل التقلبات الجويّة عقبة في طريق الإقلاع، وحيث يتأخر غالباً إطلاق المكوك الفضائي بسبب الغيوم و الأمطار؟ اجاب قائلا:  "لا يخلو مكانٌ في البلادِ من التقلّباتِ الجويّة. إن ذهبنا لمنتصِف البلادِ فسنحصل على الزوابعِ، وإن ذهبنا إلى الجنوبِ سنجدُ الأعاصير. لا يخلو الأمر من التقلبات الجويّة. لقد اختيرت فلوريدا لأسبابٍ عدّة. أحدُ أهمِّ هذهِ الأسبابِ قربُها من خطّ الاستواء. كذلكَ لأنّها تُطلُّ على المحيطِ الأطلسيِّ حيثُ لا يتأذّى أحدٌ في حالِ حصولِ أيّ حادثٍ أو انفجارٍ خلالَ إطلاقِ المكّوكِ وأثناءَ عبورهِ الغلاف الجوي. لذلك تمّ اختيارُ منصّةِ الإطلاقِ في مكانٍ منعزلٍ بعيدٍ عن المناطقِ المأهولة.

واستطرادا لاسأله المحرر بخصوص موقع الإقلاع التابع لروسيا والذي يقع في كازخستان. كيف استطاعت المركبات الفضائيّة الإقلاع من مكان بعيد عن خط الاستواء كهذا الموقع؟ بين لونيس ان الاتحادُ السوفيتيّ اراد موقعاً أقربَ لخط الاستواءِ بالطبع، لكنّهم لم يتمكنّوا من ذلك لإنهم لم يمتلكوا أو يسيطروا على أيّ أرضٍ بالقربِ منه (بالنسبه الى كوبا كمكان مثالي لم يكن ملائما للروس لبعده اولا ولامكانيه كشفه من الولايات المتحده التي سوف ترفض وجوده قرب شواطئها مما سيتسبب في ازمه كالتي حدث في ستينات القرن الماضي) . لذلك نُصِبت المحطّةُ الفضائيّةُ في اقصى الجنوب وفي مكانٍ يسهلُ على روسيا الوصول إليهِ بسهولةٍ، وهذا الامر استدعى من الروس استخدام صواريخ ذات محركات دفع عملاقه لتعويض بعد الموقع عن خط الاستواء, وهذا الامر كان مكلف بالنسبه الى الروس, واستطرد لونيس ان الاتحاد الاوروبي كان الاكثر حظا باختياره مركز جويانا للفضاء بالقرب من كورو في جويانا الفرنسية (امريكا الجنوبيه) لقربه من خط الاستواء.

(**)

(***)       أن خروجنا من الأرض أو المجموعة الشمسية أو حتي من الكون ذاته يعتمد علي سرعة الإفلات. وهذه السرعة هي سرعة حرجة تجعل أي جسم ينطلق في الفضاء ليخرج من إسار الجاذبية الذاتية لأي جرم.ففي الأرض نجد أن المركبات الفضائية قد خرجت من محيطها الجوي بسرعة وبقوة الإندفاع التي تفوق شدة الجاذبية الأرضية . حقيقة المركبات الفضائية الحديثة قل حجمها وتضاءلت أوزانها عن ذي قبل . لكن هيئتها لاتمكنها من التوغل في أعماق الكون بسرعات فائقة . لأنها ستقطع بلايين البلايين من السنين الضوئية في حال استخدمت طاقتها الذاتيه فقط. ومن المتوقع لمركبات المستقبل الفضائية أن يصبح مداها بلا حدود في الزمن السحيق للكون باستخدام الطاقه الكونيه المتوفره ومنها الثقوب السوداء والممرات التيكونيه للطاقه حيث اننا نجد علميا أن الكون به ثلاث سرعات هي السرعة التيكونية وهي سرعة نظريه تعتبراكبر من سرعه الضوء بالاف المرات ولم تجرب بعد لعدم توفر الامكانات لدينا من جهه ولعدم قدرتنا على تحديد اماكن المنافذ (الابواب) لتلك المسارات التيكونيه,  اما السرعه الثانيه المتوفره في الكون فهي سرعة الضوء المثبته لنا عن طريق المسرعات والسرعه الثالثه هي السرعة مادون سرعة الضوء , والسرعتان الاخيرتان هما سرعتان واقعيتان ملموستان , تعمل المسارات التيكونيه كمسرّع للاجسام الواقعه تحت تأثيرها لنقلها من نقطه ما الى نقطه أخرى في الكون المدرك وبلا زمن تقريبا لحدث الانتقال هذا.

(****)   ليس هناك حد معين يحدد بداية الفضاء الخارجي، ولكن بشكل عام فقد تم اعتماد خط كارمان الواقع على ارتفاع 100كم (62 ميل) فوق مستوى سطح البحر كبداية للفضاء الخارجي وذلك من أجل تسجيل القياسات الجوية والمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بالفضاء. تم تأسيس الإطار العام لقانون الفضاء الدولي عن طريق اتفاقية الفضاء الخارجي والذي مرر عبر هيئة الأمم المتحدة عام 1967م.

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page