top of page

تشير الايه الكريمه بقوله سبحانه وتعالى " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ", الى ان الله سبحانه وجلت قدرته وبعد ان اسبغ مشيئته بخلق العمد المستتره التي رفعت بناء الكون بسماواته السبع, اتْبَع سبحانه وتعالى  هذا الخلق بحدث "الاستواء على العرش".

 

فالاستواء على العرش قد تم بعد خلق السماوات والارض ومن فيهن كقوله عز وجل " إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [الاعراف:آيه 54] , وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى  "  الَّذِى خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَسْـئـلْ بِهِ خَبِيراً " [الفرقان:آيه 59], فحدث الاستواء على العرش يعني كمال ملكوت الله سبحانه وتعالى وتفرده بمقدرات خلقه في هذا الكون , وباقرار هذا الخلق وبما فيه العرش العظيم, بعبوديته لخالقه والاقرار بتفرد خالقه سبحانه وتعالى بهذا الملك دون احد من خلقه.

" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " [السجده:آيه 4]

" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ "  [الرعد:آيه 2]

الاستواء على العرش

فالعرش كمخلوق هو عبد لله سبحانه وتعالى خلقه الله عز وجل قبل خلق الكون وبما فيه كقوله عز وجل " وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ " وكما جاء بالحديث الشريف "عن أبي رزين قال: قلت يارسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال صلى الله عليه وسلم: " كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء". وكما جاء في حديث آخر: روى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض".

 

وصِفًه ووصف هذا العرش لا تخضع لقوانين أو تأويلات المخلوق من البشر او غيره من الخلق الا من يشاء الله, وهو ليس محكوم بمكان أو زمان طبقا لقوانين 

افلا يتدبرون القرآن

البشر, وهو اول الخلق بعد خلق الماء والقائم بمشيئته سبحانه الى يوم القيامه وكما بينه لنا ربنا بقوله وهو اصدق القائلين: " وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ*وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ " [الحاقه:آيه 16-17] , ولا يمكننا تشبيه هذا العرش بما لدى البشر او غيرهم من الخلق, فاذا قلنا انه كرسي الملك كما تقول اليهود والنصارى فقد اخطأنا بحقه سبحانه وتعالى, لان كرسيه وسع السماوات والارض كقوله عز وجل في كتابه العزيز: " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ " [البقره:آيه 255], حيث تبين لنا هذه الايه الكريمه بان معنى الكرسي هنا معنى بلاغي وليس معنى حرفي بمفهوم البشر لمعنى الكرسي (*) ,  لان الله سبحانه وتعالى لا يحده مكان او زمان ولا يحده فعل أو مشيئه,  فهو محيط بخلقه اجمعين بسعه تلك الاحاطه وبسعه علمه سبحانه الذي وسع كل شيء علما, سواء في السماوات أو في الارض, كقوله سبحانه : " إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " [طه:آيه 98], فالعرش عبد مخلوق لخالقه سبحانه ولا يتصف بصفات قد يؤولها الخلق, والكرسي هنا يعني  العرش الالهي المتميز بالخلق والصفات ولا تحده احداثيات مكانيه وهو يمثل الملك والسلطان المطلق ويعني الاحاطه والقدره والعلم والقهر ولا يعني المفهوم الضيق المادي عند البشر كما يشير اليه المفهوم اللغوي بان الكرسي يعني المقعد او السرير.

(*)         الكرسي في اللغه يأتي على مفهومين :  المفهوم الاول : بلاغي أو رمزي, مثل: مركزٌ علميٌّ في الجامعة يشغَله أُستاذٌ , ومثل: « الكرسي الرسولي »: مركز أعمال البابا, « كرسي الأسقف »: مركز إقامته , وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ: قيل هو : عظمته وسلطانه أو علمه أو قدرته أو ملكه ".  والمفهوم الثاني: مفهوم لغوي : كرسيّ الملْك: عَرْشه ,  الكُرْسِيُّ : السَّريرُ , الكُرْسِيُّ مقعدٌ من الخشب ونحوِه لجالس واحد , جَلَسَ عَلَى الكُرْسِيِّ " : مَا يُقْعَدُ عَلَيْهِ .  

" إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [الاعراف:آيه 54]

 "  الَّذِى خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَسْـئـلْ بِهِ خَبِيراً " [الفرقان:آيه 59]

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page