بينت هذه الآيه الكريمه ان هذا التوازن بجميع صوره سيختل ويفسد بيد البشر, وهذا ما هو عليه الحال اليوم وبعد مرور اكثر من 1400 سنه على نزول هذه الآيه الكريمه,  ففساد هذا التوازن البيئي ظاهره تعم مجمل ما في الكره الارضيه, بدأ من سماءها وانتهاء بارضها وبحارها وبما فيها من كائنات مصداقا لقوله عز وجل " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ", فتفشت الامراض السرطانيه نتيجه لاختلال طبقه الاوزون في جو الارض, وتلوثت المياه (*) الجوفيه في باطن الارض, والمياه السطحيه كالانهار والمحيطات بمخلفات المصانع (كالمواد الكيماويه والمبيدات الحشريه والمواد المشعه وما الى ذلك) اضافه الى مخلفات البشر كالنفايات والفضلات , مسببه عشرات من الامراض التي فتكت بملايين من البشر, وكل ذلك بسبب جشع الانسان وعدم تقديره لتبعات اخلاله بقصد او عن غير قصد بهذا التوازن البيئي للارض ولجوها. فالبشرهم المسؤولون عن هذا الفساد والافساد, وهم وقود هذا الاخلال بالتوازن بما ارتكبت ايديهم وهو ما اشارت اليه ألايه الكريمه بقوله تعالى " بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ", وطالما لم يرتدع الانسان عن فساده وافساده فستتفاقم تبعات ذلك الافساد عليه " لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا " ما لم  يرجع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض " لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ".

 

فالإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وما ترتب عليها من نتائج كارثيه تتمثل في الامراض العديده واختلال في الدورات المناخيه وما الى ذلك والتي سنبين البعض منها كامثله لما هو عليه حال التوازن البيئي اليوم