top of page

30)           فريد هويل عالم فضاء ورياضيات بريطاني ولد في 24 يونيو 1915 ب "بنغلي" في غرب يور كشاير في بريطانيا، وتوفي في بورنموث في 20 أغسطس 2001 يعتبر من ابرز علماء الفضاء في القرن العشرين وساهمت اعماله بشكل كبير في فهم تفاصيل نظرية الانفجار العظيم وقد كان احد معارضيها وهو من أطلق ساخراً عبارة الانفجار العظيم (بالإنجليزية: Big Bang) في برنامج على إذاعة بي بي سي، وله يعزى فضل حسابات تفاعلات الانصهار النجمي، وسمي على اسمه مذنب مشهور.

(31)           عالم الفلك البلجيكي جورجس لامتر عام 1927  اكتشف ظاهره تمدد الكون . واكتشف ما كان "فريدمان " قد وجده من قبل على أساس معادلات النظرية النسبية بأن الكون في حالة حركة وليس في حالة ثبات . وقام "لامتر" بربط ما وجده "سيلفر" من انزياح أحمر لخطوط الطيف بالمسافات التي عينها " هابل " . واستنتج منها أن الكون يتمدد ، وقام بنشر بحثه في المجلة العلمية " Annales de la Société Scientifique de Bruxelles في عام 1927 وصاغ قانون هابل v= H\sdot r. واستنتج "لامتر" نظريا أن المجرات تزداد ابتعادا عنا كلما كانت بعيده عنا.

تمهيد: ان المشكلة الاساس التي وقفت عندها مجمل النظريات الخاصه بنشوء الكون والتي عجزت عن تفسيرها او وصفها, هو ما حدث قبل 10⁻⁴³ من الثانيه الأولى للانفجار العظيم (أي قبل زمن بلانك (قبل ان يخلق الزمن)), وهو ما ادى الى تضارب في استنتاجات العلماء عن تلك الفترة ,وخاصه عن عجزهم في تفسير من اين اتت تلك الماده التي بدأ عندها الانفجار العظيم وكيف وجدت وهو الامر الذي أدى الى قصور واضح في استنباط النتائج وتحليلها أو حتى فهم ما حصل فهما سليما, وذلك لعدم رضوخ اغلبهم الى الحقيقه الناصعة التي جرّبوها واختبروها, وهي ان هذا الكون بكل هذا النظام الدقيق للغاية في تكوينه والذى يستحيل القول بان تلك الماده او ذلك الشيء الذي بدأ عنده الانفجار العظيم  قد جاء صدفه أو نتيجه لقوانين طبيعية مجرده عمياء او انه قد اوجد نفسه من العدم وكيف تصرف بهذه الكيفيه لينتج عنه هذا الكون المعجز , وهذا الامر وغيره الكثير قد دفع العديد من العلماء للاعتراف بوجود خالق مدبر مبدع لهذا الكون الخارق في توازنه واتزانه:

 

يقول العالم كارل ساغان : " لو لم يكن هذا الكون قد خلق بهذه الصورة المعجزه الدقيقة المقاييس لما كان لنا وجود فيه " ويستطرد قائلا " لو كان معدل تمدد الكون أقل قليلا عند الثانية الأولى من الانفجار الكبير بنسبه 1 إلى مليار لتعرض الكون إلى انكماش واستحال وصوله إلى صورته الحالية الزاخرة بأنواع الحياة."

 

كما ان العالم فريد هويل (30) الذى اكتشف ما أسماه ظاهره " الرنين المزدوج " كان ملحدا إلا أنه هو بنفسه اعترف في كتابه الذى طرح فيه نتائج اعماله بان ما اكتشفه "عمليه مخططه بعنايه فائقة" وقال أيضا: "إن أي عالم يستقصي هذه الظواهر الطبيعية لا يمكن له أن يحيد عن نتائجها, فلو أخذت نتائج العمليات الفيزيائية الحاصلة في مراكز النجوم بعين الاعتبار فلا يمكن إلا القول بأن قوانين الفيزياء النووية وضعت بشكل مقصود و هي ترمي إلى هدف معين".                                                                        

أن المنطق العقلي البسيط يؤدى إلى ما يقوله فريد هويل عن الانفجار الكبير: " تؤمن هذه النظرية بأن الكون وجد بعد حدوث انفجار كبير جدا، ومن البديهي أن أي انفجار يؤدي إلى تشتيت المادة إلى أجزاء بصورة غير منتظمة إلا أن هذا الانفجار (الانفجار العظيم) أدى إلى حدوث عكس ذلك بصورة غامضة فقد أدى إلى تجمع المواد بعضها مع بعض لتتشكل منها ماده الكون وطاقته! "

 

وبعد الأبحاث الفيزيائية المتعمقة ثبت أن الكون كله يخضع لحسابات دقيقة تفوق الخيال ويستحيل تفسيرها بالمصادفة او الصدفة مصداقا لقوله تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" [القمر- ايه 49], فأن العالم جورجس لامتر (31) الذى قام بحساب سرعه تمدد الكون قد قال بصراحه تامه:

 

"إن الحسابات تدل على أنّ الكون يتمدد بسرعة دقيقة وموزونه للغاية، ولو أبطأ الكون في التمدد قليلا لحدث الانكماش نتيجة قوة الجذب، ولو أسرع قليلا لتشتّتت المادة واندثرت في الفضاء الكوني، وإن التوازن الحاصل بين هذين الاحتمالين الخطيرين يعكس لنا مدى الدقة والحساسية في هذه السرعة، فلو تغيّرت سرعة تمدد الكون بعد الانفجار و لو بمقدار 10/1 أس 18 (واحد لكل مليار مليار) لكان ذلك كافيا لإحداث خلل في التوازن! لذلك فإن سرعة تمدد الكون محددة بشكل دقيق إلى درجة مذهلة، ونتيجة لهذه الحقيقة لا يمكن اعتبار الانفجار الكبير انفجارا عاديا بل انفجارا منظما ومحسوبا بدقة من كافة النواحي", وذلك مصداقا لقوله تعالى " وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ"  [الرحمن- ايه 7] 

(

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ* وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ.[ سوره الملك: ايه 1-4] 

 ما قبل الانفجار العظيم

احداث ما قبل الانفجار العظيم

يصف الخط الزمني للانفجار العظيم الأحداث طبقا للنظرية الأكثر قبولا من قبل الفيزيائيين الا وهي " الانفجار العظيم " . وطبقا للمشاهات العملية يبدو أن الكون بدأ التكون منذ 13.8 مليار سنة تقريبا (*) , ومنذ ذلك الوقت يعتقد بأن الكون مر بعده مراحل في تكوينه, والجزء من تلك المراحل الذي لا زال غامضا وليس معروفا لدى العلماء هو الجزء الاول من الثانية الأولى وما قبلها  وقبل ان يحدث  الانفجار العظيم وهي فترة كان فيها الكون شديد الحرارة بحيث كانت الجسيمات الأولية ذات طاقات عالية جدا تفوق ما وصلت إليه معجلات الجسيمات التي لدينا اليوم بملايين المرات, وبناء على ذلك فالمواصفات الأساسية التي وصلنا إليها اليوم عن الانفجار العظيم إنما هي مبنية على الافتراض بجانب مشاهداتنا العملية للكون.

(

(1)       لم يكن من الممكن حدوث ظاهره  الانفجار العظيم دون حدث ظاهره "الانفتاق العظيم" والذي حدث فجأه وبلا زمن ملامسا لحدث الانفجار العظيم الذي تلاه مباشره وبلا زمن ايضا, فعند انتهاء عمليه الفتق الاصغر للبذره الكونيه انهارت القوى البينيه لسطح "جرم الماده البادئه"  بتأثير تفاعلات ماده الجرم المتراكمه ذات الحراره العاليه وبتاثير جسيمات الجاذبيه العكسيه وجسيمات الطاقه المظلمه وبتأثير قوى الجاذبيه الموحده خارج الجرم (فضاء الحدث) والمتولده عن عمليه الفتق الاصغر, حيث نتج عن ذلك انفتاق ضخم فجائي لمكونات "جرم الماده البادئه" وانطلاقها  في فضاء الحدث مما تسبب في حصول ظاهره الانفجار العظيم نتيجه للتفاعلات العنيفه الفجائيه لجسيمات الماده الاوليه والطاقه بشقيها الموحد والمظلم, عندها بدأ فضاء الحدث بالتوسع الفجائي تحت سيطره قوى الجاذبيه الموحده و تحت سيطره الطاقه والماده السوداء والتان عملتا على توازن انتشار جسيمات الماده وعدم تشتتها .

(*)           هنالك تضارب في قياس عمر الكون بحسب النظريات المختلفه,  فنظرية الانفجار العظيم مثلا تقدر عمر الكون بحدود 13.75 ± 0.11 مليار سنة (الاقرب للصحه), بدأ من الانفجار العظيم. وجميع تلك النظريات لم تستطع ان تتكهن بما هو موجود قبل حالة التفرد الثقالي طبقا لهذه النظريات . 

(35)         بحسب النظريات المختلفة فان المرحلة التي تسبق الزمن (10^-43). يطلق عليها  بمرحلة التفرد (Singularity) ففي هذه المرحلة لا وجود للذرات والجسيمات الأولية، فكلها مندمجة لتشكل شيئاً ما غامضاً (البذره الكونيه  طبقا لنظريه الكينونه) لا يمكن معرفة كنهه، هذه المرحلة لا تخضع لأي قانون فيزيائي أو رياضي وتبقى مرحلة غامضة لا تفسير لها ، فالعلماء عاجزين عن وصف أو تخيل أي شيء عقلاني فيما يتعلق بزمن الصفر المطلق، حينما لم يكن هناك شيء قد تكون بعد يخضع للتفسير طبقا لتلك القوانين."

(**)          سطح البذره أو سطح البويضه بمفهوم نظريه "الكينونه" ما هو الى حدود وهميه تتألف من حقول الطاقه البينية القوية  والتي تشكل الحدود الخارجية للبذره او البويضة  والناتجة عن التأثير المتبادل للجسيمات ذات الطاقه العاليه في داخل البذره  مع مكونات نواه البذره او البويضه. (راجع تفاصيل نظريه "الكينونه" للمؤلف (كتاب: النظريه الكونية))

(***)        من الامور الاساسيه التي غابت عن نظريه الانفجار العظيم والنظريات المختلفه التي بنت عليها كنظريه الاوتار بانها افترضت حدوث الانفجار العظيم في فضاء ما, لم تحدد كنهه او ما هيته وكيفيه تشكله, وبافتراضها هذا تكون قد اوجدت مكان لحدث الانفجار ذو ابعاد مكانيه, في حين انها تنبأت بان الزمان والمكان قد نشئا عند لحظه الانفجار العظيم وليس قبله وهذا تعارض وتضارب واضح في معطيات تلك النظريات وخلافا لما جاءت به تلك النظريات فان  "الكينونه" تتنبأ بان الزمن بدأ بالتنمذج اضافه الى تنمذج فضاء الحدث الناتج عن عمليه فتاق البذره الكونيه و الذي سيتم فيه حدث الانفجار العظيم قبل حدوث ذلك الانفجار وليس عنده او بعده .

(****)       لقد غاب عن مجمل النظريات التي بحثت في نشوء الكون ومن ضمنها نظريه الانفجار العظيم البحث في كيفيه نشوء الفراغ الكمومي (فضاء الحدث) ك "مكان" حصل عنده وفيه الانفجار العظيم , اذ لا يمكن حدوث هذا الانفجار في "اللامكان" او في العدم وهذا الامر قد فسرته نظريه "الكينونه" للمؤلف وبينت نظريا كيفيه احتمال نشوء هذا الفضاء كنتاج لعمليتي "الرتق" و"الفتق" السابقتين لحظيا لظاهره الانفجار العظيم, وهذا الفضاء كان ضروريا لاحتواء نتاج الانفجار العظيم ونمذجتها وإتزانها في فراغ كمومي ليصبح هذا الفضاء نتيجه لقابليته اللامحدوده للتوسع سبعه سماوات طباقا بما تحتوي عليه من ملايين المجرات وعناقيد المجرات والنجوم والكواكب والطاقه والماده وما الى ذلك من خلقه سبحانه وتعالى. ونلاحظ هنا ان هذا الفراغ الكمومي (فضاء الحدث) هو "مكان" حدوث ظاهره الانفجار العظيم, اي ان المكان قد وجد لحظيا قبل الزمان تبعا لزمن "بلانك"

(36)      الجسيم الابتدائي هو جرم مركب من الجسيمات الأساسية التي تتكون منها باقي الجسيمات الأكبر والأعقد وبالتالي هي الأشكال الأبسط للوجود المادي حسب نظرية "الكينونة"  وخلافا لنظريه النموذج العياري, تكون هذه الجسيمات والتي تسمى ب "المورثات" هي أساس البنية الأولية لكل مادة الكون, اضافه الى انها تحتوي بنية داخلية تحمل جميع رموز الماده و يعزى اليها اعطاء الماده خصائصها الفيزيائيه والعقليه (الادراك). حيث يتكون كل "مورث" طبقا لنظريه "الكينونه" من جسيم خيطي من الطاقه متناهي الصغر ثنائي الالتفاف (كالجينات) يهتز بعدة اتجاهات وطرق مختلفة تمنح الماده كالكواركات على سبيل المثال صفاتها وخصائصها المميزة تبعا لأسلوب الاهتزاز وقوته,  اي أن كل ما في هذا الكون من مادة أو طاقة أو شحنات هي في الاساس مكونه من "مورثات" لكنها مهتزة بطرق مختلفة).

(37)      فضاء الحدث (الرحم الحاضن للباديء) : هو الحيز المكاني الذي جرت عنده احداث الانفجار العظيم, وهو الفضاء الذي عمل على احتواء نتائج هذا الانفجار في حيز مكاني والذي توسع لاحقا ليشكل الفضاء الكوني بما يحتويه من ملايين المجرات والكواكب والاشعاع والطاقه وما الى ذلك, والغريب ان مجمل النظريات التي بحثت في نشوء الكون لم تتطرق الى كيفيه نشوء هذا الحيز او الفضاء وافترضت ان الانفجار العظيم قد حدث عند نقطه ما  دون ان تتطرق الى اساسيات هامه ككيفيه نشوء هذا الحيز المكاني.

(38)      من الملاحظ ان وحدانيه الخالق عز وجل تتجلى لنا في وحدانيه صور الخلق وتشابهها , فتطور الخلق عند تقدير اقوات الارض ابتدأ في الماء بنشوء بعض الاحماض الامينيه والتي تطورت تفاعلا طبقا للمشيئه الآلهيه الى ما يسمى " ببدائيات الانويه " بعد نفخ الروح فيها والهامها آليات عملها لكي ينتج عنها لاحقا وعلى مدى ملايين السنين عشرات الافرع الرئيسيه كالمملكه النباتيه والحيوانيه, وهذا الامر في نظري ينطبق على مجمل الخلق بدأ بخلق السموات والارض وانهاء بخلق آدم عليه السلام, وهو ما يشهد بوحدانيه الخالق عز وجل. 

طبقا لنظريه "الكينونه" للمؤلف, فان تطور الكون قد تم من خلال ثمانية مراحل رئيسيه سنتحدث إختصاراعن المرحله الاولى منها:

 

1.     المرحله الاولى: لما قبل خلق الزمن (ملامسه لحدود فتره بلانك (10-43 ثانيه )) وتسميها نظريه الكينونه بحقبتي "الرتق" و "الفتق"

 

1.1. ​حقبه "الرتق" ولقد تكلمنا عنها في الصفحات السابقه ومن الممكن تلخيصها بما يلي:

 

  • الماده الاوليه "الباديء" (primordial matter) طبقا للنظريات الحالية لنشوء الكون لا يمكن ان تأتي من عدم لان ذلك يناقض مفهوم العلم المادي الذي يؤمن به هؤلاء العلماء, اذن فلا بد لتلك الماده من مصدر (الباديء أو البويضه), ولما كان ذلك المصدر لا يخضع للقوانين الفيزيائية والرياضية التي نتجت عنه لاحقا في مرحله ما بعد حقبه لحظه الصفر (35) (الانفجار العظيم) لكون تلك القوانين لم تخلق بعد, لذا فلا بد لهذا المصدر من ان تكون له قوانينه (شيفراته) الخاصة به والتي يخضع لها ولا تشابه في طبيعتها القوانين المخلوقة التي نتجت عنه كمحصله لمرحله ما بعد حقبه " لحظه الصفر" (الانفجار العظيم).

  •  ان تلك الماده التي بدأ عندها الانفجار العظيم (الجسيم الابتدائي) والتي نتجت عن " الباديء (أو البويضه كما تسميها الكينونه) " نتيجه عمليتي "الرتق" و "الفتق" الاصغر و " الانفتاق العظيم" الملامس لحدث "الانفجار العظيم" (1) قد تخلقت قبل وجود الزمان وقبل وجود المكان لان الزمان والمكان (الزمكان) قد وجدوا خلال حدث الانفجار العظيم  (عند الجزأ الاول للثانيه الاولى) وليس قبل احداث الانفجار العظيم.

  • أن المكان " حيز أو فضاء الحدث " (37) (الرحم الحاضن للبويضه) قد خلق وتشكُل قبل الزمان كحيز حاضن " للباديء " بما يحتويه من جسيمات طاقه وجسيمات الماده والطاقه المظلمه وذلك من خلال تطور " الباديء " في عمليتي " الرتق " و " الفتق " الاصغر وفي خلال الجزأ الاول للثانيه الاولى التي حدث عندها الانفجار العظيم, وهذه الفتره (الجزأ الاول للثانيه الاولى) فتره مبهمه لدى مجمل النظريات و العلماء الذين بحثوا في نشوء الكون .

  • أن القوانين الفيزيائية والرياضية تلك والتي نشأت كمحصله للانفجار العظيم ما هي الا قوانين ترتبت كنتائج لتنفيذ المصدر "البادئ" (البويضة) للأوامر والهياكل المبرمجة " لمخطط يناء" الكون  والتي سنّه الخالق سبحانه وتعالى لذلك المصدر "البادئ" وفي حدود مشيئته سبحانه, فالبادئ في تصور نظريه "الكينونه" ما هو الا جرم مخلوق متناهي الصغر لا يخضع في تكوينه وصفاته لأي من القوانين الفيزيائية أو الرياضية المخلوقة لاحقا وهو في تكوينه وبنيته يمثل لبنات جميع ما في الكون من اشكال الماده والطاقة وقوى الجاذبية والاشعاع والزمان والمكان اضافه الى اسس مجمل القوانين الكونية التي تحكم العلاقة ما بين مكونات الكون والقوانين المسخرة الناتجة عن خلق الكون وفي حدود ما قدره الله سبحانه وتعالى لهذا الكون كبناء محكم  كامل البنيه بدون زياده او نقصان في مكوناته والتي قدرها الله سبحانه لهذا الكون قبل خلقه في كتاب الله.

  • نتيجه للمشيئه الآلهيه بخلق هذا الكون ابتدأ هذا الخلق تدرجا طبقا لسنه الله عز وجل في خلقه ( بذره أو بويضه ومن ثم جنين ومن ثم خلق آخر ) وهو ما نلاحظه في التدرج بالخلق عند كل شيء بدأ بالماده والطاقه في الكون وانتهاء بخلق آدم عليه السلام وهو ما يشهد بوحدانيه الخالق عز وجل, حيث بدأت " البويضه " ( الباديء) وخلال الجزء الاول للثانيه الاولى وقبل الانفجار العظيم بتنفيذ الاوامر والهياكل المبرمجه (الموحى اليها من الله عز وجل) تدرجا بدأ من عمليه " الرتق " والتي كانت سببا في تكاثف مكونات " البويضه "  وتفاعلها (اخصابها) وذلك نتيجه الدوران المغزلي للبويضه.  

  • تتنبأ "الكينونه" انه عند حدود ملامسه ل "لحظه الصفر" (بحسب مقاييس بلانك)  تكون البويضة قد وصلت الى سرعات عاليه جدا من الدوران (اللف المغزلي) (Spin)  والى مستويات عالية جدًا من الطاقة قد تبلغ ملايين الاضعاف لحرارة الشمس التي تبلغ (6000) درجة مئوية عند السطح و(20) مليون درجة مئوية في المركز), مما أدى الى انكماش الرحم الحاضن المحيط بالبويضه وانهيار الترابط البيني المشكل لسطح البويضة (**), نتيجه لقوه الجذب الهائلة المتغلبة على قوه الطرد ونتيجه لاختراق جسيمات ماده بلازما الرحم الثقيلة (الرتق) لسطح البويضة  متحدة مع مكوناتها (اخصابها)  حيث يصبح حجم البويضة عندها بحجم الرحم الحاضن المنكمش قبل ان يتكور باستمرار عملية اللف المغزلي وعملية الرتق.

  • تستمر عمليه الانكماش و"الرتق" بضم اجزاء مكونات البيضة والرحم الحاضن بعضها الى بعض وذلك نتيجه للضغط والحرارة  الهائلين, ويستمر الانكماش والرتق حتى تصل البيضة ورحمها الحاضن بما تحتويه من مواد وطاقه الى حجم تتكاثف فيه جميع المكونات عند درجات حراره هائلة مكونه جسيم اولي مستقر نسبيا يسمى طبقا لنظريه الكينونة: Being " بالبذرة الكونية "(Seminal cosmic ), وعند حدود بداية الزمن بحسب مقاييس بلانك, ومع تكون "البذرة الكونية" (الماده البادئة)  تبدأ عمليه الفتق السابقه لمرحله الانفجار العظيم.

 

2.1.  حقبه " الفتق " الاصغر ولقد تكلمنا عنها في الصفحات السابقه ومن الممكن تلخيصها بما يلي:

 

  • تتنبأ "الكينونه" انه وعند نهايه حدود لحظه الصفر (10¯⁴³) (الصفر المطلق).  وبداية من مسافة مقاربة من مسافة بلانك (35¯10) تبدأ البذره الكونيه المخلّقة بالتضخم نتيجه لاختلال في القوى البينيه المشكله لسطحها مُشَكلّه بداية تخليق حيز (فضاء) الحدث  وتبدأ  حدودها الخارجية (سطحها الطاقي) بفقد خاصيه ترابط الطاقة البينية المشكّله للسطح عند بعض اجزاءه  نتيجه لهذا التضخم ونتيجه لضغط مكوناتها الداخلية المتفاعلة واختلال تأثير مكونات البذره الداخليه على المجال الطاقي البيني لسطحها.

  • كما تتنبأ " الكينونه " انه وما قبل  انتهاء الجزأ الاول للثانيه الاولى على الانفجار العظيم ((10¯⁴³) من زمن بلانك ومن مسافة ملامسه  لمسافه بلانك (35¯10)) ومباشره بعد تكون البذره الكونيه, تأخذ البذره بالانتفاخ نتيجه لنشاط مكوناتها الداخلية والمتمثلة بجسميات ذات مستويات مختلفة من الطاقه والتي تكونت نتيجه عمليه "الرتق" (اثناء تكون البذره من "البويضه الكونيه" (البادئ)) وتسمى تلك الجسيمات طبقا لنظريه " الكينونه: Being" بالجسيمات المتفردة (Singularly particles) وهي اساس الماده الاولى والتي نتج عن انفجارها عند بدأ المرحلة الثانيه للثانية ألأولى نشؤ الكون طبقا لنظريه الانفجار العظيم (Big Bang) .

  • مع وصول البذره الكونيه الى الحجم الحرج (حوالي (10^+50) مرة عن حجمها الأصلي)  تحدث تغيرات جوهريه  لسطح البذره الكونيه من ترقق وتجعد وانتفاخ عشوائي نتيجه لتفاوت مستويات الطاقه للجسيمات المتفرده داخل البذره والمؤثرة على سطحها من الداخل مع زياده عاليه في درجه حراره البذره.

  • يؤدي "الترقق" (اختلال قوى الربط البينية) لسطح البذره الكونيه والضغط المتفاوت على سطحها من الداخل, الى حدوث فتوق (جمع فتق) في اجزاء مختلفة من سطح البذره ,مما سمح بانتشار جزء من جسيمات البذره الداخلية (الجسيمات المتفرده ذات الطاقه العالية) الى خارجها مشكله مجال من الطاقه نتج عنه بعد ذلك فضاء الحدث (***) الخاص بهذه الحقبة.          

  • وطبقا لنظريه "الكينونه" وعند نهايه الفتره الاولى للثانيه الاولى ((حدود لحظه الصفر (10¯³⁵) (ملامس للصفر المطلق) من زمن بلانك)).  تبدأ عمليه تفاعل الجسيمات المتفرده (عملية التخليق النووي (nucleosynthesis) للماده الاوليه) ذات الطاقه العالية للبذرة الكونيه خارج سطح البذره نتيجه لانعدام الضغط الخارجي مولده فضاء كروي من الطاقه الكثيفة للقوى الموحده (المكان البدئي) يصل قطره الى  ( 1^-33) من قطر البذره الكونيه (أي اصغر من قطر نواة الذرة الذي يبلغ  (10^-13)).

  • الفترة الاولى من الثانيه الاولى: طبقا لنظريه "الكينونه"  وعند نهايه الفترة الاولى للثانية الاولى وعند بداية الفترة الثانية للثانية الاولى (عندها حدث الانفجار العظيم),  تتحول البذره الكونيه ذات الكثافه العاليه نتيجه لانفتاق جسيمات الطاقه وتأثيرها المباشر عليها الى جسيم غير مستقر يسمى "بالجسيم الابتدائي" (36) الذي بدأ عنده ومنه الانفجار العظيم, بالإضافة الى اكتمال تكون الفضاء الكوني البدئي (فراغًا كموميًا) بما فيه من طاقه كثيفه متجانسه وموحده بجميع صورها (القوة النووية الشديدة، والقوة النووية الضعيفة، والقوة الكهرومغناطيسية، وقوة الجاذبية) وعلى صوره بدئيه ذو ابعاد "زمكانيه" ملامسه لحدود بداية زمن وفتره بلانك.

  • حقبه الانفتاق العظيم و حدث الانفجار العظيم: وهي الحقبه التي بدأت لحظيا بعد انتهاء عمليه الرتق و عمليه الفتق الاصغر وعند الجزء الثاني للثانيه الاولى تبعا لتقسيمات بلانك وبدأ عندها انفتاق ضخم فجائي لمجمل مكونات "جرم الماده البادئه" وانطلاقها  في فضاء الحدث مما تسبب في حصول ظاهره الانفجار العظيم نتيجه للتفاعلات العنيفه الفجائيه لجسيمات الماده الاوليه للجرم مع جسيمات الطاقه وجسيمات الماده المظلمه المتنمذجه في فضاء الحدث, عندها بدأ فضاء الحدث بالتوسع الفجائي تحت سيطره قوى الجاذبيه الموحده و تحت سيطره الطاقه والماده السوداء واللتان عملتا على توازن انتشار جسيمات الماده وعدم تشتتها . في نفس الوقت  تنَمْذُج الزمكان (الزمان والمكان) (****)  بمفهوم آينشتين حيث انفتقت لبنات الماده الاوليه على صوره فوتونات وكواركات تحت تأثير قوه موحده كونيه قبل تمايزها الى اربع قوى رئيسيه في مراحل تتابع الخلق اللاحقه, اضافه الى ارتفاع شديد في حراره فضاء الحدث نتيجه لهذا الانفجار.

ملخص عمليه " الرتق " وعمليه " الفتق " عند " الكينونه "

 

  1. حقبه ما قبل خلق الزمن: تمثلت بخلق " الباديء " وحاضنته وبما اوحى الله سبحانه وتعالى فيهما من لبنات وآليات لخلق هذا الكون, تلك الآليات التي تنظم عمل هذا الباديء اثناء التدرج في خلق الكون ليكون كونا يعكس كمال الخالق وقدرته ومشيئته وتقديره وليصبح كونا محكم البناء ومعجزا في التوازن والاتزان

  2. أن عمليتي  " الرتق " و " الفتق " الاصغر و عمليه "الانفتاق العظيم" لا تعبر عن ظاهره الانفجار العظيم بل هم ظواهر حدثت متتابعه ولحظيا ترتب عن حدوثهم حدث الانفجار العظيم واستمر اثر فعلهم لما بعد الانفجار العظيم وسوف يستمر صدى اثر كل منهم حتى نهايه هذا الكون, فكل الاحداث والتفاعلات الكونيه التي تلت الانفجار العظيم ما هي الا عمليات مستمره من " الرتق " أو " الفتق ",  فمثلا تعتبر عمليه تخليق عنصر الهيليوم نتيجه الاندماج النووي لعنصر الهيدرجين عمليه "رتق" عند الهيليوم لاكتسابه نيوترونات وبروتونات وهو عمليه " فتق " عند الهيدرجين لخسارته الكترونات وفوتونات... وهكذا دواليك.

  3. ان عمليتي " الرتق " و" الفتق " الاصغر اضافه الى عمليه "الانفتاق العظيم" (1) هي عمليات متداخله بلا زمن (لعدم خلق الزمن بعد) ومن المرجح حدوثهم تتابعا وبدون فاصل زمني في حدود ما قبل الزمن لفتره بلانك  وخلال الجزأ الاول للثانيه الاولى على الانفجار العظيم (الصفر المطلق).

  4. الهدف من عمليه " الرتق " هو تفعيل وتخليق وتمايز مكونات " الباديء " من الجسيمات المتفرده (Singularly particles) واعطاءها الطاقه اللازمه والخصوصيه الفيزيائيه (ان صح التعبير) لكي تؤدي دورها لاحقا في عمليه خلق ونشوء الكون كل حسب وظيفته وطبقا لما اوحى به الله سبحانه وتعالى " للباديء " من آليات عند خلقه (38).

  5. من المنطق العلمي أن يوجد رحم حاضن " للباديء " كمكان ما او حيز لتفاعله لكون المكان بالمفهوم المادي الفيزيائي لم يخلق الا بعد حدث الانفجار العظيم.

تعاقب عمليتي "الرتق" و "الفتق" لدوره الماده المظلمه

والماده المرئيه في الكون المدرك

M. SHAHIN “THE COSMIC”

6. الهدف من عمليه " الفتق " الاصغر هو خلق " فضاء الحدث " بما يحتوي عليه من جسيمات الطاقه والماده المظلمه والطاقه الموحده (القوى الاربعه لاحقا ) والتي ستلعب دورا هاما في نمذجه وتكييف نتاج الانفجار العظيم للجسيم الابتدائي لكي لا يحيد عن آليات تدرج الخلق طبقا للمشيئه الآلهيه  من جهه ولكي يتحكم في آليه تمدد فضاء الحدث نتيجه لهذا الانفجار والسيطره على تنمذج الماده وعدم تشتتها من جهه اخرى , اضافه الى دور " الانفتاق العظيم " في تحرير الطاقه اللازمه للانفجار وتفعيل لحظه حدوثه .

 

تنويــــه: كان الهدف من عمليه " الانفتاق العظيم " لمكونات جرم لماده البادئه هو اطلاق وتحرير تلك المكونات من جسيمات الماده الاوليه خارج جدار الجرم لكي تتفاعل مع مكونات فضاء الحدث من جسيمات الطاقه وجسيمات الماده المظلمه الاوليه, وهذا التفاعل الفجائي العنيف ترتب عليه حدث الانفجار العظيم بدأ من بدايه الجزء الثاني للثانيه الاولى حسب تقسيمات بلانك , فالانفتاق أو "الفتق" وحده دون حصول الانفجار لن يكون كافيا لان يولد الطاقه والحراره اللازمتان لتحويل وتخليق جسيمات الماده الاوليه الى  الكواركات والفوتونات واللبتونات والنيوترونات وما الى ذلك , فبدون توافر حراره كافيه لذلك التحول لانهارت الماده البادئه على نفسها مره أخرى بعمليه "رتق" متسلسله أخرى نتيجه لتأثير قوى جسيمات الماده المظلمه وجسيمات الطاقه,   اضافه الى ذلك ما كان للتوسع الكوني ان يحدث بدون هذا الانفجار, فهذا التوسع الكوني كان ضروريا  لانتشار جسيمات الماده المخلقه في فضاء الحدث المتوسع نتيجه لهذا الانفجار وبعيدا عن مركزه , وبعباره أخرى ما كان للكون ان يخلق دون ألانفتاق العظيم من جهه والذي تسبب في اشعال فتيل الانفجار العظيم (ان صح التعبير), وما كان الكون سيخلق دون حدوث الانفجار العظيم من جهه أخرى.

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page