فوفاه النفس يكون بمنع الله جلت قدرته الروح من العوده الى تلك النفس كقوله سبحانه " فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ" اي يمسك روح النفس التي قضى عليها بالموت من العوده الى تلك النفس.
تتنبأ نظريه " الكينونه " للمؤلف أن النفس بعد موت جسدها الوعاء بنزع النفس منه , ستعيش حياه جديده غير حياتها الماديه التي كانت عليها في السماء الدنيا وعلى صوره طيفيه يتوقف عندها "سجل الحدث" (**) الخاص بتلك النفس بتوقف زمن سجل ذلك الحدث الناتج عن توقف الفعل والتفاعل لماده (وعاء) تلك النفس في حيزها الزمكاني (الزماني المكاني) عند موتها, حيث يبدأ مشوار آخر وحياة أخرى لها مقايّيس مختلفة عن الحياة الدّنيا ، وتسمّى هذه الحياة بحياة البرزخ , وهي فترة انتقاليّة ما بين الحياة الدّنيا والحياة الآخرة , ويكون انتقال تلك النفس التي ذاقت موتتها الاولى من حيزها الزمكاني (السماء الدنيا) الى حيز زمكاني آخر (قد يكون في سماء أخرى أو عوالم أخرى) في قالب اثيري , وتسمى تلك الحياه "بحياه البرزخ" وهي حياه ما بين الموت والبعث كما جاء في قوله سبحانه وتعالى" حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " [المؤمنون- ايه 99-100] , اذ تبين لنا هذه الايات الكريمه ان الانسان عند نزع نفسه عن بدنه وحساب تلك النفس حساب القبر يتبين له عندها نتيجه عمله فاما هو النار او الجنه, فاذا كانت نتيجه اعماله تبين ان مصيره جهنم وقانا الله سبحانه عذابها, عندها يدعو الله عز وجل ان يعيده لعمل الصلاح, ولكن هيهات, فلقد سبق القول وسيعيش حياه البرزخ معذبا ومنبوذا نفسيا الى يوم البعث ويوم الحساب.
وحياة البرزخ هي حياة مستمرة حتى يوم البعث وتكون إما حياه عذاب ممثل فى دخول النار كما حدث مع آل فرعون كما بينه لنا سبحانه و تعالى بسورة غافر " وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "وإما حياه متاع ونعيم ممثل فى رزق من الجنة كما هو عليه حال الصالحين او حال الشهداءوكما جاء في قوله عز وجل في سورة آل عمران "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
(**) طبقا لنظريه "الكينونه" فان قانون "سجل الحدث" يشبّه بملف حاسوب لتاريخ الولوج في نظام ما (Event Log) وهو القانون الخاص بسجل الاحداث الكونيه بدأ من تخليق الماده وانتهاء بالأحداث الكونيه خلال فتره تطور الكون المدرك حتى تاريخ نهايته, وهو ما يسمى بالقران الكريم "بالكتاب" كقوله سبحانه وتعالى: " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" [الكهف: أيه 49 ] وكقوله سبحانه وتعالى: "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا" [النبأ: أية 29].
ان آليه عمل مليارات المليارات من جسيمات الماده المظلمة المسماه ب "النواسخ" "transcribers" كسجل للحدث اضافه الى وظائفها الفيزيائية الاخرى, تتمثل في قيام "المورثات" الخاصه بها بحفظ الحدث الكوني على شكل رموز وشيفرات من الموجات الطاقيه وتتفاعل مع اجزاء الكون المدرك على صور مختلفه, وهنالك طبقا لنظريه "الكينونه" انواع مختلفة من تلك "النواسخ" تبعا لنوعيتها الوظيفية.
(***) طبقا "للكينونه" فعند الموت وكسنه استنها الله سبحانه في خلقه, ترحل الروح النورانيه والنفس الطاقيه الخلق عن الجسد المادي الخلق والذي ما هو الا وعاء ووسيله تستخدمه النفس لممارسه فعلها في الوسط المادي في السماء الدنيا التي يغلب عليها الخلق المادي فيزيائيا, والنفس هي التي تمنح الحياه لهذا الوعاء لكونها الوسيط بين الروح وماده الجسد , فالجسد المادي لا يستطيع فيزيائيا الاتصال بالروح النورانيه مباشره دون وسيط طيفي الخلق وهو النفس المخلوقه على طبيعتين , الاولى : الطبيعه الموجيه التي تستطيع النفس من خلالها الاتصال بالروح النورانيه الخلق, والثانيه الطبيعه الماديه والتي تستطيع النفس من خلالها الاتصال بالجسد المادي الخلق.

تتوقع "الكينونه" ان كل نفس ذاقت موتتها الاولى ستعيش تلك الحياه (حياه البرزخ) والى يوم البعث, في اكوان (عوالم) قد تكون في السماء الدنيا أو في غير السماء الدنيا تتناسب مع الشكل الجديد للجسم الطيفي الذي تتكون منه هذه النفوس بعد فناء بدنها المادي بنزع النفس والروح من هذا البدن (الجسد) , ولهذا فان هذه الاكوان (العوالم) قد تختلف في طبيعتها الفيزيائيه عن السماء الدنيا لتكون صالحه لعيش هذه الحياه الطيفيه, ففي قوله سبحانه وتعالى" كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [البقره- ايه 28] , وخلافا للتفسيرات المختلفه لهذه الآيه الكريمه, ففي رأيي والله اعلم, ان الله عز وجل وبعد ان بدأ الايه الكريمه بتقريع الكافرين على كفرهم بقدرته سبحانه وتعالى, حيث بين لهم بعض من قدرته سبحانه بانهم كانوا عدماً ميتا, فأخرجهم إلى الوجود واحياهم عندما خلق سيدنا آدم عليه السلام من ماده الارض الميته, و بعد ذلك
اماتهم بموت نفوسهم كقوله سبحانه " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " [العنكبوت- ايه 57] , ثم احيا الله تلك النفوس على صوره طيفيه لفناء وعاءها المادي (الجسد) نتيجه لنزع النفس والروح منه لكي تعيش هذه النفس حياه البرزخ مع غيرها من النفوس التي سبقتها في الموت ولحين يوم الحساب, إما بنعيم نفسي لمن آمن وعمل صالحا, او بعذاب نفسي لمن كفر واسرف بحق نفسه, (ومثال ذلك فالنتخيل العذاب النفسي التي سيعيشه شخص ما ارتكب جرما يستوجب الاعدام وأعطي هذا الشخص فتره ما لتنفيذ حكم الاعدام به, فكل يوم يمر به هو عذاب نفسي له قبل ان يعدم, حيث تقوم خلاله ذاكره عقله بالمرور على احداث حياته حلوها ومرها متحسرا على ما ارتكب زياده في عذابه), وبعد تلك الحياه في البرزخ سيرجع الامر كله لله سبحانه وتعالى يوم القيامه والذي سماه الله سبحانه وتعالى بيوم " البعث " وبيوم " النشور" ويوم " الحساب " انه بعث ونشور وإحياء و رجوع الى الله سبحانه ليوفي كل نفس ما عملت فاما خلود في الجنه واما خلود في النار.
أن الدليل على حياه البرزخ ما جاء في قوله سبحانه وتعالى" قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ " [غافر- ايه 11] , حيث ان هذه الايه الكريمه توضح ان هنالك موتتان, الاولى موت الانسان ببدنه في السماء الدنيا (يموت الجسد المادي الوعاء للنفس عند انقضاء الاجل بنزع النفس والروح من هذا الجسد ), والثانيه موت النفس (***) بطيفها الذي عاش هذه الحياه الدنيا بنزع الروح منها بعد حساب القبر والصعود بها الى بارئها وهو الامر الذي بينه لنا الحديث الشريف : عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، : " وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ - كِتَابٌ مَّرْقُومٌ - يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ " [المطففين: 19-21]، فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى .(في يوم البعث والنشور) ".
كما تبين الآيه الكريمه ان هنالك إحيائان, الاول إحياء النفس بطيفها (مع توقف سجل عملها) عند حساب القبرحيث تعود الروح إلى النفس الميته في القبرِ (لا تعود للجسد المادي المتحلل) عندما يأتيها مُنكَر ونكير (وهما المَلَكَان المكلفان بحساب القبر) لحساب " نفس " هذا الميت وليس حساب جسده المادي او حساب " روحه "، كما افتى بذلك "ابن تيميه" قائلا: " ومذهب الصحابه والتابعين لهم باحسان وسائر سلف الامه وائمه السنه ان الروح عين قائمه بنفسها تفارق البدن وتنعم وتعذب وليست هى البدن ولا جزء من اجزائه".... وهذا القول لابن تيميه هو قول باطل والشواهد عليه كثيره, منها قوله سبحانه وتعالى " فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا " [التحريم - ايه 12], وكقوله جلت قدرته " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" [الحجر - ايه 29], حيث تشير هذه الايات الكريمات ان الروح فعل أثر يخص الله سبحانه وتعالى " مِنْ رُوحِي" , فكيف يعذب اثر من أثر الله جلت صفاته ؟!, فالنفس هي التي تعذب أو تنعم وهي التي سوف تحاسب كما اشار اليه عز وجل: " وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ " [ق - ايه 21] . فاقحام الروح بالجدل الفقهي من غيرعلم غير مقبول, لان الله عز وجل قد حسم الامر مسبقا بقوله سبحانه " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " [الاسراء - ايه 85]. أما الإحْياء الاخر فهو إحْياء النفس بطيفها (بعد حساب القبر) في البرزخ , كما جاء في الحديث الشريف : " عن أبي هريرة عند مسلم قال: " .... ويقول أهل السماء: نفس طيبة جاءت من قبل الأرض، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، فينطلق به إلى ربه عز وجل، ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل " اي انطلقوا بنفس هذا العبد (لان بدنه قد انتهى وتحلل) الى ان يحين اجلها (يوم البعث والنشور) في البرزخ وهو ما بينته ألآيه الكريمه بقوله عز وجل : " حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " [المؤمنون- ايه 99-100]
حياه البرزخ
" حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " [المؤمنون- ايه 99-100]
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " [المؤمنون- ايه 99-100]
نلاحظ في السياق القرآني ايضا, ان الله سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن الموت فانه يخاطب النفس ولا يخاطب الانسان او جسده أو روحه كقوله سبحانه " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " [العنكبوت- ايه 57] , وقوله جلت قدرته " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي " [الفجر- ايه 27] , وكقوله عز وجل " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الزمر - ايه 42] , فالموت يحدث للنفس والجسد ذلك الوعاء المادي يفنى بموت النفس أما الروح فهي من امره سبحانه وتعالى.
تنويه: تنوعت تقسيمات النفس وأنواعها بين الفلاسفة والمذاهب الفكرية والفلسفية والأديان، ومنها تقسيم القرآن الكريم للنفس إلى ثلاثة أنواع وهي النفس المطمئنة والنفس اللوامة والنفس الأمارة بالسوء، فالنفس المطمئنة هي النفس التي رضيت بما لحق بها من مصائب، فهي دائمة الشكر لله على كل شئ، فلا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول إلى الإجرام والخيانة على الرغم من ثقل وهول ما ألم بها، وهي النفس التي يحبها الله تعالي وهي التي تنال القبول بين الناس ويرتح الجميع إليها، ولا يمكن اكتسابها بسهول بل تحتاج إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل الوصول إليها، عن طريق تفعيل سر الله الذي وضعه في الإنسان وهي الروح. أما النفس اللوامة فهي النفس التي لا تمل من مداومة حساب صاحبها على ما فعله من مصائب وجرائم وغيرها، فتسطيع إرشاد صاحبها إلى الطريق القويم بعد ضلاله وبعده عنه. أما النفس الأمارة بالسوء فهي النفس الرديئة التي لا تهتم بالأخلاق أو المحرم المنهي عنه وهي التي توقع صاحبها في الرذائل والمصائب والبعد عن الله عز وجل.
مواضيع ذات صله
عندما يُقَدر الموت على الإنسان في الحياة الدّنيا بانتهاء اجله, عندها سَتَذوقُ نفسه طَعْمَ الْمَوْتِ كما جاء في قوله عز وجل: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون "[العنكبوت: 57], حيث تبين لنا هذه الايه الكريمه بقوله سبحانه: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ " ان النفس لا تموت هنا بل تذوق طعم هذا الموت عندما يقوم ملك الموت بأمر من الله عز وجل بنزع نفس هذا الانسان عن جسده وهذا هوالموت الاول لذلك الإنسان والذي قد انتهى أجله بتوقف عمله وذلك بانتهاء عمره المقدّر له ، ومعنى ذلك والله اعلم, ان "النفس" ستبقى حيه ومتصله بالروح والذي يموت ويفنى هو جسد ووعاء تلك النفس, وهذا ما يبين حقيقه عذاب القبر وحسابه الذي يتم بالنفس وليس بالجسد, لان النفس هي المتحكم بهذا الجسد فعلا وعملا وكما قلنا في الابواب السابقه فما الجسد الا وعاء تستخدمه النفس لكي تستطيع العيش في الوسط المادي للسماء الدنيا لكون هذه النفس مخلوق مختلط طيفي ومادي الصفات, فالروح تمنح الحياه للجسد الوعاء عن طريق النفس وبانتزاع النفس من هذا الجسد يموت هذا الجسد لانقطاع الروح عنه وتبقى نفسه حيه بارتباطها بالروح الى حين موتتها الثانيه وكما بينه لنا سبحانه وتعالى بقوله عز وجل: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا "
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com