top of page

من الاكاذيب الشائنه بحق اشرف الخلق سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله ما جاء على لسان من يدعون نفسهم باهل الكتاب من اتباع بولص واخص منهم اقباط مصر الذين اعماهم الحقد على الاسلام لخواء قلوبهم ولقناعتهم بان اناجيلهم ودينهم الذي يتبعوه مليئه بالتناقضات والاكاذيب, فلم يجدوا سوى التهجم على اشرف الخلق وتزوير الحقائق وقلبها ومنها حقيقه زواجه عليه السلام بإم المؤمنين " صفيّة بنت حيي " وتسويق تلك الاكاذيب عند اتباعهم لتقويه ايمانهم الذي عجزت اناجيلهم عن تثبيت هذا الايمان لديهم. 

 

فلقد جاء على لسان احد قساوستهم تحريفا للحقيقه مدغدغا مشاعر رعيه كنيسته من اتباع بولص: " كيف ستشعر هذه المرأة التي قُتل أبوها وأخوها وزوجها في الحرب على أيدي جيش محمد وهي ترى نفسها في آخر النهار على نفس السرير مع قاتلهم ؟ وأشير بذلك إلى صفيّة بنت حيي ! لا يمكن لربٍّ أن يقول بذلك أبداً " ... انتهى كلام هذا الكاذب الاشر.

 

للرد على هذا الحاقد الكاذب نقول: 

 

1.  أن القانون المتبع عند جميع الشعوب والحضارات في ذلك الزمن سواء عند العرب او البيزنطيين او الروم او الفرس وغيرهم ,  ان من ينتصر في الحروب تحق له الغنائم والسبايا والعبيد وهذه هي شريعه الحروب آن ذاك.

2.   ان العهد القديم الذي يؤمن به اتباع بولص قد احل ليس فقط السبي ولكن القتل بلا رحمه فلقد جاء في سفر التثنيه: " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح * فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك * وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها * وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف * وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك "  (التثنيه 20: 10-14) .

3.   ألم يقرأ هذا الكاذب تاريخ اتباع بولص الذميم في الاندلس من تنكيل وقتل وسبي وارتكاب المجازر بحق من لم يقاتلوهم من المسلمين والذين اعطوا العهود والامان من بابا ذلك الزمان, يقول المؤرخ لليورنتي (*) : " إستسلم أهل بربشتر للإفرنج وأعطاهم الصليبيون الأمان، فلما خرجوا نكث بهم وغدر وقتلوهم بلا رحمه, فيما يقدرعدد المنفيين من إسبانيا بمليون شخص "، فيما يرى المؤرخ الإسباني نافاريتي :  أن عددهم ثلاثة ملايين من المسلمين أو المتنصرين الذين ادّعوا النصرانية ولم تصدّقهم محاكم التفتيش. ولم تسلم قوافل الفارين والمنفيين إلى المغرب من مذابح تقشعر لهولها الجلود، ومن ذلكم ما ينقله غوستاف لوبون (**) في كتابه " تاريخ الحضاره " حيث ذكر أن الراهب بليدا أبدى ارتياحه لقتل مائة ألف مهاجر من قافلة مكوّنة من مائة وأربعين ألف مهاجر كانوا في طريقهم إلى المغرب فراراً بدينهم من تعسّف النصارى. [محاكم التفتيش (65-81)].

 

 

 

 

  

 

 

هذا نذر يسير مما فعله اتباع بولص بحقدهم وعدم وفائهم بالعهود, اما ما كان من حقيقه زواج سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام  بأم المؤمنين " صفيه بنت حيي " رضي الله عنها وارضاها فاننا نبينه فيما يلي:

 

1.  بعد ما وقع للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين، وبدوْا يكاشفونهم بالغدر والعداوة، ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين، و محمد  صابرًا متحملاً لأذاهم وجرأتهم، وخاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي قُتل فيها سبعون رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود، وقد تألم النبي  لهذه المأساة التي قُتل فيها سبعون من أصحابه تألمًا شديدًا.

لقد نقض اليهود العهد مع رسول الله عندما تآمر اليهود على قتل الرسول ، وقالوا:  " أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه؟ " فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم (احد احبارهم) : " لا تفعلوا، فوالله ليُخبرنّ (أي سيخبره الوحي) بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه " .

 

2.   وجاء " جبريل" عليه السلام بخبر يهود وما يخططون له,  فما لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعث " محمد بن مسلمة " إلى يهود بني النضير بعد ان خانوا العهد ليقول لهم  : «"اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه ". فلم يجد اليهود مناصًا من الخروج، فأقاموا أيامًا يتجهزون للرحيل والخروج من المدينة، غير أن رئيس المنافقين " عبد الله بن أبيّ بن سلول " بعث إليهم أن اثبتوا وتمنَّعوا ولا تخرجوا من دياركم؛ فإنَّ معي ألفي رجل يدخلون معكم حصونكم، يدافعون عنكم ويموتون دونكم. فصدّق  رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رئيس المنافقين، فبعثوا إلى محمد  يقولون له: " إنّا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك ".

 

3.  لما جاء الخبر لرسول الله كبّر وحمل على بني النضير وحاصرهم,  ولم يطل الحصار طويلاً، وإنما دام ست ليال فقط، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فانهزموا وتهيأوا للاستسلام وإلقاء السلاح، فأرسلوا إلى محمد  "نحن نخرج عن المدينة"، فوافق  على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم، وأنّ لهم ما حملت الإبل إلا السلاح، فوافقوا على ذلك. ولحقدهم وحسدهم قاموا بتخريب بيوتهم بأيديهم، ليحملوا معهم الأبواب والشبابيك والجذوع؛ حتى لا يأخذها المسلمون، ثم حملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير، وأسلم منهم رجلان فقط، وذهبت طائفة منهم إلى الشام.

 

4.    نتيجه لذلك ازداد غضب " حيى بن أخطب " زعيم بني النضير فانطلق إلى قريش ليلتقى أبا سفيان وقال له: جئتك لنستأصل محمدا فقال له أبو سفيان: أهذا الذي جاء بك؟ قال: نعم جئتك لأحالفك على حرب محمد. فقال أبو سفيان: مرحبا وأهلا.. كل من أعاننا على حرب محمد وعداوته فهو حبيب لنا. ودخل حيى وأبو سفيان وسادة قريش إلى الكعبة فرفعوا ستارها وألصقوا بطونهم على جدارها ليقسموا على التحالف وألا يخذل بعضهم بعضا حتى يتم القضاء على محمد . وأتجه حيى بن أخطب بعد ذلك إلى غطفان – ثاني قوة موجودة في الجزيرة بعد قريش – واتفق مع غطفان الأتفاق نفسه، ثم ذهب إلى قبائل أخرى، وهكذا جمع قبائل العرب، ورضى أن ينضوى تحت قيادة أبى سفيان قائد الجيش الموحد المتجه لحرب المسلمين. ذهب حيي بعد ذلك إلى كعب بن أسعد سيد بنو قريظة، وحرضه على قتال محمد. تسبب حيي بن اخطب في نقض العهد الذي أبرم بين النبي وبين يهود بنى قريظة والذي نص على الدفاع المشترك عن المدينة عند اعتداء اي عدو وذلك في غزوة الخندق ولما حكم الله في يهود بني قريظة بان تقتل رجالهم  (لخيانتهم العهد مع رسول الله)  وتسلب اموالهم وتسبى ذراريهم ومنهم السيده " صفيه بنت حيي " رضي الله عنها, وكان ابوها حيي في حصون بني قريظه يحرضهم ويقوى شوكتهم ويشحذ همهم فأمر رسول الله به فضربت عنقه .

 

5.     وقعت السيده صفية في سهم بعض المسلمين في غزوة خيبر فقال: أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله عليه الصلاة والسلام فعرضوا الأمر على الرسول فدعاها وخيرها بين أمرين: إما يعتقها ويتزوجها فتكون زوجة له أو أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها فاختارت- رضي الله عنها- أن يعتقها وتكون زوجة له . فأسلمت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمها رسول الله بعد أن أسلمت لجبر خاطرها في قتل أبيها وأخيها وزوجها وأنقذ شرفها من الأسر فقدمت إخلاصها وحبها لهذا النبي الأمين, فاوكل رسول الله صفيه إلى أم سليم تصنُعها له وتهيئُها وتعتد (تكمل العده) في بيتها ".

 

6.      لم يحصل من النبي صلى الله عليه وسلم جماع لصفية رضي الله عنها إلا بعد أن انقضت عدَّتها  طبقا لشرع الله, فلو تم ذلك دون انقضاء العده لكان محمد عليه الصلاه والسلام قد خالف شرع الله ونقض ما جاء به كتاب الله ولاصبح محمد في نظر الناس كاذبا والعياذه بالله, فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ عندما حَلَّتْ (اي انقضت عدتها) فَبَنَى بِهَا ... (اي دخل عليها) ". 

 

هذه هي الحقيقه التي ارادوا تزويرها وتحويرها بكذبهم المفضوح الذي ينم عن طبيعه خسيسه لا ترتهن لاخلاق ولا ترتهن الى ما اتى به السيد المسيح من مكارم الاخلاق والمحبه, انما ترتهن الى ما جاء به بولص مخترع المسيحيه من كذب ورياء والذي قال مفتخرا بكذبه " فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ "  (روميه 3: 7)

 

" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " (المائده: ايه 17)

" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (المائده: ايه 73)

(*) خوان أنطونيو لورنتي “Juan Antonio Llorente”، واحد من أهم المؤرخين الإسبان الذين شغلت محاكم التحقيق الإسبانية تفكيرهم في معظم سني عمره (1756-1823)., ضع قبل وفاته عام 1823 مؤلفاً ضخماً بعنوان Histoire critique de” “Inquisition d’Espagne ويتألف من أربعة أجزاء حول محاكم التحقيق الإسبانية، يُعتبر إلى اليوم مرجع مراجع تاريخ تلك المحاكم، وقد ترجم الكتاب إلى الإنجليزية والألمانية والهولندية والإيطالية، وجذب إهتمام الكثيرين من أوروبا. وصّل لورنتي إلى أن عدد الأندلسيين الذين قضت محاكم التحقيق بحرقهم كان 310912 أندلسياً وأندلسية، واستنتج أن عدد الأندلسيين الذين أوقعت بهم محاكم التحقيق عقوبات وغرامات مختلفة كان 271150 شخصاً فيما أحرقت محاكم التحقيق تماثيل رمزية لـ 7.659 أندلسياً تمكّنوا من الفرار خارج إسبانيا أو اختفوا داخل تلك البلاد الشاسعة.

(**)  غوستاف لوبون (7 مايو 1841 - 13 ديسمبر 1931) هو طبيب ومؤرخ فرنسي، عمل في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كتب في علم الآثار وعلم الانثروبولوجيا، وعني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: حضارة العرب وحضارات الهند و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس" و"سر تقدم الأمم" و"روح الاجتماع" الذي كان انجازه الأول. هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج معظم مؤرخي أوروبا، حيث اعتقد بوجود فضلٍ للحضارة الإسلامية على العالم الغربي.

زواج الرسول عليه السلام بأم المؤمنين صفيه بنت حيي 

رضي الله عنها

مواضيع ذات صله

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page