مقدمــــه: لم تحظى ارضا بالقدسيه والمكانه عند سائر الاديان مثل " فلسطين ", فلقد شرّفها الله تعالى وجعلها سبحانه ارضا مقدسه حضنت انبياءه ورسله من عهد ايراهيم ابو الانبياء عليه السلام ومرورا باسماعيل واسحاق ويعقوب وداوود وسليمان الى موسى وعيسى عليهما وعلى نبينا افضل السلام والتسليم, وبها المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وفيها بيت المقدس الذي بارك الله من حوله وهي مسرى الحبيب المصطفى ومنها كان عروجه الى السماء.
كانت ارض فلسطين تسمى " بارض كنعان " نسبه الى القبائل العربيه الكنعانيه التي هاجرت اليها من اليمن ومنها قبيله "يبوس" (*) وذلك في الالف الثالثه ق.م. (حوالي 3300 ق. م.) حيث قام احد ملوك اليبوسيين "ملكي صادق" (الملك صادق) ببناء عاصمه له أسماها أور "ساليم" (القدس) والتي قام النبي داوود بالاستيلاء عليها حوالي 1030 ق.م. وبنى فيها ابنه سليمان الهيكل وحولها الى عاصمه لدولته التي لم تتجاوز حدودها بعض من اجزاء وسط فلسطين حيث ان الكنعانيون وحلفائهم الفلسطينيون (**) (التي سميت الارض باسمهم لاحقا) استمروا بالسيطره على الساحل امتدادا من مدينه صور وحتى مدينه غزه.، ولهذا كانت هذه الارض المقدسه على مر تاريخها مسرحا لاحداث تاريخيه وصراعات مابين الدول العظمى في حينه كالفرس والفراعنه والاشوريين والبابلين والاغريق ومن ثم الرومان للسيطره عليها لموقعها الفريد بين الحضارات.
أن وجود اليهود من بني اسرائيل كدوله حكمت في اجزاء ضيقه من فلسطين لم يزد عن 420 سنه متقطعه الاوصال وليست مستمره انقسمت خلالها دولتهم الى دويلتين بعد موت سيدنا سليمان ناصبت احداهما العداء للاخرى , الاولى في الشمال وسميت بدوله اسرائيل ((في منطقه نابلس (شكيم الكنعانيه) وما جاورها )) والثانيه في الجنوب (( منطقه القدس (اورساليم الكنعانيه) وما جاورها)) و دُمِِر خلال هذه الفتره هيكلهم على يد الملك الكلداني نبوخذ نصر (***) سنه 587 ق.م، والذي قام حينها بسبيهم الى عاصمه ملكه بابل ولم تقم لدولدتهم قائمه بعدها على ارض فلسطين , وكانوا بعد ذلك وكغيرهم من الشعوب القاطنه ارض كنعان من الفلسطينيون و الكنعانيون والانباط يتبعون في حكمهم وولائهم للدوله الحاكمه والمسيطره على فلسطين , وبعد انتصار الفرس على البابليون والاستيلاء على اراضي امبراطوريه بابل بما فيها فلسطين قام الامبراطور الفارسي "أحشويرش" باعاده يهود السبي الى فلسطين حيث قاموا باعاده بناء الهيكل تحت سلطه الفرس حوالي 516 ق.م. , ومن ثم انتقلت تلك التبعيه الى الاغريق الذين انتصروا على الفرس ومن ثم انتهت تلك التبعيه الى الامبراطوريه الرومانيه التي ورثت الاغريق , وفي زمن الامبراطوريه الرومانيه ظهر المسيح عليه السلام مبشرا بالمسيحيه ومتنبأ بزوال الهيكل والذي تم فعلا سنه 70 ميلاديه على يدي الحاكم الروماني لفلسطين "تيطس" الذي قام اضافه الى تدمير الهيكل ونقل حجارته وتدميرها, بسبي اليهود بعيدا عن فلسطين في ارجاء الامبراطوريه الرومانيه, واستمر حكم الرومان ومن ثم البيزنطيون لفلسطين حتى جاء المسلمون وفتحوا القدس الشريف على يدي الخليفه العادل امير المؤمنين "عمر ابن الخطاب " سنه 637 للميلاد.
فلسطين ارض الرباط والجهاد
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الكهف: آيه 1]
" لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من عاداهم أو خذلهم وهم في رباط الى يوم الدين ،قالوا: اين هم يا رسول الله ، قال:في بيت المقدس واكناف بيت المقدس." (حديث حسن متفق عليه)
(*) اليبوسيون شعب سامي كنعاني نزح مع قبائل الكنعانيين من اليمن في شبة الجزيرة العربية إلى بلاد الشام في خلال الألف الثالث ق.م، (3300 ق.م.) واستقر اليبوسيون في منطقة القدس بينما سكن باقي قبائل الكنعانيون الساحل ولذا سميت هذه الارض بارض كنعان، وكان الكنعانيون يتكلمون العربيه القديمه (ألآراميه) ، وقد بنى اليبوسيون عاصمه لهم بقيادة ملكهم "ملكي صادق" وأسموها أور "ساليم" (القدس) وهو اسم إله السلام عند الكنعانيين، ثم حرفت لاحقا إلى "أورشالم" والتي تعني بالعبريه كما في الآراميه "مدينة السلام"، وقد كانت تسمى أيضا ب"يبوس" نسبة إلى اليبوسيين، وبعد مرور اكثر من 1800 عام من وجود الكنعانيون على ارض كنعان (فلسطين) استضافوا سيدنا ابراهيم واحتضنوه عند هروبه من بطش قومه ومنحه ملكهم ارض في الجنوب (قرب مدينه بئر السبع الحاليه) ليقيم عليها مع من جاء معه من قومه, وفي القرن الثاني عشر ق.م، دخل اليهود الاسرائيليون بقياده "يوشع" ارض كنعان التي كانت منقسمه ما بين الكنعانيون والقبائل الفلسطينيه التي كانت تحكم الساحل و "غزه" , وبعد حين استولى الإسرائيليون على مدينة أور سلام بقيادة نبي الله داود وطردوا اليبوسيون وحصنوا المدينة وشيدوا فيها الهيكل المزعوم، وبعد ذلك تشتت اليبوسيون في بلاد الشام ولم يرد لهم أي ذكر في التاريخ بعد ذلك.
(**) استوطن في الجزء الساحلي الجنوبي من أرض كنعان في القرن السادس عشر قبل الميلاد (حوالي 1630 ق.م.) وقبل اي وجود لبني اسرائيل في فلسطين بحوالي 400 سنه ، شعب أُطلق عليه اسم "الفلستينيون" أو "الفلستيّون" (مفرده فلستي من أرض فلستة)، وهم أبناء شعب قديم مذكور في التوراة (بالعبرية: פלשתים پلشتيم، بالأكدية: پالاستو) على أنهم من شعوب البحر التي قد تكون هاجرت من كريت واستقرت في جنوب فلسطين. وقد جاء ذكرهم أيضًا على إحدى الجداريات الفرعونية بوادى الملكات (الأقصر) والتي تعود لزمن الملكة حتشبسوت (1508-1458 ق.م.)، على أنهم حطوا برحالهم ساحل مريوط، فقام الفراعنة باجلائهم عن مصر فانقسموا لجماعتين، الجزء الأكبر حط رحالة بفلسطين التاريخية، أما الجزء الأصغر فتوجة غربًا مستقرًا بمدينة درنة الليبية وحولها. من المؤكد بأن الفلستينيين هم وراء تسمية المنطقة كلها فيما بعد باسم "فلسطين". حيث أطلق المؤرخ الإغريقي هيرودوت اسم "فلسطين السورية" (باللاتينية: Syria Palestinae) في كتبه في القرن السادس قبل الميلاد على عموم المنطقة الجنوبية الغربية من بلاد الشام. حيث أصبح هذا الاسم رسميًا في الإمبراطورية الرومانية في القرن الثاني للميلاد، وشاع في اللغات الأوروبية وفي اللغة العربية بصيغة "فلسطين". وعلى ما يبدو استعار هيرودوت هذا الاسم من اسم "پلشت" الذي أشار إلى الساحل الجنوبي ما بين يافا ووادي العريش، حيث وجدت المدن الفلستية.
لقد تم استخدام اسم فلسطين كاسم منطقة ذات حدود سياسية معينة قبل القرن الثاني للميلاد , وعندما ألغت سلطات الإمبراطورية الرومانية اسم "ولاية يهوذا" (باللاتينية: Provincia Iudaea) التي كانت تطلق على الحدود الجغرافيه لمدينه القدس ومحيطها إثر التمرد اليهودي عليهم عام 132، ضمتها الى ولاية فلسطين السورية (باللاتينية: Provincia Syria Palestinae) . حيث قسمت فلسطين الى مقاطعات: فلسطين الأولى، فلسطين الثانية، وفلسطين الثالثة. والتي أصبحت فلسطين تُسمى "جند فلسطين" في بداية عهد الخلافة الإسلامية، وكانت تتداخل حدودها مع "جند الأردن".
(**) نبوخذ نصر، وهو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل وقبل أن يصبح نبوخذ نصر ملكاً، قاد الكلدان إلى هزيمة الآشوريين مرة أخرى ألذين حظيوا بدعم الملك المصري نخاو الثاني وتمكن من هزيمة الفراعنة والآشوريين في معركة كركميش في عام 605 ق م، وبعد ذلك تمكن نبوخذ نصر من السيطرة على المناطق التي كانت محتلة من قبل الآشوريين ومنها سوريا وفينيقية، ولكن في نفس العام وفي شهر أغسطس توفي والد نبوخذ نصر الملك نبوبولاسر، فعاد نبوخذ نصر إلى بابل ملكا شرعيا عليها. ولقد مد نبوخذ نصر جيوشه إلى سوريا ويهوذا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد في أرض غزة الحالية، وهزم فيما يعرف بالحرب المصرية البابلية وذلك في عام 601 ق م مما منع البابليين من التوغل إلى مصر، ولم يقم نبوخذ نصر بتدمير المدن التي كان يدخلها وأكتفى فقط بفرض الجزية عليها، ولكن بعد هزيمه مصر وانسحابها من الأراضي السورية بدأت تحرض الممالك الكنعانية ضد سلطة بابل عليها، فكانت مدينة عسقلان أول المدن التي عصت في سنة 604 ق م، فقام نبوخذنصر بإحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها، ولم تقبل مملكة يهوذا أيضاً بدفع الجزية إلى بابل وقرر يهوياقيم ملك يهوذا العصيان على بابل، ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهويا كين في سنة 597 ق م ، إلا أن نبوخذ نصر لم يسقط مملكة يهوذا وأقام صدقيا ابن الملك يهوياقيم مكانه ملك على يهوذا، إلا أن اليهوذيين قرروا العصيان مرة أخرى وبقيادة صدقيا وبدعم من المصريين، فقام البابليون في البداية بهزيمة المصريين ألذين جاؤوا لمساعدة يهوذا، وبعدها إتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا ،فقام البابليون بحصارها لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذنصر من إختراق مدينة أورشليم وثم دخلوا إلى أورشليم وسبوا معظم سكانها ومنهم ملكهم صدقيا (ألذي نصبه نبوخذ نصر ملكاً) وأحرقوا هيكل سليمان، وبهذا أنهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا وذلك في عام587 ق م.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ... الحديث " وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم " , إن جهاد إخواننا في فلسطين المغتصبه هو جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، للدفاع عن مقدسات المسلمين ولرفع الظلم عن أنفسهم ولاسترداد أرضهم وأرض المسلمين، يحتسبون فيه فيما أصابهم من ألم أو هَمّ أو نصب، ولا أعلم اليوم جهاداً في سبيل الله هو أفضل من الجهاد معهم لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء.
قال الناصر لدين الله "صلاح الدين الايوبي" ردا على أخيه توران شاه عندما جاء له بنبأ يسره : " والله إني لأستحي من الله أن أبتسم وإخواني هناك يعذبون ويقتلون, فكيف أبتسم والأقصى أسير؟ " , هذا هو روح الجهاد في الاسلام وهذا هو فهم المسلم لقداسه ارض فلسطين ولشرف الجهاد فيها, وبانها الارض التي بارك الله فيها وهي الارض التي اسري اليها نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله مصداقا لقوله عز وجل: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الكهف:آيه 1] , فكيف نعترف لارذل خلقه سبحانه من اليهود بان يغتصبوها وتكون لهم على حساب شعب مسلم؟!!!.

في ايامنا هذه , ايام الفتن وفتاوي الضلال شُرِِّعَ قتل المسلم لاخيه المسلم باسم الجهاد والجهاد منهم براء , تركوا جهاد اليهود مغتصبي ارض الاسلام وتقاتلوا فيما بينهم مستندين الى فتاوي باطله وظالمه دمرت ارض الاسلام وهجرت ملايين المسلمين من السوريين والعراقيين وهم يعلمون أو لايعلمون هم ومن شَرّع لهم هذا القتل بفتاويه الضاله ان ما يقومون به هو الفساد والافساد في الارض, جزاءه عند الله عظيم كقوله عز وجل:" أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ".
فالجهاد الحق هو قتال مغتصب ارض الاسلام وليس موالاته ولاستعانه به كما يفعل بعضهم في سوريا والجهاد امر واضح قد بينه الله عز وجل جليا في كتابه الكريم بقوله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ " [الممتحنه: آيه 1], لقد تركتم عدو الله لتقاتلوا بعضكم البعض, وتخاذل العرب عن نصره اخوتهم في فلسطين , فلن يخذل الله شعبا مثل شعب فلسطين لانهم اخرجوا من ديارهم وظلموا ولانهم يقتلوا كل يوم في سبيل الله ودفاعا عن المسجد الاقصى: " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ " [آل عمران: آيه 195] , فهنيئا لكم يا شعب فلسطين وخذل الله من خذلكم ونصركم الله عز وجل.




شعب يستحق الحياه و الشهاده
ولا يخاف أحدا إلا الله سبحانه وتعالى
هؤلاء هم المجاهدون حقا...
نصركم الله
حصار غزه هاشم
غزه هاشم (*) اليوم تدافع مرابطه عن ثغور الاسلام وتعيش محاصره من عدو الله اليهود وللاسف تحاصر ايضا من قبل ولاه الامر لاخوه لهم في الاسلام جيران لهم, الذين برروا هذا الحصار بان سببه ان ولاه الامر في غزه يتآمرون عليهم ويساعدون المعارضين لهم وما الى ذلك من تبريرات بلا دليل مقنع, فان صح ذلك فما ذنب مليوني فلسطيني مسلم يعيشون على ارض غزه بان يحاصروا في قوتهم وطعامهم ومائهم ودوائهم وحياتهم ويموت منهم العشرات بسبب هذا الحصار ؟! اما قرأ من قام بهذا الحصار ما جاء بالحديث الشريف المنقول عَنْ أَنَسٍ ابن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الذي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ." , اعملتم بهذا الحديث الشريف, انصرتم اخوتكم في غزه سواء كانوا مظلومين ام ظالمين, ان هذه التبريرات باطله , فكيف تدمر مئات الانفاق التي هي شريان الحياه لشعب غزه المسلم اثناء عدوان اليهود على ابناء غزه وقبل زمن من تبريراتكم هذه؟ وهل اتفاق السلام مع اسرائيل يبيح ويبرر لكم اعانه عدو الاسلام على قتل الشعب الفلسطيني المسلم وحصاره , الم يقرأوا قول الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ " وبما جاء بقوله سبحانه: " لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ " [المجادله: آيه 22] , كان واجبكم الشرعي عون اخوتكم في فلسطين وفي غزه وتفريج كربتهم لا حصارهم وخذلانهم مصداقا للحديث الشريف الصحيح : عن أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " وكا جاء بالحديث الشريف : " الْمُسْلِم أَخُو الْمُسْلِم لَا يَظْلِمهُ وَلَا يَخْذُلهُ وَلَا يَحْقِره ".
لماذا حصار غزّة يا ترى؟ وما الذي يميز هذه المدينة حتى يصيبها هذا الويل؟.... في البداية .. وعندما نعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لا بد أن نسلط بعض الضوء عن السبب الاساس لهذا الحصار الظالم , وهو أنها لم تكن يوماً تحت سيطرة اليهود بل كانت على صراع دائم معهم في فترات حكمهم القصيرة على بعض اجزاء من ارض فلسطين, إذ كانت غزّة زعيمة المدن الفلسطينية الخمس (**) التي سكنها وحكمها الفلسطينيون هذا الشعب المقاتل القادم من البحر من جزر المتوسط وسواحله الشمالية.فغزّة لم تدخل يوماً في الحلم التوراتي... لا لليهود ولا للصهاينة... إنها مدينة فلسطينية كنعانيه بامتياز لم يدنسها اليهود يوماً ولم يقدروا عليها, بل كانت يوما عاصمة للفلسطينيين في التاريخ القديم.
لقد كانت غزه وعلى مر تاريخها البوابه التي تدافع عن مصر وتمنع الغزاه القادمين من الشرق الوصول الى مصر ومن هذه الغزوات التي سجلها لنا التاريخ قيام البابليين بغزو مصر فيما يعرف بالحرب المصرية البابلية وذلك في عام 601 ق م عند حدود مصر بالتحديد في أرض غزة الحالية، وهزم المصريون مع حلفائهم العماليق من اهل غزه البابليين ومنعوهم من التوغل في ارض مصر، دارت بقربها معارك متعددة بين المصريين والآشوريين، حيث تحالف أهلها مع المصريين دفاعا عن ارضهم وارض مصر, حتى جاء الملك سرجون، وتمكن من إخضاع غزه، وأسر ملكها حانون عام 720 ق.م، وقد سميت غزّة آنذاك باسم مارنا أو سيدنا، وظلت خاضعة للآشوريين حتى عام 609 ق.م، حيث أعادها الملك نيخو الثاني المصري إلى حظيرة المملكة المصرية بقوة السلاح.
أين أنت أيها الحارث لتنقذ غزّة
قرأت احدى المقالات المنشوره للكاتب (m.semaan ) التي كان لها وقع لدي وهي ذات مغزى يستحق النشر لما فيه تأكيد للروابط الاخويه والوحده ما بين شعب شرق الاردن وغربه على مر التاريخ, يقول المقال: في عام 96 ق. م فرض إسكندر جنايوس (اليهودي المكابي الحاكم بامر روما) حصاره على غزّة وشدد على أهلها الخناق فأصابهم ضيق لا يطاق وصلت أصداؤه إلى الحارث الثاني (إيروثيموس) ملك العرب الأنباط المقيم في البتراء عاصمه ملكه شرق الأردن فهب مسرعاً لنصرة أهل غزّة وفك الحصار عنهم.
هذه الصورة من ذاكرتي التاريخية لم تكن تفارقني عندما كنت أستمع وأرى على شاشات التلفزه مشاهد حصار أهلنا في غزّة، لكن أين أمثال الحارث اليوم؟... بل أين من هو من أمثاله جنوب القطاع في سيناء الحبيبة أو أرض الكنانة مقرّ ومستقر البطالمة والفراعنة، فاليوم هنالك من ينوب عن " اسكندر جنايوس " ويفعل فعله وللاسف الشديد انه من ارض الكنانه , فهو يحاصر اخوته اهل غزه كما فعل " اسكندر جانيوس" ويشدد الخناق عليهم بدلا عن فك الحصار عنهم ونصرتهم .
لقد حفزني الحصار والويل الحاصل في غزّة للبحث في تاريخ هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب سورية الطبيعية، ولولا مدينة العريش لقلنا إنها آخر مدينة كبيرة قبل الوصول إلى مصر أو قبل العبور من آسيا إلى أفريقيا إذ يقول أبو الفداء في فهرسه: (وغزّة: مدينة ٌ في أقصى الشام من ناحية مصر).... لمتابعه باقي المقال اليكم الرابط: " اين انت ايها الحارث لتنقذ غزه"
(*) مدينة غزة من أقدم مدن العالم، بناها العرب الكنعانيين قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد, اكتسبت أهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس عند ملتقى قارتي آسيا وإفريقيا، الذي منحها أهمية استراتيجية وعسكرية فائقة، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، بل والشام جميعها جنوباً. وكان لموقعها المتقدم دور عظيم في الدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي، وجعلها ميدان القتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديث، وهي: الفرعونية، والآشورية، والفارسية، واليونانية، والرومانية ثم الصليبية، وفي الحرب العالمية الأولى. أطلق عليها الفراعنة أيام "تحتمس الثالث" (1447-1501) قبل الميلاد "غزاتوه" وارتبط اسمها "بالكنز" الذي قيل بأن "قنبيز" قد دفنه أيام الفرس. وبقي اسمها "غزة" خالداً دون تغيير أو تبديل، وأطلق عليه العرب "غزة هاشم"، حيث دفن بها جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء إحدى رحلاته قبل الإسلام في نهاية القرن الخامس، وبداية القرن السادس الميلادي تقريباً. فلا غرابة والحالة هذه أن يطلق عليها "خليل الظاهري" لقب "دهليز الملك"، وأن يصفها "نابليون" بأنها بوابة آسيا ومدخل إفريقيا لتؤكد جميعها حساسية موقعها وأهميته.
(**) المدن الخمس التي استوطنها الفلسطينيون مع سكانها الكنعانيون في القرن السابع عشر ق. م. وقبل اي وجود لليهود على ارض فلسطين (كنعان) وقبل مجيء سيدنا ابراهيم ضيفا الى ارض كنعان بحوالي 600 سنه وهذه المدن هي : غزة – عسقلان – أشدود – عقرون – جتّ
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة فيما حوله إلا في المسجد الحرام ومسجدي هذا"
فهذا هو شعب فلسطين المؤمن المرابط
الجهاد في فلسطين واجب عين على كل مسلم
يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ " [الحج: آيه 40-39] , فالمسلمون في ديار الإسلام اليوم يعجبون من العرب كيف تغيروا ما بين عشية وضحاها، وجعلوا العدو صديقاً ووضعوا أيديهم في يد من قاتلهم وقتلهم وأخرجهم من ديارهم ديار الاسلام في فلسطين على يد من غضب الله عليهم، وموقف العرب هذا قد بينه لنا الله عز وجل بقوله في كتابه العزيز: " قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " [البقره: آيه 246] . متناسين قوله سبحانه في يهود الذين يتهافت عليهم العرب اليوم طالبين رضاهم وودهم على حساب شعب فلسطين المسلم : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ " , منكرين للفلسطيني حقه في الجهاد لتحرير ارض الاسلام, وهذا الانكار حمايه لوجود هذا الغاصب وتثبيتا لوجوده واغتصابه لارض الاسلام في فلسطين.
فقدر هذا الشعب المسلم في فلسطين هو ان شرفه الله لان يكون شعب مرابطا في سبيل الله مصداقا لقوله عليه الصلاه والسلام : " لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من عاداهم أو خذلهم وهم في رباط الى يوم الدين ،قالوا: اين هم يا رسول الله ، قال:في بيت المقدس واكناف بيت المقدس." (حديث حسن متفق عليه) وهم بذلك الرباط دفاعا عن ارض الاسلام قد استجابوا لامر الله وفهموه كما جاء في قوله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [ سورة آل عمران : 200 ] فقبلوا هذا التكليف الالهي قاصدين وجه الله تعالى صابرين على من آذاهم من اخوتهم , لا يضرهم من وقف في طريق جهادهم ورباطهم ولا يضرهم من خذلهم وتآمر عليهم, فهنيئا لكم يا اهل فلسطين يا من اصطفاكم ربكم لتكونوا اهل الرباط والجهاد وخذل الله من خذلكم وحالف بالسر والعلن ارذل خلق الله اليهود قتله الانبياء عليكم " فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ" .[محمد: آيه 35] , " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِين " [التوبه: آيه 14] صدق الله العظيم.


دوله داوود (اسرائيل) 1030 ق. م.
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظ ر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com