top of page

لقد اقتضت المشيئة الإلهية خلق السماوات والأرض بهدف تسخيرهما لاحقا للإنسان الخليفه من بني آدم كما بينه لنا الله عز وجل في محكم آياته: " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ" [لقمان: آيه 28]  وفي ما جاء في قوله سبحانه : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَار" [إبراهيم: آيه23]  وفي قوله عز وجل: " وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" [النحل: آيه12].

" أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ" [لقمان: آيه 28]  

تسخير ما في الكون لبني آدم

لقد فضل الله عز وجل هذا الانسان الخليفه من بني آدم على كثير من خلقه كما جاء في قوله سبحانه: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" [الأسراء: آيه 70]  وخلق له الله سبحانه وتعالى اقوات الأرض في اربعه أيام من أيام الله [انظر خلق السماوات والأرض] تطورا خلقا من بعد خلق حيث هيأ له ربه فيها نظامًا متكاملًا متوازنًا يعج بالحياة بكافة أنواعها حتى تكون جاهزة لاستقبال هذا الانسان الخليفة الذي خلقه الله تعالى بيده تشريفا وتكريما له [انظر خلق آدم عليه السلام] وبعد ان تهيئت الأرض لاستقباله ، ولذا فلقد سخر الله عز وجل لهذا الانسان الخليفة ما في الأرض جميعا لكي يكفل لهذا الإنسان أن يجد رزقة فيها إذا استوفى شرط الحصول على الرزق وهو السعي ومن ثم الشكر على ذلك الرزق المسخر نتيجةً لهذا السعي.

تكريم الله للإنسان

" الإسلام الذي هو قانون الله، نجده واضحًا في الطبيعة من حولنا؛ فبأمر الله وحده تسير الجبال والبحار والكواكب والنجوم وتهتدي في مساراتها؛ فهي خاضعة لأمر الله خالقها، وهكذا كل ذرة في هذا الكون ـ حتى الجماد منه ـ ولكن الإنسان مستثنى من هذه القاعدة؛ فقد منحه الله حرية الاختيار؛ فله أن يستسلم لأمر الله، أو يضع قانونه لنفسه ويسير على دينه الذي يرتضيه، وقد اختار ـ مع الأسف ـ الطريق الثاني في معظم الأحوال".

 

ديبورا بوتر

صحفية أمريكية

 لقد حرر الله عز وجل الإنسان من العبودية للأشياء والماديات؛ فجعل كل شيء في هذا الوجود وجميع ما في السماوات والأرض مذللًا للإنسان ومسخرًا له فضلًا وكرمًا من الله وحده؛ بغية تحقيق عمارة الأرض وتمام خلافته فيها، وبالأحرى كمال عبوديته فيها، والتسخير هنا بمعنيين: تسخيرللتعريف بالله وكرمه وفضله وجلاله، وتسخير بمعنى التكريم للإنسان ورفع لقدره عن الأشياء المسخرة له؛ قال تعالى:  " وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ " [الجاثية:آيه 13]

 

وبالرغم من تميّز خلق هذا الانسان إلا ان الكثير من البشر لم يقم بواجب الشكر لربه عز وجل وكما ينبغي له على هذا التميز وعلى هذا التفضيل, ولقد وصف الله سبحانه هؤلاء الكافرين بنعمته بقوله سبحانه: " وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ " [ابراهيم: آيه 34], ولقد خلق الله هذا الانسان ولحكمه ارادها سبحانه, ضعيفا كما جاء في قوله عز وجل: " يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا " [النساء: آيه 28], فهو ضعيفا امام شهواته وامام وسوسه شيطانه ووسوسه نفسه, وهو هلوعا في تكوينه ويعتريه الخوف والجزع امام المصائب لقله ايمانه بربه كما بينه لنا سبحانه بقوله: " إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا " [المعارج: آيه 19-21], " وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً " يستعجل النتائج متناسيا ان الله عز وجل وهو القادر على ان يقول للشيء كن فيكون قد علمنا ان كل شيء من خلقه سبحانه قد خلق تدرجا بعد مشيئته سبحانه  وبعد قوله عز وجل لذلك الشيء "كن" فكان كما اراده له الله تدرجا خلقا من بعد خلق.

وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

إن هذا الكون الفسيح وما فيه من مخلوقات ومعجزات وآيات مسخرات لهو أكبر شاهد على عِظم قدرة الله تعالى وكمال إبداعه، وإن دلَّت على شيء فإنما تدل على وحدانية الله وتفرده جلت صفاته عز وجل، وأنه لا رب سواه، ولا إله غيره اله واحدا احد ، قال تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ * وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ" [الروم: آيه 20- 26]

بعض من خلقه المسخر سبحانه اكثر حنانا وعطفا  على بني ادم من كثير من البشر 

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page