يقول الله سبحانه في كتابه العزيز" فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ " [الانعام : ايه 125] , يصف الله جلت قدرته الهدايه والضلاله بسعه الصدر للاولى وضيقه للثانيه, فالذي يريد الله سبحانه له الهدايه يشرح صدره للاسلام , ونلاحظ ان الله عز وجل قد اختص بهذا الامر الصدر دون باقي اجزاء الجسم لان الصدر هو وعاء القلب, والقلب كما قلنا في الفصول السابقه يحتوي على نظام عصبي معقد خاص به, مما يُمكّنه من التصرف بشكل مستقل ويُمكّنه من التعلّم والتذكّر والإحساس والتفاعل, حيث يحتوي النظام العصبي للقلب على حوالي 40000 خلية عصبية تشكل بما يسمى طبقا "للكينونه" ب "عقل القلب" أو "وجدان القلب", وللقلب نظامه الموجي الخاص به, حيث يولد القلب أقوى وأوسع حقل كهرومغناطيسي متوازن في الجسم وهو أقوى 500 مرة من حقل الدماغ الموجي, ويمكن التقاط اثره على بعد عدة أقدام من الجسم, وتتأثر قوه او ضعف الحقل الموجي للقلب بعوامل عديده منها عوامل ماديه كالمرض الجسدي بانواعه, ومنها عوامل نفسيه كالخوف والقلق والفرح والسكينه وما الى ذلك, وهذه العوامل تؤثر على القلب تأثيرا ايجابيا او سلبيا, فازدياد ضربات القلب نتيجه للخوف او القلق أو عدم اليقين ينتج عنه ازدياد في النشاط الموجي للقلب كتأثير سلبي ينتج عنه صدى موجي معاكس في فراغ الصدر يضغط على القلب الذي يستشعر ذلك الضغط ب "عقله" دون باقي محتويات الصدر كالرئه مثلا , وتوازن ضربات القلب في حدودها الطبيعيه نتيجه للصحه الجيده والسكينه والاطمئنان النفسي أو الروحي ينتج عنه توازن في النشاط الموجي للقلب كتأثير ايجابي ولا يسبب أي صدى منعكس داخل فراغ الصدر أو ضغط منعكس على القلب.
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الانعام : ايه 125]
(*) لاحظ الاعجاز القرآني بقوله عز وجل "كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ" والتي معناها اللغوي " كانما يَصْعَدُ متدرجا" ولم يقل سبحانه وتعالى "كانما يَصْعَدُ" والتي تعني الصعود العادي دون تدرج, وهي اشاره الى انه كلما ازدادت الحركه صعودا تزيد حاله الضيق نتيجه لزياده انخفاض الضغط الجوي والاكسجين. .
(**) من الحقائق العلميه ان الضغط الجوي والضغط الداخلي للجسم البشري يكونان في حاله توازن عند سطح الارض, وكلما ارتفع الانسان في الفضاء يقل تأثير الضغط الجوي على الجسم وبالتالي يزداد الضغط الداخلي للجسم البشري نتيجه لذلك مما يؤدي الى زياده كبيره في ضربات القلب والتي قد ينتج عنها انفجار الشرايين الدمويه وموت ذلك الانسان, والظاهره الغريبه هنا انه ونتيجه لازدياد الضغط الداخلي للجسم البشري فمن المفترض ان يزداد حجم الفراغ الصدري تبعا لذلك, ورغما عن زياده هذا الحجم فان الانسان يستمر في الشعور بالضيق كلما تصعد في السماء بدون ان يكيف ضغط جسمه ليتلائم مع الضغط الخارجي, وهذه الحقائق ترتب عليها اختراع ملابس خاصه لتكييف الضغط اضافه لاختراع الاجهزه اللازمه لتوفير الاكسجين للتنفس.
اثر التَصَّعَّدُ (*) في السماء
فقوله سبحانه وتعالى " فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ " يعكس حاله الطمئنينه وحاله التأثير الموجي الايجابي للقلب والذي قد لا يستشعرفيه القلب باي ضغط خارجي منعكس عليه نتيجه لعدم وجود انعكاس للصدى الموجي في حيز الصدر المغلق, لاستقرار نشاط القلب الموجي عند حدوده الطبيعيه, وفي قوله سبحانه وتعالى" وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء " يعكس حاله الضيق النفسي وحاله التأثير الموجي السلبي للقلب والذي قد يستشعرفيه القلب بالضغط الخارجي المؤثر عليه نتيجه لوجود انعكاس للصدى الموجي المرتفع للقلب في حيز الصدر المغلق, وهو ما اشار اليه سبحانه وتعالى بقوله " يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ", ولقد شبه الله سبحانه وتعالى هذه الحاله بامر معجز بقوله عز وجل " كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء " حيث انه وبعد اكثر من ثلاثة عشر قرناً ونصف من نزول القرآن الكريم, وبعدما تمكن الإنسان من الصعود الى السماء بالطيران تعرّف الى حقيقه مثبته أنه كلما أرتفع إلى الأعلى جوا قل الأوكسجين وقل الضغط الجوي الذي سيؤثر على توازن ضغط الجسم، مما يسبب له ضيقاً شديداً في الصدر وفي عملية التنفس (**) , فسبحان الله القائل" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ " [فصلت : ايه 53].

يرتدي رواد الفضاء الملابس الملائمه لتكييف ضغط الجسم مع الضغط الخارجي القريب من العدم
واختتمت هذه الآيه الكريمه بقوله سبحانه وتعالى " كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ " اي ان الله عز وجل عندما صيّر (بمعنى جعل) الكفر (الرجس في اللغه تأتي على معاني كثيره كالكفر أو الشيء القَذِر, او العمل السيء....وبحسب موقعها في النص القرآني ) على الذين لا يؤمنون, بان جعل صدورهم ضيقه حرجا نتيجه لهذا الكفر ونتيجه لانعدام السكينه واليقين.
" فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ " [الأنعام: ايه 125]
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com