(*) بعد مرور ذلك الجزء من الثانية الأولى من الانفجار العظيم, بدأ الكون يتشكل ويتطور طبقا لمعرفتنا في أطار فيزياء الطاقة العالية. وفي هذه المرحلة التي تكون فيها أول البروتونات، والإلكترونات والنيوترونات، وكونت هذه أنوية وذرات كان اولها ذرات عنصر الهيدرجين . وبتكون الهيدروجين المتعادل كهربيا ظهر إشعاع الخلفية الميكروي الكوني والذي نستطيع قياسه اليوم بأجهزتنا, وبعد تكون الهيدروجين، بدأ يتجمع مكونا نجوم ومجرات وكوازارات، وعناقيد من المجرات وعناقيد مجرات هائلة.
تولد النجوم من تجمعات غبارية وغازية في الفضاء تسمى السدم. وتوصف التجمعات الغازية الهائلة التي لم تتشكل بعد بأنها مفرخة أو مولدة للنجوم ، ويطلق عليها أيضاً "الحضانات" , لأنها حضانات للنجوم الوليدة. تتكاثف أجزاء من تلك الغمامة الهائلة تحت تأثير جاذبيتها ويؤدي ذلك إلى نشأة نجم أو عدة نجوم .
وتمر عملية ولادة نجم على مراحل : عملية يتكاثف خلالها جزء من الغيوم الجزيئية تحت فعل الجاذبية الذاتية وتتخذ شكلا كريا . وتظل تلك الكرة الهائلة من الغاز والغبار في الانكماش ويصاحب هذا الانكماش ارتفاع في درجة حرارة الغاز . يتكون الغاز في العادة من غازي الهيدروجين و الهيليوم وهما أخف العناصر . ويظل ارتفاع درجة حرارة الغاز بالانكماش فتتحول الذرات إلى أيونات وإلكترونات حرة ، وتسمى تلك الحالة البلازما. وتظل كرة البلازما تنكمش تحت فعل جاذبيتها (الجاذبية هي قوة جاذبية يختص بها كل جسم أو جسيم ) و يتزايد ارتفاع درجة حرارتها حتى تكون كافية لبدء تفاعل الهيدروجين المتأين لتكوين هيليوم . هذا التفاعل يسمى اندماج نووي و تنتج منه طاقة كبيرة كبيرة جدا ويبدأ النجم يضيء . حينئذ يصبح النجم نجما وتكون هذه هي ولادته .
(**) ما بين 3 دقائق و 20 دقيقة بعد الانفجار العظيم وأثناء مرحلة تكوّن الفوتونات, تنخفض درجة حرارة الكون بحيث يمكن للذرات أن تتكون. وتبدأ البروتونات تتحد مع النيوترونات بواسطة الاندماج النووي. ويتم حدوث ذلك خلال السبعة عشر دقيقة الاولى حيث تنخفض بعده درجة حرارة الكون بحيث لا يمكن للاندماج النووي أن يستمر. في ذلك الوقت تكون كتلة من الهيدروجين قد تكونت ، بنسبة ثلاثة أضعاف ما تكون من الهيليوم-4، مع وجود آثار بسيطة من أنوية العناصر الخفيفة مثل الليثيوم. (نظريه نشوء الكون: Einstein, Albert (2009), Relativity - The Special and General Theory ) وبعد تكون الهيدروجين، بدأ يتجمع مكونا نجوم ومجرات وكوازارات، وعناقيد من المجرات وعناقيد مجرات هائلة .
(***) تسمى هذه الخلايا بالبدائية النوى لأنها تحوي، إضافة إلى الهيولى (بلازما الخليه)، منطقة كثيفة ذات شكل غير منتظم، تسمى المنطقة النووية (نواه بدائيه)، إذ تفتقد هذه الخلايا لغشاء فاصل بين الهيولى والمنطقة النووية التي تحوي "الدنا" (أي المادة الوراثية)، وهو الفرق الرئيسي بين الخلايا البدائية النوى والخلايا الحقيقية النوى
(****) لقد أجريت تجارب عديده لمحاكاه تخليق تلك الاشكال العضويه مختبريا, وكان أهمها ما قام به العالم الاحيائي ميلر, عندما قام بتجربة تخليق تلك العضويات مع أخذه في الحسبان الأوضاع والظروف الطبيعة والمناخية السائدة وقتها, حيث أدت هذه التجربة الى إنتاج مركبات عضوية وأحماض أمينية ولكنه فشل في إنتاج خلايا أو أي نشاط بيولوجي لتلك المركبات (أي ان ميلر قد انتج ماده ميته بلا حياه), وللان لم يتم التعرف على مصدر أول خلية من بدائيات النوى على الارض.
(1) في اعتقادي والله سبحانه اعلم, ان الملائكه المقربون هم اول من خلق بعد خلق العرش وقبل خلق السموات والارض وتم خلقهم من اثر نوره سبحانه وتعالى : " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ " , اما باقي انواع الملائكه ففي اعتقادي والله اعلم انهم خلقوا من النور المخلوق تدرجا مع خلق السموات والارض.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فتقناهما ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" [الانبياء- ايه 30 ]. هذه الآية الكريمه من كتاب الله عز وجل, واحده من الآيات التي وقفت عندها خاشعا متعبدا بكل حرف فيها وهي احدى الآيات التي اعطتني زخما والهمتني بتوفيق من الله عز وجل الى صياغه نظريتي المتواضعة " الكينونه " عن اصل الكون.
بتوفيق من الله سبحانه فلقد قمت مجتهدا بتفسير هذه الآية الكريمه تفسيرا علميا بعيدا عن اسلوب التفسير النمطي المباشر للنص, مستعينا بمصادر عده من كتاب الله وسنه عبده ورسوله وخاتم انبياءه سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه وعلى آله الصلاه والسلام اضافه الى العديد من المراجع العلميه ذات الصلة.
نلاحظ ان الله سبحانه وتعالى قد قرن الماء في قوله تعالى ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ ﴾ بخلق السماوات والارض كما قرنها سبحانه وتعالى بالحياة, الحياه بمفهومها الشامل والتي لا تختص بالأحياء من بشر وحيوان وكائنات اخرى فقط بل تشتمل على جميع ما في الكون المرئي والغير مرئي من ماده وخلق, وما الحياه والموت الا نتاج من نتائج خلق هذا الكون بمجمله وبما فيه وطبقا لما إستنّه الله لهذا الخلق قبل خلقه في كتاب الله عز وجل " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " . [الملك: ايه 1,2]
اما عنصر الاوكسجين المكون الثاني لجزيء الماء وهو عنصر هام اساسي لاستمرار الحياه والتفاعل لدى المخلوقات بمجملها (سواء كانت احياء او جماد) لأنه المسئول عن امداد الاحياء بالطاقة والتمثيل الغذائي للخلايا عند الاحياء, وهو العنصر المؤكسد الهام لعناصر الماده ، ولا يوجد عنصر أعلى منه في السلبية الكهربية سوى الفلور, وهو ثاني أكبر مكون للغلاف الجوي (20.947 % بالحجم) ويدخل في طبقة الاوزون, فلولا الاكسجين لما كان هنالك استمراريه للحياه عند الاحياء المختلفه.
ومفهوم قوله تعالى ﴿ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ ﴾ لا يقتصر فقط على اشكال وصور الحياه المتداوله بمفهوم الاحياء المرئيه والغير مرئيه كالبشر والجن والحيوانات والنباتات والاحياء الدقيقة المجهريه ... وما الى ذلك مما نعلمه او لا نعلمه من خلقه سبحانه وتعالى, فكل شيء خلق في هذا الكون ما هو الا كائن حي بصوره او بأخرى, حيث أن كل ما في الكون وبدأً بالجسيمات الاوليه ( لبنات الذره ) ومرورا بالذرة وانتهاء بالنجوم والكواكب والمجرات ومجمل ما في الكون من خلق, ما هي الا احياء تخضع لقوانين الولادة والشباب والشيخوخة والموت [ كلّ شيء هالكٌ الاّ وَجْهَه ] وطبقا لقانون الحياه الذي سنّه الله تعالى في خلقه, فانظر الى قوله تعالى " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " [الاسراء- ايه 44 ]. والى قوله سبحانه: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " [النور- ايه 41].فالتسبيح هنا يأخذ صور مختلفة طبقا لنوعيه المخلوق فالبشر ينطقون التسبيح كلاما تُردّد صداه كل خليه في اجسادهم, والكواكب والنجوم والمجرات تسبح خالقها بانتظام سلوكها الفيزيائي الذي خلقها الله عليه كالدوران والحركة والتعاقب وتوليد الطاقه والاتزان وما الى ذلك , انها حياه تعظم خالقها في كل ذره ونبضه حياه فيها.
فاقتران لفظه الماء بكل شيء حي لهو ابلغ تعبير موجز وشامل عن استظهار حقيقه وآليات خلق السموات والارض وبمن فيهن, فالله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه الآية الكريمه بقوله عز وجل " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتقْناهُمَا ۖ " ثم قرنها بقوله سبحانه " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ " ليدلنا و يرشدنا سبحانه وتعالى الى سر احد أهم العناصر المؤسسه للكون والموجودة في الماء وهو عنصر الهيدروجين (**) والذي بدونه ما كان من الممكن ان يتم نشؤ هذا الكون برمته شاملا لمختلف انواع الحياه فيه, لان الهيدرجين هو العنصر الاساس التي تولدت منه السدم (الدخان) وهو وقود الاندماج النووي اثناء خلق ونشوء المجرات والنجوم وهو مصدر الطاقه في هذا الكون المخلوق, اضافه الى انه اساس تخليق جميع عناصرالماده الموجودة بالكون المدرك (105 عنصر مثل: الهيليوم , الاوكسجين, الكربون, النيتروجين ... الحديد...اليورانيوم ...الخ ) سواء كان ذلك بتأثير مباشر ام غير مباشر ونتيجه للاندماج النووي للعناصر المُخَلّقه بدأ من عنصر "الهيدرجين" , اضافه الى ان الماء نفسه بخصائصه الفيزيائيه والكيمائية الفريده يشكل اساس الحياه للخلق عموما .
لقد تدرج الخلق المادي والطاقي كالسماوات والمجرات والطاقه والاشعاع وما الى ذلك في فتره يومين من الايام عند الله كقوله سبحانه " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ... " وعند انتهاء الخلق المادي للارض كجزأ من السماوات واستقرارها بخلق الرواسي من فوقها (السماء وبما فيها من مجرات ونجوم وكواكب...الخ) , بدأت عمليه تدرج خلق اقوات الارض (في اربعه ايام عند الله ) وكما قدرها الله سبحانه وتبعا لمشيئته , حيث بدأ هذا الخلق من "الماء" مصداقا لقوله عز وجل: " وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (النور: آيه 45) وفي الماء بدأ هذا الخلق من ابسط الكائنات (بدائيات النوى) ومرورا بالفطريات والكائنات المجهريه والاحياء المائيه والنباتات والزواحف والثديات .... وانتهاء بخلق الانسان العاقل خلقا من بعد خلق وعلى مدى ملايين السنين, خلافا لخلق سيدنا آدم الذي خلقه الله عز وجل بيديه امتدادا لما انتهى اليه خلق "الانسان العاقل" من طين الارض الذي كان يحمل الاثر الجيني لهذا الانسان, مصداقا للحديث الشريف المعجز بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع تراب الأرض حيث ارسل الله سبحانه و تعالى جبريل عليه السلام ليقبض قبضه من كل تراب الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض, جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب " , للمزيد اقرأ " خلق آدم عليه السلام " .
فلولا وجود الماء بخصائصه الفيزيائيه الفريده كبيئه حاضنه لما اتحدث مجموعه من العناصر المذابه فيه عند ظروف معينه عندما ابتدأت المياه على الارض بالتبرد مما جعلها صالحه لاحتضان وانبات اول بذره من اشكال الحياه العضوية المخلوقه على الارض والمُكَوَنه من تركيبات بروتينية أساسية وبدائية (احماض امينيه بسيطه) والتي تطورت وعلى مدى ملايين السنين لتأخذ شكل خليه بدائيه سميت ب "بدائيات النوى", ورغم بساطه تركيب هذه الخلايا (***) الى انها تمتلك شبه نواه معقده تحمل الحمض النووي الذي يحتوي على التعليمات الجينية (الشيفرات) التي تُقدِّر لهذه الخلايا تطورها البيولوجي ونوع هذا التطور وكيفيته, كما أنه يحتوي على التعليمات الوراثية اللازمة لأداء الوظائف الحيوية وتطورّها عند هذه الكائنات الحية والتي ستساعدها على البقاء والتطورالى اصناف أخرى من الكائنات الحيه تبعا للمشيئه الالهيه وتبعا لما الهمها به الله سبحانه وتعالى عند نفخ الروح فيها لان تتطور الى كذا ومن ثم الى خلق آخر " ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [العنكبوت: آيه 20] فهي نشأه اخرى تلي كل تطور.
ان هذه الخلايا قد خلقت على مراحل واطوارفي الارض (****) ومن ماده وماء الارض" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" الذي يؤلف اضافه الى العناصر المذابه فيه المصدر الاساسي لهذا الخلق والمتمثله اضافه الى عنصري الهيدرجين والاكسجين المكونان للماء, الكربون (ثاني واول اكسيد الكربون), وعنصر النيتروجين اضافه الى عناصر ثانويه أخرى مذابه بهذا الماء, والتي أدت بمجموعها الى نشوء ابسط انواع الاحماض الامينيه قبل ان تنفخ الروح فيها وقبل ان تقدّر لها وظيفتها (التعليمات الجينيه) طبقا لمشيئه الله سبحانه وتعالى وتقديره.
وجعلنا من الماء كل شيء حي
فكما نعلم فان جزيء الماء يتألف من عنصرين هما: "الهيدروجين H₂" و"الاوكسجين O₂" ومعادلته الكيمائية "H₂O" اي ان جزيء الماء يتكون من ذرتي هيدرجين وذره واحده من الاوكسجين (يتكوّن الأكسجين في قلب النجوم - مثل الشمس - في أجواء ذات درجة حرارة وضغط مرتفعان من عنصر الهيليوم الذي نتج عن الاندماج النووي للهيدرجين) , ولما كان الهيدرجين اول العناصر المخلوقة نتيجه لحدث الانفجار العظيم وهو العنصر الاكثر انتشارا في الكون المرئي حيث يُشكّل الهيدروجين الذري نحو 75% من كتلة العناصر في الكون الحالي وكان يشكل حوالي 45% من عناصر الماده في الكون البدئي (بعد 3 دقائق من حدث الانفجار العظيم بحسب نسبيه اينشتاين) . فلولا وجود عنصر الهيدرجين لما نشأت عناصر الماده الاخرى ولما نشأ الكون بمجمله ولما كانت هنالك ايه حياه (*) لان عنصر الهيدرجين هو سبب وجود وتخليق جميع عناصر الماده المكتشفة وذلك بتأثير مباشر ام غير مباشر سواء الثقيل منها او الخفيف والتي نتجت عن الاندماج النووي لعنصر الهيدرجين ونتائجه خلال حقبه نشوء الكون .
ففي اتحاد كلا من عنصري الهيدرجين والاكسجين طبقا لمعايير دقيقه وقوانين وظروف فيزيائيه مكتسبه عند خلق كلا منهما تكٌون الماء بالصوره والخصائص الفيزيائيه التي نعرفها ولم يتكُون شيء آخرطبقا لما استنه الخالق سبحانه وتعالى للماده التي بدأ عندها خلق الكون بعمليتي " الرتق " و " الفتق " واللتان حدثتا قبل خلق الزمن في لحظه ملامسه لحدث الانفجار العظيم والذي عنده بدأ التدرج في خلق الكون وبما فيه, فلقد اكتسب الماء خصائصه امتدادا لخصائص مكوناته ( عنصري الهيدرجين والاكسجين ) واللتي اكتسبت بدورها خصائصها وآليات عملها من الشيفرات والرموز الموحاه للماده الاولى " الباديء " من الله عز وجل والتي بدأ عندها تدرج الخلق في الكون كله.

" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فتقناهما ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ ٍ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فتقناهما ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" [الانبياء- ايه 30 ]
وجعلنا من الماء كل شيء حي* افلا يؤمنون
تعقيب: ردا على احد الاستفسارات من احد الاخوه الذي جاء فيه : " ان الملائكه كمخلوقات لم تخلق من الماء وهي كما هو معلوم مخلوقه من النور (اثر الضوء) فمعنى ذلك ان ما جاء بالايه الكريمه : " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " هو غير صحيح .... انتهى كلام الاخ المتسائل" , اقول وبالله المستعان : كما بينت لك يا اخي سابقا ان عنصر الهيدرجين (احد مكونات الماء) كان اول العناصر المخلوقه للماده في الكون وكان ذلك بالتزامن مع تخليق الاليكترونات والتي ظهرت نتيجه لفناء معظم الليبتونات ونقيض الليبتونات عند نهاية مرحلة الليبتونات , حيث لعب عنصر الهيدرجين الدور الاساس في تخليق " الفوتونات " (جسيمات الضوء) وتمايزها, فعندما بدأ تكون ذرات الهيدروجين والهيليوم استمرت كثافة الكون في الانخفاض بسبب التمدد. ويعتقد حدوث ذلك خلال الفترة 240.000 و 310.000 سنة بعد الانفجار العظيم عندما كانت أنوية الذرات عارية من إلكتروناتها، وعندما انخفضت درجة حرارة الكون التقطت تلك الأنوية الإلكترونات الهائمه في بلازما الهيدرجين لكي تصبح تلك الذرات ذرات متعادلة كهربائيا (*) . وتم ذلك سريعا وخاصة بالنسية للهيدروجين والهيليوم. مما ادى الى انطلاق الفوتونات واصبحت حرة الحركه في الكون ,عندها اصبح الكون شفافا (نتيجه تمايز الفوتونات كجسيمات ضوء) . وتلك الفوتونات التي انبعثت من ذرات الهيدرجين بعد حدوث ارتباط أنويتها بالإلكترونات إنما تشكل ما نراه اليوم من إشعاع الخلفية الميكروني الكوني. بالتالي فلولا الهيدرجين كاحد عناصر الماء لما تمايزت الفوتونات وتخلقت كجسيمات ضوء, وبخلق الضوء خلقت بعض انواع الملائكه (1) (الملأ الاعلى) من اثر هذا الضوء (النور)
وما ينطبق على خلق الملائكه ينطبق على خلق الجان فنرى في قوله سبحانه وتعالى: " والجآن خلقناه مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السموم " (الحجر: آيه 27) وكما جاء في قوله عز وجل: " وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ " (الرحمن: آيه 15) حيث تشير هذه الآيات الكريمه بان الجان قد خلقت من نار السموم ( معنى السموم: الريحُ الحارّةُ الملتهبه) و(معنى المارج: اللهب او النار الملتهبه) اي ان الجان قد خلقت من اثر النار (لهيبها), فلولا الهيدروجين ايضا كعنصر من عناصر الماء لما تم تخليق نار السموم او تخليق النار ولهيبها في قلب السدم والنجوم والمستعرات والتي تخلقت جميعها نتيجه الاندماج النووي لعنصر الهيدرجين كما بينا سابقا.
وعليه فلولا الهيدرجين لما تخلقت "نار السموم" أو "المارج من نار" والتي خلق منهما الجان .... وبذلك فان الايه الكريمه بقوله سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " تعبر تعبيرا معجزا عن ان كل شيء قد خلق من الماء سواء بمفهوم الماء كمركّب ووسط بدأ فيه ومنه خلق " اقوات الارض " او من مكونات وعناصر الماء (الهيدرجين او الاكسجين), والمشكل هنا لدى المفسرون هو عدم تدبر القرآن الكريم تدبرا صحيحا : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " فاغلب المفسرون اثابهم الله يأخذ النص القرآني ويفسّره كما هو دون التدبّر فيه ودون النظر الى ماقبل او بعد النص القرآني المراد تفسيره وفهم العلاقه بينهما اضافه لاسباب نزول هذا النص وما الى ذلك من امور قد تساعده في تفسيره بعيدا عن الانماط الرتيبه للتفسير.
ملاحظه: ان عمليتي " الرتق " و " الفتق " كانتا حاضرتان في الاحداث الكونيه لما قبل وما بعد حدث " الانفجار العظيم ", فعمليه اكتساب ذرات الهيدرجين للاليكترونات تعتبر عمليه "رتق" لذره الهيدرجين (اضافه اليكترون) لكي تصبح متعادله كهربائيا , وعمليه انطلاق الفوتونات من الذرات الغير متعادله كهربيا هي عمليه " فتق " لتلك الذرات لخسارتها تلك الفوتونات عند تحولها الى ذرات متعادله كهربيا, فالرتق والفتق ظاهرتان ابتدئتا لحظيا قبل الانفجار العظيم وسوف يستمر فعلهما في الكون المخلوق لما بعد الانفجار العظيم شاملا لجميع الاحداث فيه.
تتنبأ " الكينونه" انه من الضّروري لنشأة الحياة أن تتوفر المواد السائلة فلو كانت قوانين الكون تسمح بوجود الحالة الصلبة والغازية للمادة دون الحالة السائلة لما نشأت الحياة أبدا، لأنّ الذّرات في الحالة الصّلبة تكون متراصه وقريبة من بعضها البعض جدا و تكاد لا تتحرك ولا توفر الوسط الملائم لحركة الجزيئات ضمن الفعاليات الحيوية والفيزيائيه للكائن الحي أو للماده، أمّا الغازات فتتميز ذراتها بحرية حركة زائده وذات خاصية متطايرة , وفي وسط كهذا (عدم خلق فيزيائيه للسوائل) لا يمكن أن تتحقّق أيّ من الفعاليات الحيوية المعقدة للكائن الحي أو أن تتحقق التفاعلات الفيزيائيه عند الماده. وبإيجاز : " ينبغي توفر وسط سائل كي تجري فيه كافة مظاهر الحياة التي يمارسها الكائن الحي "، ويعتبر الماء هو السائل المثالي بل هو السائل الوحيد من بين السوائل الاخرى الذي يمتلك خصائص ملائمة بدرجة مدهشة لاستمرار الحياة بكافة مظاهرها. وقد لفتت هذه الحقيقة انتباه العلماء منذ القدم، والدليل على ذلك تميز الماء ببعض الخواص التي تتعارض مع قوانين الطبيعة مثل بعض خواصه الحرارية. فالمعروف أن المواد تتقلص كلما انخفضت درجة حرارتها، فاغلب السّوائل خلافا للماء عندما تنخفض درجة حرارتها يتقلص حجمها، وكلما قل الحجم كلما ازدادت الكثافة أي تصبح الأجزاء الباردة أثقل وزنا، ولهذا السبب تكون السوائل أثقل عندما تتحول إلى الحالة الصلبة ولكن الماء يشذ عن هذه القاعدة، فالماء يتقلص حجما كغيره من السوائل حتى + 4 درجة مئوية ولكن بعد هذه الدرجة يبدأ حجمه بالازدياد (تقل كثافته) ، وعند تجمّده يستمر زيادة في الحجم، ولهذا السبب يكون الثلج أخف وزنا من الماء، ولهذا السبب أيضا يطفو الثلج على سطح الماء بدلا من الغوص إلى الأسفل مشكلا طبقه عازله كظاهره شاذه عن قوانين الفيزياء.
وخاصية الماء هذه تعتبر ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى المسطحات المائية الموجودة على كوكبنا، ولو لم توجد هذه الخاصية, " أي لو لم يطف الثلج على سطح الماء لتحولت معظم البحار والمحيطات إلى جليد ولما استمرت الحياة فيها ". ودعونا نوضح تفاصيل هذه الظاهرة، فالمعروف أن هناك مناطقا في كوكبنا الأرض تنخفض فيها درجة الحرارة شتاءا إلى مادون الصفر، وهذه البرودة لابد لها أن تؤثر على البحار والبحيرات، فهذه المسطحات المائية تنخفض درجة حرارتها شيئا فشيئا، والطبقات الخارجية الباردة تنزل إلى الأسفل لتحل محلها الطبقات السفلية الأكثر دفئا والأخيرة بتماسّها مع الهواء تنخفض درجة حرارتها وتنزل إلى الأسفل هي الأخرى، ولكن هذا التوازن الحراري يبدي شذوذا عندما تصل درجة الحرارة حتى 4 درجة مئوية، فعند كل درجة انخفاض يتمدّد الماء ويقلّ وزنا، وهكذا تبقى الطبقة التي درجة حرارتها 4درجة مئوية في الأسفل، وفوقها الطبقة التي درجة حرارتها 3 درجة مئوية وفوقها الطبقة التي درجة حرارتها 2 درجة مئوية وهكذا حتى نصل إلى السطح الخارجي الذي يتجمد لانخفاض درجة حرارته حتى الصفر المئوي، والذي يتجمد السطح الخارجي فقط، أما الطبقات التي تحته والتي تكون درجة حرارتها 4 درجة مئوية فتعتبر كافية لعيش الأسماك والكائنات الحية المائية.
وهنا قد نتسائل: ماذا لولم يحدث هذا الأمر؟ أي لو سلك الماء سلوكا عاديا كغيره من السوائل من ناحية ازدياد الكثافة كلما ازداد انخفاض الحرارة وغطس الثلج في ماء البحيرات والمحيطات , فماذا كان سيحدث يا ترى ؟ . في هذه الحالة كان التجمّد سيبدأ من الأسفل في كافة البحار والمحيطات والبحيرات، وكان سيستمر نحو الأعلى لعدم وجود طبقة ثلج عازلة لما تحتها، وهكذا ستصبح البحار والمحيطات كتل ثلجية واحده ضخمة، وكان سيبقى قليل من الماء السائل فوق الثلج وحتى لو ارتفعت درجة الحرارة الخارجيه فإن طبقات الثلج السلفية سوف لا تتأثر بهذا الارتفاع. وعالم مثل هذا لا يمكن أن تعيش فيه الكائنات الحية، وبالتالي لا يمكن للكائنات البرية أن تعيش في بيئة قسمها المائي متجمد تماما، وملخص القول: " أن كوكبنا كان سيصبح عالما ميّتا لو سلك الماء سلوكا عاديا كباقي السوائل " . ولكن لماذا يسلك الماء هذا السّلوك الشاذ بعد انخفاض درجة حرارته حتى 4 درجة مئوية وبعد تقلصه المنتظم ؟ إنّ هذا السّؤال لم يستطع أحد الإجابة عليه . فسبحان الله القائل في محكم آياته: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [سورة فصلت: الآية 53]
إنّ خواصّ الماء الحرارية لها فوائد جمّة بالنسبة إلى الإنسان وباقي المخلوقات من حيوان ونبات، فالفرق بين الحرارة في الليل عنها في النهار أو الفرق بين الحرارة في الشتاء عنها في الصيف يكون دائما في الحدود التي يتحملها أو يطيقها الجسم البشري وكذلك أجسام باقي الكائنات الحية. ولو كانت نسبة الماء إلى اليابسة في كوكب الأرض أقل مما هي عليه لكان الفرق الحراري بين الليل والنهار كبيرا جدّا ولتحولت أجزاء كبيرة من اليابسة إلى صحاري قاحلة و لاستحال وجود الحياة أو أصبحت صعبة للغاية في حالة وجودها. فلو كانت خواصّ الماء الحرارية مختلفة عمّا هي عليه لتحوّلت الأرض إلى كوكب غير ملائم لنشأة الحياة عليه., اضافه الى ان الماء كمركب فريد يعمل على حفظ التوازن الحراري وضبطه لكوكب الأرض .و يقوم بتنظيم حرارة جسم الكائنات الحية بأحسن صورة ممكنة .ويسيطر على التحولات المناخية على كوكبنا.
االخلاصه: ان الماء هو اساس الحياه مصداقا لقوله تعالى: " ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [سورة الأنبياء الآية: 30] وهو سبب استمرارها وبقائها فبخاصيه " الشد السطحي " للماء مثلا و خلافا عن باقي السوائل يستطيع النبات عن طريق جذوره والقنوات الدّقيقة الموجودة فيها ان يصعد بالماء والغذاء المذاب فيه الى علو قد يصل الى 60 مترا أو اكثر مستفيدا من خاصيه القوة العالية للشّد السّطحي للماء، ولو كان الشد السطحي للماء كمثيلاته من باقي السوائل لاستحال على النباتات بجميع انواعه العيش على اليابسة، وهذا يعني استحالة وجود الإنسان في وسط خال من النباتات. اي بدون الماء لا توجد حياه, اضافه الى ان الماء يعتبر عاملا رئيسيا في حدوث معظم التفاعلات الكيمائيّة والفيزيائيه على الارض، سواء كان ذلك في الطبيعه او في التطبيقات المخبريه, فالماء بتركيبته وخواصه الفريده يتميز بانسيابيه مثاليه خلافا على ما هي عليه الحال عند السوائل الاخرى, فلو كانت انسيابيه الماء (سيوله) أكبر مما هي عليه لفقد ميزة كونه المادة الأساسية للحياة، فمثلا لو كانت انسيابيته بقدر انسيابية الهيدروجين السائل لأبدت أجسام الكائنات الحية رد فعل عنيف تجاه الأخطار الخارجية ...فضلا عن عجز الماء في هذه الحاله عن تشكيل الوسط المناسب للتّراكيب الجزيئة وبالتالي عجز الخلية الحية عن المحافظة على بنائها الحسّاس... ومن جانب آخر لو كانت انسيابية الماء أقل مما هي عليه لعجزت جميع الجزيئات العملاقة عن الحركة مثل البروتينيات والأنزيمات والعضويات المتحركة مثل الماتيوكوندريا، وبنفس الشكل يصبح انقسام الخلية مستحيلا، كذلك تتوقف جميع النشاطات الحيوية للخلية وبالتالي تتوقف الحياة، وتعجز الخلايا أثناء الطور الجنيني داخل رحم الأم عن الحركة والزّحف، أمّا أجنة الكائنات الحية الراقية فتعجز تماما عن النمو. فالانسيابية العالية للماء ذات أهمية حياتية بالنسبة إلينا، فلو انخفضت هذه الانسيابية قليلا لاستحال انتقال الدم عبر الأوعية الشعرية، فعلى سبيل المثال يعجز الدم عن الحركة خلال الأوعية الشعرية الكبدية ذات الطبيعة المتشابكة جدا.
اضافه الى ذلك فيلعب الماء دورا حيويا في توفير الاوكسجين للكائنات الحيه وغيرها عن طريق النبات بعمليه كيماويه معقده تسمى " بالتمثيل الضوئي الكلوروفيلي " والتي تتم في اوراق النبات حيث يتم تحليل الماء (عمليه فتق) الى هيدرجين واكسجين ويتم انتاج الطاقة المتيسرة التي تمكن النبات بتحويل المواد غير العضوية؛ ثاني اوكسيد الكربون والماء الى مواد عضوية كالجلوكوز (عمليه رتق) واطلاق غاز الاوكسجين في الجو ....فهذا بعض من فيض لخواص هذا المركب المعجز "الماء" كماده للحياه وهذا الامر يعكس بعض مما اشارت اليه الآيه الكريمه بقوله عز وجل: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ .
الموازين الدقيقة لخواص الماء الفيزيائية
كاهم ماده ضروريه لوجود الحياه وستمرارها
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com