top of page

وسنبين فيما يلي رأي الباحثون في هذه الاناجيل وصحه نسبها الى كاتبيها اضافه الى صحه محتواها :

 

اولا: الانجيل المنسوب الى "متى"رأى اغلب المحققون أن لا دليل عند اتباع بولص على صحة نسبة الإنجيل لمتى ، بل إن الأدلة قامت بخلاف ذلك. إذ في الإنجيل أموراً كثيرة تدل على أن كاتبه ليس متى الحواري ، ومن هذه الأدلة :

 

  • يقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى : " إن القديس متى كان يقتبس من إنجيل القديس مرقس ، وكان ينقحه محاولاً الوصول إلى تصور أحسن وأفضل لله ", ويعلق القس فهيم عزيز على ذلك قائلا: " أن اعتماد متى على مرقس حقيقة معروفة لدى جميع الدارسين "، فإذا كان متى الحواري هو كاتب الإنجيل المنسوب له فكيف ينقل عن مرقس الذي كان عمره عشر سنوات عندما رفع المسيح ؟ وكيف لأحد التلاميذ الإثني عشر أن ينقل عن طفل لم يعايش المسيح إلا اذا كان متى كاتب هذا الانجيل شخص آخرغير متى تلميذ المسيح ؟

  • لقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل لمتى يقول فاستس في القرن الرابع : " إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه " ، وكذا يرى القديس وليمس . والأب ديدون في كتابه " حياة المسيح" . ويقول ج ب فيلبس : " نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى ، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي " . ويقول د برونر : " إن هذا الإنجيل كله كاذب " .  ويقول البرفسور هارنج : إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري ، بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما .

 

ثانياً : إنجيل  " مرقس "  : تزعم المصادر النصرانية أن مرقس كتب إنجيله في روما ، ولعله في الإسكندرية ، وأن كتابته تمت - على اختلاف في هذه المصادر - بين عام 39 - 75م ، وإن رجح أكثرها أن كتابته بين 44 - 75م معتمدين على شهادة المؤرخ ايرينايوس الذي قال : " إن مرقس كتب إنجيل بعد موت بطرس وبولس " . ويرى سبينوزا أن هذا الإنجيل كتب مرتين إحداهما قبل عام 180م والثانية بعده. وأقدم ذكر لهذا الإنجيل ورد على لسان المؤرخ بابياس ( 140م ) حين قال : " إن مرقس ألف إنجيله من ذكريات نقلها إليه بطرس " لانه لم يكن من تلامذه المسيح ولم يأخذ عنه . ويذكر المؤرخ يوسيبوس أنه - أي مرقس - أول من نادى برسالة الإنجيل في الإسكندرية، وأنه قتل فيها . قال بطرس قرماج في كتابه " مروج الأخبار في تراجم الأبرار " عن مرقس : "كان ينكر ألوهية المسيح " .

 

ثالثاً : إنجيل " لوقا " : هو ثالث الأناجيل وأطولها ، ويتكون من أربعة وعشرين إصحاحاً يتحدث الإصحاحان الأولان عن النبي يحيى وولادة المسيح ، ثم تكمل بقية الإصحاحات سيرة المسيح إلى القيامة, وتنسب الكنيسة هذا الإنجيل إلى القديس لوقا ، ولا تذكر المصادر النصرانية الكثير عن ترجمته ، لكنها تتفق على أنه لم يكن يهوديا و لم يكن من تلاميذ المسيح كما يتضح من مقدمته إذ يقول : " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ،كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة( لوقا 1/1 ) . وأنه  كان تلميذا ورفيق لبولس ، وأنه كتب إنجيله من أجل صديقه ثاوفيلس " أكتب على التوالي وإليك أيها العزيز ثاوفيلس ، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " ( لوقا 1/3 - 4 ) . ويلحظ المحققون على إنجيل لوقا ملاحظات ، أهمها :

 

  • أن مقدمة هذا الانجيل تتحدث عن رسالة طابعها شخصي ، وأنها تعتمد على اجتهاده لا على إلهام وحي, ولقد أنكر إلهامية هذا الإنجيل عدد من النصارى منهم مستر كدل في كتابه " رسالة الإلهام " ومثله واتسن، ونسب هذا القول للقدماء من رجال الكهنوت.

  • شك كثير من الباحثين في الإصحاحين الأولين من هذا الإنجيل ، بل إن هذا الشك كما ذكر جيروم يمتد إلى الآباء الأوائل للكنيسة ، وكذلك فرقة مارسيوني فليس في نسختها هذين الإصحاحين . ويؤكد المحققون بأن لوقا لم يكتب هذين الإصحاحين ، لأنه يقول في أعمال الرسل " الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع " ( أعمال 1/1 ) أي معجزاته بدليل تكملة النص " ما ابتدأ يسوع يعلم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه " ( أعمال 1/2 ) والإصحاحان الأولان إنما يتكلمان عن ولادة المسيح ، لا عن أعماله . ونقل وارد كاثلك عن جيروم قوله : بأن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكون أيضاً في الباب الثاني والعشرين من هذا الإنجيل .

  • لقد ثبت ان هذا الانجيل (انجيل لوقا) قد قام  أربعة من الكتاب بالتناوب على صياغه فقراته وإصحاحاته (الاصحاح الاول والثاني), ونسبت الى لوقا.

  • إن الغموض يلف شخصيه لوقا ، فهو غير معروف البلد ولا المهنة ولا الجهة التي كتب لها إنجيله تحديداً ، ولا تاريخ الكتابة ومن المعروف فقط أنه احد تلاميذ بولس المقربون ، وأنه لم يلق المسيح ، فكيف يصح الاحتجاج بمن هذا حاله وجعل كلامه مقدساً وموحى اليه بلا دليل ؟

 

رابعاً : إلانجيل المنسوب الى " يوحنا " : هو الإنجيل الوحيد الذي تظهر فيه نصوص تأليه المسيح ، بل هو أنشىء وكتب لإثبات ذلك بطلب من أساقفة كنائس آسيا وغيرها ، والسبب : أنه كانت هناك طوائف كثيره تنكر لاهوت المسيح " .  ولما لم يكن في الأناجيل الثلاثة ما يدفع أقوال هذه الطوائف ، أنشأ كاتب مجهول إنجيل يوحنا ونسبه اليه ، وهذا المعنى يؤكده جرجس زوين، فيقول عن أساقفة آسيا أنهم اجتمعوا " والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون " ويقول المحقق رطشنبدر : " إن هذا الإنجيل كله ، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه ، بل صنفها أحد في ابتداء القرن الثاني ، ونسبه إلى يوحنا ليعتبره الناس " . .توجهت جهود المحققين لدراسة نسبة الإنجيل ليوحنا ، ومعرفة الكاتب الحقيقي له .فقد أنكر المحققون نسبة الإنجيل ليوحنا الحواري ، واستندوا في ذلك إلى أمور منها :

 

  • تقول دائرة المعارف البريطانية : " هناك شهادة إيجابية في حق أولئك الذين ينتقدون إنجيل يوحنا ، وهي أنه كانت هناك في آسيا الصغرى طائفة من المسيحيين ترفض الاعتراف بكونه تأليف يوحنا ، وذلك في نحو 165م ، وكانت تعزو كتابته إلى سرنتهن (الملحد) . ولئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة ، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر ، ومثل هذا البلد ؟ "

  • وتقول دائرة المعارف البريطانية ايضا : " أما إنجيل يوحنا ، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما ، وهما القديسان متى ويوحنا , وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم ، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي ذو الثقافه المحدوده ، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى ، لخبطهم على غير هدى ".

  • مما يؤكد خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جاستن مارتر في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلاً ، واقتبس فيلمو - 165م - من إنجيل يوحنا ، ولم ينسبه إليه .

  • جاء في دائرة المعارف الفرنسية : " ينسب ليوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد ، ولكن البحوث الحديثة في مسائل الأديان لا تسلم بصحة هذه نسبه هذا الانجيل الى الحواري "يوحنا" .

  • يقول القس الهندي بركة الله : " الحق أن العلماء باتوا لا يعترفون وبعد بحث وتمحيص بالنظرية القائلة بأن مؤلف الإنجيل الرابع كان القديس يوحنا بن زبدى الرسول ، ونرى ان النقاد بصورة عامة على خلاف بخصوص هذه النظرية " .

  • إن بعض المؤرخين ومنهم تشارلز الفريد ، وروبرت إيزلز وغيرهما قالوا بأن يوحنا مات مشنوقاً سنة 44م على يد غريباس الأول ، وعليه فليس هو مؤلف هذا الإنجيل، إذ أن هذا الإنجيل قد كتب في نهاية القرن الأول أو أوائل القرن الثاني كما تعترف الكنيسه.

 

خامسا: العهد الجديد ليس من الهام الروح القدس :   إن أحداً من كتاب العهد الجديد - سوى بولس مدعي الرساله (*)  - لم يدع لنفسه الإلهام ، بل سجلت كتاباتهم أن هذا العمل جهد بشري خالص لم يقصد كاتبوه أن يسجلوا من خلاله كتباً مقدسة. فها هو لوقا في مقدمة إنجيله يقول “ إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة ، رأيت أنا أيضاً - إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق - أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس ، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به “ ( لوقا 1/1-4 ) . فأننا نفهم من هذه المقدمة أمور منها : أن إنجيل لوقا خطاب شخصي ، وأنه دوّنه بدافع شخصي ، وأن له مراجع نقل عنها بتدقيق ، وأن كثيرين كتبوا غيره ، ولم يذكر لوقا شيئاً عن إلهام إلهي أو وحي من روح القدس .

 

إن في رسائل بولس مدعي الرساله خصوصاً وكتبه هذه الاناجيل عموماً عشرات المواضع التي تشهد لهذه الرسائل بأنها شخصية ولا يمكن لها ان تكون من وحي الروح القدس كما يدّعون ، ومن ذلك : “ يسلم عليك أولاد أختك( يوحنا (2) 13 ). ويرسل يوحنا المزيد من السلامات لأحبابه “ غايس الحبيب الذي أحبه بالحق. أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً ... سلام لك ، يسلم عليك الأحباء ، سلم على الأحباء بأسمائهم ( يوحنا (3) 1-14) . وفي رسائل بولس مثل ذلك: “ الرداء الذي تركته في تراوس عند كابرس أحضره متى جئت ، والكتب أيضاً لاسيما الرقوق .... سلم على ريسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس. اراستس بقي في كورنثوس ، وأما ترو فيمس فتركته في ميليتس مريضاً . بادر أن تجيء قبل الشتاء ..…."  ( تيموثاوس (2) 4/13 - 21 ).​ فاي وحي هذا وأي الهام هذا.

 

وها هو بولس مدعي الرساله ومخترع المسيحيه يعترف بانه هو من الف الانجيل وليس تلامذه المسيح (متى, يوحنا) كما يدعي اتباع بولص حيث الف بولص انجيله (إنجيل الغَرَلَة ) مخالفا به جميع اناجيل تلامذه المسيح كما جاء في رسالته الى اهل غلاطيه: " وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ.*  لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (غلاطيه 1: 11-12) . اي انه قد كتب هذا الانجيل بنفسه ولم يقبل اناجيل تلامذه المسيح أو اخذ عنهم وبأن انجيله هو الصحيح مدعيا بانه من وحي المسيح له دون ان يقدم لنا اي دليل على ذلك وبان اناجيل تلامذه المسيح كاذبه متهما تلامذه المسيح بالكذب والرياء وعدم الاستقامه عندما قال في رسائله الى اهل غلاطيه: "  لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة، لأنه كان ملوماً (لانه كذّب بولص وانجيله)…،ورآئى معه باقي اليهود أيضا، حتى إن برنابا انقاد إلى ريائهم (كذبهم)، لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة (يعني ان تلامذه المسيح ذو سلوك منحرف) حسب حق الإنجيل (انجيل بولص) " (غلاطية 2/11-14) اي انه يتهم رسل السيد المسيح بالرياء والانحراف عن منهج المسيح في حين ان المسيح عليه السلام قال عن تلامذته ورسله " ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم، لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم ". (يوحنا 15/16), ولقد كرم المسيح تلامذته بان جعلهم من يدين اسباط بني اسرائيل قائلا: " مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ " (متى 19: 28) ونتسائل هنا اين موقع بولص المدعي من هذا التكريم لتلامذه المسيح؟ ومن نصدق بولس المدعي الكاذب وباعترافه بانه كاذب كما جاء  في رسالته إلى أهل رومية: " فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ " (روميه 3: 7)   مدعيا انه يكذب من اجل ان يزداد صدق الله!!!!...ويتسائل بوقاحه :لماذا ادان كمخطيء من قبل تلامذه المسيح على كذبي هذا, أم نصدق المسيح عليه السلام الذي اختار بطرس دون سائر التلاميذ كرئيس لهم  واعطاه مفاتيح ملكوت السموات كما جاء  في متى :" وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا * وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ " (متى 16: 18-19)  فكيف يكون بطرس في نظر بولص كاذبا وغير مستقيم؟!!!

هل الانجيل كلام الله

(*)    زعم بولس أنه لقي المسيح بعد ثلاث سنوات من رفعه، حين كان متجهاً إلى دمشق ، لكن عند التحقيق في قصة رؤية بولس للمسيح يتبين أنها إحدى كذبات بولس وفبركاته، ودليلنا على ذلك يتضح بالمقارنة بين روايات القصة المزعومه في العهد الجديد حيث وردت القصة ثلاث مرات: أولاها في أعمال الرسل9/3-22، من رواية لوقا أو كاتب سفر الأعمال، والثانية من كلام بولس في خطبته أمام الشعب (انظر أعمال 22/6-11)، والثالثة أيضاً من رواية بولس أمام الملك أغريباس (انظر أعمال26/12-18)، كما أشار بولس للقصة في مواضع متعددة في رسائله.

 

  • جاء في الرواية الأولى  "و أما الرجال المسافرون معه، فوقفوا صامتين يسمعون الصوت، ولا ينظرون أحداً " (أعمال9/7)، بينما جاء في الرواية الثانية : "المسافرون لم يسمعوا الصوت" (أعمال 22/9)، فهل سمع المسافرون الصوت ؟أم لم يسمعوه؟.

  • جاء في الرواية الأولى والثانية أن المسيح طلب إلى بولس أن يذهب إلى دمشق حيث سيخبر بالتعليمات هناك: " قال له الرب: قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل" ( أعمال9/6)،" قلت ماذا افعل يا رب؟ .فقال لي الرب قم واذهب إلى دمشق وهناك يقال لك عن جميع ما ترتب لك أن تفعل " (أعمال22/10)، بينما يذكر بولس في الرواية الثالثة  أن المسيح أخبره بتعليماته بنفسه، فقد قال له: " قم وقف على رجليك، لأني لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أن الآن أرسلك إليهم…"(أعمال 26/16-18).

  •  جاء في الرواية الثانية أن المسافرين مع بولس " نظروا النور وارتعبوا " (أعمال22/9)، لكنه في الرواية الأولى يقول: " و لا ينظرون أحداً ". (أعمال9/7).

  • جاء في الرواية الأولى والثانية أن بولس "وحده سقط على الأرض " (أعمال9/4)، بينما المسافرون وقفوا، وفي الرواية الثالثة أن الجميع سقطوا، فقد جاء فيها " سقطنا جميعاً على الأرض " (أعمال26/14).

  • جاء في الرواية الأولى " أن نوراً أبرق حوله من السماء " (أعمال 9/3)، ومثله في الرواية الثانية (انظر أعمال22/6)، غير أن الرواية الثالثة تقول: " أبرق حولي وحول الذاهبين معي" (أعمال 26/13).

 

فحدث بهذه الأهمية في تاريخ بولس ثم النصرانية لا يجوز أن تقع فيه مثل هذه الاختلافات أولا وكان على بولص الاستشهاد بمن كان معه من المسافرين وهو لم يسمي لنا احد منهم ثانيا، يقول العلامة أحمد عبد الوهاب:"إن تقديم شهادتين مثل هاتين (الرواية الأولى والثالثة) أمام محكمة ابتدائية في أي قضية، ولتكن حادثة بسيطة من حوادث السير على الطرق لكفيل برفضهما معاً، فما بالنا إذا كانت القضية تتعلق بعقيدة يتوقف عليها المصير الأبدي للملايين من البشر" إذ بعد هذه الحادثة أصبح شاول الرسول بولس مؤسس المسيحية الحقيقي.

لكن إذا أردنا تحليل الهدف الذي جعل بولس يختلق هذه القصة فإنا نقول: يبدو أن بولس ادعى النصرانية بسبب يأسه من هزيمة أتباع المسيح (انظر بولص مخترع المسيحيه) ، فقد رآهم يثبتون على الحق رغم فنون العذاب الذي صبه عليهم، وهذا الشعور واضح في ادعاء بولس أن المسيح قال له: "صعب عليك أن ترفس مناخس" (أعمال 26/14). و يستغرب هنا كيف ينقل شخص من الكفر والعداوة وقتل المؤمنون إلى القديسية والرسالة .فمن الممكن تصديق التحول من فرط العداوة إلى الإيمان ،أما إلى النبوة والرسالة لقاتل وكافر بالمسيح وبما جاء به  فلا، ومن المعلوم أن أحداً من الأنبياء لم ينشأ على الكفر،فهم معصومون من ذلك .  و لنا أن نتساءل كيف لبولس أن يجزم بأن من رآه في السماء وكلمه كان المسيح وليس الشيطان مثلا، إذ هو لم يلق المسيح طوال حياته ولم يدعم ادعاءه باي وسيله كانت سو اقواله الكاذبه.

 

" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ " (سوره البقره: آيه 79)

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبه: آيه31)

تعتبر الاناجيل الحاليه التي يؤمن بها اتباع بولص بجميع مشاربهم وكنائسهم من اكثر الكتب التي اثيرت حولها الشبهات , حيث يرى غالبيه الباحثين ورجال الدين المسيحي انها كتب من صنع البشر وليست من كلام الله , ورغما عن ان النسخ المتداوله حاليا من العهد الجديد (حوالي سبعه وعشرون انجيل مختلف الاصدارات) فقد تم تنقيحها مرات عديده الا انك لا تجد اصداران لنفس الانجيل  الواحد متشابهان دون وجود اختلاف بيّن بينهما وباعتراف جهابزه علماء اللاهوت فان هذه الكتب هي صناعه بشريه بامتياز وليس اغلب ما تحتويه هو من عند الله سبحانه وها هو السيد و. جراهام سروجي عضو معهد مودي للكتاب المقدس ويعد من اكبر علماء البروتوستنت التبشيريين يقول في كتابه : "هل الكتاب المقدس كلام الرب؟" (صفحه 17)  " نعم ان الكتاب المقدس من صنع البشر بالرغم ان البعض وجهلا منهم قد انكروا ذلك, ان هذه الكتب (يعتبر الكتاب المقدس مجموعه مؤلفات) قد مرت من خلال اذهان البشر وكتبت بلغه البشر وبأقلامهم, كما انها تحمل بصمات تعكس الاسلوب البشري في كتابتها وتأليفها وليست من الوحي بشيء" ويقول عالم نصراني آخر وهو اسقف بيت المقدس السيد كينيث كراغ في كتابه " نداء المأذنه " : " وبعكس القرآن فاننا نجد ان العهد الجديد به بعض التلخيص والتنقيح وهنالك اختيار للالفاظ وتجديد للاحداث والشواهد, لذا فان كتب العهد الجديد قد جاءت من ذهن الكنيسه التي تقف وراء المؤلفين لهذه الكتب لتمثل الخبره والتاريخ"  اي ان كتب الكتاب المقدس قد تم تنقيحها بالحذف (التلخيص) والاضافه (اختيار الالفاظ) لتتماشى هذه الكتب مع سياسات الكنيسه ( تقف وراء المؤلفين) وطبقا لرؤيتها (جاءت من ذهن الكنيسه), اي ان كلام الرب قد تم تنقيحه وتلخيصه ليتماشى مع اهداف ورؤيه الكنيسه وليس كما اوحى به الرب , فالكنيسه هنا وضعت نفسها فوق اراده الرب ومشيئته والعياذه بالله فهي التي تصحح كلام الرب فتضيف اليه أوتخذف منه كيفما تشاء وكيفما تريد كما تبينه اعمالها متناسيه ما جاء على لسان يوحنا الذي حذر بالعبث بكلمات الكتاب المقدس قائلا " وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا * وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ." (ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺭﺅﻳﺎ 22:18)

 

تعود أسفار العهد الجديد السبعة والعشرون إلى ثمانية مؤلفين تفاوتت مقادير كتاباتهم ، ففي حين لم تزد رسالة يهوذا عن صفحتين فإن لبولس مدعي الرساله ما يربو على المائة صفحة . وأيضاً يتفاوت قرب هؤلاء من المسيح ، ففي حين أن يهوذا وبطرس ويوحنا من تلامذه المسيح الاثنى عشر ، فإن لوقا ومرقس لم يلقيا المسيح ، فيما لم يتنصر بولس مدعيا إلا بعد رفع المسيح . 

ولكن هل تصح نسبة الكتب إلى هؤلاء الثمانية؟ وبالذات إلى متى ويوحنا وبطرس الذين يفترض أنهم من أخص تلاميذ المسيح أم أن النسبة هي أيضاً محرفة ؟ وهل من الممكن أن يصدر هذا الكلام - الذي في العهد الجديد - من حواريي المسيح الذين رباهم وعلمهم طوال سني رسالته ، وذكرهم بالثناء الحسن ؟ 

ولسوف لن نتوقف طويلا مع توثيق نسبة بعض الأسفار ، لأن كتبتها ليسوا من تلاميذ المسيح، وعليه فلا يهمنا إن كان كاتب إنجيلي مرقس ولوقا هما مرقس ولوقا أو أياً من النصارى الذين عاشوا في نهاية القرن الأول، إذ أي من هؤلاء ليس بمعصوم ولا ملهم من الروح القدس ولا يحمل ثناء واحداً من المسيح عليه السلام، ومثله نصنع في رسائل بولس عدو المسيح الذي ادعى الرسالة والعصمة، وهو لم يلق المسيح البتة ولم يأخذ عنه كباقي الحواريون.

 

يتألف العهد الجديد الموضوع من اربعه اناجيل منسوب اثنين منها لتلامذه المسيح : " متى" (1)  و "يوحنا" (2) اما الانجيلين الاخيرين فهي من تأليف تلاميذ بولس المدعي للرساله : "مرقس" (3) و "لوقا" (4) اضافه الى رسائل العهد الجديد : سفر أعمال الرسل - رسائل بولس الأربع عشر - رسالة يعقوب - رسالتي بطرس - رسائل يوحنا الثلاث - رسالة يهوذا - رؤيا يوحنا اللاهوتي .

(1)      أحد التلاميذ الاثنى عشر، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم ، وقد تبع المسيح بعد ذلك واصبح من تلامذته . وتذكر المصادر التاريخية أنه رحل إلى الحبشة ، وقتل فيها عام 70 م ، ولم يذكر في العهد الجديد سوى مرتين كلها في إنجيله ، أما المرة الأولى فعندما نادى عليه المسيح ، وهو في مكان عمله في الجباية ( انظر متى 10/3، ولوقا 6/15 ) . والثانية في سياق تعداده لأسماء التلاميذ الاثني عشر.(انظر متى 10/3).

(2)        يوحنا بن زبدى الصياد ، وهو صياد سمك جليلي تبع وأخوه يعقوب المسيح  واصبحا من تلامذته، كما أن والدته سالومة كانت من القريبات إلى المسيح، ويرجح محررو القاموس بأنها أخت مريم والدة المسيح، وقد عاش حتى أواخر القرن الميلادي الأول ، وقال ايرنيموس بأنه عاش إلى سنة 98م ، وتدعي الكنيسة أنه كتب إنجيله في أفسس قبيل وفاته.

(3)        اسمه يوحنا ويلقب "بمرقس" وهو ليس من تلامذه المسيح او من حواريه، وقد رافق مرقس برنابا وبولس في رحلتهما ، ثم فارقهما ، ثم عاد لمرافقة بولس . ويتفق المترجمون له على أنه كان مترجماً لبطرس الذي له علاقة بهذا الإنجيل . ويذكر المؤرخ يوسيبوس أنه - أي مرقس - أول من نادى برسالة الإنجيل في الإسكندرية، وأنه قتل فيها .  قال بطرس قرماج في كتابه " مروج الأخبار في تراجم الأبرار " عن مرقس : "كان ينكر ألوهية المسيح " .

(4)        لوقا تلميذ بولص المدعي للرساله ورفيقه ولم يكن من تلاميذ المسيح ولم يكن يدين بالديانه اليهوديه وقيل بأنه كان رومانياً . وقيل إنطاكياً ، وقيل غير ذلك . وعن مهنته ، قيل بأنه كان طبيباً ، وقيل: كان مصوراً، لكنه على أي حال كان مثقف وكاتب قصص ماهر . ولا تذكر المصادر المسيحيه الكثير عن ترجمته ولقد لقبته بالقديس.

مواضيع ذات صله

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page