تمهيد: الطيف مصطلح يطلق على أي فئة من الكيانات الموازيه للماده أو الكتله ذات النشاط الحيوي كالجسم مثلا. وعمومًا، فإن الطيف يمثل انعكاس لمحصله كثافه الإشعاع (إشعاع الجسيمات، و الفوتونات، و الموجات صوتيه...الخ) كتابع للكتلة اوالجسم، ويعكس الطيف محصله نشاط الجسم او الكتله متمثله بكمية الحركة وقيمتها واتجاهها، اضافه الى طول الموجة، أو التردد الموجي المصاحب لنشاط تلك الكتله.
تتنبأ نظريه " الكينونه " للمؤلف بان لكل ماده (كتله) في الكون المادي (الكون المدرك) صورتان متماثلتان ومتفاعلتان معا, وهما كتله الجسم ذات الكثافه العاليه (يمكن رؤيتها بالعين) وذات الذبذبه المنخفضه التردد, وطيف الجسد (الكتله) الاثيري ذو الكثافه المنخفضه (لا يمكن رؤيته بالعين) وذات الذبذبات العاليه التردد, كما ان لكل جسم مادي قيمه فعل ماديه مرتبطه بقيمه فعل صورته الموجيه, والذان من الممكن قياسهما معا او منفصلين, كقياس قيمه فعل كتله الجسم (التفاعل المادي) او قياس قيمه فعل طيف الكتله الاثيري للجسم (التفاعل الموجي).
طيف الجسد

فطيف الجسد يعبر عن صوره اثيريه للجسد وهو لا يعبر عن جزئيه الطيف بمفهومه الفيزيائي كان نقول انه طيف انبعاث ( المنبعث من العناصر عندما تمتص كمية كافية من الطاقة) بل هو صوره طيفيه للجسد بجميع مكوناته , فكل ذره في الجسم الحي لها نشاط موجي تختلف نوعيته وشدته بحسب نوع مادته, فالجلد الخارجي مثلا يختلف بنشاطه الموجي عن طبقات الجلد الاخرى, والشعر له نشاط موجي متعدد تبعا للون الشعر ودرجات هذا اللون (شعر رأس متدرج السواد وممزوج بالشيب) والقلب يتميز بعده انواع من الانشطه الموجيه ...وهكذا دواليك بالنسبه لباقي اعضاء ومكونات الجسم كالدماغ , والدم, والاعضاء ....وما الى ذلك. وكلها جميعا تعكس صوره طيف الجسد ككيان موازي لهذا الجسد ويؤثر ويتآثر معه وفيه.
تتنبأ نظريه "الكينونه" للمؤلف , ان لكل جسم مادي صوره طيفيه اثيريه كموميه متفاعله معه وبه وهي تسبق الماده في تفاعلها الكمومي مع زمكان الحدث, وطبقا لنظرية " الكم " والتي تقول: " إذا قمنا بالتأثير على جزيء معيّن، والذي قمنا بعزله سابقاً عن جزيء آخر، فإن ذلك قد يؤثّر وبصور مختلفه على هذا الجزيء الآخر، مهما بعدت المسافة ! " (*) , وعليه وبما ان الماده تتكون من كتله وطاقه موجيه (طيف) تعبرعن قيمه تلك الكتله, ولتمايز الخصائص الفيزيائيه للجسم الطيفي عن الخصائص الفيزيائيه للجسم المادي, فمن الممكن التأثير على اي منهما بعامل خارجي تبعا للقوانين الفيزيائيه الخاصه بكل منهما, ومثال ذلك التأثير على طاقه الجسيمات في المسرعات بزياد سرعه تلك الجسيمات كالاليكترون لتصل الى سرعه مقاربه لسرعه الضوء.
" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ " [الاعراف: آيه 201]
" إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ* وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ " [القلم: آيه 19-22]
الجسد
طيف الجسد
(*) " نظرية "الكم" تتكلّم عن ما يحدث على المستوى الجزيئي حيث " تقول النظرية : " إذا قمت بتغيير مواصفات جزيء معيّن بالتأثير عليه ، و الذي قمت بعزله سابقاً عن جزيء آخر ، فإن ذلك قد يؤثّر وبصور مختلفه على هذا الجزيء الآخر ، مهما بعدت المسافة! وهذا ما دعى البروفيسور "ستيوارت هامروف" ، اختصاصي في "الوعي الكمّي" (Quantum Consciousnes ) ، في جامعة أريزونا الى القول بأن هذه النظرية قد اثبتت حقيقة ظاهرة التأثير عن بعد (التخاطب مثلا) ولو كان هذا البعد ملايين الاميال.
النفس وطيف الجسد
يتكون الجسد من وعاء مادي يسمى بالبدن والذي تهيمن عليه النفس بشقيها " المادي " و " الطيفي " , فارتباط النفس بالجسد المادي يكون عن طريق الخواص الفيزيائيه الماديه للنفس, وارتباط الجسد بالروح التي تمنحه الحياه يكون عن طريق طيف النفس وليس عن طريق مباشر لاختلاف الخصائص الفيزيائيه لكل من الروح والماده.
فالروح هي مانح الحياه للنفس عن طريق " طيف " النفس, والتي بدورها وامتدادا لاثر الروح فيها, تمنح الجسد كوعاء تستقر به النفس, حياته وفعله وتفاعله وهي المحرك لاوجه نشاط هذا الجسد, المعرفية والانفعالية والسلوكية والعقلية... وما الى ذلك, وتبعا لنوع وصفه هذا الجسد الوعاء, فاذا كان هذا الجسد الوعاء للبشر مثلا, فان النفس هنا تكون مخلوقه لتناسب فعل وتفاعل هذا الجسد المادي بكل ما خلق عليه, اي ان النفس بصفتها الماديه تعكس كل ذره من ماده الجسم وتتفاعل معها كانها الجسد بجميع اجزاءه واعضاءه, أما طيف البدن كصوره كموميه للنفس, فهو انعكاس طيفي لماده البدن عند

النفس, اي انه يتفاعل مع " الجسد الوعاء " بنفس الصوره الكموميه التي تتفاعل فيها ماده البدن عند النفس مع هذا " الجسد الوعاء " وهو يتصل بهذا الجسد عن طريق الخصائص الطيفيه للنفس, وبعباره أخرى فان النفس بشقيها المادي والطيفي هي صاحبه الفعل والتفاعل بانواعه المختلفه كالغرائز والعواطف والانفعالات, وهي الفاعله والمؤثره والمتأثره عقليا وسلوكيا مع محيطها وهي كل ما يعكس الفعل والتفاعل بجميع صوره " للجسد الوعاء ".
يتم التواصل والتفاعل ما بين الجسد وطيفه عن طريق التداخل الموجي المستمر ثنائي الاتجاه عبر مراكز النشاط الموجي للجسد كالدماغ والقلب او عبر الجانب الطيفي " للنفس " (النفس تتميز بنوعين من الخلق : خلق مادي يتصل بالجسد المادي, وخلق اثيري يتصل بالروح) ...للمزيد اقرأ النفس والروح... , ويتم التأثير على الجسد من قبل المؤثرات الخارجيه كوسوسه الشياطين مثلا عن طريق طيف النفس لكون الشيطان طيف غير مرئي يؤثر بطيفه على الجسد من خلال طيف نفس هذا الجسد وهو ما بينته الآيه الكريمه : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ " .
قد يتسائل البعض: إذا كانت النفس بشقيها المادي والطيفي هي صاحبه الفعل والتفاعل بانواعه المختلفه فما حاجتنا للجسد الوعاء؟, وهذا تسائل مشروع ووجيه, فكما نرى, فان النفس وكما تُعرّفها " الكينونه " تتصف بصفات الماده وبصفات الطيف في نفس الوقت, ولما كان مكان اقامه هذه النفس ممثله بالبشر هو السماء الدنيا التي يغلب عليها الخلق المادي, اي انها تخضع لقوانين الفيزياء التي تخص الماده المرئيه ممثله بماده البدن عند النفس, وفي نفس الوقت قد تخضع لقوانين الفيزياء للماده الغير مرئيه كالماده المظلمه والطاقه بمختلف صورها وممثله بطيف البدن عند النفس.
لذا اقتضت المشيئه الالهيه خلق ذلك الجسد الوعاء ليخضع للقوانين الماديه المسيطره في السماء الدنيا ولتتكيف النفس من خلاله بتلك القوانين, لذا فلقد خلق الله عز وجل هذا " الجسد الوعاء " خلقا ماديا وكما جاء بالحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضل فضلة من الطين فخلق منها حواء ", وكما جاء في قوله سبحانه وتعالى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ " [المؤمنون - ايه 12], وليكون هذا " الجسد الوعاء " مستقرا ومستودعا لهذه النفس وكما جاء في قوله عز وجل : " وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ " (*) [الانعام - ايه 98], حيث تبين هذه الآيه الكريمه تلخيصا معجزا لخلق الجسد والنفس, ففي بدايه هذه الايه الكريمه بين لنا ربنا عز وجل حقيقه خلقنا حيث وصفه سبحانه وتعالى " بالانشاء " وهو تعبير لغوي يقصد به أقامه الشيء ، أو ايجاده أو خلقه أو بناءه أو تسويته ...وما الى ذلك, وهي هنا في نظري تجمع كل هذه المعاني, فهي خلق وتسويه وبناء " للجسد البدن " كما جاء في قوله عز وجل: " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " [الحِجْر - ايه 28-29], وهي خلق وتسويه وإقامه " للنفس " بما الهمها به سبحانه: " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا "[الشمس - ايه 7-8], وبعد ان خلق الله عز وجل هذا " الجسد الوعاء " خلق له النفس التي تلائمه: " وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ", ومن هذه النفس الواحده وهذا الجسد الواحد ممثلا بسيدنا آدم عليه السلام توارث جميع البشر هذا الخلق من " الجسد الوعاء " والنفس الواحده ممثله بماده وطيف البدن.
(*) اختلف المفسرون في تفسير قوله سبحانه وتعالى " مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ" فمنهم من قال ان النفس مُسْتقرّهَا فِي الْأَرْحَام , وَمُسْتوْدَعهَا في القبر, ومنهم من فسرها بقوله مُسْتقرّهَا فِي الْأَرْحَام , وَمُسْتوْدَعهَا فِي الْأَرْض حَيْثُ تَمُوت فِيهَ, وَقَالَ آخَرُونَ : الْمُسْتَوْدَع : مَا كَانَ فِي أَصْلَاب الْآبَاء , وَالْمُسْتقرّ : مَا كَانَ فِي بُطُون النِّسَاء وَبُطُون الْأَرْض أَوْ عَلَى ظُهُورهَا . وفي رأيي ان ما جاء به هؤلاء المفسرون اثابهم الله على اجتهادهم قد يخالف بعض المعنى التي جاءت به هذه الايه الكريمه حيث ان " المستقر والمستودع " قد قرن بالنفس ولم يقرن بالجسد, فالذي يولد من الرحم هو الجسد وليس النفس حيث ان نفس الجنين تفصل عن نفس الام اثناء تطور الجنين في الرحم , والذي يدفن في التراب هو الجسد المادي الفاني وليس النفس, وهكذا بالنسبه لقولهم بان المستودع ما كان في اصلاب الاباء فالنطفه في اصلاب الآباء تعكس الخلق المادي لاجساد ابنائهم وعند تمام اكتمال اساسيات بناء اجسادهم في ارحام امهاتهم تتمايز نفوسهم كامتداد لنفوس امهاتهم الى نفوس مستقله بفعلها الارادي عند نفخ الملائكه الروح فيها, وعندها يفصل الجنين عن نفس امه ليستقل بذاته وبنفسه , أذن وفي رأيي ان المستقر هو للنفس عندما يكون الجسم جنينا والمستودع هو للنفس في "الجسد الوعاء" بعد اكتماله خلقا آخر.
مواضيع ذات صله
موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

Email: mshahin@digimeters.com
الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او ا لنشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص
Last Update: April 2018
© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com