top of page

حديث ما من كل الماء يكون الولد

أخرجه مسلم في الصحيح

قال الحبيب المصطفى عليه الصلاه والسلام: " ما مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ, وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ خَلْقَ شَيْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ "

(الماء: ماء الرجل )

حديث حسن صحيح متفق عليه

 من الثابت علميا ان عدد الحيوانات المنوية في اللقاء الزوجي يزيد عن ثلاثمئة مليون ، وكل حيوان له رأسٌ، وله عنقٌ، وله ذيل، ويسبح في سائلٍ يغذيه, ويسهِّل حركته (أن الحيوانات المنوية ذاتية الحركة .. ويمدها بالطاقة جهاز الميتوكندريا الموجود في تكوين ذلك الحيوان المنوي ), حيث يتجه هذا العدد الكبير إلى البويضة بطريقه الاستشعار , وتتم هذه الطريقه نتيجه لتحسس الحيوان المنوي لافرازات هرمونيه تجذب اليها هذه الحيوانات حتى لا تنحرف عن الهدف خلال رحلتها حيث تندفع الحيوانات المنويّة شاقّة طريقها عبر الرحم ، ثم تنحني لتجري في أحد جانبي قناة "فالوب" باتجاه البويضة المنتظرة في نهايته, وتستطيع الحيوانات المنويّة أن تعيش لمدة أربعة أيام داخل رحم المرأة في الظروف الطبيعية . ومن ضمن ملايين الحيوانات المنوية لا يحظى بفرصة الدّخول إلى البويضة وتلقيحها إلا حيوان منوي واحد " ما من كل الماء يكون الولد ", حيث تقوم البويضة وحال دخول الحيوان المنوي بلحام المنفذ و بصد باقي الحيوانات المنوية خارج جدارها بافرازات تنفر باقي الحيوانات المنويه الاخرى وتمنعها من الدخول.

 

وهنا قد يتسائل البعض : لماذا جعل الله سبحانه وتعالى عملية التخصيب تتم عن طريق ملايين الحيوانات المنوية وليس بحيوان واحد يكون قادرا على اتمام عملية التخصيب ؟  الجواب على ذلك  بان معظم هذه الحيوانات المنوية تشارك في عملية إذابة غشاء البويضة فلن يكفي حيوان منوي واحد على اذابة غشاء البويضة ولكن في النهاية يلقح البويضة حيوان منوي واحد يكون أحد المشاركين في اذابة غشاء البويضة وتتم الإذابة بواسطة حمض بروتيني يعمل على اذابة ذلك الغشاء وتقع مادة الحمض في مقدمة رأس الحيوان المنوي.. اضافه الى ان الملايين من هذه الحيوانات المنوية تموت  قبل أن تصل الى البويضة .. لذلك كانت الحاجه لوجود هذه الملايين من الحيوانات المنويه لاتمام مهمه التلقيح للبويضه " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " صدق الله العظيم,  فعندما يقول أطباء العقم  أنه لابد لعدد الحيوانات المنوية أن يكون كافيا واذا قل عن حد معين فإنه لن يتم تخصيب البويضة .. لأن الجزء الاكبر أصلا يموت في الطريق واذا كان باقي العدد الذي استطاع الوصول الى البويضة غير كاف لإذابة غشاء البويضة فإنه لن يتم تخصيبها ، عندها تسير البويضه الغير ملقحه نحو جدار الرّحم ، تنتظر فترة الحيض لتخرج مع الدم بعد أن تتحلّل إلى خارج الرحم.

 

ملاحظه: كانت كثير من حالات العقم في الماضي ترجع لصعوبة وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة القابعة في مرحلة التبويض في نهاية قناة فالوب ، ونتيجه لمعرفتنا بآليات التخصيب وبعض من اسراره "عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"  فلقد تم تجاوز هذه المشكلة عبر استخدام التلقيح في الأنابيب .وهناك مشاكل أخرى تتعلق بتلقيح البويضة قد تم حلها وكثير من المشاكل المعلقة بات حلها على الطريق أيضا .

 

فكيف عرف سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام كل تلك الحقائق؟ فهذا الامر لم يكن معروفا عند ايه حضاره سبقت الاسلام, ولم يذكر في الكتب السماويه السابقه, ولم يكتشفه فلاسفه اليونان او الاغريق او بلاد فارس حتى يتكهن البعض بان محمد عليه السلام استقى معلوماته من ذلك المصدر او ذاك, بل انه الوحي من عند الله عز وجل"  وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" (سورة النجم) .

 

ونرى في قوله عليه الصلاه والسلام "ما من كل الماء يكون الولد" الاعجاز العلمي بابدع صوره, فالوليد سواء كان ذكرا او انثى لا يأتي الا بتلقيح حيوان منوي واحد للبويضه من ملايين الحيوانات المنويه للرجل اولا, وان نوع الجنين ذكرا كان ام انثى هو من اثر هذا الماء (الحيوانات المنويه للرجل) ثانيا, لانه عليه السلام لم يشر بالحديث الى المرأه في كينونه الولد " من ماء الرجل " " يكون الولد " وهو الامر الذي تم اثباته حديثا بان الرجل هو المسئول عن تحديد نوع الوليد بمشيئه الله سبحانه القائل وقوله الحق "  لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ "  

 

 

Please reload

"  أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" [الحج: 46] 

"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ"

  [ النجم: آيه 3-5] 

هل للقلب عقل

مواضيع ذات صله

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page