top of page

لقد شد انتباهي في قوله سبحانه وتعالى من خلال سياق الايه الكريمه لأم الكتاب " الحمد لله رب العالَمين " [الفاتحه: ايه 1] ,  كلمه " العالَمين" التي تعد كلمه محدثه التركيب لم تستخدم عند العرب في الجاهليه وقبل الاسلام, وقد حار المفسرون في ايجاد تفسير لغوي محدد لها لعدم وجود مفردات لغويه سابقه لها سوى كلمه "عالَم" والعَالَمُ في اللغه  : الخلق كله ، وقيل : العَالَمُ كل صِنف من أَصَناف الخلْق ، كعالم الحيوان ، وعالم النبات . والجمع : عوالِمُ ، وعالَمُون وليست "عالمين" .

 

وردت كلمه " العالمين " في مواقع عده في سياق آيات القرآن الكريم باشارات مختلفه المعنى مكانيا وزمانيا وتبعا للسياق القرآني, والاشاره الاولى اتت بمعنى " جميع خلق الله من البشر في زمن ومكان محدد للحدث كقوله سبحانه وتعالى: " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " [البقره: ايه 47] , اي يا بني

خرافه تفضيل اليهود على العالمين

" وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ " [المائده: آيه 18]

(*)               نبوخذ نصر هو الابن الأكبر لنبوبولاسر, وبحسب المؤرخ الكلداني بيروسوس  فلقد حول نبوبولاسر بابل من الاحتلال الاشوري إلى امبراطورية عظيمة، وهو الذي قام بإسقاط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية بمساعدة الميديين. وقبل أن يصبح نبوخذ نصر ملكا، قاد نبوخذ نصر الكلدان إلى هزيمة الآشوريين مرة أخرى والذين حظيوا بدعم الملك المصري نخاو الثاني وتمكن من هزيمة الفراعنة والآشوريين في معركة كركميش في عام 605 ق م, وبعد هزيمة الفراعنة وعودتهم إلى مصر، تمكن نبوخذ نصر من السيطرة على المناطق التي كانت محتلة من قبل الآشوريين ومنها سوريا وفينيقية، وفي نفس العام وفي شهر أغسطس توفي والد نبوخذ نصر الملك نبوبولاسر، فعاد نبوخذ نصر إلى بابل ملكا شرعيا عليها.

عين نبوخذنصر الملك حزقيا ابن الملك يهوياقيم ملكا على مملكه يهوذا بعد ان سبى اباه، إلا أن اليهود بقيادة حزقيا وبدعم من الفراعنه قرروا العصيان وعدم دفع الجزيه، فقام البابليون في البداية بهزيمة الفراعنه المصريين الذين جائوا لمساعدة دوله يهوذا، ومن ثم اتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا ،فقام البابليون بحصار عاصمه دولتهم مدينه "اورسلام" (التي بناها اليبوسيون والكنعانيون سابقا وكانت عاصمه ملكهم قبل استيلاء اليهود عليها في عهد داوود عليه السلام) وذلك لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذنصر من اقتحامها ودخولها حيث سبا معظم سكانها ومنهم ملكهم حزقيا بعد ان دمر هيكلها، وبهذا انهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا وذلك في عام587 ق م.

(**)          في أيام هيرودس الكبير الذي كان يحكم كملك على اليهود بأذن روما، أو عن طريق مباشرة كما كانت الحال في حكم الامبراطور الروماني  بنطيوس بيلاطس. وبعد ما ثار اليهود على روما أخذ القائد الروماني تيطس المدينة وهدم وأحرق الهيكل وباع كثيرين من شعبها في السبي وكان ذلك سنة 70 ميلادية وقد تّم هذا وفقًا لنبوءه السيد المسيح  عليه السلام (مت 24: 2).  

 

والاشاره الثانيه لكلمه " العالمين" جاءت بمعنى " جميع خلق الله من البشر بتحديد مكان الحدث وبدون تحديد امتداد زمني له كقوله سبحانه وتعالى: " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ (***) آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [آل عمران: ايه 33-34] , وكقوله سبحانه: " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " [آل عمران: ايه 42] , وكقوله سبحانه وتعالى: " وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ " [آل عمران: ايه 42] , حيث ان الله سبحانه وتعالى وفي سياق هذه الايات الكريمه قد اصطفى وفضل انبياءه وبعض من خلقه (مريم عليها السلام) على جميع خلقه من البشر بدأ من آدم عليه السلام ومرورا بنوح عليه السلام وانتهاء بآل ابراهيم عليه السلام وحتى خاتم الانبياء من ذريته... سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام, كقوله سبحانه " ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ومن الملاحظ ان الله سبحانه وتعالى في سياق هذه الآيات الكريمه لم يقرن لفظه " آل" بسيدنا آدم أو سيدنا نوح بل قرنها سبحانه وتعالى بسيدنا ابراهيم وبعمران عليهما السلام اللذان جاء من نسلهما جميع الانبياء بدأ من سيدنا اسحق واسماعيل عليهما السلام ومرورا بسيدنا يعقوب وموسى وسيدنا عيسى عليهم السلام  وانتهاء بسيدنا محمد عليه الصلاه والسلام. وحدث الاصطفاء والتفضيل في هذه الايات الكريمه, قد تم باماكن مختلفه كان أغلبها في الارض التي بارك الله سبحانه وتعالى من حولها (ارض فلسطين) وبلا حدود للامتداد الزمني لحدث الاصطفاء والتفضيل.

 

أما الاشاره الثالثه لكلمه " العالمين" جاءت بمعنى جميع خلقه سبحانه وتعالى في السموات والارض من بشر وجان واطياف وملائكه وافلاك ومجرات, وما الى ذلك من خلق الله سبحانه دون تحديد لمكان الحدث أو زمنه كقوله سبحانه وتعالى : " أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [ألاعراف: ايه 54] , وكقوله سبحانه: " وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [ألاعراف: ايه 104]  " قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ (****) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ " [ألشعراء: ايه 23-24] , حيث تشير هذه الايات الكريمه الى توسع نطاق المعنى لكلمه "العالمين" ليشتمل على كل خلق الله سبحانه وتعالى بدأ من السموات والارض , وانتهاء بما بينهما من جميع انواع المخلوقات التي نعرفها او نراها أو التي لا نعرفها ولا نراها وبلا زمن او مكان محدد, لان المقصود بهذه الاشاره هو الله رب العالمين والذي لا يحده سبحانه وتعالى زمان ولا مكان .

(***)         الاصطفاء مأخوذ من معنيين:  المعنى الأول: من الصفاء والصفو، ويعني الخلوص من الشوائب في مقابل الكدر، فيقال ماء صافٍ بمعنى خالص أو سماء صافية أي بدون غيوم. هذا المعنى الأول من الصفاء والصفو يعني الخلوص في مقابل الكدر أو في مقابل التلوث. المعنى الثاني: من الاصطفاء بمعنى الاختيار، مأخوذ من صفوة الشيء، يقال صَفوة صِفوة صُفوة بالحركات الثلاث، صفوة الشيء اختيار، وأخذ صفوة الشيء يقال له اصطفاء. إذن فالاصطفاء من هذين المعنيين هو خلوص الشيء وصفاؤه، واختياره وتفضيله وتقديمه.

(****)         معنى الرَبّ في اللغه: إله , كقوله سبحانه وتعالى"ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ". والرَّبُّ : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : السَّيِّد ، المالِك المتصرِّف في مخلوقاته بإرادته ، والمُبلِغ كُلّ ما أبدع حدَّ كماله الذي قدَّره له ، ولا يقال لغيره تعالى : الربّ بالإطلاق ، كقوله سبحانه  "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" " قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ" وربُّ الأرباب : الله تعالى.

 

 لقد اعتمد اليهود على نصوص توراتيه لتمرير خرافه تفضيل الله لهم على العالمين وكما جاء في سفر اللاويين " أنا الرب إلهكم الذي ميَّزكم من الشعوب... وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب. وقد ميَّزتكـم من الشعـوب لتكونوا لي " (سفر اللاويين:20/24، 26)  وكما جاء في سفر التثنيه أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ. * لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." ( سفر التثنية:14/2)  ... ولو فرضنا جدلا صحه ما جاء بهذه الايات فانها لا تبين ان الله عز وجل قد فضلهم على الشعوب التي ستأتي لاحقا فسياق التفضيل هنا ينحصر في شقين : الشق الاول ان الله عز وجل قد ميزهم عن باقي الشعوب  في ذلك الزمان باعطائهم التوراه والشريعه " أنا الرب إلهكم الذي ميَّزكم من الشعوب " والشق الثاني كان ينحصر في اختيار الله سبحانه وتعالى لهم كشعب مميز عن باقي الشعوب المتواجده على وجه الارض  في ذلك العصر " مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ " .. ( سفر التثنية:6/1) وكان هذا التفضيل بشقيه يخضع لشروط العهد مع الله كما جاء في التوراه " قَدْ وَاعَدْتَ الرَّبَّ الْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ إِلهًا، وَأَنْ تَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ.* وَوَاعَدَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا، كَمَا قَالَ لَكَ، وَتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ( سفر التثنية:17-18\26)  .

 

ان بني اسرائيل من اليهود قد نقضوا العهد مع الله وخالفوا شروط التفضيل والتمايز بعصيانهم لوصايا واحكام الله ولم يحفظوا فرائضه كما جاء في توراتهم على لسان سيدنا موسى عليه السلام:  " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ لِتَمْتَلِكَهَا، لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. * اُذْكُرْ. لاَ تَنْسَ كَيْفَ أَسْخَطْتَ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي الْبَرِّيَّةِ. مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَرَجْتَ فِيهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أَتَيْتُمْ إِلَى هذَا الْمَكَانِ كُنْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ. * حَتَّى فِي حُورِيبَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ، فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ لِيُبِيدَكُمْ. * حِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لِكَيْ آخُذَ لَوْحَيِ الْحَجَرِ، لَوْحَيِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، أَقَمْتُ فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً. * وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصَبعِ اللهِ، وَعَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاجْتِمَاعِ. * وَفِي نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ نَهَارًا وَالأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمَّا أَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ، لَوْحَيِ الْعَهْدِ، * قَالَ الرَّبُّ لِي: قُمِ انْزِلْ عَاجِلاً مِنْ هُنَا، لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَيْتُهُمْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكًا. * وَكَلَّمَنِيَ الرَّبُّ قَائِلاً: رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. * اُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، وَأَجْعَلَكَ شَعْبًا أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ " . ( سفر التثنية:6-14\5)  حتى ان سيدنا موسى عليه السلام قد انبئهم بان غضب الله عليهم نتيجه عصيانهم ونقضهم للعهد مع الله سيكون سببا بفنائهم وتشتتهم في بقاع  الارض وكما جاء في سفر التثنيه " أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. لاَ تُطِيلُونَ الأَيَّامَ عَلَيْهَا، بَلْ تَهْلِكُونَ لاَ مَحَالَةَ. * وَيُبَدِّدُكُمُ الرَّبُّ فِي الشُّعُوبِ، فَتَبْقَوْنَ عَدَدًا قَلِيلاً بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِي يَسُوقُكُمُ الرَّبُّ إِلَيْهَا. "  ( سفر التثنية:26-27\4)  وهو ما حصل معهم لانهم لم يملكوا على الارض المقدسه لاقل من 400 سنه. 

 

فالتفضيل كان لوقته وفي زمن محدد وتحت شروط محدده انتهى بنقض العهد مع الله سبحانه وتعالى وكما بينه القرآن الكريم في مواقع عديده كقوله سبحانه " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ "  [المائدة آيه 13]  ولقد لعنهم انبيائهم لعصيانهم وكفرهم كقوله عز وجل : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ " [المائدة آيه 78.

 

 

اسرائيل تذكروا نعمتي التي انعمت عليكم يوم فضلتكم على خلقي كلهم في الارض التي اعطيتكم (المكان) واصطفائي لكم عليهم في وقته , فالتفضيل هنا كان محدودا بزمن ومكان, كما يوضحه قوله سبحانه وتعالى: " وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ " [المائده: ايه 20] , فهذه الايه الكريمه توضح ماهيه هذا التفضيل الزماني والمكاني لبني اسرائيل, حيث ان الله سبحانه وتعالى قد فضل بني اسرائيل على العالمين لفتره محدوده (زمن ملكهم ونبوتهم) وبمكان محدد (ارض فلسطين) , وليس كما يدّعون بتفضيل الله سبحانه وتعالى لهم على باقي خلقه في كل زمان ومكان , وذلك بان جعل فيهم انبياء لزمن محدد انتهى بمجيء سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام, وجعل فيهم ملوكا في هذا المكان حتى فناء دولتهم على يد نبوخذ نصر (*) ومن ثم على يد القائد الروماني تيطس (**) سنه 70 ميلاديه وكما تنبأ لهم بذلك سيدنا عيسى عبد الله ورسوله وهو الحدث الذي سماه اليهود بخراب الهيكل.

موقع د. مهندس مأمون عبد القادر شاهين  الاعجاز القرآني برؤيا علمية متجدده

الماده العلميه في هذا الموقع هي جزأ من مقالات وكتب «د. مهندس مامون شاهين» المنشوره , لا يسمح بالاقتباس او النشر لاي من المواد او المقالات جزئيا او كليا دون ان  ينسب المقال الى «د. مهندس مامون شاهين» - يحظر استخدام العمل لأية غايات تجارية - يُحظر القيام بأي تعديل، تحوير أو تغيير في النص

Last Update: April 2018

© 2012-2017 by Mamoun A. Shahin. Proudly created with Wix.com

  • Wix Facebook page
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page
الرد على شبهات اهل الكتاب
الطعن في كرويه الارض في القران
قضايا فقهيه
الابتلاء والعقوبه الدنيويه
bottom of page